مفهوم جغرافية السياحة - السياحة (Tourism)

تعرف السياحة لغة بأنها الضرب في الأرض؛ أي الانتقال والمشي من موقع إلى آخر، سواء في دولة معينة أو إقليم محدد أو حول العالم؛ من أجل الوصول إلى حاجات معينة، وبعيدة عن مكان السكن الدائم أو بيئة الأعمال أو الحروب، أما اصطلاحا فلم يظهر أي تعريف متفق عليه للسياحة، وفيما يأتي بعض من التعريفات الاصطلاحية الواردة عن هيئات ومنظمات السياحة الدولية، فعرفت منظمة السياحة العالمية السياح بأنهم جميع الأشخاص الذين يوجدون في مكان ما لمدة 24 ساعة؛ بهدف الحصول على وسائل الترفيه التي تشمل الإجازات والرياضة والاستجمام، كما تعرف الدراسة الخاصة بالسياحة القومية الأمريكية السياحة بأنها كافة النشاطات أو التصرفات التي يطبقها الأشخاص أثناء ذهابهم لرحلات خارج منازلهم ومجتمعهم، ولأي هدف معين إلا الرحلات الخاصة بالذهاب اليومي إلى العمل.

تعد السياحة (بالإنجليزية Tourism) مجموعة من الأعمال والوظائف التي تخدم السياح وتساهم في توفير أماكن إقامة، ووسائل النقل، والمواقع الترفيهية لجميع السياح، كما تعتبر السياحة وسيلة من وسائل التسويق التي تعرف بخصائص مجموعة من الوجهات المخصصة للسفر.

جغرافيا السياحة هي إحدى فروع الجغرافيا البشرية المعاصرة او الحديثة التي تهتم بدراسة تطور حركة السياحة والعوامل المؤثرة فيها ودراسة توزيع مناطق الطلب والعرض السياحي على خريطة العالم ودراسة العوامل الجغرافية المؤثرة في حركة النقل والدوافع الجغرافية للسياحة والسفر في بيئة الطلب السياحي.

السياحة في السفر بهدف الترفيه أو التطبيب أو الاكتشاف، وتشمل السياحة توفير الخدمات المتعلقة بالسفر. والسائح هو الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة المسافة ثمانين كيلومترا على الأقل من منزله. وذلك حسب تعريف منظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة).

يستند مفهوم السياحة على أساسين، يختص الأول بانتقال الإنسان من موطنه الأصلي أو من مقر عمله إلى دولة أخرى أو إقليم أخر، لسبب معين يرتكز أساسا على الانتفاع بوقت الفراغ، بينما الثاني يتمثل في أن عملية الانتقال تكون مؤقتة وتتراوح بين أربعة وعشرين ساعة أو أقل من أثني عشر شهرا، أي أن الانتقال في هذه الحالة لا يكون بهدف الهجرة أو الإقامة الطويلة من أجل العمل أو الدراسة.

ومفهوم ظاهرة السياحة تبلور أكثر في بداية القرن العشرين، إذ أشار الألماني (جويير فرویلر) أن السياحة تمثل ظاهرة ناتجة عن حاجة الإنسان المرهق من ضغوط الحياة الحديثة إلى الراحة والمتعة والتغيير، وتطرق البعض الأخر إلى إعطاء تعريف اقتصادي المفهوم السياحة، فعرفها (شوليون) بأنها الأنشطة الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن وصول زوار إلى إقليم أو دولة بعيدا عن موطنهم الأصلي، والتي توفر الخدمات التي يحتاجونها وتشبع حاجاتهم المختلفة طول فترة إقامتهم.

أما مؤتمر السياحة والسفر الذي نظمته الأمم المتحدة عام 1963 م فقد عرف السائح على أنه الشخص الذي يزور دولة غير دولته أو غير الدولة التي يقيم فيها إقامة دائمة لأي سبب غير العمل والكسب.

وفي اللغة العربية تعني التنقل من بلد لآخر طلبا للتنزه والاستطلاع والبحث والكشف. وتعكس السياحة صورة التطور الحضاري لشعوب العالم، وهي تعتبر صناعة من أهم الصناعات في العصر الراهن لما لها من تأثير على اقتصاديات الدول، لأنها تمثل مصدرة للدخل القومي، ونشاطا مركب ومتداخل مع العديد من القطاعات، وليست كما يرى البعض بأنها ترف اجتماعي، فهي تساعد على إنجاح مخططات التنمية، وتهيئ الفرص لتعمل على خلق صناعات تخدمها، كالصناعات التقليدية والأغذية، وبناء المرافق مثل الفنادق والطرق والموانئ والمطارات والمطاعم والمقاهي والقرى السياحية، والتي بدورها تتيح فرص العمل، فهي إذن صناعة خدمات، لذلك فقد تأثرت بالتقدم العلمي والتكنولوجي، اللذين أصبحا سمة بارزة بالعصر الحالي، مما أدى إلى اتساع نطاقها وتعدد جوانبها وازدياد أهميتها حتى أطلق عليها الصناعة الواعدة مستقبلا.

تؤدي السياحة والسفر دورا هاما في أي بيان اقتصادي لكثرة ما تخلقه من فرص عمل في أنشطتها المختلفة، كما أنها مصدر للعملات الأجنبية وتعد قطاعة رئيسية في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتساهم السياحة العالمية بنحو ثلث خدمات التجارة في العالم، بينما تساهم بنحو 13% من إجمالي الناتج المحلي والعالمي، ويعمل بها أكثر من 120 مليون عامل في العالم، كما أنها تؤدي دورة بارزة وفعالا في النمو الاقتصادي في العديد من الدول النامية. السياحة أو صناعة السياحة لا تقف على تعريف واحد بذاته لأن لها أنواع مختلفة، وتعريف كل نوع يعتمد على الغرض الذي تقوم من أجله.

تلعب السياحة دورا هاما في عصرنا الحاضر، اذ يقدر حجم الحركة الداخلية منها بنحو 2300 مليون زيارة سياحية ينتقل فيها الأفراد بعيدة عن محال اقامتهم الدائم في رحلة تبلغ اربعة ايام على الاقل في وطنهم الأصلي، وفي المقابل هناك نحو 455 مليون زيارة سياحية عبر الحدود الدولية.

ويقدر العائد من السياحة الدولية بنحو 255 بليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 5% من جملة الصادرات الدولية، ومما يزيد من أهمية السياحة معدل النمو السنوي لها الذي يبلغ 6% كمتوسط للعقود الأربعة الأخيرة .

جغرافية السياحة.. مجال بحثي علمي قائم بذاته، نتيجة زيادة اهتمام المجتمع بظاهرة السياحة من حيث بعدها الاجتماعي والمكاني، ونتيجة التطور الكمي المطرد الحركة السياحة على المستوى المحلي، والمستويين الإقليمي والعالمي.

جغرافية السياحة في العلم الذي يهتم بدراسة وتفسير حركة الناس وتنقلهم وعلاقتهم مع بيئة مكان القصد السياحي والنظام الأيكولوجي المتوفر فيها وتحليل التباين في شدة الجذب السياحي لهذه البيئات.