أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2015
1835
التاريخ: 1-02-2015
1510
التاريخ: 29-09-2015
8144
التاريخ: 12-10-2014
1564
|
بلال الحبشي
هو أبو عبد الرحمن ، وقيل : أبو عمرو ، وقيل : أبو عبد الكريم بلال بن رباح الحبشي ، التيمي بالولاء ، أمّه حمامة .
أحد صحابة النبي صلّى اللّه عليه وآله الأجلّاء ، ومن السابقين إلى الإسلام ، محدّث صادق ، فصيح اللسان .
كان أبوه من سبي الحبشة ، ولد هو في مكّة ، ولما بزغ نور الإسلام أسلم وصحب النبي صلّى اللّه عليه وآله وصار خادمه وخازنه ومؤذنه ، فكان أوّل من أذّن في الإسلام .
كان مولى لأميّة بن خلف ، فلما أسلم بلال أخذ أميّة يعذّبه أشدّ العذاب ليرتدّ عن الإسلام ويقول له : ربّك اللّات والعزّى ، فكان بلال يجيبه قائلا : أحد أحد . اشتراه أبو بكر بن أبي قحافة ثم أعتقه .
ولإسلامه كان أبو جهل يبطحه على وجه الأرض تحت حرارة الشمس ، ويضع الرحاء عليه حتى تصهره الشمس ، فيقول له : اكفر برب محمّد صلّى اللّه عليه وآله ، فيقول بلال : أحد أحد .
شهد مع النبي صلّى اللّه عليه وآله بدرا وأحدا وبقيّة المشاهد .
عندما هاجر آخى النبي صلّى اللّه عليه وآله بينه وبين أبي عبيدة بن الحارث ، ولم يزل يؤذّن للنبي صلّى اللّه عليه وآله في سفره وحضره ، فلما قبض النبي صلّى اللّه عليه وآله لزم بيته ولم يؤذّن لأحد من الخلفاء ، ثم خرج إلى الشام ، ولم يزل بها حتى توفّي بدمشق بمرض الطاعون سنة 20 هـ ، وقيل :
سنة 21 هـ ؛ وقيل : سنة 17 هـ ، وقيل : سنة 18 هـ ؛ وقيل : توفّي بحلب أو في داريا ، وقبره في دمشق يزار ، وكان عمره يوم توفّي بضعا وستين سنة ، وكان من الذين شهد لهم النبي صلّى اللّه عليه وآله بالجنّة .
قبل وفاته جاء إلى المدينة ، فأتى قبر النبي صلّى اللّه عليه وآله وجعل يبكي ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسنان عليهما السّلام ، فجعل يقبّلهما ويضمّهما إلى صدره ، فقالا له : نحبّ أن تؤذّن ، فعلا سطح المسجد النبوي وأذّن ، فلما سمع الناس صوته ضجّوا بالبكاء والنحيب ، وتذكّروا أيّام النبي صلّى اللّه عليه وآله .
كان شديد الموالاة لأهل بيت النبوّة ، معظّما للإمام أمير المؤمنين عليه السّلام ، ممتنعا عن بيعة أبي بكر ومنحرفا عنه .
في أحد الأيام أخذ عمر بن الخطاب بتلابيبه عندما امتنع عن مبايعة أبي بكر ، وقال له : يا بلال ! هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك ، فلا تبايعه ، فقال بلال : إن كان أبو بكر أعتقني للّه فليدعني للّه ، وإن كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا ، وأمّا بيعته فما كنت أبايع أحدا لم يستخلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله - في أعناقنا - إلى يوم القيامة ، فقال له عمر :
لا أبا لك ، لا تقم معنا ، فارتحل إلى بلاد الشام .
له شعر منه :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة * بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنّة * وهل يبدون لي شامة وطفيل
القرآن المجيد وبلال
شملته الآية 207 من سورة البقرة : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ }.
والآية 51 من سورة الأنعام : {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ . . . .}
كان فريق من المسلمين الأوائل ، كالمترجم له وأمثاله يسبقون الناس إلى مجلس النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ، فيجيء الأشراف والسادات من قريش وغيرهم إلى مجلس النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وقد جلس المسلمون المستضعفون أمثال بلال عند النبي صلّى اللّه عليه وآله ، فكان الأشراف يجلسون ناحية من المجلس ، وكانوا يقولون للنبي صلّى اللّه عليه وآله : نحن سادة قومك وأشرافهم ، فلو أدنيتنا منك ونحّيت بلالا وأمثاله عن مجلسك لكان ذلك أحسن وأجمل ، فنزلت الآية 52 من نفس السورة في المترجم له وأشباهه من المؤمنين :{ وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ . . . .}
وفي أحد الأيام دخل بعض رؤساء المشركين على النبي صلّى اللّه عليه وآله فوجدوا عنده جماعة من المسلمين بينهم المترجم له ، فقالوا للنبي صلّى اللّه عليه وآله : لو أبعدت هؤلاء وطردتهم لآمنّا بك واتبعناك ، فنزلت الآية 53 من نفس السورة :{ وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }.
وشملته الآية 41 من سورة النحل :{ وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا . . . .}
ونزلت فيه وفي أمثاله من المسلمين الّذين عذّبوا على يد المشركين الآية 106 من السورة السابقة : {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ . . . .}
وشملته الآية 110 من نفس السورة :{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا . . . .}
والآية 28 من سورة الكهف : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ . . .} .
والآية 109 من سورة المؤمنون : {إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ }.
ولمّا فتح النبي صلّى اللّه عليه وآله مكّة سنة 8هـ أمر بلالا بأن يؤذّن على ظهر الكعبة ، فصعد وأذّن ، فقال المشركون والمنافقون أقاويل كثيرة ، فمنهم من قال : الحمد لله الّذي قبض أبي حتى لا يرى هذا اليوم ، وقال آخر : أما وجد محمّد صلّى اللّه عليه وآله غير هذا الغراب الأسود مؤذنا ، وقال آخرون : يا عباد اللّه ! هذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة ، وغير ذلك من كلمات التعيير لبلال ، فنزلت الآية 13 من سورة الحجرات : {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ . . . .} « 1 »
____________
( 1 ) . الاختصاص ، ص 73 ؛ أسباب النزول ، للسيوطي - حاشية تفسير الجلالين - ، ص 407 و 606 و 625 ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص 177 و 232 و 331 و 332 ؛ الاستيعاب - حاشية الإصابة - ، ج 1 ، ص 141 - 144 ؛ أسد الغابة ، ج 1 ، ص 206 - 209 ؛ الاشتقاق ، ص 129 ؛ الإصابة ، ج 1 ، ص 165 ؛ الأعلام ، ج 2 ، ص 73 ؛ أعيان الشيعة ، ج 3 ، ص 601 - 605 ؛ الأغاني ، ج 3 ، ص 120 و 121 ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص 101 ؛ البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 104 و 105 ؛ بهجة الآمال ، ج 2 ، ص 420 - 427 ؛ البيان والتبيين ، ج 2 ، ص 282 ؛ تاج العروس ، ج 7 ، ص 234 ؛ تاريخ الاسلام ، ص 56 و 57 و 140 و 142 و 217 و ( المغازي ) ، ص 60 و 443 و 551 و 555 و 604 و ( عهد الخلفاء الراشدين ) ، ص 12 و 201 و 203 و 204 و 205 و 563 و 572 و 599 و 635 ؛ تاريخ حبيب السير ، ج 1 ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج 2 ، ص 365 و 461 و 548 ؛ تاريخ الخميس ، ج 2 ، ص 245 ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج 1 ، ص 13 و 64 و 122 وج 2 ، ص 451 ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج 2 ، ص 106 ؛ تاريخ گزيده ، ص 210 ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج 1 ، ص 198 ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، راجع فهرسته ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج 6 ، ص 383 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج 1 ، ص 56 ؛ التحرير الطاوسي ، ص 59 ؛ تفسير البحر المحيط ، ج 5 ، ص 492 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج 1 ، ص 544 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص 33 و 588 ؛ تفسير أبي السعود ، ج 5 ، ص 115 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص 337 ؛ تفسير الصافي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج 2 ، ص 278 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج 2 ، ص 135 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج 1 ، ص 110 ؛ تنقيح المقال ، ج 1 ، ص 182 و 183 ؛ تنوير المقباس ، ص 224 ؛ تهذيب الأحكام ، ج 2 ، ص 284 ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج 1 ، ص 136 و 137 ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج 3 ، ص 304 - 318 ؛ تهذيب التهذيب ، ج 1 ، ص 441 ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج 1 ، ص 347 ؛ تهذيب الكمال ، ج 4 ، ص 288 - 291 ؛ توضيح الاشتباه ، ص 81 ؛ الثقات ، ج 3 ، ص 28 ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج 10 ، ص 107 وراجع فهرسته ؛ الجامع في الرجال ، ج 1 ، ص 329 و 330 ؛ جامع الرواة ، ج 1 ، ص 131 ؛ الجرح والتعديل ، ج 2 ، ص 395 ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج 1 ، ص 60 ؛ جوامع الجامع ، ص 244 وراجع مفتاح التفاسير ؛ حلية الأولياء ، ج 1 ، ص 147 - 151 ؛ حياة الصحابة ، ج 1 ، ص 242 و 400 وج 2 ، ص 221 وج 3 ، ص 167 وغيرها ؛ الخصال ، ص 312 ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص 45 ؛ دائرة معارف الاسلامية ، ج 4 ، ص 73 ؛ دائرة معارف البستاني ، ج 5 ، ص 542 ؛ الدرجات الرفيعة ، ص 362 - 371 ؛ الدر المنثور ، راجع مفتاح التفاسير ؛ دول الاسلام ، ص 8 ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ رجال الحلي ، ص 27 ؛ رجال ابن داود ، ص 58 ؛ رجال الطوسي ، ص 8 ؛ رجال الكشي ، ص 39 ؛ الروض الأنف ، ج 3 ، ص 199 ؛ الروض المعطار ، ص 157 و 240 و 336 و 396 و 401 ؛ سفينة البحار ، ج 1 ، ص 104 و 105 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 1 ، ص 347 ؛ السيرة النبوية ، لابن إسحاق ، راجع فهرسته ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج 4 ، ص 657 ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج 1 ، ص 339 و 340 وج 2 ، ص 155 و 284 و 285 و 338 وج 4 ، ص 56 ؛ شذرات الذهب ، ج 1 ، ص 30 ؛ شواهد التنزيل ، ج 1 ، راجع فهرسته ؛ صفوة الصفوة ، ج 1 ، ص 434 - 440 ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص 19 و 298 ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج 3 ، ص 232 - 239 ؛ العبر ، ج 1 ، ص 18 ؛ العقد الثمين ، ج 3 ، ص 378 - 380 ؛ العقد الفريد ، ج 1 ، ص 80 ؛ العندبيل ، ج 1 ، ص 80 ؛ عيون الأثر ، ج 1 ، ص 204 وج 2 ، ص 311 ؛ فرهنگ معين ، ج 5 ، ص 274 ، فرهنگ نفيسى ، ج 1 ، ص 633 ؛ قاموس الرجال ، ج 2 ، ص 392 - 400 ؛ القاموس المحيط ، ج 3 ، ص 337 ؛ قصص القرآن ، لمحمد احمد جاد المولى ، ص 257 - 260 ، الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 66 و 569 وراجع فهرسته ؛ كشف الأسرار ، ج 5 ، ص 387 وراجع فهرسته ؛ الكنى والألقاب ، ج 1 ، ص 304 ؛ لسان العرب ، ج 11 ، ص 68 وراجع فهرسته ؛ لغتنامه دهخدا ، ج 11 ، ص 277 ؛ مجمع الرجال ، ج 1 ، ص 281 ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص 281 و 282 و 460 ؛ المحبر ، ص 70 و 73 و 91 و 183 و 288 ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج 1 ، ص 376 - 378 ؛ مشاهير علماء الأعصار ، ص 53 ؛ معجم الثقات ، ص 258 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 3 ، ص 364 - 367 ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج 5 ، ص 18 وج 6 ، ص 502 وج 7 ، ص 443 وج 8 ، ص 789 وغيرها ؛ منتهى الإرب ، ج 1 ، ص 104 ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج 1 ، ص 183 و 184 و 194 ؛ منهج المقال ، ص 72 ؛ مواهب الجليل ، ص 350 ؛ النجوم الزاهرة ، ج 1 ، ص 74 و 75 ؛ نسب قريش ، ص 208 ؛ نقد الرجال ، ص 61 ؛ نمونه بينات ، ص 334 و 336 و 480 و 491 و 747 و 748 ؛ النوادر من مستطرفات السرائر ، ص 94 ؛ الوافي بالوفيات ، ج 10 ، ص 276 و 277 ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج 1 ، ص 2 ، راجع فهرسته ؛ وفيات الأعيان ، ج 3 ، ص 70 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|