التكيف العسكري مع الظروف الجغرافية - التكيف مع ظروف السطح الجغرافي- في المستنقعات:

تحتاج المستنقعات ذات التربة اللينة الطرية المشبعة بالرطوبة الى جسور خاصة تبنى فوقها، لتمكن القوات من اجتيازها وبعض هذه الجسور المسمى بجسر المستنقعات تبنى في المؤخرة وتجلب على شكل قطع وتحت غطاء المدفعية، ليتم بناءها فوق ترب المستنقعات. وتستخدم جذوع الاشجار في بناء الطرق فوق ترب المستنقعات، نظرا لتجاور المستنقعات . مع الغابات في المناخات المعتدلة الرطبة والباردة الرطبة ولولا الطرق التي بناها الالمان فوق المستنقعات الروسية لما امكنهم القتال فيها مطلقا، فقد بنى الالمان مئات الاميال من هذه الطرق بواسطة جذوع الاشجار. وقد بنيت تلك الطرق عندما دخل الجيش الالماني الجزء الاوروبي من روسيا ، وخاصة في الهجوم على ليننغراد في منتصف تموز من عام ١٩٤١ وقد جاء بناء تلك الطرق لتصل بين الطرق المقامة أصلا لتسهل عمليات المناورة والحركة بالنسبة للقوات الالمانية.

اما في المستنقعات ذات الترب القاسية نسبيا فانه لا حاجة لبناء الجسور فوقها، بل يكفي استخدام احذية خاصة كتلك المستخدمة في السير فوق الثلوج لقطعها. وتفقد كثير من المستنقعات في المناطق الباردة ميزتها وتصنيفها كعقبات محتملة في وجه الحركة العسكرية فصل الشتاء، بسبب تجمد سطوحها في الفصل البارد، بحيث يمكن التنقل فوق اسطحها بسهولة. وقد أمكن استخدام سطوح بعض المستنقعات في شمال روسيا كمهابط للطائرات لتصلبها في فصل الشتاء البارد .

ويعتبر فصل الشتاء هو اكثر فصول السنة ملائمة للعمليات العسكرية في شرق أوروبا وشمال روسيا، حيث تسود المستنقعات. ففي هذا الفصل تتجمد الانهار والبحيرات والمستنقعات، ويصبح بالامكان استخدامها كممرات ومسألك للقوات المقاتلة. وقد نجمت معظم مشاكل النقل والتزويد عن ظروف السطح الجغرافي الصعب، وغياب طرق المواصلات والشتاء القطبي البارد ووجود المستنقعات غير ان توفر الادوات والمعدات اللازمة لاستخدام تلك الاسطح الجغرافية كممرات هو أمر في غاية الاهمية.