المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24



مشكلة المربين في علاقتهم مع المراهقين  
  
1379   03:30 مساءً   التاريخ: 26/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : كيف نوجه شبابنا نحو الصلاة
الجزء والصفحة : ص21ــ25
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن مرحلة المراهقة تَتَّسِمُ - من الناحية العملية - بكثير من النقاط الغامضة، وما يزال الكثير من جوانبها غير معروف بدقة كافية، خاصة وأنهم ليسوا صغاراً ولا كباراً فهم يمرون بمرحلة انتقالية، وظروف حياتهم تختلف كلياً عن الأدوار السابقة واللاحقة.

إن مشكلتنا معهم - نحن المربين - هي مشكلة التضاد، فالدور الذي يعيشون فيه حافل بما لا يحصى من مواقف التضاد والتصادم، كما لو أن ثورة هائجة أو اعصاراً يعصف بداخل كل واحد منهم، فهناك تناحر متواصل بين الغرائز الطبيعية ومتطلبات الأخلاق، فعواطفه ثائرة ومتأججة، ومشاعره ملتهبة، ومزاجه متغير، ونفسيته متقلبة، وهذا الاضطراب لا يتماشى ولا ينسجم مع تفتحه الفكري، وكما يقول موريس ديبس:

هذا هو السبب الكامن وراء تقهقره في مرحلة أزمة التكليف.

تظهر في هذه المرحلة من العمر ميول حادة في تأنيب الضمير فينتج عن ذلك تغير في سلوكه وحركاته، وتكون اكثر عوامل الشقاء أو السعادة في الحياة ناتجة عن هذه الاضطرابات والانفعالات العاطفية، وذلك يعتمد على كيفية توجيهها وترويضها، وتعتبر هذه واحدة من المشاكل التي تعترض المربي.

كما تظهر في هذه المرحلة ردود فعل من المراهقين، تتمخض عنها أنماط سلوكية؛ مضادة للمجتمع، ومقرونة بالعدوانية والمواجهة السلبية، والسلوك الفوضوي، ومشاكل تتعلق بالدراسة والمدرسة، والكآبة، والقلق، والتوتر وهاجس الانتحار... الخ.

وضعان رئيسيان

يلاحظ المتخصصون بروز ظاهرتين على المراهقين في هذه المرحلة من العمر، قد تمهد كل منهما الأرضية لحصول مخاطر نفسية وسلوكية لديهم، وفي الوقت نفسه تعتبر كل منهما عامل نضوج وتقدم، وبها يصون وجوده من الأخطار المحدقة به؛ وهاتان الظاهرتان هما:

١- الخوف: يبرز لدى المراهق الكثير من المخاوف في هذه المرحلة من العمر، وأهمها:

أ- المخاوف الصحية والبيئية؛ من قبيل الخوف من اختلال البدن، ونقص الأعضاء، والموت... الخ.

ب - المخاوف الجنسية؛ وسببها ظهور الصفات الجنسية الأقلية والثانوية، أو ظهور أي نقص في تلك الأعضاء والصفات...

ج- المخاوف المدرسية؛ كالخوف من عدم النجاح في الامتحان، والخوف من الواجبات المدرسية، والرسوب... .

د - المخاوف العائلية؛ نظير الخوف من موت الأبوين، أو إصابتهما بمرض، والنزاع، والشجار، والطلاق... الخ.

هـ - المخاوف الأخلاقية؛ كالخوف من الانحراف، وارتكاب الاخطاء، وعدم تطابق السلوك مع الأخلاق العامة.. الخ.

و - المخاوف الاقتصادية؛ كالخوف من الفقر، والبطالة، والكساد الاقتصادي، وعدم القدرة على توفير المستلزمات الأساسية في الحياة.

ز - الخوف من العلاقات الاجتماعية؛ كالتصادم مع المشاكسين، والمزاح، والشجار، والعراك... الخ.

إن هذه المخاوف - مع ما تحمله من أعراض - تمهد للكثير من أنواع اليقظة والانتباه، وقد تكون أيضاً سبباً للحذر، والوقاية من الحوادث... الخ، ووجودها ضروري الى حد ما، وتعد من متطلبات النضوج.

٢- الاضطراب: وهو الشعور بالخوف من خطر لم يأت بعد، أو هو سيادة وتسلط الخوف غير النابع عن أي مصدر أو عنصر، وعلى العموم، يمكن القول إن الاضطراب هو ذلك الخوف الضارب بجذوره في أعماق النفس، وهو غير مرئي في الظاهر.

إن التغييرات الحاصلة في دور المراهقة والبلوغ، وبروز الصفات الجنسية الثانوية على المراهق - كنمو قامته واجهزته الداخلية، وأعضائه الخارجية - تصيبه بنوع من الحيرة والذهول، وتخلق له في بعض الظروف قلقا واضطرابا يسلبه النوم والاستقرار، وهذه حقيقة نذعن بأنها تجعل الكثير من أبنائنا في مرحلة الطفولة والبلوغ عرضة لمشاعر الخوف والقلق، وهذه الحالة تكثر أيضاً عند الفتيات في بداية مرحلة البلوغ... حتى إنه تلاحظ عليهن ولأسباب شتى معالم الامراض السوداوية.

ان مخاطر هذه الاضطرابات كثيرة، ومنها تجلي السلوكية المتذبذبة والقلقة، والعصيان والتمرد والشذوذ الجنسي، والخلود للنوم، والرغبة في الاضطجاع وإهمال الدروس والواجبات المدرسية، وتقلب المزاج، وسرعة وفورة الغضب، واتخاذ القرارات العاجلة وغير المدروسة، ومن مخاطر هذه القلاقل والانفعالات: خطور فكرة الانتحار على أذهانهم أحياناً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.