المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الخلاف في المنهج
2-03-2015
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أحكام الاعتكاف
9-11-2019
المجس الحراري AD590
2023-08-22
فوائد الاقتصاد المعرفي اقتصاديا واجتماعيا وتعليميات
10-6-2022
وجوب الترتيب في الغسل
29-12-2015


الإمام الباقر ( عليه السّلام ) وبناء الجماعة الصالحة  
  
1678   06:06 مساءً   التاريخ: 16/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص137-139
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

الإمام الباقر ( عليه السّلام ) وبناء الجماعة الصالحة[1]

إن إصلاح الأوضاع الاجتماعية يتوقف على وجود جماعة صالحة تقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الإسلام وإلى المنهج السليم الذي تبنّاه أهل البيت ( عليهم السّلام ) استنادا إلى الأوامر الإلهية في تشكيل الأمة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر .

ولهذا سعى الأئمة المعصومون ( عليهم السّلام ) إلى بناء الجماعة الصالحة ورسم المعالم والملامح اللازمة لها لتكون الطليعة الواعية المخلصة لتبنّي مسؤولية الاصلاح والتغيير طبقا لمنهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

وقد شرع أهل البيت ( عليه السّلام ) في تكوين الجماعة الصالحة منذ عهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فإنّه إلى جانب تبليغه العام قام بإعداد مجموعة صالحة تهتم بالدعوة إلى اللّه على بصيرة ووعي وأبدى لهم عناية فائقة حيث خصص لهم أوقاتا خاصة ، وكلّف الإمام عليّا ( عليه السّلام ) بإعداد آخرين .

واستمر الإمام علي ( عليه السّلام ) بعد رحيل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بانجاز هذه المهمّة ، وكرّس جهوده لتهيئة الطليعة والكوادر الرسالية . وقد أثمرت نشاطاته حينما عادت له السلطة ، وكان لتلك الكتلة الصالحة دور كبير في إخماد الفتن الداخلية وتقرير منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) في الواقع العملي .

وواصل الإمام الحسن ( عليه السّلام ) مسيرة جده وأبيه ، حيث كان أحد بنود الهدنة مع معاوية هو إيقاف الملاحقة لأنصاره وأنصار أبيه ، وتفرّغ الإمام ( عليه السّلام ) بعد الهدنة لتوسيع قاعدة الجماعة الصالحة لتقوم بأداء دورها في الوقت والظرف المناسب . وبالفعل قامت بالتصدي للانحراف الأموي في عهد يزيد ، وشاركت مع الإمام الحسين ( عليه السّلام ) في حركته المسلحة للإطاحة بالحكم الجائر .

وكان للجماعة الصالحة دور كبير في قيادة الثورات المسلحة ضد الحكم الأموي على طول الخط ، كثورة أهل المدينة ، وثورة المختار ، وثورة التوابين ، التي أعقبت ثورة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) الإصلاحية وكان لمجموعها دور كبير في إرساء دعائم منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتعميقه وتجذيره في العقول والقلوب والممارسات السلوكية والتعجيل في زوال الحكومات الجائرة .

واستمر الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في استثمار الفرص المتاحة لتكملة البناء الذي شيّده من سبقه من الأئمة الأطهار ، فقد تمتع بحرية نسبية في إعداد الطليعة الرسالية في عهد عبد الملك بن مروان ، لتكون ذراعا لحركة أهل البيت ( عليهم السّلام ) في عهده .

واستمر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) في تشييد هذا الصرح ورفده بعناصر جديدة لتستمر الحركة الإصلاحية على منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتقريره في واقع الحياة ، فقد ربّى ( عليه السّلام ) مجموعة من الفقهاء المصلحين وعلى رأسهم : زرارة بن أعين ، ومعروف بن خربوذ ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وبريد بن معاوية العجلي .

وربّى طبقة ثانية التي تلي المتقدمين ومنهم : حمران بن أعين ، واخوته ، وعبد اللّه بن ميمون القدّاح ، ومحمد بن مروان الكوفي ، وإسماعيل ابن الفضل الهاشمي ، وأبو هارون المكفوف . . . وآخرون[2].

وتنوّعت مهمة الجماعة الصالحة ، فمنهم الفقهاء ، ومنهم قادة الثورات ، ومنهم المصلحون الذين كانوا يجوبون الأمصار لتعميق منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) في القلوب والنفوس .

وفيما يلي سوف نستعرض بعض مظاهر حركة الإمام ( عليه السّلام ) في بناء الجماعة الصالحة ، وإعدادها إعدادا شموليا بشمول الإسلام وشمول منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) لجميع مرافق الحياة الانسانية .

وقد أوضحنا أن المهمّة الأساسية للإمام الباقر ( عليه السّلام ) بعد العقود الثلاثة من النشاط المستمر للإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) بهذا الاتجاه هي رسم المعالم التفصيلية للجماعة الصالحة وبيان كل ما يلزم لتكوين المجتمع الاسلامي النموذجي في وسط التيارات المنحرفة التي ملأت الساحة الإسلامية العامّة ، وهي إلى جانب كونها النموذج المطلوب للأمة المسلمة الرائدة تكون الذراع الحقيقي للأئمة ( عليهم السّلام ) لإقرار الإسلام الشامل في المجتمع الإسلامي الآخذ بالتمادي في الانحراف والانهيار ؛ إذ من خلالها يكون النشاط الحقيقي للإمام الباقر ( عليه السّلام ) في مرحلته الخاصة التي تجلّت في رسم هذه المعالم وإقرارها وتربية الأجيال عليها . وهي المهمة التي اشترك فيها أبوه الإمام زين العابدين وابنه الإمام الصادق وحفيده الإمام الكاظم ( عليهم السّلام ) .

وقد لخصّنا هذا البحث الأساسي في عشر نقاط أساسية ترتبط بالجماعة الصالحة وتوضح معالمها الرئيسة .

 

[1] اعتمدنا في هذا البحث بشكل أساسي على الكتاب القيّم الذي نشره المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) « دور أهل البيت ( عليهم السّلام ) في بناء الجماعة الصالحة » لسماحة السيد محمد باقر الحكيم ( دام عزه ) واستخلصنا منه ما يناسب حياة الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام ) بشكل خاص من هذه الموسوعة .

[2] مناقب آل أبي طالب : 4 / 229 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.