المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مرض اللفحة العادية على الفاصوليا
2023-02-07
ضيائية luminosity
10-6-2017
رقابة ديوان الرقابة المالية على مدد المزايدات العامة
2024-10-27
موارد قطع الصلاة
31-10-2016
تكون المعيدة عند الطيور
11-2-2016
الضغط التنافذي Osmotic Pressure
18-6-2019


مرجعيات الاحترام  
  
1487   02:44 صباحاً   التاريخ: 26/11/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص40 ــ 43
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

يرجع الاحترام بين الناس الى منظومة القيم والثوابت وهي مركبة من العقيدة الدينية والعادات والاطباع الاجتماعية الخاصة، ويأخذ تطبيق الاحترام أهميته من مفهوم الاحترام المنصهر في عقلية كل واحد من الناس داخل الوحدة الاجتماعية، وعلى اثر ذلك يظهر هذا الخلق كسلوك عملي، وتعدد الافهام يسبب تعدد الممارسة السلوكية للاحترام، فتجد الاحترام في بعض المجتمعات يأخذ طابع الطاعة وفي مجتمع آخر يأخذ طابع العبودية وفي مجتمع آخر يأخذ طابع التقدير وفي مجتمع آخر يأخذ طابع الثناء اللفظي والتمثيل، ومرجع كل ذلك الى التربية والاعداد المسبق، وكل مدرسة تربوية او اجتماعية او نفسية لديها تأويلاتها تجاه مفهوم الاحترام سعة وضيقاً، ويمكن تنظيم هذه المرجعيات الى الآتي:

1ـ المرجعية الفطرية، تمثل المرجعية الفطرية للاحترام احد اهم الركائز التي ينطلق فيها الناس للتعبير عن الخلق حيث يتعاملون مع بعضهم البعض، حيث ان الاحترام من المبادئ الفطرية البديهية الشعورية والعاطفية، حيث يشعر الانسان بقرارة نفسه ان هنالك ميلاً واضحاً تجاه الاخرين وفي هذا الميل نوعاً من اكبارهم وتقديرهم ويظهر بوضوح في حالة تقديم الخدمة او العمل التطوعي والإنقاذ وغيرها، ومن حيثية أخرى يدرك الانسان بعقله النظري أهمية الاحترام ومزاولته كأخلاق اجتماعية، فالعقلاء ينظرون الى الاحترام من اهم الأشياء الجميلة التي ينبغي ان تسود المجتمع، وتحصيل الامر، يظهر ان المرجعية الفطرية للاحترام تنطلق من:

 أـ المشاعر الوجدانية الصادقة    ب ـ الادراك العقلي.

2ـ المرجعية الدينية، يمثل الدين مرجعية كبرى للمفاهيم الأخلاقية والمعيارية المؤثرة في هذه الحياة، وتصدر طيلة عهود وعقود متتالية في قائمة مرجعيات القيم والمفاهيم الإنسانية والفكرية والثقافية، فالدين الإسلامي يمثل المرجع الأساس للأخلاق الحسنة والقيم الفاضلة المنتشرة في المجتمعان العربية والإسلامية، ووقف بالضد من كل السلوكيات الخاطئة، ونجده قد عزز مفهوم الاحترام واعتبره قيمة من القيم، والنصوص القرآنية والحديثية كثيرة، بل ان مفهوم الاحترام يعتبر من الأسس والركائز الأخلاقية التي كان هدف الدين ايغالها في المجتمع كي تتطابق الدوافع الفطرية مع الهدي الالهي.

3ـ المرجعية القانونية، تعد التشريعات القانونية اليوم أحد الركائز التي تزود المجتمع بالضوابط التي تعتبر في عديد من المجتمعات اشبه بالقيم الاصيلة، وكثفت التشريعات القانونية ثقافة الاحترام واهتمت بها اهتماماً لائقاً من اجل سيادة العناوين الأخلاقية وضبط التوازن في العلاقات بين الناس ولا ريب ان الجهات المنظورة من هذه التشريعات ليست معنوية وتقديرية بالدرجة الأساس، وانما تنطلق لمقاصد إدارية فنية.

4ـ المرجعية التقليدية، يرجع الانسان في تقييم الأشياء والتمسك بها الى أمور تقليدية جداً، حيث يتأثر بالمحيط وما يصدر له وثقافة عصره وما شابه، وتجري هذه العملية وفق نظام البساطة وتأثر الأدنى بالأعلى، فيستمد المرء أهمية الاحترام من جده او اقاربه او الشيخ الكبير وهكذا، فتكون ثقافة الاحترام مثلاً بما سمعه من قصص الكبار او بما تعارف عليه في القبيلة او العشيرة او المنطقة، فالعرف العام يكون مصدراً ملهماً للكثير من الناس، ولا سيما الذين لا يهتمون بمسائل العلم والمعرفة والثقافة، فتجد منظومة القيم في هذه المنطقة متزلزلة، ولكن لا يخفى ان التقاليد يمكن ان تنبثق منها تعاليم دقيقة وصحيحة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.