تعريف الخبر في المجتمعات الليبرالية  

1- من أقدم التعريفات التي وضعت للخبر الصحفي في المجتمعات الليبرالية وأكثرها شهرة التعريف الذي وضعه البريطاني اللورد "نورث كليف" عام 1865م والذي يقول فيه أن الخبر هو "الإثارة والخروج عن المألوف.. فعندما يعض الكلب رجلا، فليس هذا بخبر...

ولكن عندما يعض الرجل كلب... فهذا هو الخبر الذي ينبغي نشره على الناس" ومن التعريف السابق نجد أن نورث كليف يركز في تعريفه على الغرابة والطرافة والإثارة في تعريفه للخبر وهذا ما يتمشى مع المجتمعات الليبرالية الرأسمالية الغربية.

2- كذلك يعرف الخبر بأنه الرواية الأمينة وغير المنحازة والكاملة للأحداث ذات الأهمية أو النفع بالنسبة للجمهور، فنجد في التعريف السابق تركيز على الصدق في الخبر وأهميته كذلك بالنسبة للجمهور الذي يتلقاه.

3- ويرى آخرون أن كلمة خبر أو الأخبار في اللغة الإنجليزية تمثلها كلمة "News" وبالنظر إلى هذه الكلمة نجد أن حروفها الأربعة تشير إلى الجهات الأصلية الأربع فنجد أن حرف N يعني الشمال North، وحرف E يعني الشرق East وحرف W يعني الغرب West، وحرف و يعني الجنوب South.

وهذا التفسير إذا أخذنا به له أيضا دلالة كبيرة لأن الأخبار اليوم لم تعد أخبار مدينة بمفردها أو أنباء منطقة قائمة بذاتها بل أصبحت الأخبار اليوم كونية لأن العالم كله أصبح قرية كونية صغيرة تتداول فيها الأخبار بسرعة كبيرة جدا خصوصا بعد انتشار وكالات الأبناء العالمية مثل وكالة رويترز البريطانية، ووكالة الأنباء الفرنسية، واليونيتدبرس، والأسوشيتد برس الأمريكتين، فأصبحت الأخبار تأتي من جميع أنحاء العالم وتوزع في شتى بقاع الأرض في سرعة من خلال استعمال التقنيات الحديثة من خلال الفاكس، والتليکس وأخيرا تقنيات الأقمار الصناعية.

4- ويعرف جيرالد جونسون الخير بأنه "وصف أو تقرير لحدث مهم بالنسبة للجمهور، كما هو مهم بالنسبة للمحرر الصحفي نفسه، فقيمة الخبر بالنسبة للصحفي تتحدد مدى قابلية هذا الخبر للنشر.

5- ويعرف أثيل ماکينيل الخبر فيقول بأن الخبر "هو جمع الحقائق عن الأحداث الجارية التي تثير اهتمام القراء لكي يقبلوا على شراء الصحيفة فنرى من خلال التعريف السابق أنه يركز على أن الخبر يحدد بمقياس أثارته للناس لكي يقبلوا على شراء الصحيفة، أي كان نوع هذا الخبر.

6- ويعرف فریزروبوند الخبر الصحفي بأنه "تقرير وقتي عن أي شئ مثير بالنسبة للإنسان والخبر الجيد هو الذي يثير اهتمام أكبر عدد من القراء"

من خلال استعراضنا للتعريفات المختلفة للخبر الصحفي في المجتمعات الليبرالية الرأسمالية الغربية نجده يركز على عنصر الإثارة وكان هذا السائد طوال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين لم يكن سوى تعبير موضوعي عن الفلسفة الليبرالية التي سادت الحياة السياسية والاجتماعية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وردود فعل طبيعي الدور الفرد في الفلسفة الليبرالية واعتباره خير حكم على الأفعال التي تعود عليه بالنفع، فالخبر على ضوء هذه النظرية تتحدد قيمته وبالتالي يتقرر نشره من عدمه أو الحجم الذي ينشر به والمكان الذي ينشر فيه، وذلك على ضوء تقييم الصحيفة لمدى رد فعله على القراء بعد النشر ومدى ما يثيره من الاهتمام عند أكبر عدد من القراء.

ومن جانبنا وفي مجمل ردنا كمتخصصين في الإعلام التربوي والذي من فروعه الخبر فنحن نرفض تماما ما جاء في النظم الليبرالية من تعريفات للخبر الصحفي وإذا شئت فإننا نختلف معها لأن التعريفات السابقة لا تتمشى ولا تنسجم مع الشق التربوي في الخبر والذي يعتمد في البداية والنهاية على صدق وصحة وموضوعية الخبر بدلا من الإثارة والتشويق الذي أكد عليهم الليبراليون من خلال تعريف ستانلي ووكر الذي يؤكد فيه على أن الخبر هو محصلة المرأة والجريمة والمال" فنحن نرفض هذا تماما لأننا نؤمن بأن قواعد نشر الخبر يجب أن تتمشى مع الدين من خلال محورين أساسيين هما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والأديان السماوية جميعها وهم الذين بدورهم يؤكدون على أن يكون نقل الخبر يتحلى بالصدق والموضوعية والوضوح وعدم التزييف وألا يحمل في طياته ما يخدش حياء القراء حفاظا على عادات وتقاليد المجتمعات .