اعادة احياء الجغرافيا السياسية:

قد شهدت فترة ما بعد منتصف الستينات انبعاث جديد للجغرافيا السياسية، بعد أن شهدت تراجعا دام اكثر من عشرين عاما. ويعود سبب هذا الاحباء الى ظهور مشاكل اجتماعية جديدة كالفقر، والتوزيع الجغرافي غير العادل للثروات، والمصادر، لأسباب سياسية. وقد نبذ الباحثون فكرة الفردية، والتميز في السلوك السياسي للدول، واتبعوا مناهج بحث جديدة تؤدي الى وضع قوانین، ونظريات تشكل الأطر العامة للدراسات الجغرافية السياسية. فظهرت نظريات تعالج اصل ونشوء وتطور الدول، كنظرية الدولة الكائن الحي للألماني فردريك راتزل، والتي سبق الحديث عنها ، ونظرية الحقل الموحد للجغرافي ستيفن جونز، ونظرية الدولة الاقليم للجغرافي جون هيرز، ونظرية الدولة الوظيفة للجغرافي هارتشورن، ونظرية انماط الوحدة والتفكك للجغرافي کارل دیو تسج ، ونظرية النظام السياسي للجغرافي سول کوهین.

كما بدأو باستخدام الطرق العلمية في البحث، وتقصي المعلومات، وفحص النتائج، واستخدام الوسائل الاحصائية في البحث. فقد استخدم باحثوا الجغرافيا السياسية منهج التحليل الكمي في قياس ومقارنة قوة الدول العسكرية والسياسية والاقتصادية. وقد طبق البعض نظریات جغرافية كنظرية الرسم البياني ( Graph Theory)، ونماذج التوقيع المكاني (Allocatio Location)، والتحليل النظمي للمعلومات (System Analysis) في الدراسات الجغرافية السياسية. وقد ركز البعض على دراسة السلوك البشري السياسي وارتباطه في المكان من خلال البحث فيما يسمى بجغرافية الانتخابات-Electorl Geogra) (phy بحيث يدرس الباحث التصرفات السياسية للسكان وفقا للانتماءات الاقليمية والطائفية والعرقية.