أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2016
![]()
التاريخ: 23-8-2016
![]()
التاريخ: 14-8-2016
![]()
التاريخ: 11-8-2016
![]() |
الوليد بن عبد الملك
واستولى الوليد بن عبد الملك على الحكم بعد هلاك أبيه في النصف من شوال سنة ( 86 ه ) ولم تكن فيه أية صفة من صفات النبل بحيث تؤهله للخلافة ، وإنما كان جبارا ظالما[1] وكان يغلب عليه اللحن ، وقد خطب في المسجد النبوي ، فقال : يا أهل المدينة - بالضم - مع أن القاعدة تقتضي نصبه لأنه منادى مضاف .
وخطب يوما فقال : يا ليتها كانت القاضية - وضم التاء - فقال عمر بن عبد العزيز : عليك وأراحتنا منك[2]. وعاتبه أبوه على إلحانه ، وقال : إنه لا يلي العرب إلا من يحسن كلامهم ، فجمع أهل النحو ودخل بيتا فلم يخرج منه ستة أشهر ، ثم خرج منه ، وهو أجهل منه يوم دخل[3].
وطعن عمر بن عبد العزيز في حكومته فقال : إنه ممن امتلأت الأرض به جورا[4]. ويقول المؤرخون : إنه كان كثير النكاح والطلاق إذ يقال : إنه تزوج ثلاثا وستين امرأة[5] غير الإماء .
وفي عهد الوليد قتل الحجاج سعيد بن جبير التابعي صبرا وكان قتله من الأحداث الجسام التي روّع بها العالم الإسلامي .
وكانت مدة خلافته تسع سنين وسبعة أشهر ، توفي بدير مروان سنة ( 96 ه ) وكان عمره خمسا وأربعين سنة[6].
ثم بويع سليمان بن عبد الملك بعهد من أبيه بعد هلاك أخيه في جمادى الآخرة سنة ( 96 ه ) فاستلم الحكم ونكّل بآل الحجاج تنكيلا فظيعا ، وعهد بتعذيبهم إلى عبد الملك بن المهلب[7] وعزل جميع عمّال الحجاج واطلق في يوم واحد من سجنه واحدا وثمانين ألفا ، وأمرهم أن يلحقوا بأهاليهم ، ووجد في السجن ثلاثين ألفا ممن لا ذنب لهم وثلاثين ألف امرأة[8] وكانت هذه من مآثره وألطافه على الناس .
لكنه كان مجحفا أشد الاجحاف في جباية الخراج فقد كتب إلى عامله على مصر أسامة بن زيد التنوخي رسالة جاء فيها : « احلب الدر حتى ينقطع ، واحلب الدم حتى ينصرم » . وقدم عليه اسامة بما جباه من الخراج ، وقال له : إني ما جئتك حتى نهكت الرعية وجهدت فان رأيت أن ترفق بها وترفه عليها ، وتخفف من خراجها ما تقوى به على عمارة بلادها فافعل فإنه يستدرك ذلك في العام المقبل فصاح به سليمان : « هبلتك أمك احلب الدر ، فإذا انقطع فاحلب الدم »[9].
ودلت هذه البادرة على تجرده من الرحمة والرأفة على رعيته ، فقد أمات الحركة الاقتصادية ، وأشاع الفقر والبؤس في البلاد .
وكان شديد الاعجاب بنفسه ، حتى أنّه لبس يوما أفخر ثيابه وراح يقول : أنا الملك الشاب المهاب ، الكريم ، الوهاب ، وتمثلت أمامه إحدى جواريه فقال لها : كيف ترين أمير المؤمنين ؟ ! !
فقالت : أراه مني النفس ، وقرة العين ، لولا ما قال الشاعر . . .
فقال لها : ما قال : ؟
قالت : إنه قال :
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى * غير أن لا بقاء للإنسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب * عابه الناس غير أنّك فاني
فكانت هذه الأبيات كالصاعقة على رأسه ، فقد تبدد جبروته وإعجابه بنفسه ، ولم يمكث إلا زمنا يسيرا حتى هلك[10] وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام ، وتوفى يوم الجمعة لعشر ليال بقين من صفر سنة ( 99 ه )[11].
[1] تاريخ الخلفاء : 223 .
[2] تاريخ ابن الأثير : 4 / 138 .
[3] المصدر السابق .
[4] تاريخ الخلفاء للسيوطي : 223
[5] الاناقة في مآثر الخلافة : 1 / 133 .
[6] تاريخ ابن الأثير : 4 / 138 .
[7] المصدر السابق : 4 / 138 .
[8] تاريخ ابن عساكر : 5 / 80 .
[9] الجهشياري : 32 .
[10] مروج الذهب : 3 / 113 .
[11] تاريخ ابن الأثير : 4 / 151 .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|