سكان المناطق العشوائية

تعد دراسة خصائص السكان وعمليات تغير هذه الخصائص واتجاهات هذا التغير نقطة الأساس لأي تخطيط تنموي يحاول حل المشكلات السكانية بالمناطق العشوائية لكي يكون واقعية وناجحة ، وتحدد أبعاد المشكلة السكانية غالبا في ثلاثة جوانب هي النمو السكاني، وتوزيع السكان، وخصائص السكان ، وقد تتداخل تأثيرات هذه الجوانب في بعضها البعض، ولكن دراستها وتحديدها يعد أمرا ضروريا سواء أكانت المعالجة فردية أم موضوعا شاملا من هذه الجوانب التي تعالجها، فمن الأهمية بمكان دراسة النمو السكاني وإبراز التغير الحجم والخصائص مع ربط هذه التغيرات والخصائص بالقضايا الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية. وتعددت أسباب ودوافع الهجرة إلى المناطق العشوائية والتي تناولنا كثير من جوانبها سابقا ، وأيضا عند تناول المواطن الأصلية لسكان هذه المناطق ، وتتمثل أهم أسباب ودوافع الهجرة إلي المناطق العشوائية خلال العقدين الماضيين ما يلي:

1- انخفاض الطلب على المساكن بالأحياء العشوائية نتيجة التطور الاجتماعي والميول عند شباب هذه المناطق إلى السكن المستقل بالقرب من منزل الأسرة الرئيسي لتكوين الأسر النواة وهو ما يعرف بـ "الأسر الممتدة" بهذه المناطق.

2- انخفاض معدلات الدخول وخاصة للسكان الوافدين والقادمين للعمـل بالقطاعات الخدمية المتنوعة بالمدينة وهم من خارج المنطقة ولكن تعيينهم الوظيفي أدى بهـم للسكن بهـا والاتجـاه إلى هـذه المساكن لقلـة العـائـد المـادي المطلوب للسكن.

3- الزيادة المستمرة في تشييد المساكن داخل هذه المناطق بصورة بسيطة أغليها من الطوب الحجري والبعد عن أساليب البناء الحديثة نتيجة زيادة أسعار مواد البناء المستوردة معظمها من الخارج.

4- سعت الحكومـات لتنفيـذ العديـد مـن المشـاريع السكنية وخاصة المشاريع الإسكانية لذوي الدخل المحدود التي يتم تمويلها بقـروض مـن البنـك الـدولي وبمساهمة من الدولة، ولكن بدون رقابة او متابعة لتنفيذ التنظيمات العمرانية لهذه المخططات، ومدى ملائمتها لطباع وعادات وتقاليد هؤلاء السكان .