يحدث النحت النهري وتتكون المجاري المائية والاودية النهرية وتتشكل بفعل ثلاث عمليات مترابطة ومتلازمة وهي:

1- النحت الراسي وتعميق والوادي Downward Corrasion : ويشتد فعل هذه العملية في الانهار التي تتميز مجاريها بانحدارات شديدة وبحمولة جر(أو حمولة قاع) متحركة عظيمة.

2- النحت الجانبي وتوسيع الوادي : Lateral Corrasion : ويتم ذلك بالنحت في الجوانب المقعرة في الثنيات النهرية أثناء تكوينها ونموها وتطويرها خلال الدورة التحاتية.

3- النحت الصاعد واطالة الوادي: Headward Erosion and Extension: وتزداد هذه العملية بنقاط تجديد الشباب النهري Knickpoints والمسار Rapids، والمساقط المائية، وجميعا ترتبط اصلا بالتباين في التراكيب الصخرية والاضطراب في دورة التعرية النهرية.

ويتعاصر فعل هذه العمليات الثلاث جميعا في كثير من الانهار، لكن قد يسود نشاط عملية دون الاخرى في بعض الاحيان. ويرى كثير من الكتاب ومنهم جيلبيرت Gilibert (1909) ان الانهار غالبا ما تنحت رأسيا وتعمق أوديتها حينما تكون قليلة الحمولة Underloaded بينما تنحت أفقيا وتوسع اوديتها حينما تكون كاملة الحمولة Fully Loaded ويرجع كريكماي Grickmay (1933) ان الانهار في مرحلة الشيخوخة تستطيع، رغم انها غير قادرة على نقل حولة كبيرة بسبب بطء سرعتها، ان تنقل مجاريها باستمرار، وتصنع منعطفات كبيرة، وتنشئ في النهاية سهولا عريضة بالنحت الجانبي، ويسود في الانهار المتجددة الشباب، عمليات النحت الرأسي، وتراجع نقاط التجديد، وتكوين الاودية العميقة والثنيات المتعمقة Incised Meaners.

ولا يختلف اثنان في أن الاودية النهرية من الظواهر المألوفة الشائعة في البيئة الطبيعية، وان غالب الادوية من صنع التعرية النهرية. ومع هذا لا ينبغي ان يتبادر الى الذهن ان انهار الحاضر كلها ماتزال تنحت مجاريها بفاعلية محسوسة، ذلك ان كثير من الانهار، خاصة منها انهار السهول، التي تتميز بسهولة فيضية مكتملة، تقوم حاليا في الاغلب الاعم بوظيفة الارساب. وحتى حيث لا يتضح مثل هذا الارساب، فإن النحت يكون ضئيلا، لان حمولة النهر تكون غير كافية للعمل النحاتي.

وحسبما يرى راستال Rastall (1944) ، وبحق أنه من الصعب ان نتصور كيف يمكن لحبيبا صغيرة ضئيلة كثافتها بين 75ر2-3، تتحرك بخفة على امتداد قاع النهر، يمكن ان تنجز أي فعل تحاتي ميكانيكي، خاصة وان ثقلها الحقيقي يتناقص بالحركة والنقل. هذا ولا يوجد اي دليل يشير الى تأثير تحاتي تقوم به انهار جنوب انجلترا التي تجري في منطقة جيرية مثل نهري تيست Test واتيشين Itchen واو نهر شانون Shannon بإيرلندا، اللهم الا حيثما تكون الضفاف من رواسب فيضية  مفككة، ففيها يتم نحت قليل غير ذي أهمية, ويبدو والحالة هذه، ان انهار الحاضر تقوم في الغالب بوظيفة النقل، لا النحت، فهي تحول المواد المجواه التي ترد اليها بطريق زحف التربة وغسل المطر منحدرات جوانب الاودية الى ادانيها ومناطق مصباتها.