المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



أسباب إهمال الصلاة / الأسباب المتعلقة بالمراهق نفسه  
  
1172   08:34 صباحاً   التاريخ: 9-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : كيف نوجه شبابنا نحو الصلاة
الجزء والصفحة : ص35ــ36
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2016 2885
التاريخ: 6-12-2018 2036
التاريخ: 2023-08-14 1025
التاريخ: 19-4-2022 2621

إننا لا نبحث عن هذه الأسباب لأجل الاطلاع على جذور قضية لا نستطيع القيام بأي إجراء فعال حيالها، فقبل اتخاذ أي قرار لإكراه المراهق الذي لا يعتقد بالصلاة على أدائها، أو أداء أية فرائض دينية اخرى، ينبغي أقلاً دراسة الأسباب التي تعيقه عن أداء الصلاة، وما هو موقفه الشخصي في هذا الباب؟ هل يدعي أن الصلاة لم تجب عليه بعد؟ أم إنه يعتبرها عبثاً لا طائل من ورائه؟

هل هو مُستاءٌ من والديه ومربيه، أم من الرموز والقدوات التي تمثل الدين والعبادة والصلاة؟ هل يريد إبراز تمرده وعصيانه عن هذا الطريق؟ أم هو كسول ومتهاون؟ أم لا وقت لديه؟ .. وأمثال ذلك.

يُستخلص من جملة الدراسات التي أجريت على الحوارات، ومن استطلاع الآراء، والمشاهدات العينية، والتجارب العملية، ومن تجارب المتخصصين، وتحقيقات علماء النفس التربويين، والمعلومات المستحصلة من الابوين والمعلمين، مجموعة من الحقائق، أهمها:

- الاسباب المتعلقة بالمراهق نفسه

ويمكن التحدث في هذا المجال عن أسباب وعوامل كثيرة، يعد من أبرزها:

أ - الجهل بأهمية هذه المسألة، وعدم إدراك قيمة التعاليم الدينية، وانعدام المعرفة بالواجبات والتكاليف...

ب - الكسل والاهمال، لا سيما أن البعض منهم يشعر بالنحول والاسترخاء في دور المراهقة، فيميل الى الاضطجاع في أحد الزوايا بعيداً عن أي نشاط.

ج- الغفلة والتماهل وقتل الوقت بغير حساب، وإضاعته الى حين انتهاء وقت الصلاة.

د - الترهل والاسترخاء، وحدة المزاج، وهذه أيضاً من مؤشرات عدم إدراك لذة الارتباط بالله.

هـ - محاولة إثبات الوجود، وإظهار الشخصية، وإدعاء القدرة على التمرد والعصيان.

و - الشعور بالذنب من الانزلاقات السابقة، والتصور بأن السيل قد بلغ الزبى فما فائدة الصلاة!

ز - وأخيراً، عدم التعود على العبادة، وافتقاد الروحية اللازمة لهذا التوجه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.