المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التصنيع بمساعدة الحاسوب ونظم مراقبة وتخطيط التصنيع وأنظمة التصنيع المرنة (CAM & MPCS & FMS)
2023-12-12
إعادة مستحقي الثواب الى الحياة
31-8-2022
Chen Prime
13-1-2021
إنتاج وتخزين سم النحل تجارياً
30-11-2015
العِوضان
2023-11-09
السيرة بين التاريخ والفولكلور.
2024-01-17


فوائد التأديب واضراره في تربية الطفل  
  
1312   09:51 صباحاً   التاريخ: 29-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص385 ــ 391
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

التأديب بجميع صوره وأشكاله يستطيع أن يجري في التربية وكذلك من المؤكد أن له فوائد، وذكر عدد هذه الفوائد غير ممكن في هذا البحث نحن مع رعاية الاختصار نذكر بعضاً منها. توجد موارد أخرى يستطيع المربّي أن يعرفها بتناسب تجاربه ومعارفه. أما تلك الموارد:

1ـ تقويم السلوك: التنبيه والتأديب له فائدة وهي أن الطفل يفيق عن سباته ويفهم أنه عمل عملاً خاطئاً ويجب أن يمتنع عن أعادته وتكراره. هذا الأمر يستطيع أن يتسم بالشرطية عند الأطفال.

الطفل الذي يؤدّب ويضرب بسبب خطأ ارتكبه حتى ان كان لا يعرف أن العمل خاطئ، على أساس الشرطية التي قال بها (بافلوف)، يعثر ويجد رابطة بين العمل والجزاء. يُفهم أنه متى ما عمل عملاً خاطئاً فأنه يجب أن يتحمل الألم والمشقة، ويصل الى نتيجة وهي انه من الأفضل أن يترك ذلك العمل.

2ـ كشف طريق الصواب: التأديب في بعض الأحيان يكون وسيلة للعثور على طريق الصواب بهذه الصورة: الطفل يؤدي عملاً، ويقطع طريقاً، يستفيد من اسلوب في العمل ولاجل هذه الاعمال يضرب ويؤدب. وبصورة لا ارادية يصل الى نتيجة أن هذا العمل غير قابل للإعادة والتكرار ولأجل الأمان من التأديب والضرب يجب أن يتخذ أسلوباً أو طريقاً مضاداً لذلك.

ومن المؤكد أن في مورد تقويم السلوك وكذلك في مورد كشف طريق الصواب يجب على الوالدين والمربين في المرحلة الأولى أن يبدأوا بإرشاد الطفل وهدايته وأن لا يريدوا ارشاد الطفل الى الطريق الصحيح بالضرب من الأول. ونحن بدون أن نؤيد هذا الأسلوب نقول إن التأديب له هذه الفوائد أيضاً.

3ـ آثاره الفورية: يمكن معرفة آثار التأديب الفورية وذلك إذا تصورنا طفلاً مشاكساً في البيت أو المدرسة يزاحم الآخرين، يوجد الفوضى ويسبب صدمات للآخرين، وبلجاجته في البيت يوجد المشاكل والأذية للآخرين.

يمكن أن تكون الضجة والبلاء والفوضى التي أوجدها لا تجعله أن ينتبه الى نفسه ويترك أعماله السيئة. في هذه الحالة من الممكن أن ترجع الأمور الى الهدوء والسكوت بلطمة واحدة وتقف أمام ضجته وبلواه وتوجد مجالاً للمربي حتى يرتب الأوضاع أو يتكلم بالكلام الذي يريد أن يقوله، ومن المؤكد أننا يجب أن نرى هل مثل هذا الأسلوب في محلّه أم لا.

4ـ تضعيف السلوك: التأديب في بعض الأحيان قد يفي بدور المضعف في سلوك الطفل. ما أكثر الأماني التي توجد في نفس الطفل ولكن الخوف من التأديب والمجازات لا تجعله يؤدي ذلك العمل أو مثل هذا الخوف يسبب في أن يؤخر هذا الطلب أو يتماهل ويتكاهل في اجراء ذلك العمل.

رعاية هذا الأمر يسبب في عدم اعتناء الطفل بالتدريج الى ذلك السلوك ولا يتجرأ بعد ذلك على ابراز عقائده ومطالبه بحرية. على هذا الأساس التأديب يستطيع أن يعدل سلوك الطفل في بعض الأحيان وحتى يقطع جذور بعض الأعمال الخاطئة في وجود الفرد.

5ـ ايجاد اليقظة: التأديب في بعض الأحيان يسبب في يقظة الانسان. بعبارة أخرى عامل منبه وموجد لليقظة من الممكن أن يحس الطفل في لحظة التأديب والضرب أن عمل المربي غير عادل وظلم ولكنه بعد ذلك خصوصاً عندما يكون وحيداً الى لحظات ينتبه الى نفسه ويعلم أن عمله كان غير صحيح وغير مناسب.

يحدث هذا الأمر خصوصاً عندما يقول له الوالدان والمربّون في حين تأديبه أن ذلك العمل خطأ ويفهموه لماذا يؤدبونه ويضربونه. أو يذكّروه بعواقب هذه الأمور ويفهموه انه في حالة الاستمرار على هذه الأعمال، ما هي المضاعفات السيئة التي ستوجه اليه فيما بعد.

6ـ التشديد في السلوك: هذه أيضاً فائدة أخرى للتأديب وهي. أن التأديب يستطيع أن يكون عاملاً محركاً للطفل لأجل أداء عمل أو سلوك بشدة أكثر ورغبة كبيرة، للمثال نقول:

الطفل خصص وقتاً معيناً للدرس والواجبات والمطالعة، لكي يكسب الدرجة المطلوبة. تنبيهات الآباء والمربّون لا تؤثر فيه، ولذلك يؤدب. هذا التأديب في الحقيقة يجعله يفكر بأن عمله وجهده لم يكن كافياً لأجل الوصول الى ذلك الهدف والمقصد. ويجب أن يجهد ويسعى أكثر من السابق. على هذا الأساس، التأديب أدى دور المحرك الى الطفل حتى يزيد من جهده وعمله.

أضرار التأديب والضرب

مع كل الفوائد التي ذكرناها للتأديب يجب أن لا نتوهّم أن التأديب ليس له أضرار، التأديب أيضاً له أضرار نشير الى بعض منها فيما بعد ولكن بصورة كلية، يجب ان نقول ان اضرار التأديب اكثر من منافعه، ولهذا السبب نقول أنه لا يجوز الاستفادة من التأديب إلا في الموارد الاستثنائية.

أمّا أضرار التأديب فهي:

1ـ تحطيم الشخصية: التأديب ان كان جسمياً أو أن كان بصورة نفسية من: اللوم، العتاب، التحقير، المحرومية و....، تحطّم شخصية الأفراد وتسحب هؤلاء الى الخمول والانزواء بالتدريج وفي بعض الأحيان تسبب في فساد شخصية الأفراد.

على أساس الروايات التي وردت عن أمير المؤمنين والامام السجاد والامام الصادق (عليهم السلام)، لا يجب أن نتوقع أملاً في الخير من الذين تحطّمت شخصيتهم. فهؤلاء الدنيا في نظرهم صغيرة وحقيرة ولذلك يرتكبون المعصية. لا نستطيع أن نأمن شر هؤلاء الأشخاص.

على أساس آراء كثير من علماء النفس، الحالات العصبية، والاصابات النفسية، والاختلالات النفسية، وعدم الالتزام بالسلوك الصحيح لكثير من الأطفال قابل للبحث والتوجه في هذا المجال حتى الأعمال الانضباطية الصعبة والأساليب الشديدة في الحياة أيضاً لها نفس هذه العوامل والآثار.

2ـ فقدان الثقة بالمربّين: التأديب في بعض الأحيان يسبب في سلب اعتماد الطفل عن الأبوين والمربين ويحسب هؤلاء أفراد ظالمين ومتجاوزين وغير عادلين. الطفل الذي يضرب من قبل الوالدين والمربين لا يستطيع أن يعتقد بحسن نية هؤلاء ولا يراهم قابلين للاعتماد.

هذا الأساس يوجد في الأطفال الصغار أكثر من غيرهم، خصوصاً ان لم يعرفوا لماذا ضربوا وما هو سبب تأديبهم هؤلاء يتوهمون أن الآباء لا يستفيدون من قدرتهم ومحبتهم لأطفالهم كاذبة.

من الطبيعي، عندما يسلب أعتماد الطفل من الوالدين والمربّين، فأن البرامج التربوية لا تكون مؤثّرة في هؤلاء وحتى تصير سبباً في هجر الوالدين والمربّين من قبل الأطفال وتشتتهم من حول هؤلاء.

3ـ تهيئة الجو للذهنية الخشنة: نعم من الممكن أن يمنع التأديب عن فوضى الأطفال ويرجع السكون والهدوء الى المحيط الفوضوي الذي صنعه الطفل، ولكنه من الممكن أن يسلب قدرة العمل والابتكار من المربي.

ما أكثر الأطفال الذين يعتقدون أن أسلوب والديهم ومربينهم نوع من الظلم وفرض القوة ويكسبون درساً خاطئاً وسيئاً من ذلك. التمرّد والطغيان، عدم الاعتناء بالوظيفة، برود العلاقات بين الأطفال والمربّين، والأهم من هذه كلّها اشاعة الخشونة فيما بينهم، كلها وجدت من آثار وعوارض التأديب الذي فعله الوالدين. ويحسبه الطفل نوع من أعمال الخشونة والظلم.

4ـ الخوف والاضطراب: التأديب في بعض الأحيان قد يسبّب في التمهيد الى الخوف والاضطراب في وجود الطفل. لكن خوف الطفل من الأبوين والمربين يسبب في أن الطفل يسعى في الهروب من هؤلاء في جميع الأوقات.

وأما الاضطراب فيسبّب في سلب الهدوء والراحة والقدرة على العمل والجهد من الطفل في تلك الحالة لا يكون للطفل وضع عادي ومنسجم مع الآخرين. بصورة عامة. يجب أن نؤكد على هذه النكتة وهي أن الاختلالات النفسية الناشئة من الخوف والاضطراب، هو الاحساس بعدم الأمان، لها آثار سيئة، على حياة الأطفال وتسبب الاختلال في وضع حياته الحالية والمستقبلية.

5ـ التسليم والعبودية: من الممكن أن يكون التأديب سبباً في تسليم الطفل وتحطيمه. لا يكون المربّي في تلك الحالة موفق أيضاً لأنه في تلك الحالة يكون الطفل دائماً بصدد اخفاء أعماله والتدبير من أجل خلاص نفسه.

التسليم الناشئ من القوة غير التسليم الناشئ عن المنطق والاستدلال. عندما يقتنع الطفل بالوجدان ويستسلم، فانه يذهب لأجراء أوامر وارشادات المربي ولكنه عندما يحس أن التسليم كان ناشئ من القوة وفرض القدرة فأنه يسعى بشتى الطرق لأجل الهروب من الأوامر.

يجب أن نعرف من ناحية أخرى، ماهية الفائدة من الطفل الذي يكون مطيعاً لأجل الخوف من الضرب والتأديب ويستسلم بعبودية عمياء لهؤلاء. مثل هذا الأمر لا يتوافق مع انسانية الانسان، والذي يتعود على الاستسلام في مقابل القوة والظلم ستقع حياته المستقبلة في خطر.

6ـ الجريمة والاجرام: بيّنت البحوث أن التأديب تنتج عنه في بعض الموارد الجريمة والاجرام ويمهد المجال لتحويل عناصر مجرمة الى المجتمع. على أساس البحوث والتحقيقات التي أجريت، فأن كثيراً من الأفراد الذين يرتكبون الجرائم، في السنين القادمة لحياتهم أو الأفراد الفاسدين والعاطلين من جملة الاشخاص الذين كانوا يضربون ضرباً شديداً في الماضي وبسبب هذه الخشونة تولّدت عقدة في نفسية هؤلاء.

هذا الأمر خصوصاً، يصدق على الذين ضربوا ضرباً مضاعفاً وتحمّلوا هتك الحرمة والشرف أيضاً. مثل هؤلاء الأفراد يكونوا حاضرين لتفريغ عقدتهم في السنين الآتية ويرتكبون كل دناءة ويمهدون المجال لعدم أمن المحيط وإيجاد المزاحمة للآخرين.

7ـ سوء التعليمات: الضرب والتأديب الذي لا تكون علته واضحة الى الطفل يسبب في كسب الطفل درساً سيئاً من ذلك. هذا التعليم الخاطئ الذي يكسبه الطفل يكون بصورة تقوية منطق القوة واعمال الخشونة ويسوق هؤلاء الى أذية وتعذب الآخرين.

يوجد أطفال يُعرفون بالمتنازعين وكلما تواجهوا مع الأطفال الذين هم أضعف منهم فانهم يبدأون بظلمهم وفرض القوة عليهم هذا العمل والسلوك ناشئ من الدرس الخاطئ الذي اكتسبوه من آبائهم ومربّيهم من ناحية. ومن ناحية أخرى لأجل التخفيف من عقدته وتحرير نفسه من الضغوط النفسية في داخله.

8ـ تهدئة الوجدان: الطفل الذي عمل عملاً سيئاً وبعد ذلك اُدب من قبل الوالدين أو غيرهم، يحس نفسه بريء الذمة في ذلك المجال، وجدانه هادئ ومرتاح لأنه عمل عملاً سيئاً وتحمّل عقوبته. وهذا الأمر يثبت في ذهنه نوع من معاملة الذنب ويقتل الوجدان في وجوده وداخله.

بعد ذلك إذا رغب بنفس الخطأ وارتكب نفس الزلة، فأنه يدخل الى ذلك الوادي بجرأة، ويعرف من الآن ما سيكون وضعه في المستقبل. يعرف انه في مقابل هذه الزلة ما هي العقوبة والصعوبة التي سيلاقيها ويبدأ بالمعاملة مع والديه ومربيه. الذنب والخطأ منه، والضرب والتأديب من الوالدين والمربّين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.