المشكلات الاجتماعية:

إن التحضر وما ينجم عنه من تطورات صناعية و توسع في الأنشطة التجارية و نمو الخدمات في المدن، وسرعة سكانها لاستيعابهم للمفاهيم و القيم الاجتماعية، وتحدد بالتالي طبيعة الدور الاجتماعي الذي يلعبه الفرد في البيئة الحضرية، وجدير بالملاحظة أن نتناول أهم المشكلات الاجتماعية فيما يلي:

- أن ظاهرة النمو الحضري السريع يترتب عنها انفجار سكاني في المدن العربية، وهو سبب لظهور هذه المشكلات الاجتماعية بالإضافة إلى احتمال ظهور مشاكل أخرى في المستقبل القريب، ولعل من أهم تلك المشكلات على وجه اليقين تضخم المدن الكبرى والعواصم نتيجة للترويح البشري المستمر من الريف وعادة ما يصاحب ذلك تفشي التخلف في هذه المدن و تدني مستوى الخدمات فيها و تطبع السلوك الاجتماعي العام في المدينة بالطابع الريفي ، كظهور تجمعات سكنية تركزت حول المدن وخاصة العواصم الأحياء المحيطة بالمدن الكبرى.

- الزيادة المستمرة في عدد السكان الحضر بسبب الهجرة من الريف إلى المدن وتحت ضغط الكثافة المرتفعة و الدخول المنخفضة لسكان القرى، أن حدث نزوح غير مبرمج إلى المدن بسبب تكثيف برامج التنمية الاقتصادية فيها ، حيث زاد عدد

سكان المدن في بعض البلدان النامية، وهي الفترة التي شهدته تكثيفا غزيرا للمشروعات التنموية في المدن، ويعود ذلك في الغالب إلى عدم تمكن الاقتصاد الريفي من استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان، كما أن الترويح الاضطراري الضخم قد زاد من حده مشكلات التحضر في الكثير من مناطق العالم.

- النمو السكاني السريع والذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة و كثرة الأحياء الشعبية التي تفتقر إلى أدنى مستويات الرعاية الصحية و الاجتماعية ، هذا بالإضافة إلى أن برامج التنمية الاقتصادية قد عجزت عن تحقيق أهدافها في كثير من البلدان ، سبب المشكلات التي سببتها، كما تعاني المراكز الحضرية من مشكلات مالية ومشكلات عدم توفر الخدمات و اخرى سكنية ، كما تعاني من مشكلات إدارية، هذا إلى جانب المشكلات الاجتماعية و النفسية من جرائم و بطالة و فقر.

- مشكلة تزويد المدن بالمياه اللازمة للصناعة والاستعمال المنزلي والأعمال التجارية ، وتتضح تلك المشكلة في المدن الصحراوية وفي مراكز استخراج البترول والمناطق الصناعية، ولا يمكن إغفال مشكلة المجاري وهي متصلة بتزويد المياه لجرف الأوساخ وتسهيل عمليات التخلص منها منعا لانتشار الأوبئة، وترتب على ازدحام الأحياء الشعبية.