المسامع في الدراما الإذاعية

يجب أن تكون المسامع في التمثيلية الإذاعية مسلسلة ، ومتتالية ، كل مسمع يمهد للمسمع الذي يليه ويسلم إليه ، وتوالى المسامع يؤدي بنا إلى النتيجة المرجوة في النهاية ، حيث إن كل صراع نتيجة الصراع الذي قبله ، ويؤدي في نفس الوقت إلى صراع بعده ، أقوى وأشد تعقيدا عن الصراع الذي سبقه ، وهذا هو الذي يحرك التمثيلية ويدفعها من بدايتها إلى نهايتها ، من خلال مرورها بالعقدة . ويجب أن يكون كل موقف في المسمع يثير انتباه المستمع ويسلمه إلى موقف أخر.

وعملية توالي المسامع في التمثيلية الإذاعية أو المسلسل ، تكون نتيجة صراع الشخصية الرئيسية من أجل الوصول إلى هدف معين ، وكذلك الانتقال من مكان إلى آخر ، ومن زمان إلى زمان آخر ، أو من شخصية إلى أخرى ، ومن موقف إلى آخر ... وهكذا.

أما عملية الانتقال نفسها في المسامع فتتم بواسطة استخدام الموسيقى ، أو المؤثرات الصوتية ، أو لحظات الصمت ، أو بطريقة التلاشي ثم الظهور مرة ثانية ، أو بأكثر من وسيلة من هذه الوسائل .

فلنفرض مثلا أن المسمع الأول في إحدى التمثيليات يدور داخل منزل أحد رجال الأعمال، الزوجة تسأل زوجها إلى أين سيذهب ، فيجيب بأنه ذاهب إلى الإسكندرية، وينتهي المسمع بعد أن تودعه الزوجة ، وهنا يمكن أن يكون الانتقال من هذا المسمع إلى المسمع التالي والذي تدور أحداثه في الإسكندرية باستخدام أكثر من وسيلة ، فيمكن أن يستخدم جملة موسيقية من اللحن المميز بين المسمعين ، أو أن يستخدم موسيقى مؤلفة خصيصا لذلك، أو جزء من اسطوانة مسجل عليها موسيقى مناسبة ، أو أن يستخدم مؤثرة صوتية لأمواج البحر بعد إنهاء المسمع الأول ، فيدرك المستمع أن المسمع الجديد بالقرب من شاطئ البحر ، في الإسكندرية . أو يمكن أن تكون فترة الانتقال صامتة ، أي ينتهي المسمع الأول ، ثم فترة صمت ثم الدخول في حوار المسمع الثاني.

أما طريقة التلاشي والظهور مرة أخرى ، فالأفضل ألا يستخدمها المخرج إلا لعمل تأثير درامي معين لمرور زمن غير طويل ، مثلا زوج يتشاجر مع زوجته في نهاية المسمع الأول ، يمكن عند بعض الكلمات غير المهمة في حوارهما أن يجعل المخرج الصوت يتلاشى تدريجيا إلى أن يختفى ثم يبدأ في الظهور التدريجي مرة أخرى ، فنجد أن الشجار مازال مستمرة في المسمع التالي ، وهذا يدل على أن مدة الشجار قد طالت . أو يمكن استخدام أكثر من وسيلة.

ولابد أن يعرف المخرج أن تنوع المسامع في التمثيلية الإذاعية يضفي عليها عنصر الحيوية ويمدها بالحركة، على أن أية مبالغة تؤدي إلى اضطراب في ذهن المستمع.

ويجب أن يلاحظ المخرج الإذاعي أن عملية توالي المسامع في تمثيليته يجب أن تكون منطقية من البداية للنهاية ، حتى لا يكون هناك أي خلل بين أجزاء التمثيلية أو أن تكون النهاية بالنسبة للمستمع غريبة عن التمثيلية وطبيعتها الدرامية.