المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



الهدف من العنف لدى الأطفال  
  
1455   11:18 صباحاً   التاريخ: 23/10/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص238ــ243
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-04 1149
التاريخ: 2024-11-23 41
التاريخ: 2023-02-20 934
التاريخ: 21-4-2016 2313

غالباً ما يحصل العنف لغرض فرض الهيمنة والتسلط على الآخرين ويسعى المرء في ظله من حيث يشعر أو لايشعر، لأن يهب لحياته معنى وقيمة يكسبها الخير والسعادة وإن اخطأ السبيل الى ذلك.

وما اكثر الاماني التي ينشد الانسان نحوها بقوة ويأمل المتخلف عنها حين يجد السبل المؤدية اليها موصدة بوجهه ان يجد طريقه إليها بنحو وآخر. ان الذين لايجدون في انفسهم القدرة الكافية على التحمل يندفعون دون ارادة منهم بكل الاتجاهات ويقدمون على أي فعل من أجل التعجيل في الوصول الى الهدف.

ان استعمال العنف يجلب السكينة لمن يبحثون عن سبيل لتحقيق اهدافهم، لان العنف ينتج عنه أحدى الأمرين:

إما ارغام المقابل على الرضوخ للشيء المطلوب، وبذلك يكون هدف الشخص قد تحقق، وإما التنفيس عن عقدته وغضبه وهذه المسأله بحد ذاتها تؤدي الى تسكين حالته.

ومن اهداف العنف تحقيق السعادة والنجاح، والا فلا موجب لإستعماله بالنسبه للذين يتمتعون بمقدار كاف من السعادة والنجاح في حياتهم. والطفل الذي يحصل من والديه على مقادير كافية من النقود ويرى ان رغباته متحققه لايجد سبباً يدعوه الى المشاكسة والعناد، لكن من لا يجد سبيلاً لتحقيق رغباته في هذا المجال يلجأ الى اسلوب العنف.

حالات ظهوره

لا يظهر العنف لدى الفرد الا اذا تعرضت مصلحته الى الخطر، وتهددت رغباته في الحياة. ونلاحظ هذه الحالة بوضوح لدى الأطفال بشكل خاص حيث تظهر الوداعة والهدوء والارتياح عليهم ما دامت الأمور تجري وفق رغباتهم ولايجدون ما يحول دونها، لكنهم ما أن يلاحظوا أن هناك من يعترض سبيلهم أو يشعرون أنه يحول بينهم وبين ما يرغبون في تحقيقه ينفعلون ويستعدون للشجار والعنف ويعبرون عن رد فعلهم على ذلك بالغضب، وكذلك الذي يتعرض لضغوط وعقد نفسية يسعى الى تفريغ عقدته بأية ذريعة.

ازدياد العنف

اولا: يزداد العنف لدى الذكور أكثر منه لدى الإناث. فيتخذ الطابع الهجومي القوي عند الذكور، بينما يتخذ لدى الإناث طابع الهدوء والاستسلام اكثر.

ثانياً: ان الاطفال الذين لم ينالوا قسطاً كافياً من العطف والحنان وعاشوا انواعاً من الحرمان في حياتهم، أكثر عرضة للاصابة بهذه الحالة من غيرهم كما وتشير التحقيقات العلمية بهذا الشأن الى ان العنف يزداد عند الانماط التالية:

 -عند اولئك الذين لم ينالوا قسطاً كافياً من العناية الصحية.

- عند اولئك الذين يعانون من الوساوس والقلق والاضطرابات.

 -عند اولئك الذين ليسوا أهلاً لارادة شؤون انفسهم، ويعجزون عن السيطرة على تصرفاتهم.

- عند اولئك الذين يعانون من امراض مزمنة ولا قدرة لهم على تحمل أوضعهم.

 -عند الأشخاص الذين ينظرون الى الحياة نظرة اشمئزاز، ويسيئون الظن بالآخرين.

- عند الأشخاص الذين يعيشون في اجواء النزاع والشجار المستمر سواء في بيوتهم أو في مواضع أعمالهم.

- عند اولئك الذين يتصورون ان حياتهم في خطر، وانهم على وشك النهاية.

 -وعند اولئك الذين يرون ان شيئاً عزيزاً جداً لديهم يوشك ان يفقد.

أعراض العنف

مع أنه من الصعب ملاحظة هذه الحالة وتمييز الشخص العنيف عن غيره في كثير من الحالات، الا انه يمكن في ذات الوقت تشخيصها لدى كثير من الناس من خلال الملامح التي ترتسم على وجوههم وهيئاتهم خصوصاً عندما يواجهون مسألة يكرهونها ومن هذه الملامح: حدة النظر، والعظ على النواجذ وانعقاد الجبين، وانتفاخ الاوداج، واتخاذ وضع التهيؤ للهجوم والانتفاض.

وعند الاستعداد لممارسة العنف، يعض الشخص شفتاه، وقد يحبس أنفاسه أحياناً لكي يقوم بحركة ينقض بها على خصمه وينفس بواسطتها عن عقدته ومثل هذا الشخص، لايكون في وضع طبيعي حين القيام بذلك، ويرافق حالته شدة درجة النبض وارتفاع ضغط الدم، واشتداد سرعة التنفس، وتقلص عضلات الجسم، والقلق والاضطراب، والاختلال في عمل الجهاز الهضمي، وفقدان الشعور الى درجة لا يحس معها بألم الصدمات التي يتعرض لها.

مضار العنف

بالاضافة الى ذلك، فقد يتسبب العنف في الأضرار بنفس الشخص وبالآخرين. فالاضرار التي تلحق بنفس الشخص في هذا المجال، هي الآثار والاعراض التي ذكرناها آنفاً اما بالنسبة للآخرين الذين يوجه اليهم العنف، فإنهم يكونون عرضة للضرب، والايذاء، واللوم والتحقير، والاستهزاء و... الخ من الممارسات العنيفة.

فوائد العنف

ليس العنف شراً خالصاً أو ضرراً مطلقاً في كل الأحوال بل انه يحتوي على بعض النقاط الايجابية والمفيدة أيضاً.

فمن الناحية الخلقية، لاتوجد بالأساس غريزة سيئة بذاتها، بل كل الغرائز تصب في مصلحة الانسان في المحصلة النهائية أما الاضرار المتأتية من هذه الغرائز، فإنها تحصل فقط في الحالات التي تتجاوز فيها الغريزة حد الاعتدال بسبب عدم السيطرة عليها أو استثمارها وفق الضوابط والمعايير العقلية. ومن هنا، يمكن القول ان وجود العنف قد يلجأ إليه لعدة اعتبارات منها:

 -الحفاظ على النفس والدفاع عنها.

 -الحفاظ على بقاء النوع الانساني من خطر الاعداء.

 -ضمان النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة.

 -الوقوف بوجه كل ما هو قبيح وغير عقلائي.

 -الحفاظ على النظام وبقاء المجتمع الذي نعيش فيه.

 -وبالتالي من أجل الدفاع عن الوطن والمبدأ والعقيدة وصيانة العرض.

ضرورة ضبط الحالة

المهم هو ترويض هذه الحالة أو الغريزة وليس القضاء عليها؛ فنحن لسنا بصدد اخمادها والقضاء على آثارها، أو تهذيب الطفل منها، اذ اننا لا نبغي جعل الطفل شخصاً خاملاً لا يكترث لشيء بل لابد من وجود قسم من هذه الانفعالات والتوترات العصبية من أجل ان نثبت بواسطتها انسانيتنا. وندافع عن حرياتنا، لنزيل الموانع والعقبات التي تعترض سبيلنا.

اننا نعتقد ان للعنف، في مواقف كثيرة من حياتنا، فوائدا عديدة شريطة ان نسيطر عليه ولاندع زمامه يفلت من ايدينا. ان هذه المسألة بحاجة الى مربي يوجهها توجيهاً صحيحاً ويحذر الاطفال من آثارها وعواقبها الوخيمة.

دور الأسرة

تلعب الاسرة دوراً اساسياً في هذا المجال خصوصاً وإن الطفل يحاول في مرحلة النمو ابراز شخصيته في البيت من خلال التاسي والاقتداء بسلوك والديه وطريقة حياتهما، وكيفية اتخاذ المواقف ازاء مختلف القضايا.

فما لم تتم اصلاح سلوك الوالدين وما لم تتم السيطرة على المشاكل في العائلة وضبطها لايمكن إصلاح سلوك الأطفال. يجب على من لديهم اطفال يتسمون بصفة العنف وتزعجهم هذه الحالة ان يصلحوا اوضاعهم أولاً، ومن ثم يبادرو ثانياً الى الحؤول دون حصول العوامل التي تثير حفيظتهم وتدفعهم الى استعمال العنف.

للأم دور مهم في اصلاح الأولاد؛ فاذا لم تبالغ كثيراً في دلالهم. وبذلت المزيد من الرعاية لمن يتصف بهذه الخصلة منهم فإن كثيراً من الصعاب يمكن ان تحل في حينها. وبالطبع يمكنها أيضاً استشارة ذوي الخبرة والصلاح في شؤون التربية. لأجل التزود منهم باساليب التربية الناجحة ولمعرفة نوع التعامل المطلوب أزاء هذه الحالات




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.