أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
3222
التاريخ: 15-8-2016
2988
التاريخ: 12-8-2016
5978
التاريخ: 19/11/2022
1712
|
الإمام الباقر ( عليه السّلام ) وبناء الجماعة الصالحة[1]
إن إصلاح الأوضاع الاجتماعية يتوقف على وجود جماعة صالحة تقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الإسلام وإلى المنهج السليم الذي تبنّاه أهل البيت ( عليهم السّلام ) استنادا إلى الأوامر الإلهية في تشكيل الأمة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر .
ولهذا سعى الأئمة المعصومون ( عليهم السّلام ) إلى بناء الجماعة الصالحة ورسم المعالم والملامح اللازمة لها لتكون الطليعة الواعية المخلصة لتبنّي مسؤولية الاصلاح والتغيير طبقا لمنهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) .
وقد شرع أهل البيت ( عليه السّلام ) في تكوين الجماعة الصالحة منذ عهد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فإنّه إلى جانب تبليغه العام قام بإعداد مجموعة صالحة تهتم بالدعوة إلى اللّه على بصيرة ووعي وأبدى لهم عناية فائقة حيث خصص لهم أوقاتا خاصة ، وكلّف الإمام عليّا ( عليه السّلام ) بإعداد آخرين .
واستمر الإمام علي ( عليه السّلام ) بعد رحيل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بانجاز هذه المهمّة ، وكرّس جهوده لتهيئة الطليعة والكوادر الرسالية . وقد أثمرت نشاطاته حينما عادت له السلطة ، وكان لتلك الكتلة الصالحة دور كبير في إخماد الفتن الداخلية وتقرير منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) في الواقع العملي .
وواصل الإمام الحسن ( عليه السّلام ) مسيرة جده وأبيه ، حيث كان أحد بنود الهدنة مع معاوية هو إيقاف الملاحقة لأنصاره وأنصار أبيه ، وتفرّغ الإمام ( عليه السّلام ) بعد الهدنة لتوسيع قاعدة الجماعة الصالحة لتقوم بأداء دورها في الوقت والظرف المناسب . وبالفعل قامت بالتصدي للانحراف الأموي في عهد يزيد ، وشاركت مع الإمام الحسين ( عليه السّلام ) في حركته المسلحة للإطاحة بالحكم الجائر .
وكان للجماعة الصالحة دور كبير في قيادة الثورات المسلحة ضد الحكم الأموي على طول الخط ، كثورة أهل المدينة ، وثورة المختار ، وثورة التوابين ، التي أعقبت ثورة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) الإصلاحية وكان لمجموعها دور كبير في إرساء دعائم منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتعميقه وتجذيره في العقول والقلوب والممارسات السلوكية والتعجيل في زوال الحكومات الجائرة .
واستمر الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في استثمار الفرص المتاحة لتكملة البناء الذي شيّده من سبقه من الأئمة الأطهار ، فقد تمتع بحرية نسبية في إعداد الطليعة الرسالية في عهد عبد الملك بن مروان ، لتكون ذراعا لحركة أهل البيت ( عليهم السّلام ) في عهده .
واستمر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) في تشييد هذا الصرح ورفده بعناصر جديدة لتستمر الحركة الإصلاحية على منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتقريره في واقع الحياة ، فقد ربّى ( عليه السّلام ) مجموعة من الفقهاء المصلحين وعلى رأسهم : زرارة بن أعين ، ومعروف بن خربوذ ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وبريد بن معاوية العجلي .
وربّى طبقة ثانية التي تلي المتقدمين ومنهم : حمران بن أعين ، واخوته ، وعبد اللّه بن ميمون القدّاح ، ومحمد بن مروان الكوفي ، وإسماعيل ابن الفضل الهاشمي ، وأبو هارون المكفوف . . . وآخرون[2].
وتنوّعت مهمة الجماعة الصالحة ، فمنهم الفقهاء ، ومنهم قادة الثورات ، ومنهم المصلحون الذين كانوا يجوبون الأمصار لتعميق منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) في القلوب والنفوس .
وفيما يلي سوف نستعرض بعض مظاهر حركة الإمام ( عليه السّلام ) في بناء الجماعة الصالحة ، وإعدادها إعدادا شموليا بشمول الإسلام وشمول منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) لجميع مرافق الحياة الانسانية .
وقد أوضحنا أن المهمّة الأساسية للإمام الباقر ( عليه السّلام ) بعد العقود الثلاثة من النشاط المستمر للإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) بهذا الاتجاه هي رسم المعالم التفصيلية للجماعة الصالحة وبيان كل ما يلزم لتكوين المجتمع الاسلامي النموذجي في وسط التيارات المنحرفة التي ملأت الساحة الإسلامية العامّة ، وهي إلى جانب كونها النموذج المطلوب للأمة المسلمة الرائدة تكون الذراع الحقيقي للأئمة ( عليهم السّلام ) لإقرار الإسلام الشامل في المجتمع الإسلامي الآخذ بالتمادي في الانحراف والانهيار ؛ إذ من خلالها يكون النشاط الحقيقي للإمام الباقر ( عليه السّلام ) في مرحلته الخاصة التي تجلّت في رسم هذه المعالم وإقرارها وتربية الأجيال عليها . وهي المهمة التي اشترك فيها أبوه الإمام زين العابدين وابنه الإمام الصادق وحفيده الإمام الكاظم ( عليهم السّلام ) .
وقد لخصّنا هذا البحث الأساسي في عشر نقاط أساسية ترتبط بالجماعة الصالحة وتوضح معالمها الرئيسة .
[1] اعتمدنا في هذا البحث بشكل أساسي على الكتاب القيّم الذي نشره المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) « دور أهل البيت ( عليهم السّلام ) في بناء الجماعة الصالحة » لسماحة السيد محمد باقر الحكيم ( دام عزه ) واستخلصنا منه ما يناسب حياة الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام ) بشكل خاص من هذه الموسوعة .
[2] مناقب آل أبي طالب : 4 / 229 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|