المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Stops
2024-05-27
الإمام علي (عليه السلام) يشبه النبي أيوب (عليه السلام)
2023-11-18
إجهاد الانحناء bending stress
12-1-2018
سبب الجنابة
23-1-2020
عرب إسبانية.
2024-08-15
تسمم طوائف النحل
2024-05-22


ثورة فخ  
  
1693   08:23 مساءً   التاريخ: 10-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص113-117
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

إنّ الذي فجّر الثورة على الحاكم العبّاسي هو « الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) » .

أسباب الثورة

والأسباب التي أدّت إلى الثورة عديدة ، نذكر منها سببين :

الأوّل : الاضطهاد والإذلال الذي مارسه الخلفاء العبّاسيون ضد العلويين واستبداد موسى الهادي على وجه الخصوص .

الثاني : الولاة الذين عيّنهم موسى الهادي على المدينة مثل تعيينه إسحاق ابن عيسى بن علي الذي استخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز .

وقد بالغ هذا الأثيم في اذلال العلويين وظلمهم فالزمهم بالمثول عنده كل يوم ، وفرض عليهم الرقابة الشخصية فجعل كل واحد منهم يكفل صاحبه بالحضور ، وقبضت شرطته على كل من الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن ، ومسلم بن جندب وعمر بن سلام ، وادّعت الشرطة انها وجدتهم على شراب فأمر بضربهم ، وجعل في أعناقهم حبالا ، وأمر أن يطاف بهم في الشوارع ليفضحهم[1].

وفي سنة ( 169 ه ) عزم الحسين بن علي - صاحب فخ - على الخروج وفاتح الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) بالأمر وطلب منه المبايعة فقال له الإمام ( عليه السّلام ) :

« يا ابن عم لا تكلّفني ما كلّف ابن عمك ، عمك أبا عبد اللّه فيخرج مني ما لا أريد ، كما خرج من أبي عبد اللّه ما لم يكن يريد » . فقال له الحسين : إنّما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت فيه . وان كرهته لم أحملك عليه واللّه المستعان ، ثم ودّعه .

فجمع الحسين أصحابه مثل يحيى ، وسليمان ، وإدريس بن عبد اللّه بن الحسن ، وعبد اللّه بن الحسن الأفطس وغيرهم .

فلما أذّن المؤذن الصبح دخلوا المسجد ونادوا أحد أحد ، وصعد الأفطس المنارة ، وأجبر المؤذّن على قول : حيّ على خير العمل وصلى الحسين بالناس الصبح .

فخطب بعد الصلاة وبايعه الناس ، وبعد أن استولى على المدينة توجّه نحو مكة وبعد أن وصل إلى ( فخ ) فعسكر فيه وكان معه ( 300 ) مقاتل ولحقته الجيوش العبّاسية وبعد صراع رهيب استشهد الحسين وأصحابه وأرسلت رؤوس الأبرار إلى الطاغية موسى الهادي ، ومعهم الأسرى وقد قيّدوا بالحبال والسلاسل ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد ، وأمر الطاغية بقتلهم فقتلوا صبرا وصلبوا على باب الحبس[2].

نتائج الثورة

بعد ان انتهت الثورة باستشهاد « الحسين صاحب فخ » وصحبه أخذ الهادي يتوعّد الأحياء منهم ، وقد ذكر سيدهم الإمام موسى قائلا : واللّه ما خرج حسين إلّا عن أمره ، ولا اتّبع إلّا محبته ، لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت . قتلني اللّه ان أبقيت عليه[3].

وكتب علي بن يقطين إلى الإمام موسى ( عليه السّلام ) بصورة الأمر فورد الكتاب ، فلما أصبح أحضر أهل بيته وشيعته فاطّلعهم على ما ورد عليه من الخبر فقال : ما تشيرون في هذا ؟

فقالوا : نشير عليك - أصلحك اللّه - وعلينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبّار وتغيّب شخصك دونه .

فتبسم الإمام موسى ( عليه السّلام ) ثم تمثّل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة وهو :

زعمت سخينة أن ستغلب ربّها * فليغلبنّ مغالب الغلاب

وأقبل الإمام نحو القبلة ودعا بدعاء الجوشن الصغير المعروف الوارد عنه ( عليه السّلام ) ثم قال ( عليه السّلام ) : « قد - وحرمة هذا القبر - مات في يومه هذا واللّه إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ[4] » .

قال الراوي : ثم قمنا إلى الصلاة وتفرّق القوم فما اجتمعوا إلّا لقراءة الكتاب الوارد بموت الهادي والبيعة للرشيد[5].

تحليل ثورة فخ وموقف الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) منها

لقد استعرضنا فيما سبق نشاط الإمام لاكمال بناء الجماعة الصالحة لا يصالها إلى المستوى العالي من العقيدة والايمان والوعي السياسي الذي يهيّء الأرضية لانجاز المشروع التغييري الإسلامي الكبير .

أما العامل الثاني الذي يتكامل به انجاز هذا المشروع ، فهو تحريك ضمير الأمة وتحرير ارادتها إلى حدّ يمنحها القوة والصلابة ويمنعها من التنازل عن كرامتها ، والذوبان في سياسة الظالمين وذلك من خلال استمرار العمل الثوري ضد الحكومات الظالمة ، فانطلاقا من هذه الضرورة يمكن أن نلخّص موقف الإمام موسى من واقعة ( فخ ) بما يلي :

1 - لم يكن موقف الإمام ( عليه السّلام ) في هذه المرحلة موقفا ثوريا ضد نظام الحكم القائم .

2 - صرّح الإمام ( عليه السّلام ) بموقفه من الثورة لزعيمها ( الحسين ) عندما طلب منه المبايعة وذكّره بموقف الإمام الصادق ( عليه السّلام ) من ثورة محمد ذي النفس الزكية ، وسوف يكون موقفه كأبيه فيما إذا أصرّ الحسين على ضرورة المبايعة[6].

3 - عندما استولى الحسين على المدينة وصلّى بالناس صلاة الصبح لم يتخلف عنه أحد من الطالبيين إلّا الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن وموسى بن جعفر ( عليه السّلام )[7].

4 - صدر من الإمام تأييد ومساندة صريحة لحركة الحسين وثورته عندما عزم عليها في قوله ( عليه السّلام ) : « إنّك مقتول فأحدّ الضراب ، فان القوم فسّاق يظهرون ايمانا ويضمرون نفاقا وشركا ، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون وعند اللّه أحتسبكم من عصبة »[8].

5 - ولمّا سمع الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) بمقتل الحسين ( رض ) بكاه وابّنه بهذه الكلمات : « إنّا للّه وإنّا اليه راجعون ، مضى واللّه مسلما صالحا صوّاما قوّاما ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله »[9].

موسى الهادي يحاول عزل الرشيد من ولاية العهد :

قال اليعقوبي : وشجرت بين موسى وأخيه الوحشة فعزم على خلعه وتصيير ابنه جعفر وليّ العهد ، ودعا القوّاد إلى ذلك ، فتوقف عامتهم وأشاروا عليه أن لا يفعل ، وسارع بعضهم وقووا عزيمته في ذلك وأعلموه أن الملك لا يصلح إن صار إلى هارون ، فكان ممن سعى في خلعه أبو هريرة محمد بن فرّوخ الأزدي القائد من الأزد ، وقد كان موسى وجّه به في جيش كثير يستنفر من بالجزيرة والشام ومصر والمغرب ويدعو الناس إلى خلع هارون ، فمن أبى جرّد فيهم السيف فسار حتى صار إلى الرقة فأتاه الخبر بوفاة موسى[10].

ومات موسى الهادي لأربع عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ( 170 ه )[11].

 

[1] بحار الأنوار : 48 / 161 عن الاصفهاني في مقاتل الطالبيين .

[2] تاريخ الطبري : 10 / 29 وبحار الأنوار : 48 / 161 - 165 عن مقاتل الطالبيين .

[3] بحار الأنوار : 48 / 150 - 153 عن ابن طاووس في مهج الدعوات : 217 .

[4] الذاريات ( 51 ) : 23 .

[5] بحار الأنوار : 48 / 217 ، ح 17 عن مهج الدعوات لابن طاووس .

[6] أصول الكافي : 1 / 366 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 161 .

[7] بحار الأنوار : 48 / 163 عن الاصفهاني في مقاتل الطالبيين .

[8] أصول الكافي : 1 / 366 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 160 ، ح 6 .

[9] بحار الأنوار : 48 / 165 عن الاصفهاني في مقاتل الطالبيين .

[10] تأريخ اليعقوبي : 2 / 405 .

[11] تاريخ اليعقوبي : 2 / 407 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.