أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2020
1988
التاريخ: 17-7-2021
3013
التاريخ: 2024-06-14
633
التاريخ: 18-7-2016
1695
|
قال الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23]. وقال: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]. فأعظم بمقام موسوم بمحبة الله صاحبه ومضمون بكفاية الله لا بسه، فإن المحبوب لا يعذب ولا يبعد ولا يحجب (1).
وقال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36].
فطالب الكفاية من غيره هو التارك للتوكل وهو المكذب (2) بهذه الآية (3).
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 49]. أي عزيز لا يذل من استجار به ولا يضيع من لاذ به والتجأ إلى حماه، وحكيم لا يقصر عن تدبير من توكل على تدبيره (4).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً (5).
وقال (صلى الله عليه وآله): من انقطع الى الله كفاه الله كل مؤونة ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع الى الدنيا وكله الله إليها (6).
وقال (صلى الله عليه وآله): من سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده (7). (8)
وعن الصادق (عليه السلام): إن الغنى والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا (9). (10)
وعن الكاظم (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، قال: للتوكل على الله درجات: منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضياً، تعلم أنه لا يألوك إلا خيراً وفضلاً، وتعلم أن الحكم في ذلك له، فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه، وثق به فيها وفي غيرها (11).
ولعل سائر درجات التوكل أن يتوكل على الله بعض أموره دون بعض، فتعددها بحسب كثر الأمور المتوكل فيها وقلّتها.
وعن الصادق (عليه السلام): أوحى الله إلى داود: ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته، ثم تكيده السماوات والأرض ومن فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم أحد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات من يديه وأسخت الأرض من تحته، ولم أبال بأي واد هلك (12).
وعنه (عليه السلام) (13): إنه قرأ في بعض الكتب أن الله تعالى يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس، ولأنحينه من قربي، ولأبعدنه من وصلي، أيؤمل غيري في الشدائد، والشدائد بيدي، ويرجو غيري، ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني، فمن ذا الذي أمّلني لنوائبي فقطعته دونها، ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني، جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممن لا يمل تسبيحي، وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحد غيري، أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلي، أبخيل أنا فيبخلني عبدي، أو ليس الجود والكرم لي، أو ليس العفو والرحمة بيدي، أو ليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني، أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري، فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعاً ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمته، فيا بؤساً للقانطين من رحمتي، ويا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني (14).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: إرشاد القلوب، الديلمي: 1/ 120، في الحكم والمواعظ، الباب الخامس والثلاثون في التوكل على الله.
(2) في مجموعة ورام: "مكذب".
(3) مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 221، بيان فضيلة التوكل.
(4) انظر: مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 221، بيان فضيلة التوكل.
(5) جامع الأخبار، الشعيري: 117، الفصل الثالث والسبعون في التوكل.
(6) مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 222، بيان فضيلة التوكل.
(7) في المشكاة: "أوثق منه في يديه".
(8) مشكاة الأنوار، الطبرسي: 18، الباب الأول في الإيمان والإسلام وما يتعلق بهما، الفصل الرابع في التوكل على الله والتفويض إليه والتسليم له/ ذيل الحديث.
(9) في التحف: "أوطناه".
(10) تحف العقول، الحراني: 373، روي عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه في طوال هذه المعاني، وروي عنه عليه السلام في قصار هذه المعاني.
(11) انظر: الكافي، الكليني: 2/65، كتاب الإيمان والكفر، باب التفويض إلى الله والتوكل عليه/ح5.
(12) انظر: مشكاة الأنوار، الطبرسي: 16، الباب الأول في الإيمان والإسلام وما يتعلق بهما، الفصل الرابع في التوكل على الله والتفويض إليه والتسليم له.
(13) أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
(14) انظر: منية المريد، الشهيد الثاني: 160 ــ 161، الباب الأول في آداب المعلم والمتعلم، القسم الأول آدابهما في أنفسهما، في التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|