أقرأ أيضاً
التاريخ: 16/11/2022
2120
التاريخ: 13-8-2022
883
التاريخ: 16-5-2021
2050
التاريخ: 20/11/2022
904
|
الجيوبولتيكا
ويبحث موضوع الجيوبولتيكا (الجيوپولتیکس Geopolitics). او علم السياسة العسكرية للكرة الأرضية، في العلاقة بين السياسة العسكرية، والرقعة الجغرافية. بحيث يحول المعلومات الجغرافية عن الاقاليم العالمية إلى ذخيرة علمية، يزود بها زعماء الدول وقادتها العسكريون لتساعدهم في انتهاج استراتيجية تخدم مصلحة البلد. وقد تكون المفاهيم الجيوبولتيكية عبارة عن مجموعة من الافكار تطورت في منطقة ما (دولة)، وهدفها تحقيق مصالح تلك المنطقة او الدولة. والجيوبولتيكا هي علم تطبيق الجغرافيا السياسية على المستوى الإقليمي والعالمي، في حين تعد الجغرافيا العسكرية الجانب التطبيقي للجغرافيا السياسية على المستوى المحلي والاقليمي. وهناك اختلاف كبير في طرق معالجة مواضيع الدراسات الجيوبولتيكية. وذلك بسبب تعدد ولا عات الباحثين فيها. فيحاول كل باحث أن يحلل الاحداث من منطلق قومي، كما يحاول استغلال معلوماته الجغرافية لخدمة سياسة بلاده. وتتعدد مدارس الجيوبولتيكا ربما بتعدد الدول انفسها، حيث تحاول كل مدرسة تطوير مفاهيم، وأفكار جيوبولتيكية تهدف الى خدمة المصلحة المحلية لبلادها، هذا على الأقل من وجهة نظر مدرسة الجيوبولتيكا الألمانية.
ويرى مؤلفو کتاب الجيوبولتيكا: مفاهيم و تطبيقGeopolitics: I Principles and) (Practice أن الجيوبولتيكا هي وليدة الجغرافيا السياسية، بحيث يجعل هذا العلم من حقائق الجغرافيا السياسية مادة تمكن الزعيم السياسي، والقائد العسكري في اعلى مستوياته من صنع استراتيجية عامة والافادة منها. ففي الوقت الذي تقتصر فيه دراسات الجغرافيا السياسية على دراسة الظروف الجغرافية للدولة وتحليلها، فان الجيوبولتيكا تعنى بدراسة المتطلبات المكانية للدولة، وتساعد في رسم السياسة التوجيهية للدولة. اعتمادا على الحقائق التي تقدمها الجغرافيا السياسية. ويميز الجنرال الالماني كارل هسهوفر بين الجغرافيا السياسية والجيوبولتيكا فيقول: أن الجغرافيا السياسية هي تحليل موضوعي للحقائق الجغرافية، بينما تقدم الجيوبولتيكا تفقیه انتقائي وتثقيفي للقادة. فتدرس الجغرافيا السياسية الوضع الحالي للدول، والحقائق التي تفرضها طبيعة العلاقة بين الجغرافيا والسياسة، في حين تعني الجيوبولتيكا بالمتطلبات المكانية للدولة، وما يجب ان تكون عليه الدولة لتحقيق أفضل مكانة عالمية لها.
وعلى الرغم من أن مصطلح الجيوبولتيكا جاء متأخرا نوعا ما، الا أن التاريخ سجل أفكارا جيوبولتيكية للكثير من الفلاسفة والباحثين، فقد وردت مفاهيم جیوبولتيكية في كتاب السياسة لأرسطو، الذي بين اثر الموقع الجغرافي لليونان على مركزها وقوتها العسكرية والسياسية. كما أشار سترابو 63 ق. م - 24م) الى اثر المناخ المعتدل للإمبراطورية الرومانية على قوتها. وسجل هبوقراط ومونتسکیو أفكارا عديدة تتحدث عن أثر الظروف الجغرافية الطبيعية والبشرية على قوة الدول العسكرية، ومكانتها الدولية. وحديثا كان الجغرافي الألماني فردريك را تزل (1844-1904) من السباقين للكتابة في هذا المجال، وقد سبق أن تحدثنا عن القوانين التي وضعها لنمو الدول، وتوسعها الجغرافي، حيث اثبت تلك القوانين في مقالة نشرها عام1895 بعنوان (قوانين النمو المكاني للدول) The Laws of) (the Spatial Growth of States. ویری فیفیلد رسل واتزل بيرسي "ان را تزل قد ارتقى بعلم الجغرافية السياسية، الى درجة يمكن ان تبدأ عندها الجيوبولتيكا".
وعلى الرغم من أن (راتزل ) شبه الدولة بالكائن الحي، الا ان الجغرافي السويدي (رودولف کیلین) (Rodolf Kjelle) (1864-1922) هو صاحب نظرية الدولة ككائن حي The) (State as an Organism . وقد نشر کجلن نظريته في كتابين نشرهما عام 1916 بعنوان
الدولة كمظهر من مظاهر الحياة) والثاني عام ۱۹۲۰ بعنوان (الأسس اللازمة لقيام نظام سياسي). وکالكائن الحي، فان الدولة كما وصفها (كيلين) تتكون من الأرض، التي هي جسم الدولة، والعاصمة وهي بمثابة القلب، والأنهار والطرق والسكك الحديدية، وهي بمثابة الشرابين والاوردة لذلك الكائن الحي، أما المصادر الطبيعية فهي الغذاء الذي يعينها على الاستمرار في
البقاء.
اما في العالم الجديد فقد اظهر ضابط البحرية الأمريكي الفرد تير ماهان -Alfred Thay) (er Mahan( (1840- 1914) اهتماما في العلاقة بين المظاهر الجغرافية والاستراتيجية العسكرية. ونتيجة لمطالعاته في التاريخ العسكري، كتب ماهان عن تأثير القوى البحرية على التاريخ في كتاب نشره في لندن عام ۱۸۸۹ بعنوان "تأثير القوى البحرية في التاريخ" The) (Influnce of Sea Power Upon History. وكعسكري مخلص لوطنه، كان هدف ماهان من دراسته خدمة وطنه اكثر من مجرد نشر بحث علمي. وقد وضع ماهان ستة شروط لإقامة قوة بحرية قوية، خمسة منها ، لها صبغة جغرافية. وحتى تتمكن الدول من بناء قوة بحرية، تحتاج الى قدرة اقتصادية وانتاجية عالية، و تجارة قوية، ومستعمرات موزعة في انحاء العالم. كما تحتاج الى موقع جغرافي بحري تناسب سواحل اقامة الموانئ واتساع مساحة الدولة، وكثرة عدد سكانها هي شرط اخر لإقامة تلك القوة. كما اكد ماهان على الصفات السلوكية لكل من السكان والسلطة الحاكمة، فمن اجل إقامة قوة بحرية يجب ان يمتاز الشعب بحبه لركوب البحر، ويجب أن يكون توجه السلطات الحاكمة نحو تشجيع ركوبه. وقد اصبحت أفكار ماهان تعرف فيما بعد باسم نظرية القوى البحرية .
وقد عزز الأمريكي (نیکولاس سبيكمان) من اهمية القوة، والقوى البحرية، في كتابه جغرافية السلم" (The Geography of the Peace) الذي نشر بعد وفاته عام 1944. وقد قسم سبيكمان العالم الى قسمين: أحدهما شرقي، ويتألف من اوراسيا وافريقيا واستراليا، والاخر غربي، ويضم الأمريكيتين. ولان العالم الشرقي اكبر مساحة واكثر سكانا ومواردا ، فان العالم الغربي لا يستطيع التغلب عليه فيما لو نشب صراع بينهما. وکامریکي، فقد شجع سبيكمان بلاده للوقوف في وجه أي تحالف اوروبي اسيوي، ومنع العالم الشرقي من السيطرة على الاطار الهامشي للكتلة القارية الأوراسية (غرب اوروبا الساحلية، شمال أفريقيا، الشرق الاوسط الهند، وجنوب شرق أسيا ). كما حث بلاده على محاصرة اوراسیا بقواعد واحلاف عسكرية موالية لها. وهذا ما حدث بالفعل من خلال اقامة شبكة من القواعد العسكرية الامريكية في اراضي الاطار الهامشي بدءا بجزيرة أزور في البرتغال . واسرائيل، وتركيا، وجزيرة ديجو جاريسيا جنوب سيرلانكا (استخدمت هذه القاعدة لانطلاق القاذفات الأمريكية بي52 الحاملة لصواريخ كروز في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق عام(1991)، وانتهاء بالقواعد العسكرية الامريكية في الفلبين. اما الجغرافي الانجليزي السير هالفورد جون ماكندر ((Halford Joh Mackinder (1861- 1947) فقد كان له رأي آخر. فاراد ماكندر الذي شغل مناصب اكاديمية، وسياسية رفيعة، أن ينبه حكومة بلاده الى أهمية القوى البرية العالمية، والى الاهمية الاستراتيجية والعسكرية التي تتمتع بها المنطقة القارية في وسط اسيا ، أوروبا. ففي مقالة علمية بعنوان (نقطة الارتكاز الجغرافي للتاريخ) او (المحور الجغرافي للتاريخ)-
The Geographical Piv) (ot of History قرأها امام الجمعية الجغرافية البريطانية عام 1904 صور ماكندر الصراع العالمي على اساس انه صراع بين القوى البرية الداخلية، والقوى البحرية الخارجية. وقد اطلق على المنطقة الجغرافية المكونة من اوروبا الشرقية، وغرب روسيا، اسم نقطة الارتكاز الجغرافي للتاريخ. ومن مميزات هذه المنطقة الجغرافية ذات الأهمية التاريخية بانها قارية صعبة المنال، ولها تصريف نهري داخلي، وسواحل متجمدة، واراضي سهلية مناسبة لاستيعاب كثافة سكانية جيدة. هذه المنطقة التي اعاد ماكندر تسميتها باسم "الأرض القلب" (Heart Land) عام 1919، محاطة بالفيافي، والصحاري، والجبال. وهي صعبة المنال، وممتنعة على القوى البحرية المهاجمة.
لقد حاول كل من ماهان، وسبیکمان ، وما کندر تفسير التاريخ العالمي على أنه علاقة بين اليابس والماء (بين القوى البرية والبحرية). وقد ركزوا على الموقع الجغرافي للدول، وعلى الأهمية الاستراتيجية لأشكال السطح الطبوغرافية، والظروف الجغرافية الاقتصادية والبشرية ، واشكال السواحل كمؤثرات على قوة الدول.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|