المخرج وقيادة الممثلين والفنانين

يتعامل المخرج مع نوعيات متعددة من المؤدين ، حسب طبيعة ونوع العرض، فقد يكون المؤدى قارئ نشرة ، أو مذيعة رئيسية في عرض إخباري ، أو معلقة (وهؤلاء عادة من المحترفين) ، كما قد يكون ممثلا (محترفة أو يمارس العمل للمرة الأولى)، او فرقة موسيقية (فردية أو مجموعة ، وقد يحتاج العرض في هذه الحالة إلى تدريبات وبروفات خاصة يقوم بها متخصصون من الموسيقيين أو مصممي الاستعراضات) كما قد يكون المؤدي ضيفة له خبرة سابقة في التعامل مع عروض التليفزيون ، أو أنه يدخل إلى الاستوديو للمرة الأولى.

وفي كل الأحوال ينبغي أن يكون المؤدي مناسبة تماما لطبيعة الدور الذي يؤديه في العرض ، قادرة على متطلباته .. فبالنسبة للممثلين مثلا ، يجب على المخرج أن يضع نصب عينيه عند التوزيع الأدوار، أن يكون هناك اتساق بين المظهر الجسماني للممثل والدور الذي يؤديه ، وهذا اعتبار له أهميته نظرا لأن الممثل يكون أقرب إلى المتفرجين عندما يظهر على الشاشة، أكثر مما هو عليه الحال عند ظهوره على خشبة المسرح . وقد لخص أحد كبار المخرجين ، وهو المخرج العالمي (جان لوك جودار)، طبيعة وخصائص الممثل الذي يريده فقال ((لا أريد ممثلا جيد الحفظ ، ولا أريد ممثلة ذات جمال بارع أو بروفيل مدهش أنني أبحث عن ممثل يعيش دوره ، ويخرج من جلده ليدخل جلد الشخصية .. أريد ممثلا يشيخ قلبه ويشعر بالمرض وتدب الشيخوخة في أوصاله ، ليمثل دور العجوز حتى ولو كان في العشرين .. أريد ممثلا طيعا أشكله كما أريد)) . وعموما ، فإن المخرج يعد هو المرأة التي تنعكس عليها الخصائص الذاتية للمؤدي) ، ومن ثم فإنه إذا نجح في اكتشافات المهارات والقدرات والمشاعر والعواطف الإنسانية الكامنة في أعماقه ، فإن ذلك ولا شك يساعد على نجاح العرض وتألقه (إلى جانب العوامل والاعتبارات الأساسية الأخرى بطبيعة الحال).

إن على المخرج أن يؤسس علاقة حميمة مع المؤدي .. وأن يكون قادرة . وهذه المسألة على قدر كبير جدا من الأهمية . على توصيل مفهومه وأفكاره الأساسية إليه . يجب على المخرج أن يعبر للمؤدين عن رؤيته وأفكاره وأحاسيسه وتصوراته عن كل شيء؛ الموضوع والأحداث والشخصيات والحركة والأهداف ، والأثر الذي يتطلع إليه .. وأن يناقش ذلك كله مع كل فرد في طاقم الأداء إذا ما تطلب الأمر ذلك.