أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-05
1390
التاريخ: 13-12-2019
3718
التاريخ: 2023-02-21
1165
التاريخ: 7-6-2018
1895
|
ارتبطت مسألة التأخر الدراسي في أذهان المدرسين والوالدين بالمفاهيم الخاطئة، كالغباء والتخلف العقلي. وهذا الحكم هو بطبيعة الحال حكم عشوائي ومتسرع إذ يمكن أن يفهم التأخر الدراسي عند الطفل على أنه تأخر في التحصيل بالقياس إلى أقرانه لأسباب قد تكون آنية، وربما يكون لها ما يبرّرها. فربما كان التأخر الدراسي ناتجاً عن عجز حسّي أو جسمي، أو نقص اجتماعي. والحقيقة أن ظاهرة التأخر الدراسي ظاهرة معقدة، تختلط فيها العوامل البيئية مع بعض العوامل الاقتصادية والأسرية والمدرسية، وقد تعود إلى التلميذ نفسه حيث يعاني بعض المشكلات التي ينتج عنها التأخر الدراسي.
من أجل ذلك يجب النظر إلى هذه الظاهرة نظرة شمولية، حتى لا نقع في أخطاء الأحكام العشوائية. فالموضوع دقيق وهام يتعلق بمستقبل أبنائنا، وبتوافقهم الاجتماعي والمهني، فالتأخر الدراسي يستتبعه فيما بعد التوتر والاضطراب التوافقي فالانحراف بمختلف أشكاله. ويمكن إيجاد التخلف أو التأخر الدراسي بما يلي:
أ- العوامل الصحية والجسمية.
ب- العوامل العقلية.
ج- العوامل النفسية.
د- العوامل الاجتماعية، سواء ما يعود منها إلى المنزل نفسه، أو ما يعود إلى الوسط الاجتماعي.
هـ- العوامل العائدة إلى المدرسة.
ـ العوامل الجسمية والصحية:
غالباً ما يتأخر المصابون بالأمراض الجسمية كالحميات والأنيميا في تحصيلهم الدراسي، وتتسبب عيوب النطق أيضاً في توتر علاقات الطفل مع معلميه ورفاقه فيقل تحصيله ويتأخر دراسياً.
ـ العوامل العقلية:
قد تكون أسباب التأخر الدراسي متعلقة بنقص المقدرة على التركيز أو بتدني درجة الذكاء، وإن كانت الدراسات مؤخراً قد كشفت عن عدم الترابط الضروري بين الذكاء والتحصيل المدرسي.
ـ العوامل النفسية:
الأطفال، المصابون بالخمول والانطواء، والإحباط، وفقدان الثقة بالنفس، بالإضافة إلى سوء تكيفهم، هم منسحبون لا يمتلكون عنصر المبادأة أو المبادرة، كذلك فإن عدم النضج الانفعالي يعتبر واحدا من أبرز المسببات النفسية في التأخر الدراسي، كما أن إصابة الطفل بمشكلات نفسية أخرى كقضم الأظافر والتبول اللاإرادي، والكذب والعدوانية، وهي مشاكل قد تكون سبباً في تأخر الطفل الدراسي، إذ تمتص الكثير من جهده ونشاطه وتفقده الحماس للتحصيل الدراسي.
العوامل الاجتماعية:
أولى هذه العوامل، تلك المتعلقة بالمنزل المضطرب فلطالما ألمحنا - عند التعرض لمعظم المشكلات إلى أمر هام، وهو الجو المنزلي المضطرب، الذي تكثر فيه المشاكل بين الأبوين، ويسوده عدم التوافق الأسري، فمثل هذا المنزل ينتج في غالب الأحيان الأطفال العاجزين عن التحصيل الدراسي بطريقة كامنة وصحيحة، نتيجة الانطوائية واليأس اللذين تسببهما المشاحنات عند الأطفال. والثابت أن هذه الأجواء المضطربة في الأسرة هي السبب الأساسي في نشوء الكثير من المشكلات للأطفال، من جهة أخرى فإن طموح الآباء الزائد وضغطهم الشديد على أطفالهم من أجل التحصيل العالي يتسبب في رد فعل معاكس فيتأخرون دراسياً وخاصة إذا لم تكن قدرات الأطفال كافية لتحقيق طموحات هؤلاء الأهل الغيورين على تقدم أبنائهم، وربما ينسى هؤلاء الأهل أن الله سبحانه وتعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: 286]، وثاني هذه العوامل هي تلك المتعلقة بالبيئة، فبعض البيئات الفقيرة، تكلف أولادها بالعمل في أوقات فراغهم المدرسي، بقصد المساعدة في الإنتاج الزراعي أو غيره على حساب الوقت المخصص للمذاكرة والمراجعة. كما تسود في هذه الأوساط نظرة تفضيل الذكور على الإناث، فتنشأ الأنثى منطوية تشعر بالنقص والمهانة بالقياس إلى أخيها، فيكون ذلك سبباً من أسباب تأخرها الدراسي، وإن كنا نرى أحياناً ردود فعل عكسية على هذه النظرة إلى الفتاة التي تتحول إلى مضاعفة النشاط للتفوق على الذكور، وهذا ما بدأ يحدث في معظم المجتمعات المنفتحة التي اتيح فيها للفتيات ان يتساوين مع الفتيان.
- العوامل العائدة إلى المدرسة:
ليست جميع المدارس هي على نفس المستوى من حيث الأجواء المدرسية السائدة في داخلها، وإن كانت تبدو لنا من الخارج متشابهة في بنائها وغرفها وملاعبها، وتلامذتها، ومدرسيها، فهذا التشابه ليس سوى تشابه ظاهري. والواقع أن مدارس كثيرة تفتقر إلى الأجواء التربوية السليمة، حيث يسود التشاحن والاضطراب بين المدرسين والإدارة من جهة، أو بين المدرسين أنفسهم، وبين المدرسين والتلامذة من جهة أخرى، نتيجة جهل هؤلاء المدرسين لاعتماد الطرق التربوية السليمة، وعدم إلمامهم الكافي بعلم نفس النمو، وعلم النفس المدرسي، فيعاملون التلامذة بعقلية تقليدية تعود أحياناً إلى مفاهيم القرون الوسطى، بالإضافة إلى ذلك تنعدم في بعض هذه المدارس الوسائل التربوية الكافية. كالسبورة الصالحة والخرائط العلمية والجغرافية، وباقي التجهيزات وهذا كله من شأنه أن ينعكس سلباً على دافعية التلميذ وإقدامه وتحصيله.
فالأجواء المدرسية تسهم إلى حد بعيد في دفع التلامذة إلى التحصيل والتقدم، كما تعمل من ناحية أخرى على تنفيرهم وتأخرهم الدراسي إذا أسيء استخدام الطرق التربوية العصرية أو انعدم استعمالها، كذلك فإن ظاهرة غياب المدرسين لأسباب متعددة، ومناقلاتهم خلال العام الدراسي تزيد في بلبلة الأجواء المدرسية، واضطرابها مما يتيح الفرصة للتلامذة المتوسطين أن يتحولوا إلى متخلفين دراسياً وقد ينتهي بهم الأمر إلى ترك المدرسة نهائياً. إن مثل هذه الأجواء المدرسية تعتبر من أبرز أسباب التأخر الدراسي، والأخطر من ذلك، وكوسيلة تعويضية يلجأ المتأخرون دراسياً إلى الشغب والمشاكسة داخل الصف والعمل على تعطيل الدروس وتعكير أجواء المدرسة عامة.
والمدرسة التي لا تشبع مناهجها وخبراتها المدرسية حاجات وميول التلامذة، فهي تؤدي بهم إلى التخلف الدراسي. وكذلك اعتماد القصاص البدني، وإن كان في نظر بعض المربين ينفع كعلاج للكسل، بالنسبة لبعض التلامذة على الأقل، غير أن هذا النوع من القصاصات يؤدي في أحيان كثيرة إلى عكس الغاية المرجوة منه أي إلى التأخر الدراسي بل وللهرب من المدرسة.
وقد تبين من ناحية أخرى أن هناك علاقة بين التحصيل الدراسي وبين مستوى تعليم الآباء والأمهات، فقد أثبتت دراسة قام بها أحد الأخصائيين التربويين، بأن هذه العلاقة هي علاقة موجبة، فنسبة الأميين بين آباء المتأخرين دراسياً هي نسبة مرتفعة، وهذه الدراسة شملت الجنسين في الريف والمدينة.
وتبين كذلك وجود علاقة بين مستوى دخل الأسرة وبين درجة التحصيل الدراسي حيث إن عوامل الدخل الاقتصادية تؤثر تأثيراً كبيراً على تحصيل الأبناء الدراسي، حتى إن العلاقات الاجتماعية للمتفوقين دراسياً والنشاطات القائمة فيما بينهم تختلف عنها عند المتأخرين دراسياً، كما أظهرت الدراسة ذاتها عن وجود ارتباط بين التأخر الدراسي والعدوانية والتخريب وهذا يؤكد من جديد، أن المتفوقين دراسياً هم أكثر تكيفاً مع المجتمع من زملائهم المتأخرين دراسياً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|