أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/9/2022
759
التاريخ: 8/9/2022
1045
التاريخ: 5-9-2019
4667
التاريخ: 8/9/2022
1276
|
فعل المجاري المائية في الاراضي المحيطة بالجليد
يعتقد بعض البحاث أن فعل الماء الجاري، كعامل نحت على الاقل، غير ذي أهمية تذكر تحت ظروف مناخ هوامش الجليد، بالقياس لفعل وتأثيرا الصقيع والانسياب الارضي. كما ان فعل الماء الجاري دون فعل الرياح في المناطق المحيطة بالجليد، خصوصا في المراحل المتقدمة من الدورة المورفولوجية في مناطق هوامش الجليد. وينبني هذا الاعتقاد أساسا على الرأي القائل بأن النحت بواسطة الماء الجاري يمتنع او يعاق بواسطة كميات الرواسب الضخمة التي ترد الى قيعان الاودية النهرية بواسطة الانهيار الارضي Mass-Wasting. ذلك أن الانهيار الارضي يتركز على المنحدرات، ومن ثم يوسع الوادي، فنرى قاع الوادي وقد امتلا برواسب الانسياب الارضي. ولهذا فإن المجاري المائية التي تتوقف عن الجريان قسما من السنة بسبب البرودة والتجمد، نجدها وقد أثقلت بالحمولة، فلا تتقوى على الحمل والنحت، وتبعا لذلك يحدث الإرساب.
والواقع ان الامري يبدو أكثر تعقيدا من ذلك، لأن المجاري المائية في مناطق هوامش الجليد قد تنجز في بعض الاحيان فعلا تحاتيا مؤثرا. فلقد وصف كثير من البحاث امكانية ذلك، ومنهم على سبيل المثال جينيس Jennes الذي درس أمثال هذه الظاهرة في المناطق القطبية وشبه القطبية بشمال كندا، حيث يبلغ التساقط السنوي نحو 25 سم أو اقل، لكنه يكون في معظمه على هيئة ثلج شتوي، يتركز على سطح الارض، ويظل كذلك مدة تزيد على سبعة أشهل، ومن ثم يتكون غطاء ثلجي يصل سمكه الى نحو 90 سم يغطى مساحات كبيرة.
وحين يحل موسم الصيف يتحرر هذا المخزن المائي بانصهار الثلوج عقب ارتفاع الحرارة، فتجري المياه المنصهرة بشدة وعنف، وتحدث تأثيرا تحاتيا ملحوظا. فلقد وصف جينيس Jenness تكوين جداول وصل عمقها الى أكثر من 90 سم أثناء موسم انصهار واحد. كما لاحظ نفس الباحث وجود أودية خانقية عميقة شديدة انحدار الجوانب ، تراوح عمقها بين 60-90 مترا، وعزا تكوينها لفعل الماء الجاري المنصهر من الثلوج، مما يدل على عظم قدرته التحاتية.
ويرى بعض البحاث ان بعضا من أشكال التعرية المهمة في المناطق التي تأثرت بظروف مناخ هوامش الجليد، يمكن ارجاع تكوينها وتفسير تشكيلها بفعل وتأثير الماء الجاري. وكثيرا ما يستشهد على ذلك بالأودية الجافة في الأراضي الطباشيرية الانجليزية. ويقترح بل Bull (1940) لتفسير هذه الظواهر وأمثالها النحت بواسطة المجاري المائية التي كانت تستقي مياهها من الثلوج المنصهرة من القلنسوات الثلجية المتوجة للأجزاء العليا لتلال الداونز Downs. وقد تبين من أبحاث حديثة في أقليم كنت Kent بإنجلترا، أنه قد تح حفر أودية صغيرة لكنها واضحة قرب قرية بروك Brook في فترة زمنية مقدارها 500 عام حول نهاية الفترة الجليدية الاخيرة، حينما ساد هذه المنطقة مناخ شبه جليدي (شبه قطبي) تميز برطوبة وبرودة نسبية. وقد تراكمت المواد المنحوتة من تلك الاودية عند حضيض الحافة الطباشيرية مكونة مراوح رسوبية. وتقع أسفل هذه المراوح رواسب مستنقعية أمكن تأريخها تأريخا دقيقا بواسطة طريقة الاشعاع الكربوني.
ويبدو ان العمليات التي شاركت في تكوين هذه الاودية متعددة، وهي فعل الصقيع والانسياب الارضي ثم التعرية بفعل مياه السيول المنصهرة من الثلوج التي كانت تنحر مجاريا في مواجهة الحافة الشديدة الانحدار. ويطلق تعبير مركب على هذه العمليات مجتمعة هو: نيفيو فلوفيال Neveo-Fluvial أي العمليات الثلجية النهرية (Nivalis كلمة لاتينية تعني الثلج، Fluvius كلمة لاتينية معناها نهر).
هذا ولا ينبغي أن نعتقد، بناء على ما سلف، أن كل الاودية الجافة في المناطق الطباشيرية قد تكونت بهذه الطريقة في نفس ذلك الزمن. ذلك أن كثيرا من الاودية الطباشيرية كبير لا يمكن أن ينشأ في هذا المدى القصير من الزمن. كما أن بعضا منها يمتلئ بالرواسب، وبسمك كبير، مما يدل على سيادة مرحلة ارساب طويلة تحت ظروف مناخ هوامش الجليد، اثناءها كان النحر بواسطة الماء الجاري المنصهر من الثلوج قليلا.
ولقد ناقش الجيومورفولوجي الفرنسي كوربيل (Corbel 1961) المسائل الخاصة بالطبيعة الدقيقة لمناخ مناطق هوامش الجليد Perglacial Climate وتأثيره في إمكانية عمل النحت بواسطة الماء الجاري. ويمكننا تقسيم ظروف ذلك المناخ في نمطين:
1- المناخ القطبي البحري: وفيه تكون الغلبة والاهمية الكبرى لعملية الانهيار الارضي Mass-Wasting، لكن التساقط الغزير نسبيا يساعد الجريان المائي السطحي القوى. وهاتان العمليتان مجتمعتان تكونان من القدرة بحيث تستطيعان إزالة فتات الانسياب الارضي المشقق من تجوية منحدرات جوانب الوادي، واستخدام هذه الحمولة الكبيرة في النحت الرأسي Vertcal Corrasion. وفي مثل هذه المناطق يبدو القطع العرضي للوادي على شكل حرف V أو الرقم 7.
2- المناخ القطبي القاري: وحيثما يسود هذا النوع من المناخ، تنتج تجوية الصقيع كميات هائلة من الحطام الصخري الزاوية الذي يتراكم عند أسافل المنحدرات. وتتقيد نسبيا عمليا الانسياب الارضي، وتأخذ شكل ((مجاري)) من الاحجار والحطام الصخري. ويكون الماء الجاري محدودا للغاية في كميته، بسبب جفاف هذا النوع المناخي. كما تكون المجاري المائية ضعيفة ومتقطعة الجريان. فلا تقوى على حمل الكميات الكبيرة من الحطام الصخري الخشن الذي يرد الى قيعان الاودية مفعمة بالرواسب التي يزداد سمكها فترتفع قيعان الوديان باستمرار. بهذه الطريقة تنشأ الوديان متخذة شكل الحرف الافرنجي U ، الذي يشبه في بعض خصائصه الوديان الصحراوية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|