من المسلم به أن هناك قانون يحكم هذا الكون، وهذا القانون وضعه خالق هذا الكون الله سبحانه وتعالى طبعا. ومن هنا يجب أن نكون على يقين بأنه من غير الممكن أن تتواجد الأشياء والكائنات من غير قانون يحكمها، وإلا فإن الوضع سيكون مأساويا.

الكواكب كلها تسير حسب نظام معين ولو خالفت هذا النظام سيصبح هناك كارثة محتمة. كذلك البشرية، جميع الكتب السماوية والأرضية شرعت قوانين وأنظمة لتعامل البشر فيما بينهم، وإذا تجاهلنا هذه الأنظمة وقعنا في المشاكل حتما، وهذا ما يحدث للأسف . أنظر حولك، تجد أن كل شيء يسير حسب نظام معين حتى الحيوانات، تتبع نظام محدد في طريقة حياتها. أنظر جيدا، ستتأكد أن النظام هو الحاكم المسيطر.

سأعطيك مثلا: أنظر إلى البلدان التي تفتقر إلى النظام ماذا ترى؟ طبعا الفوضى والجرائم و... بينما لو ألقيت نظرة على البلدان التي تتمتع بنظام صارم ومحدد لا يمكن التساهل به، ماذا سترى؟ طبعا أمان وسلام وسكينة وطمأنينة. ستقول هناك بعض الحالات الشاذة، سأجاوبك قبل أن تسأل، وجوابي بسيط، وهو لكل قاعدة شواذ. ولكن لنكن صريحين فمستوى الجريمة والفوضى في هذه البلدان أقل بكثير ولا يمكن مقارنته بما يوجد في البلدان التي تفتقر إلى النظام.

حسنا، بعد كل هذا الكلام ما هو الهدف من وراء ذلك؟ الهدف واحد وبسيط، البيت والمدرسة هما مجتمع صغير في داخل المجتمع الكبير.. وهذا يعني أنه كما نحكم المجتمع الكبير بنظام محدد يجب أن نحكم هذا المجتمع الصغير بنظام محدد أيضا وإلا فشلنا في تحقيق الاستقرار، ومن لا يعتاد على اتباع النظام في مجتمعه الصغير، لن يستطيع اتباع النظام في مجتمعه الكبير وبالتالي سيقع في المشاكل.. الخلاصة هي أنه لتحقيق التربية السليمة البعيدة عن المشاكل لابد من وضع نظام معين وواضح ومن ثم اتباع قانون الثواب والعقاب، بمكافئة من يتبعه ومعاقبة من يحيد عنه.