الأنماط المختلفة للعلاقات المكانية بين المدينة وريفها- العلاقات السكانية |
1284
04:32 مساءً
التاريخ: 24/10/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2023
1435
التاريخ: 17/9/2022
1509
التاريخ: 3-1-2023
962
التاريخ: 5-6-2022
2748
|
العلاقات السكانية: تعد العلاقات السكانية نمط مهمة من أنماط العلاقات القائمة بين المدينة وإقليمها، ويمثل السكان العنصر الرئيس في تلك العلاقات اذ تقوم المدينة باستقطابهم عن طريق قوى الجذب التي تتمتع بها المدن من خلال توفر فرص العمل والاستثمار ووسائل الترفيه والخدمات ، مما استهوى الكثير منهم للذهاب اليها والعمل فيها.
يمكن أن نميز في هذه العلاقات السكانية بين حركتين من حركات السكان : الهجرة الريفية من الريف إلى المدينة من ناحية ، ورحلة العمل اليومية من ناحية أخرى ، وتحظى دراسة العلاقات السكانية بين المدينة وإقليمها بأهمية بالغة نابعة من تنوعها وقوتها واستمرارها ، إذ تؤدي عوامل وقوى مختلفة دورها في تنشيط هذه الحركة مما يعكس عضوية العلاقة بين المدينة وإقليمها ، وتأخذ العلاقات السكانية بين المدينة وإقليمها شكلين مهمين هما:
1- رحلة العمل اليومية: وتعني الانتقال اليومي للسكان العاملين بين مناطق سكنهم في الإقليم وبين مواقع عملهم في المدينة التي توفر لهم فرص العمل ، وهـي بـذلك تخلق حركة متنوعة للبشر بين (المراكز المصدرة) و (مراكز الهدف) بحثاً عن العمل ذي المردود المالي الأكبر ولو بعدت المسافة، وهذه الظاهرة يمكن ملاحظتها في الدول الصناعية ، ويعرف الاقليم الذي يجهز المدينة بما تحتاجه من الأيدي العاملة بإقليم رحلة العمل اليومية والذي يتباين من حيث السعة و الشكل والتركيب من مدينة إلى أخرى ، بسبب حجم المدينة والتخصص الوظيفي وتطور شبكة النقل والمواصلات وي ذات الوقـت ظـهـرت هناك حركة معاكسة أي مـن المـدن إلى الإقليم إذ يقـوم السكان بالخروج مـن المدينـة لإنجاز بعض الاعمال أو لأغراض البيع والشراء أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ، كما ظهر هناك نمط واتجاه آخر لحركة رحلة العمل بعد أن تبدل التوجه الصناعي من المدن إلى الريف وظهور المجمعات الصناعية التي انتقلت إلى اطراف المدينة. وبصفة عامـة يلاحظ أن التيار الأساسي للهجرة الريفية في مصر بالدرجة الأولى عوامل الطرد التي تدفع بأعداد متزايدة من الفلاحين المصريين إلى الالتجاء إلى المدن هرباً من الظروف الاقتصادية المتردية في الريف، وقد زاد من حـده هذه الظاهرة الزيادة المستمرة في السكان نتيجة لزيادة عدد المواليد ، والانخفاض المستمر للوفيات ، والثبات النسبي ، مما أدي إلي تناقص للمساحات المزروعة.
وهذا ما يحدث الآن في مصر فإن الهجرة الريفية تؤدي إلى نقص العمالة وارتفاع أسعارها من ناحية ، ومن ناحية أخرى مشكلة البطالة وتضخم السكان وعدم كفاءة خدمات المدينة ووسائل النقل وأزمة الإسكان مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة التي تنتج عنها فقدان التوازن واتساع الهوة بين القرية والمدينة . هناك حركة يومية للسكان تتمثل في انتقال بعض من يعملون في المدينة إلى الريف المجاور للإقامة نظراً لتعذر إيجاد مساكن مناسبة ورخيصة في المدينة حيث مقر العمل ، وتبدو هذه العلاقة بوضوح في انتقال نسبة كبيرة من العاملين بمصانع كفر الدوار من الإسكندرية كل صباح إلى مقار عملهم في كفر الدوار والعودة في المساء ، ويمكن ملاحظة نفس الظاهرة بين القاهرة من ناحية وبعض مراكز كل من محافظة القليوبية والمنوفية والجيزة والفيوم من ناحية أخرى .
2- الهجرة من الريف الى المدينة: يعد الإقليم الممول الرئيس الذي يمد المدينة بالسكان وتمثل الهجرة من الريف الى المدينة عاملا رئيسيا لنمو سكانها الى جانب النمو الطبيعي ، وهنا ينبغي ملاحظة عاملين مهمين هما حجم المستوطنة وديناميتها اللذان يؤثران مع عوامل أخرى مثل سهولة النقل والمواصلات على حجم الهجرة نحو المدن لا زالت هي الهجرة السائدة وترجه أسبابها إلى عوامل طرد من الريف يقابلها عوامل جذب من المدن . يمكن تمييز نوعين رئيسيين يشكلان تيار الهجرة الريفية:
1- الشباب اليافع الذي يهاجر في طلب العلم أو سعيا وراء فرص حياة أفضل في المدينة.
2- هؤلاء الذين تضيق بهم ظروف الحياة القاسية في القرية من الفلاحين، وهذا النوع من المهاجرين هو الغالب وهو الذي يشكل التيار الأساسي للهجرة الريفية .
وبالنسبة للنوع الأول من المهاجرين فهم يدخلون حياة المدينة عن طريقين:
الأول: عبر النظام التعليمي، والثاني عبر الخدمة العسكرية ، ويؤثر التعليم على رغبة الشباب المتعلم في عدم العودة لحياة القرية، والتمتع برفاهية المدينة ومكتسباتها الحضارية، حيث أن التعليم العالي يفتح الباب أمام الشباب ذوي الأصول الريفية للاحتكاك المباشر بحياة المدينة، ويشحذ تطلعاتهم لحياة أفضل. والباعث الثاني: لعملية الهجرة الانتقائية لبعض أبناء الريف هو الخدمة العسكرية ، حيث يبدو أن الكثير من القرويين بعد انتهاء الخدمة العسكرية يؤثرون البقاء في المدينة على العودة إلى حياة الشظف في القرية.
أ- عوامل الطرد في الريف: أما فيما يتعلق بأسباب الهجرة فغالبا ما تعزى إلى عوامل الطرد أو الدفع الفاعلة في الاقليم والتي تتمثل بحالة الفقر الشديد الذي تشهده بعض المناطق الريفية، اضافة إلى ضعف و تخلف الخدمات العامة وتفشي البطالة مما حدى بالسكان للهجرة إلى المدينة .
هناك مجموعة من العوامل التي ساعدت علي زيادة معدلات الهجرة الريفية المغادرة من الريف منها:
- تقدم كفاءة الفـن الصناعي ، ممـا يـحـرر فائضاً سكانياً مـن الـريـف ، فقـد جاءت الصناعات الحديثة لتئد الصناعات الريفية.
- الآلات الحديثة التي تستخدم في الزراعة حالياً قد سلبت الريفي كثيراً من عمله الزراعي ، وهناك إفراط في السكان الريفيين مما ترتب عليه عوامل الفقر المادي.
- ضالة حجم الملكية الزراعيـة وتناقص الإنتاج، وانخفاض مستوى المعيشة، أضف إلى ذلك مشكلة المساكن القديمة ورتابة الحياة الريفية.
- ارتفاع معدلات البطالة وقله فرص العمل بين الشباب بالريف.
ب- عوامل الجذب في المدن: عوامل الجذب أو الشد التي توجد في المدن والتي تتمثل بتوفر فرص العمل والأجور العالية والمعيشة الجيدة والخدمات المتوفرة من طرق مبلطة وماء وكهرباء وهواتف وإلى غير ذلك مما جعل منها مناطق لجذب السكان.
هناك مجموعة من العوامل التي ساعدت علي زيادة معدلات الهجرة الريفية الوافدة إلي المدن منها:
- سهولة وسائل النقل التي تربط بين الريف والمدن.
- قصر المسافة بين الريف والمدينة و رصف الطرق التي تصلهما.
- رخص أسعار الأراضي في الريف مقارنة بالمدينة.
- الهدوء الذي يتميز به الريف عن المدن.
- ارتفاع مستوى الأجور والمعيشة ، وتوافر فرص العمل.
- تـوافر مظاهر التحضـر ووسائل الترفيه والتقدم التكنـولـوجـي والتحـدث الاجتماعي.
- معدلات صرف السلع التموينية في المدينة تزيد عنها في الريف فالفرد الريفي يحصل على نصف مقررات الفرد في المدينة من التموين
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|