الصحافة النسوية في العراق 

بعد صدور مجلة (ليلى) راحت بعض الصحف العراقية تنشر أعمدة أو صفحات وجهتها إلى المرأة ضمن الصفحات المتخصصة التي كانت تنشرها وكانت متقطعة الظهور. وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على توقف مجلة (ليلى) صدرت مجلة (المرأة الحديثة)  في عام 1936.  وظهر منها ثمانية أعداد ثم توقفت في السنة نفسها، وصدرت مجلة (فتاة العراق) في السنة نفسها، وظلت هذه المجلة تصدر حتى عام 1939، ولم تكن منتظمة الصدور .  وفي عام 1937 ظهرت جريدة (فتاة العرب) وأصدرت 22 عدداً ثم توقفت في السنة نفسها أيضا.

وتميز هذا النوع من الصحافة النسوية الذي صدر في الثلاثينات من القرن العشرين بأنه كان ذا مستوى تحريري وإخراجي متواضع، وكان القطاع الخاص يقف خلف عملية إصدار هذه الصحافة. أما مرحلة الأربعينات من القرن العشرين، فقد تميزت بظهور صحافة المنظمات والمؤسسات إلى جانب صحافة القطاع الخاص. فقد قامت القنصلية البريطانية في البصرة بإصدار مجلة (فتاة الرافدين) التي وصفت نفسها بأنها (المجلة النسائية الوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط، مصوره، لمحررتها مسز م. مكفرسن). وقد استمرت هذه المجلة بالصدور حتى عام 1946. ورغم اسهامات بعض الكتاب العراقيين في المجلة إلا أنه يبدو أنها كانت تطبع خارج العراق، فقد كانت ذات ورق صقيل وألوان متعددة وإخراج فني متطور وحافلة بالصور.

وأصدرت جمعية الرابطة النسائية مجلة (تحرير المرأة) في عام 1946، ولم يصدر منها سوى عدد واحد. وفي العام نفسه أصدرت مجلة (الرحاب) عشرة أعداد ثم توقفت. كما أصدرت جمعية حماية الأطفال في العام نفسه مجلة (الأم والطفل)، واستمرت هذه المجلة تصدر سنوات طويلة وهي تهتم بالقضايا الصحية والبيئية للام وطفلها.

وفي عام 1948 ، صدرت مجلة (بنت الرشيد) ولا يتوفر منها سوى عددها الأول ، وفي عام 1950 أصدر الاتحاد النسائي العراقي مجلة (الاتحاد النسائي) واستمرت تصدر بشكل متقطع حتى عام 1958.

وبعد ثورة 15 تموز 1958،  أصدرت رابطة المرأة العراقية مجلة (المرأة) التي استمرت حتى عام 1963. وبعد ثورة شباط 1963 أصدرت منظمة نساء الجمهورية مجلة (رسالة المرأة)، كما صدرت مجلة (المرأة) في العام نفسه، ثم غيرت اسمها إلى (الأسبوع) ولم يصدر منها سوى خمسة أعداد.

وبعد عام 1968، صدرت مجلة (المرأة) عن الاتحاد العام لنساء العراق، وتوقفت في عام 1990. ويلاحظ أن الصحف النسوة في العراق باستثناء مجلة (المرأة) التي أصدرها الاتحاد العام لنساء العراق كانت قصيرة العمر ، وبالتالي يصعب القول بأن تأثيرها كان بدناً على الحركة النسوية في العراق.