انواع وسائط النقل - النقل البري (المركبات):

للنقل البري ثلاثة وسائط رئيسة منها الطرق لسير المركبات والسكك الحديدية. ونظام اخر هو النقل بالأنابيب وكان اول انشاء للطرق هو الطرق البرية الطبيعية لسير المشاة والحيوان والعجلة ثم تطورت الى بناء تكنولوجيا السكك الحديدية والذي اصبحت متاحة في القرن الثامن عشر في خضم الثورة الصناعية. اذ نجد أن الطرق الحديثة تميل إلى اتباع البنية التي أسستها الطرق السابقة، كما كان الحال بالنسبة لشبكة الطرق الأوروبية الحديثة ( لاسيما في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا) الذي يتبع هيكل الطرق الذي أنشأه الرومان من قبل.

اتخذت الطرق البرية الأولى أصولهم من مسارات تستخدم عادة للانتقال عبر الأراضي للصيد ومع ظهور أول أشكال الدول القومية ظهرت المسارات التي يتم استخدامها لأغراض تجارية، كما توسعت التجارة، وأصبحت بعض الطرق لاسيما من خلال تدجين الحيوانات مثل الخيول والبغال والجمال طرق ترابية صالحة للحركة من قبل الحيوانات واخرى التي تجرها العربات، ثم تم استخدام المركبات ذات العجلات وهذا حافزا لإنشاء طرق أفضل من اجل نقل الاوزان للبضائع من مكان لآخر. إن نظام النقل على الطرق يتطلب مستوى تنظيم العمل والرقابة الإدارية التي يمكن أن يوفرها ويمثل شكلا من أشكال الرقابة الحكومية التي تقدم بعض الحماية العسكرية على الطرق التجارية. ظهرت أول أنظمة الطرق المعبدة في بلاد ما بين النهرين قبل 3000 قبل الميلاد وكان يستخدم الأسفلت لتمهيد الطرق في بابل قبل عام 625 قبل الميلاد. كما انشأت الامبراطورية الفارسية طريق بطول 2300 كم القرن الخامس الميلادي. اما اول نظام للطرق الرئيسة تم تأسيسه من قبل الإمبراطورية الرومانية عام 300 قبل الميلاد وما بعده وذلك لأسباب اقتصادية وعسكرية وإدارية وهي تعتمد على أساليب هندسة الطرق الصلبة، بما في ذلك وضع الأسس وبناء الجسور. وارتبط هذا أيضا مع انشاء  طرق التجارة لعموم القارة، مثل طريق الحرير الذي يربط أوروبا وآسيا سنة 100 قبل الميلاد.

وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي. انخفض النقل البري نظرا لعدم وجود صيانة للعديد من قطاعات الطريق، وتم تشيد طرق محلية فقط وأصبح النقل البري نشاط خطر جدا. حتى قيام الدول القومية الحديثة وفي القرن السابع عشر الميلادي التي تم إنشاء نظم النقل البري الوطني رسميا. وفي القرن الثامن عشر ومن خلال جهود الحكومة المركزية الفرنسية تم بناء نظام ملكية الطرق التي تمتد الى 24000 كم، ثم أنشئت دائرة النقل العامة لنقل لركاب والبريد البريطانية من خلال الجهود الخاصة وتم بناء 32000كم من الطرق ثم انشأت نظام البوابات حيث يجب أن تدفع لاستخدام الطرق رسوم مالية لمستخدمي تلك الطرق وأجري مبادرة مماثلة في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وهي شبكة من 3 مليون كيلومتر من الطرق معظمها غير معبدة. وكان عام 1794 يمثل بداية للنقل البري الحديث مع أول خدمة مدرب البريد بين لندن وبريستول والتي تعمل تحت جدول زمني. كما كانت أهمية عالية للابتكارات التكنولوجية في مجال الهندسة للطرق الذي يسمح ببناء الطرق ذات السطح الصلب وبتكلفة منخفضة.

وقد تسارع تطوير الطرق في النصف الأول من القرن العشرين. حيث تم انشاء العديد من الطرق السريعة والعابرة للقارات مع مراعاة الاحوال الجوية منها الطريق السريع لينكولن والذي امتد على مدى 5300 كيلومترا بين نيويورك وسان فرانسيسكو 3 في عام 1920 ذلك كان مجرد مجموعة من الطرق الموصلة. وكانت ألمانيا ومع أول من قام ببناء الطرق السريعة الحديثة الطريق السريع) في عام 1932 مع المواصفات مثل تقييد الوصول، أو انشاء جسور وفصل الطرق التي من شأنها أن تصبح في نهاية المطاف نقاط لبداية طرق اخرى.

كان للحرب العالمية الثانية الدور الجيوسياسي الكبير في التوسع السريع لشبكات النقل البري على مستوى عال لجميع دول العالم. ومنها الولايات المتحدة الأمريكية حيث بدأت بأنشاء طرق النقل البرية لتحقيق نظام الطرق السريعة وهدفها الاستراتيجي توفير نظام طرق وطني يخدم الاقتصاد الأمريكي وأيضا قادر على دعم تحركات القوات العسكرية، ويكون بمثابة مدارج في حالة الطوارئ وقد تم انشاء حوالي 56000كم للفترة من عام 1950 إلى 1970، وتم اضافة 15000 كم ما بين عامي 1975 و 2006 فقط إلى النظام، مؤكدا ارتفاع تكاليف البناء المتزايدة في السنوات الاخيرة. وفي الفترة ذاتها من عام 1950 تم انشاء الطريق السريع ترانس كندا ومن عام 1970 شيدت كل أمة حديثة نظام الطرق السريعة الوطنية.

واصبحت جميع دول اوربا مرتبطة بشبكات نقل برية تمتد الى مسافات طويلة جداً من اجل تسهيل الانتقال والحركة ضمن عموم القارة الأوربية واخذ هذا الاتجاه في العديد من الدول الصناعية ومنها على سبيل المثال الصين فقد تم بناء انظمة الطرق السريعة الوطنية التي سعت إلى 140000 كم في عام 2013 وان عملية البناء تجري بوتيرة حوالي 2000 كيلومتر في السنة وهناك العديد من الدول التي تتمتع بأطوال شبكات نقل بري معبدة أو سريعة. ويبين الشكل (36) ابرز الدول العشر الأولى في العالم من حيث أطوال شبكات النقل. يتميز النقل البري في العديد من الفوارق الجغرافية الحادة في حركة المرور.