أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2023
1424
التاريخ: 13-1-2023
1336
التاريخ: 10-1-2023
1694
التاريخ: 15-05-2015
3084
|
إنّ الذي فجّر الثورة على الحاكم العبّاسي هو « الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) » .
أسباب الثورة
والأسباب التي أدّت إلى الثورة عديدة ، نذكر منها سببين :
الأوّل : الاضطهاد والإذلال الذي مارسه الخلفاء العبّاسيون ضد العلويين واستبداد موسى الهادي على وجه الخصوص .
الثاني : الولاة الذين عيّنهم موسى الهادي على المدينة مثل تعيينه إسحاق ابن عيسى بن علي الذي استخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز .
وقد بالغ هذا الأثيم في اذلال العلويين وظلمهم فالزمهم بالمثول عنده كل يوم ، وفرض عليهم الرقابة الشخصية فجعل كل واحد منهم يكفل صاحبه بالحضور ، وقبضت شرطته على كل من الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن ، ومسلم بن جندب وعمر بن سلام ، وادّعت الشرطة انها وجدتهم على شراب فأمر بضربهم ، وجعل في أعناقهم حبالا ، وأمر أن يطاف بهم في الشوارع ليفضحهم[1].
وفي سنة ( 169 ه ) عزم الحسين بن علي - صاحب فخ - على الخروج وفاتح الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) بالأمر وطلب منه المبايعة فقال له الإمام ( عليه السّلام ) :
« يا ابن عم لا تكلّفني ما كلّف ابن عمك ، عمك أبا عبد اللّه فيخرج مني ما لا أريد ، كما خرج من أبي عبد اللّه ما لم يكن يريد » . فقال له الحسين : إنّما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت فيه . وان كرهته لم أحملك عليه واللّه المستعان ، ثم ودّعه .
فجمع الحسين أصحابه مثل يحيى ، وسليمان ، وإدريس بن عبد اللّه بن الحسن ، وعبد اللّه بن الحسن الأفطس وغيرهم .
فلما أذّن المؤذن الصبح دخلوا المسجد ونادوا أحد أحد ، وصعد الأفطس المنارة ، وأجبر المؤذّن على قول : حيّ على خير العمل وصلى الحسين بالناس الصبح .
فخطب بعد الصلاة وبايعه الناس ، وبعد أن استولى على المدينة توجّه نحو مكة وبعد أن وصل إلى ( فخ ) فعسكر فيه وكان معه ( 300 ) مقاتل ولحقته الجيوش العبّاسية وبعد صراع رهيب استشهد الحسين وأصحابه وأرسلت رؤوس الأبرار إلى الطاغية موسى الهادي ، ومعهم الأسرى وقد قيّدوا بالحبال والسلاسل ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد ، وأمر الطاغية بقتلهم فقتلوا صبرا وصلبوا على باب الحبس[2].
نتائج الثورة
بعد ان انتهت الثورة باستشهاد « الحسين صاحب فخ » وصحبه أخذ الهادي يتوعّد الأحياء منهم ، وقد ذكر سيدهم الإمام موسى قائلا : واللّه ما خرج حسين إلّا عن أمره ، ولا اتّبع إلّا محبته ، لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت . قتلني اللّه ان أبقيت عليه[3].
وكتب علي بن يقطين إلى الإمام موسى ( عليه السّلام ) بصورة الأمر فورد الكتاب ، فلما أصبح أحضر أهل بيته وشيعته فاطّلعهم على ما ورد عليه من الخبر فقال : ما تشيرون في هذا ؟
فقالوا : نشير عليك - أصلحك اللّه - وعلينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبّار وتغيّب شخصك دونه .
فتبسم الإمام موسى ( عليه السّلام ) ثم تمثّل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة وهو :
زعمت سخينة أن ستغلب ربّها * فليغلبنّ مغالب الغلاب
وأقبل الإمام نحو القبلة ودعا بدعاء الجوشن الصغير المعروف الوارد عنه ( عليه السّلام ) ثم قال ( عليه السّلام ) : « قد - وحرمة هذا القبر - مات في يومه هذا واللّه إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ[4] » .
قال الراوي : ثم قمنا إلى الصلاة وتفرّق القوم فما اجتمعوا إلّا لقراءة الكتاب الوارد بموت الهادي والبيعة للرشيد[5].
تحليل ثورة فخ وموقف الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) منها
لقد استعرضنا فيما سبق نشاط الإمام لاكمال بناء الجماعة الصالحة لا يصالها إلى المستوى العالي من العقيدة والايمان والوعي السياسي الذي يهيّء الأرضية لانجاز المشروع التغييري الإسلامي الكبير .
أما العامل الثاني الذي يتكامل به انجاز هذا المشروع ، فهو تحريك ضمير الأمة وتحرير ارادتها إلى حدّ يمنحها القوة والصلابة ويمنعها من التنازل عن كرامتها ، والذوبان في سياسة الظالمين وذلك من خلال استمرار العمل الثوري ضد الحكومات الظالمة ، فانطلاقا من هذه الضرورة يمكن أن نلخّص موقف الإمام موسى من واقعة ( فخ ) بما يلي :
1 - لم يكن موقف الإمام ( عليه السّلام ) في هذه المرحلة موقفا ثوريا ضد نظام الحكم القائم .
2 - صرّح الإمام ( عليه السّلام ) بموقفه من الثورة لزعيمها ( الحسين ) عندما طلب منه المبايعة وذكّره بموقف الإمام الصادق ( عليه السّلام ) من ثورة محمد ذي النفس الزكية ، وسوف يكون موقفه كأبيه فيما إذا أصرّ الحسين على ضرورة المبايعة[6].
3 - عندما استولى الحسين على المدينة وصلّى بالناس صلاة الصبح لم يتخلف عنه أحد من الطالبيين إلّا الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن وموسى بن جعفر ( عليه السّلام )[7].
4 - صدر من الإمام تأييد ومساندة صريحة لحركة الحسين وثورته عندما عزم عليها في قوله ( عليه السّلام ) : « إنّك مقتول فأحدّ الضراب ، فان القوم فسّاق يظهرون ايمانا ويضمرون نفاقا وشركا ، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون وعند اللّه أحتسبكم من عصبة »[8].
5 - ولمّا سمع الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) بمقتل الحسين ( رض ) بكاه وابّنه بهذه الكلمات : « إنّا للّه وإنّا اليه راجعون ، مضى واللّه مسلما صالحا صوّاما قوّاما ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله »[9].
موسى الهادي يحاول عزل الرشيد من ولاية العهد :
قال اليعقوبي : وشجرت بين موسى وأخيه الوحشة فعزم على خلعه وتصيير ابنه جعفر وليّ العهد ، ودعا القوّاد إلى ذلك ، فتوقف عامتهم وأشاروا عليه أن لا يفعل ، وسارع بعضهم وقووا عزيمته في ذلك وأعلموه أن الملك لا يصلح إن صار إلى هارون ، فكان ممن سعى في خلعه أبو هريرة محمد بن فرّوخ الأزدي القائد من الأزد ، وقد كان موسى وجّه به في جيش كثير يستنفر من بالجزيرة والشام ومصر والمغرب ويدعو الناس إلى خلع هارون ، فمن أبى جرّد فيهم السيف فسار حتى صار إلى الرقة فأتاه الخبر بوفاة موسى[10].
ومات موسى الهادي لأربع عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ( 170 ه )[11].
[1] بحار الأنوار : 48 / 161 عن الاصفهاني في مقاتل الطالبيين .
[2] تاريخ الطبري : 10 / 29 وبحار الأنوار : 48 / 161 - 165 عن مقاتل الطالبيين .
[3] بحار الأنوار : 48 / 150 - 153 عن ابن طاووس في مهج الدعوات : 217 .
[4] الذاريات ( 51 ) : 23 .
[5] بحار الأنوار : 48 / 217 ، ح 17 عن مهج الدعوات لابن طاووس .
[6] أصول الكافي : 1 / 366 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 161 .
[7] بحار الأنوار : 48 / 163 عن الاصفهاني في مقاتل الطالبيين .
[8] أصول الكافي : 1 / 366 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 160 ، ح 6 .
[9] بحار الأنوار : 48 / 165 عن الاصفهاني في مقاتل الطالبيين .
[10] تأريخ اليعقوبي : 2 / 405 .
[11] تاريخ اليعقوبي : 2 / 407 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|