المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تعريف الذكاء  
  
1301   11:29 صباحاً   التاريخ: 11/12/2022
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص10 ــ 12
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

كثيراً ما نستخدم في حياتنا اليومية كلمة ذكاء، ونطلقها على شخص سريع الفهم، فإذا عرضنا مشكلة صعبة على مجموعة من الأشخاص، وجدنا عدداً قليلاً منهم استطاع أن ينهمها ويعطي الإجابة الصحيحة لها. نقول عنهم أذكياء(1)، والواقع أن المعنى العام للذكاء معنى لغوي ترتبط فيه الفطنة والحدس، لذلك نستطيع القول أن فلانا من الناس أذكى من فلان، وان هذا أقل قدرة عقلية من ذاك، لذلك فهذا الفرق هو فرق في الدرجة لا في النوع.

لقد قيل الكثير في الذكاء وقد عرفه كثيرون إلا أننا بصدد إعطائه مفهوما علميا دقيقا، لا مفهوما عاما. فقد قال البعض: (إنه الكفاءة في التكيف)، أما البعض الآخر فيقول: (أنه القدرة على التفكير المجرد)، كما يقول آخرون: (بأنه الرائز الذي تروزه روائز الذكاء)،

يعود الفضل في تداول كلمة (الذكاء)، أو مرادفها (القدرة العامة)، إلى العالمين (جولتون Galton)، و(بينيه Binet)، فقد حاول هذان الرائدان في مجال علم النفس أن يضعا من الاختبارات ما يقيس (القدرة العامة General Capability)، حيث قال بأن هذه القدرة قدرة فطرية. وقد توصل بعض العلماء وفي طليعتهم (ثورندايك Thorindike)، إلى أن هناك (ذكاء نظرياً Theoretical Intelligence)، يتألف من القدرات والقوى التي تعالج الرموز المجردة كالألفاظ والأعداد والمصطلحات، وهذا الذكاء يبدو في دراسة العلوم الرياضية أو الفلسفة أو ما شابهها. كما توصل العالم المذكور إلى وجود ما يسمى (بالذكاء العلمي)(2)، (Scientific Intelligence)، الذي يختص بعلاج الأشياء المحسوسة للفرد. وهذا لا بد من توافره في كل العلوم والمهارات الحركية والميكانيكية وكل ما يمت إليها بصلة، بالإضافة إلى (الذكاء الاجتماعي Social Intelligence)، الذي يؤدي إلى تكامل الفرد مع المجتمع(3)، والناس. فيقال فلان تصرف بشكل لائق، أو فلان سلك مسلكاً ذكياً وهذا يدل على أن الإنسان قادر على التكيف اجتماعياً بذكاء معين يظهر عبر مسلكه وتصرفه.

كما يجب أن لا يفوتنا أهمية ربط الذكاء بالناحية العضوية وهذا يعني الحيوية أو إمكانية نمط معين من السلوك الكامن في التكوين الجسمي للكائن الحي، ويعتبر الكائن الحي ذكيا عندما يستعمل هذه الإمكانيات في المواقف التي تدعوه لاستعمالها.

وهكذا نستدل بأن هناك علاقة وثيقة بين الذكاء والوراثة، حيث أن التكوين الجسمي للكائن الحي مرتبط بالوراثة.

نستدل من كل هذا بأن الذكاء: (عبارة عن قدرة عقلية عامة تمكننا من القيام بتصرفات وتتظيمات سلوكية بحيث يستطيع الإنسان من خلالها أن يتكيف مع البيئة المادية والاجتماعية ويدرك العلاقات فيما بينها)(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ توما خوري، سيكولوجية النمو عند الطفل والمراهق، بيروت: المؤسسة الجامعية

للدراسات والنشر والتوزيع (مجد)، 2000، ص 174.

2ـ فاخر عاقل، علم النفس التربوي، بيروت: دار العلم للملايين، 1978، ص 287.

3ـ سماح محمد ومحمد ظاظا، علم النفس العام، القاهرة: المؤسسة العامة لشؤون المطابع الأميرية، 1968، ص 123.

4ـ أحمد زكي، (علم النفس التربوي)، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1972، ص 530. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.