المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

بروتين منشط ايض ألهدم Catabolite Activator Protein
5-10-2017
نظريات الذكاء Theories of Intelligences / نظرية ألفرد بينيه Alfred Binet
2023-03-23
phonological patterns GOOSE
2024-03-15
تفسير الآية (63-69) من سورة الاحزاب
17-4-2020
بين الوليد وهشام
نسخ قبلة بيت المقدس الى الكعبة
2023-09-11


موقف الإمام الصادق ( عليه السّلام ) من الاحداث  
  
2652   02:17 صباحاً   التاريخ: 1/12/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، ص179-185
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

التزم الإمام الصادق ( عليه السّلام ) إزاء المستجدّات السياسية في هذه المرحلة موقف الحياد . لكنه من جانب آخر واصل العمل في نهجه السابق وأخذ يتحرّك بقوة ويوسع من دائرة الافراد الصالحين في المجتمع تحقيقا لهدفه الذي خطه قبل هذا الوقت وحفاظا على جهده في بناء الانسان .

ومن هذا المنطلق أصدر جملة من التوصيات لشيعته التي كان من شأنها أن تجنّبهم الدخول في المعادلات السياسية المتغيرة التي تؤدي بنتيجتها إلى استنزاف الوجود الشيعي في نظر الإمام ( عليه السّلام ) محذّرا من أساليب العنف والمواجهة كخيار لهذه المرحلة .

فعن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) يقول : « اتقوا اللّه وعليكم بالطاعة لأئمتكم ، قولوا ما يقولون ، واصمتوا عما صمتوا ، فإنكم في سلطان من قال اللّه تعالى : وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ[1] يعني بذلك ولد العباس ، فاتقوا اللّه فأنكم في هدنة ، صلّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم ، وأدّوا الأمانة إليهم »[2].

ويمكن بلورة سيرة الإمام ( عليه السّلام ) ومنهجه السياسي - مع الأطراف الطامعة بالحكم ، أو العباسيين الّذين يرون في الإمام الصادق ( عليه السّلام ) وخطه خطرا حقيقيا على سلطانهم - من خلال المواقف التالية :

موقف الإمام ( عليه السّلام ) من عرض أبي سلمة الخلّال

لقد أدرك أبو سلمة الخلّال - أحد الدعاة العباسيين النشطين في الكوفة والذي لعب دورا متميزا في نجاح الدعوة العباسية وتكثير أنصارها في الكوفة ، وذلك لما امتاز به من لياقة وعلم ودهاء ، وثراء حيث أنفق من ماله الخاص على رجال الدعوة العباسية ، وكانت له علاقة خاصة واتصالات مستمرة مع إبراهيم الإمام وأدرك بعد موت إبراهيم الإمام بأن الأمور تسير على خلاف ما كان يطمح إليه أو لعلّه كان قد تغير هواه واستجد في نفسه شيء ولاحظ أنّ مستقبل الخلافة سيكون إلى أبي العباس أو المنصور وهما غير جديرين بالخلافة أو لطمعه بالسلطة ، نراه يكتب للعلويين وفي مقدمتهم الإمام الصادق ( عليه السّلام ) بأنه يريد البيعة لهم .

لكننا لا نفهم من رسالة - أبي سلمة - للإمام ( عليه السّلام ) بأنها رسالة ندم أواعتراض على النهج العباسي وخديعتهم للعلويين أو إدانة أساليبهم في الاستيلاء على السلطة .

نعم إن الّذي نجده عند مشهور المؤرخين[3] هو أنّ أبا سلمة الخلال أراد نقل الخلافة إلى العلويين ولم يوفق لذلك .

ونجد في جواب الإمام ( عليه السّلام ) على رسالة أبي سلمة : أن الإمام ( عليه السّلام ) قد رفض العرض لا بسبب كون الظروف قلقة وغير مؤاتية فحسب بل كان الرفض يشمل أبا سلمة نفسه حيث قال : « مالي ولأبي سلمة وهو شيعة لغيري »[4].

وأكد الإمام ( عليه السّلام ) رفضه القاطع عندما قام بحرق الرسالة التي بعثها له أبو سلمة جوابا لأبي سلمة :

قال المسعودي : كاتب أبو سلمة الخلّال ثلاثة من أعيان العلويين وهم جعفر بن محمد الصادق ( عليه السّلام ) وعمر الأشرف بن زين العابدين ، وعبد اللّه المحض ، وأرسل الكتب مع رجل من مواليهم يسمى محمد بن عبد الرحمن ابن أسلم مولى لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله وسلم ) . وقال أبو سلمة للرسول : العجل العجل فلا تكونن كواقد عاد وقال له : اقصد أولا جعفر بن محمد الصادق فإن أجاب فأبطل الكتابين الآخرين وإن لم يجب فالق عبد اللّه المحض فإن أجاب فأبطل كتاب عمر وإن لم يجب فالق عمر .

فذهب الرسول إلى جعفر بن محمد أولا ، ودفع إليه كتاب أبي سلمة فقال الإمام ( عليه السّلام ) : « مالي ولأبي سلمة وهو شيعة لغيري ؟ ! . فقال له الرجل :

اقرأ الكتاب ، فقال لخادمه : إدن السراج مني فأدناه ، فوضع الكتاب على النار حتى احترق ، فقال الرسول : ألا تجبه ؟ قال ( عليه السّلام ) : قد رأيت الجواب . عرّف صاحبك بما رأيت »[5].

موقف الإمام الصادق ( عليه السّلام ) من العلويين

أما العلويون الذين خدعهم العباسيون في اجتماع الأبواء قبل انتصار العباسيين وبايعوا في حينه محمد بن عبد اللّه كخليفة للمسلمين ، فقد استجاب عبد اللّه بن الحسن أيضا للعرض الذي تقدم به أبو سلمة وجاء للإمام الصادق مسرورا يبشره بهذا العرض .

قال المسعودي : فخرج الرسول من عند الإمام الصادق وأتى عبد اللّه بن الحسن ، ودفع إليه الكتاب وقرأه وابتهج ، فلما كان غد ذلك اليوم الذي وصل إليه فيه الكتاب ركب عبد اللّه حتى أتى منزل أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق ( عليه السّلام ) فلما رآه أبو عبد اللّه أكبر مجيئه ، وقال : يا أبا محمد ( وهي كنية عبد اللّه المحض ) أمر ما أتى بك ؟ قال : نعم هو أجل من أن يوصف ، فقال له :

وما هو يا أبا محمد ؟

قال : هذا كتاب أبي سلمة يدعوني للخلافة ، وقد قدمت عليه شيعتنا من أهل خراسان ، فقال له أبو عبد اللّه : يا أبا محمد ومتى كان أهل خراسان شيعة لك ؟

أنت بعثت أبا مسلم إلى خراسان ؟ وأنت أمرتهم بلبس السواد ؟ هؤلاء الذين قدموا العراق أنت كنت سبب قدومهم أو وجهت فيهم ؟ وهل تعرف منهم أحدا ؟

فنازعه عبد اللّه بن الحسن الكلام إلى أن قال : إنما يريد القوم ابني محمدا لأنه مهدي هذه الأمة .

فقال أبو عبد اللّه جعفر الصادق : « ما هو مهدي هذه الأمة ولئن شهر سيفه ليقتلن » .

فقال عبد اللّه : كان هذا الكلام منك لشيء .

فقال الصادق ( عليه السّلام ) : « قد علم اللّه أني أوجب النصيحة على نفسي لكل مسلم فكيف أدّخره عنك فلا تمنّ نفسك الأباطيل ، فإن هذه الدولة ستتم لهؤلاء وقد جاءني مثل الكتاب الذي جاءك »[6].

نهاية أبي سلمة الخلّال

ولم يخف أمر أبي سلمة الخلال على العباسيين فقد أحاطوه بالجواسيس التي تسجل جميع حركاته وأعماله وترفعها إلى العباسيين ، فاتفق السفاح وأخوه المنصور على أن يخرج المنصور لزيارة أبي مسلم ويحدثه بأمر أبي سلمة ، ويطلب منه القيام باغتياله ، فخرج المنصور ، والتقى بأبي مسلم ، وعرض عليه أمر أبي سلمة فقال ، أبو مسلم : أفعلها أبو سلمة ؟ أنا أكفيكموه ؟

ثم دعا أحد قواده ( مرار بن أنس الضبي ) ، وقال له : انطلق إلى الكوفة فاقتل أبا سلمة حيث لقيته . فسار إلى الكوفة مع جماعة من جنوده وكان أبو سلمة يسمر عند السفاح الذي تظاهر باعلان العفو والرضا عنه ، واختفى مرار مع جماعته في طريق أبي سلمة فلما خرج من عند السفاح بادر إلى قتله ، وأشاعوا في الصباح : أن الخوارج هي التي قتلته[7].

موقف الإمام ( عليه السّلام ) من عرض أبي مسلم

أما أبو مسلم الخراساني الذي قاد الانقلاب على الأمويين في خراسان وتم تأسيس الدولة العباسية على يديه نجده في الأشهر الأولى من انتصار العبّاسيين واعلان البيعة لأبي العباس السفاح بالكوفة يكتب للإمام الصادق ( عليه السّلام ) رسالة يريد بها البيعة للإمام ( عليه السّلام ) فقد جاء فيها : إني قد أظهرت الكلمة ، ودعوت الناس عن موالاة بني اميّة إلى موالاة أهل البيت فإن رغبت فلا مزيد عليك[8].

لا شك أن أبا مسلم الخراساني المعروف بولائه وإخلاصه للعباسيين وهو صنيعتهم حينما تصدر رسالة من عنده بهذه اللهجة تعتبر مفاجأة ولا بد أن نتأثر بعوامل طارئة قد غيّرت من قناعاته ، سواء كانت تلك العوامل ذاتية أو موضوعية . وإلّا فما هي الجهة التي تربطه بالإمام ( عليه السّلام ) ؟

لم يحدثنا التاريخ عن أي علاقة بينه وبين الإمام ( عليه السّلام ) عقائديا أو سياسيا سوى لقاء واحد لم يتم فيه التعارف بينهما أو التفاهم . نعم كان الإمام ( عليه السّلام ) قد عرفه وذكر اسمه ومستقبله السياسي قبل إعلان العباسيين ثورتهم[9] .

أما موقف الإمام من عرض أبي مسلم الخراساني فيمكن معرفته من جواب الإمام على الرسالة فقد جاء في جوابه ( عليه السّلام ) « ما أنت من رجالي ولا الزمان زماني »[10].

كلمات مختصرة ومعبّرة عن تفسير الإمام للمرحلة وتشخيصه لأبي مسلم ؛ لأن أبا مسلم لم يكن من تربية الإمام ، ولا من الملتزمين بمذهبه ، فهو قبل أيام قد سفك من الدماء البريئة ما لا يحصى وقيل لعبد اللّه بن المبارك :

أبو مسلم خير أو الحجاج ؟ قال : لا أقول أن أبا مسلم كان خيرا من أحد ولكن الحجاج كان شرا منه[11] وكان لا يعرف أحدا من خط أهل البيت ومواليهم ؛ إذ كانت علاقته محصورة بدائرة ضيقة كما قد حددها له مولاه إبراهيم الإمام عندما أمره أن لا يخالف سليمان بن كثير ، فكان أبو مسلم يختلف ما بين إبراهيم وسليمان[12].

كما نجده بعد مقتل إبراهيم الإمام الذي كان يدعو له يتحول بولائه لأبي العباس السفاح ومن بعده لأبي جعفر المنصور ، علما أن العلاقة كانت بينه وبين المنصور سيئة وكان أبو مسلم يستصغر المنصور أيام حكومة السفاح[13] إلّا أن المنصور ثأر لنفسه أيام حكومته فقتله شر قتلة .

أما المرحلة التي سادها الاضطراب فلم تكن في نظر الإمام ( عليه السّلام ) وتقديره صالحة لتقبل أطروحته إذ قال له : ( عليه السّلام ) « ولا الزمان زماني »[14].

 

[1] إبراهيم ( 14 ) : 46 .

[2] الكافي : 8 / 210 .

[3] تاريخ الأمم والملوك : 9 / 124 . وابن قتيبة : 128 ، والطقطقي : 127 .

[4] مروج الذهب : 3 / 254 ، والآداب السلطانية : 137 .

[5] مروج الذهب : 3 / 254 .

[6] مروج الذهب : 3 / 254 ، 255 ونحوه في اليعقوبي : 2 / 349 ، والآداب السلطانية : 137 ونحوه الحلبي في مناقب آل أبي طالب : 4 / 249 عن ابن كادش العكبري في مقاتل العصابة العلوية .

[7] اليعقوبي : 2 / 354 وتاريخ الأمم والملوك ، احداث سنة ( 132 ) قتل أبو سلمة في الخامس عشر من شهر رجب بعد هزيمة مروان بشهر واحد .

[8] الملل والنحل للشهرستاني : 1 / 241 ، وفي روضة الكافي : 229 جوابه لرسول أبي مسلم بكتابه إليه . وعنه في بحار الأنوار : 47 / 297

[9] إعلام الورى : 2 / 528 وعنه في مناقب آل أبي طالب : 4 / 259 وبحار الأنوار : 47 / 274 ح 15 .

[10] الملل والنحل للشهرستاني : 1 / 142 .

[11] وفيات الأعيان : 3 / 145 وتاريخ مختصر الدول لابن العبري : 121 : سئل بعضهم . . .

[12] وفيات الأعيان : 3 / 145 .

[13] تاريخ اليعقوبي : 2 / 367 والمسعودي : 3 / 291 وتاريخ مختصر الدول : 121 .

[14] الملل والنحل للشهرستاني : 1 / 154 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 349 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.