التطور التاريخي للسياحة

مفهوم السياحة كنشاط قديم نشأ منذ أن بدأ الإنسان ينظر ويتدبر ليرى أن احتياجاته في المكان الذي يقيم فيه دائما لا تشبعها الإمكانيات المتوافرة بهذا المكان، فبدأ يبحث عنها في أماكن أخرى يستطيع أن يذهب إليها ويعود بما يعود عليه وعلى غيره بالنفع، وبما أن هناك أماكن أخرى تتوافر بها حاجات الإنسان، رأى أن يذهب بها للعرض والبيع من أجل الكسب، إن هذا النشاط القديم ما هو في الحقيقة إلا السفر من أجل التجارة وعقد الصفقات وحضور المعارض التجارية أو سياحة رجال الأعمال.

وقياسا على هذا النشاط التجاري منذ القدم، هناك أيضا عدة أنواع من السفر كان يقوم بها الإنسان أما لتلقى العلم أو العلاج أو القيام بالمناسك الدينية، كما اختلفت وسائل الانتقال وتطورت من السفر على الدواب، ثم السفن، والقطارات، والطائرات، فالسيارات الخاصة والعامة، واختلفت أماكن الإقامة من إقامة التاجر القديم بنصب خيمته، أو عند تجار أمثاله إلى المنزل، والاستراحات، فالفنادق وأماكن الإقامة المختلفة، وتنوعت أشكال السياحة أما سياحة أفراد أو مجموعات وعائلات، وتعددت أغراض السياحة فمنها السفر من أجل التجارة، أو لتلقى العلوم، أو لقضاء العطلات الموسمية أو للعلاج أو لأداء المناسك الدينية والتي يطلق عليها السياحة الدينية والسياحة العلاجية، والرياضية، والترفيهية، ويتضح مما سبق أن السفر نشاط قديم متجددة الأغراض متعددة، بوسائل مختلفة إلى جهات وأماكن شتى، وكلها أنشطة ضرورية تشبع حاجات الإنسان وتحقق آماله وتعود عليه بالنفع، وهناك نشاط انساني بدعونا الله تعالى للقيام به، هذا النشاط المتمثل في السير على الأرض للنظر والاعتبار، وجميع أنواع السياحة تتفق في عناصر ثلاثة رئيسية تكون مفهوم السياحة لدى أي شعب من الشعوب:

تطور السياحة ومفهومها: هي حركة الإنسان وانتقاله من مكان إلى آخر لتحقيق عدة أهداف منها التنزه والترويح عن النفس خلال فترة زمنية لا تقل عن يوم واحد ولا تزيد عن عام. (س) وضح كيف تطورت السياحة ؟

أ- مارست شعوب الحضارات القديمة السياحة منذ القدم. وهي بذلك ظاهرة قديمة.

ب- تميزت باقتصارها علي مناطق محدودة وعلي فئة الرحالة المستكشفين وطبقة الحكام والإقطاعيين والأغنياء والتجار.

ج- ومارس الفينيقيون السياحة خلال رحلاتهم التجارية والاستكشافية في حوض البحر المتوسط والبحر الأحمر وشاطئ أفريقيا الغربي.

د- ووصل اليونان والرومان إلى: كثير من المناطق في آسيا وأفريقيا وأوروبا ومشاركتهم بالألعاب الأولمبية والمهرجانات الفنية والثقافية والدينية.

ه - و أسهم العرب والمسلمون في ممارسة السياحة من خلال وصول التجار والرحالة العرب والمسلمين إلى مناطق عدة في العالم القديم (الصين شرقا إلي الأطلسي غربا).

ووسط آسيا وأوروبا وأفريقيا وقد قام التجار والرحالة بوصف المناطق التي وصلوا وألفوا الكتب التي أصبحت مراجع سياحية ككتاب تحفة النظار في غرائب الأمصار وتحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار للرحالة ابن بطوطة.

و- وفي القرن 20 و حتى الآن تطورت الأنشطة السياحية واتسع نطاقها حيث شملت مختلف مناطق العالم بعد أن كان الأمر مقتصر على مناطق محدودة. وأصبحت ظاهرة اجتماعية عالمية وتشمل كافة الأفراد المجتمع بعد أن كانت محصورة علي فئات الأغنياء فقط.