أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2016
3770
التاريخ: 2023-07-08
1414
التاريخ: 7-12-2015
1982
التاريخ: 10-10-2014
5566
|
لا يُمكن لأحدٍ أن ينكر هذه الحقيقة ، وهي عدم معرفة الإنسان قيمة النعمة عندما يكون غارقاً فيها ، ولا يلتذ بها ، ولا يؤدّي شكرها ، وأحياناً قد لا ينتبه إلى أصل وجودها!
فلو لم يمرض الإنسان أبداً لما عرف نعمة
السلامة بكل مالها من أهميّة وعظمة ، وكموهبة إلهية عظيمة.
ولو لم تهتزّ الأرض أحياناً لما عُرف قدر
هذا السكون العجيب الذي يسودها طيلة السّنة ويدور في ظلّه كل شيء حول محوره.
ولا تعرف حقيقة الظلمة والنور إلّا إلى جنب
بعضهما ، وإن لم تهيّج عواصف الحوادث بحر افكار الإنسان أحياناً لما فهِمَ قدْر
ساعات الهدوء والسكون.
أو بتعبيرٍ أدق إنّ بعض المشاكل بمثابة ظل
نور الحياة الذي لا يمكن للإنسان أن يرى شيئاً بدونه ، يقول العلماء اليوم : بأنّه
(لو وُضعَ جسمٌ كرويٌّ وسُلّطَ عليه نورٌ متساوٍ من جميع الجهات لما أمكن رؤيته !)
:
إنّ وعورة سطح الجسم واختلاف زوايا انعكاس
النور هي التي تُمكّن الإنسان من رؤية الجسم ، وكذا النعم الإلهيّة بالضبط ، فلو
كانت على وتيرةٍ واحدة وبصورة دائميّة لما أمكن معرفتها.
ومن حيث كون اللَّه قد خلق هذه المواهب
العظيمة متاعاً للإنسان من جهة ، ووسيلة للتقرب إليه من جهةٍ اخرى (عن طريق شكر
النعمة) ، فمن المنطقي جدّاً أن يقبضها ويبسطها أحياناً ليتحقق الهدفان أعلاه.
ويُلاحظ وجود إشارات ظريفة وغنية في الآيات
القرآنية إلى هذه الحقيقة- ولو بصورة غير صريحة- والتي تُبّين قدْر النّعمِ
بالقياس مع لحظات سلبها ، ومن جُملتها :
1- {قُل مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ البَرِّ
وَالبَحرِ تَدعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئْن أَنجَانَا مِن هَذِهِ
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}. (الأنعام/ 63)
أجَلْ ، لم يكن هؤلاء ليعرفوا قدر النور
والأمن قَبلَ أن يُبتلوا بظلمات البر والبحر الرهيبة ، ولكنهم عندما يُسْلَبون هذه
النعمة سيذكرون مُبدئها ويعلنون عن إستعدادهم للشكر.
2- {وَلَئِن أَذَقنَاهُ نَعَماءَ بَعدَ ضَرَّاءَ
مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِئَاتُ عَنِّى إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ}. (هود/ 10)
وتأكيد القرآن على إذاقة النعماء بعد
الضرّاء هدفه تبيان قدر النعمة بصورة جيدة ليرفع بالعباد إلى الشُّكر ، ولو أنّ
جماعة من المغرورين والمُعجبين بأنفسهم فسّروه بشكل آخر.
3- {وَاذكُرُوا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذْ
كُنتُم أَعدَآءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعْمتِهِ إِخوَاناً}. (آل عمران/
103)
إنّ القرآن الكريم ومن أجل أن يُبيّن في هذه
الآية قدر نعمة الإتحاد وتأليف القلوب قارنها بالوقت الذي كانت هذه النعمة مسلوبة
نهائياً ، وعندما كانت نار الفرقة والنفاق تلتهمُ كُلّ شيء ، وذكّر المسلمين
بمعرفة هاتين الحالتين بالقياس إلى بعضهما ليعرفوا قدر هذه النعمة الإلهيّة
الحقيقي.
ويُلاحظ وجود بعض الإشارات إلى هذا القسم من
المصائب والآلام في الروايات الإسلامية أيضاً ، ومن جملتها : ما ورد في حديث المفضّل
عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «إنّ هذه الآفات وإن كانت
تنالُ الصالح والطالح جميعاً ، فإنّ اللَّه جعل ذلك صلاحاً للصنفين كليهما ، أمّا
الصالحون فإنّ الذي يُصيبهم من هذا يردُّهم (يذكّرهم) نعم ربّهم عندهم في سالف
أيامهم ، فيحدوهم ذلك على الشكر والصبر ، وأمّا الطالحون فإنّ مثل هذا إذا نالهم
كسر شرتهم وردعهم عن المعاصي والفواحش» (1).
____________________
(1) بحار الأنوار
، ج3 ، ص 139.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|