التطور التاريخي لوظيفة العلاقات العامة

تعود وظيفة العلاقات العامة إلى مئات السنين قبل الميلاد، على سبيل المثال، المنشورات التي وجدت في بلاد الرافدين قبل مئات السنين، أنما هو مؤشر او دليل عملي على وجود هذه الوظيفة، حيث وجهت منشورات هادفة للمزارعين في العراق تحثهم حول ما يجب او ما لا يجب زراعته من محاصيل وأوقات زراعتها وسقيها وحصادها وبأسلوب واضح ومبسط.

كذلك استخدمت أمم قديمة هذه الوظيفة الإدارية الاتصالية في إدارة شؤونها كالأشوريين والبابليين (النقوش والتماثيل كأدوات اتصال) والمصريين (التماثيل والصور وغيرها)، وذلك بهدف إيصال رسائل توعوية محددة عن شؤون حياتية ودينية واقتصادية.

ويقال أن اليونانيين قد استخدموا الخطابات والحوارات النقاشية كوسائل توعية وإرشاد من جهة وللاتصال الفعال مع الجهات المستهدفة من جهة أخرى.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن رجال الدين المسيحي كانوا قد استخدموا ومازالوا يستخدمون برامج محددة للعلاقات العامة في قضايا التبشير والدعوة والاعانة للأفراد والجماعات المستهدفة في معظم بقاع الدنيا.

عربيا، اهتم العرب بوظيفة العلاقات العامة كوسيلة ترويج هامة للأحاسيس والمشاعر والمواقف والقيم الخاصة بالتجارة والشعر والقبلية وصولا إلى اجتماع قبائل وجماعات عربية قبلية في الأسواق كسوق عكاظ. إسلامية، اهتمت الدعوة الإسلامية بهذه الوسيلة حيث تم استخدامها بشكل فعال ومؤثر لإقناع القبائل والجماعات بالمضامين الأخلاقية للدين الإسلامي.

كما استخدم الخلفاء المسلمين المساجد للتحدث للمسلمين حول قضايا الدين والحياة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الأمور التي تهمهم. ولعل إنشاء ديوان الرسائل أفضل مثال عملي على اهتمام المسلمين بإرساء علاقات ايجابية مع المسلمين وغيرهم.

وهكذا استمر تطور وظيفة العلاقات العامة كوظيفة اتصالية اقناعية في المجتمعات المعاصرة خاصة بعد توسع أعمال المؤسسات الحكومية والخاصة، وتقدم العلوم وتشابك علاقات ومصالح الأفراد والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وعلى كافة المستويات.

ساعد في تقدم وتطور هذه الوسيلة الترويجية سهولة وتقدم وسائل الاتصال المرئية منها وغير المرئية وانتشار التكنولوجيا بأدواتها المختلفة.