المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



تبريرات الأطفال للمشاجرات  
  
1182   08:06 صباحاً   التاريخ: 8/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص187ــ188
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من الصعب جداً على الوالدين او المعلمين التدخل بين الاطفال والحكم باحقية هذا الطرف او ذاك، لأن الاطفال يدافعون عن أنفسهم بشدة وكل واحد منهم يظهر نفسه وكأنه المحق. ولو استمع احد الى آرائهم لتبين له ان كل واحد منهم يتهم الآخر بالبدء في اثارة الصراع ويظهر نفسه بمظهر العاقل المتروي. فهذا يقول ان ذاك قد اخذ لعبتي أولاً، وجر شعر رأسي، وهو الذي خرب ألعابي، فيما يقول الآخر بأن الاول شتمه واراد ضربه فمنعه، او انه قد اساء الي بقبح مزاجه و...الخ.

ليس من الصعب طبعاً معرفة صاحب الحق اذاكا ن النزاع بين صغيرين الا اننا نواجه صعوبة اشد بالنسبة للاطفال بين سن ٧- ١١ عاماً او حتى بالنسبة للأحداث واليافعين.

نوكد هنا على أهمية هذه المسألة وحساسيتها ونوصي الوالدين والمعلمين بعدم التسرع في اصدار الاحكام والتعجل في تحديد صاحب الحق.

النزاع حالة طبيعية

نعتقد بعدم ضرورة القلق من رؤية الصراعات التي تنشب بين الاطفال ولا يجب التصور بان الوضع قد وصل الى حالة مقلقة، فالمشاجرات موجودة بشكل طبيعي بين الاطفال ويعتبرها بعض علماء النفس - كما سنرى - ذات طابع غريزي وفطري، والنزاعات بين ابناء العائلة الواحدة وبين ابناء الاقارب وحتى بين الزملاء في المدرسة، والأقران في الشارع - اذا لم تكن مصحوبة بالعنف ولم تتخذ طابع الدوام والتكرار - تعتبر امراً طبيعاً يسلكه جميع الاطفال. الا اننا يجب ان نقلق حينما تؤدي هذه الظاهرة الى ايجاد اضرار جسدية ومالية فادحة.

الوضع الطبيعي الذي يميز حياة الاطفال هو المشاجرة حيناً والتصالح والمحبة حيناً آخر. وحتى ان موضوع الغالب والمغلوب لا وجود له في نزاعاتهم ومشاجراتهم فما ان تنشب بينهم مشاجرة حتى تهدأ الاوضاع بعد لحظات ويعودون الى اللعب والحياة العادية. اما دور العائلة في مثل هذه المواقف فيجب ان يتركز على تقليل النزاعات الى أدنى حد ممكن، والحيلولة دون استخدام اساليب العنف والتعسف فيها




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.