الطاقة:

أهم وأخطر المقومات لقيام الصناعة واستمرارها ومستقبل تنميتها، فهي التي تعطي القوة لحركة التشغيل وتحريك عجلة الصناعة وبدون الطاقة لا يمكن قيام الصناعة.

إن مصادر الطاقة متنوعة ومصادرها مختلفة، كما وأنها تختلف من حيث أهميتها للصناعة ويمكن استعراضها حسب أهميتها التاريخية في الصناعة وإمكانيات استثمارها:

أ- اعتمدت الصناعة لفترة طويلة على الفحم، ولعب الفحم دورة ايجابية وحاسما في تحديد أبعاد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وفي توطين الصناعة في الأقاليم التي تتواجد فيها حقول إنتاج الفحم في دول أوربا وأمريكا، ونظرا لحاجة الصناعة إلى كميات كبيرة من الفحم، ونتيجة لتكاليف النقل الباهظة فقد ارتبطت المواقع الصناعية مع مواقع إنتاج الفحم في أغلب الأحيان ولم تتحرر مواقع الإنتاج الصناعي الأبعد أن استخدام البترول كمصدر حديث للطاقة (رسول، د. أحمد حبيب،1978).

ب- إن استخدام البترول كمصدر للطاقة أدى إلى نمو الصناعة أفقية، بعد أن كانت أسيرة عواقب إنتاج الفحم من قبل. ونتيجة للدراسات الجيولوجية واكتشاف مناطق إنتاج البترول وبناء الناقلات العملاقة لنقل البترول بحرية وبناء شبكة الأنابيب أدى إلى انتشار الصناعة في  أقاليم واسعة لم تكن مؤهلة للإنتاج الصناعي عندما كانت الصناعة تعتمد على إنتاج الفحم، لذا فأن القرن العشرين شهد استخدام البترول بشكل واسع وأصبح مصدرا أساسية لإنتاج الطاقة واستخدامها في الصناعة. ومن خلال استخدام البترول وإمكانية نقله تغيرت خريطة توزيع الصناعة والأقاليم الصناعية تغييرا جوهريا.

ج- إن ارتفاع أسعار البترول نتيجة لزيادة الطلب العالمي عليه، أضاف إلى كون الفحم والبترول مادتين قابلة للنفاذ، لذلك فإن كثير من دول العالم بدأت تفكر في البحث عن مصادر جديدة للطاقة كالطاقة النووية، والطاقة الشمسية، والمائية، والهوائية وحتى استخدام الطاقة الحرارية المخزونة في باطن الأرض وكذلك الطاقة الحيوية، ومع ذلك لازال البترول والفحم تلعب دورا أساسيا في قيام ونمو الصناعة في الوقت الحاضر.