المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

عقاب المسيئين
28-09-2014
البابونج الحقيقي Matricaria recutita L
26-12-2020
زيغ الفتحة aperture aberration
16-11-2017
نواتج الاحتراق (Combustion products)
2023-12-24
الفاعل
17-10-2014
Beryllium halides
19-1-2018


دور الأب  
  
1721   09:19 صباحاً   التاريخ: 23-8-2022
المؤلف : ميسم الصلح
الكتاب أو المصدر : طفلك يعاني من مشاكل سلوكية؟ أنت السبب!
الجزء والصفحة : ص65ــ69
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

روسو: «أب واحد خير من عشرة مربين»

هل تربية الأبناء تقتصر على الأم؟ طبعا لا. صحيح أن دور الأم هو الدور الأساسي، ولكن هذا لا يعني تنحيك جانبا أيها الأب وتملصك من مهامك التربوية.. فأنت لك دور كبير ومهم أيضا لا يمكن الاستغناء عنه...

دورك أيها الأب يبدأ قبل أن يكون الطفل نطفة.. يبدأ عند اختيارك لأمه. لأنه كما قلنا سابقا أن للجينات الوراثية تأثير فعال في تحديد سلوك الطفل.. فعليك أن تحسن اختيار زوجة المستقبل وأم أطفالك يقول سيجور: «تربية الطفل تبدأ قبل ولادته بعشرين عاما.. بتربية أمه).

يا لجمال هذا القول وصحته.. لذلك عليك أن تحسن اختيار الأم لأنها ستنقل تربيتها وسلوكها إلى أطفالها.. وبما أنها ستتواجد معهم أكثر منك، فمن الطبيعي أن يتطبعوا بطباعها ويتأثروا بتصرفاتها أكثر أول حق من حقوق أولادك عليك هو اختيار أمهم. ولكن لمرتنته مسؤوليتك هنا، فلا يمكن لك أن تتهرب من واجبك أثناء المرحلة الجنينية للطفل، فعليك تهيئة الأجواء المناسبة في تلك المرحلة وعدم تعريض الأم لانفعالات سلبية، لأنه حتما سينعكس ذلك على الجنين ويؤدي إلى ضرر بصحته النفسية.

لا تكن طماعا وتطلب من زوجتك العمل خارج المنزل وتسعد بجلبها المال لك دون التفكير بأولادك وحاجتهم إلى وجود أمهم بجانبهم.

دورك أيها الأب أكبر بكثير مما تظن.. وإذا كنت تظن أنك تريد أن تنجب أطفالا وتؤمن لهم حاجاتهم المادية فقط فأنت في قمة الخطأ، لأنك بذلك تكون سبب في بناء جيل ضعيف، غير واع ومليء بالسلوكيات السلبية.. فمسؤوليتك لا تقتصر على تأمين حاجات أبنائك من مال وطعام وشراب... بل تمتد الى توجيههم وإرشادهم وتربيتهم لتؤمن لهم بناء جسديا ونفسيا سليما.. عليك إتقان دورك لتتنعم بأطفال أصحاء نفسيا وسلوكيا ولكن كيف يتم تحقيق ذلك؟

* اجتهد بأن تكون قدوة حسنة لهم في القول والعمل.. فالطفل خصوصا الذكر يحب أن يقلد والده، فلا تدعه يرى إلا كل شيء حسن منك.

* تواجدك بقربه ضروري لكي يتعلم صفات الرجولة منك.. فبعدك عنه كل الوقت وتركه فقط مع أمه لن يسمح له باكتساب هذه الصفات.. فلا تلومه بعد ذلك لأنه ليس برجل كما تريد.. وماذا تنتظر منه؟ من مَن سيتعلم صفات الرجولة من أمه؟ ستقول أن هذه الصفات تأتي بالفطرة.. حسنا، ماذا لو ذكرتك بالقصة التي تحكي عن الولد الذي ترك في الغابة وبعد فترة أصبحت تصرفاته مثل كائناتها، ماذا ستقول عندها؟ أنا معك هناك صفات بالفطرة، ولكن هناك أخرى مكتسبة.. وهذه الصفات تطغى على تلك مع الزمن.

لا نريد أن نضيع حقك أيها الأب ونظلمك ونقول أنك لا تتعب وتشقى خارج البيت لتؤمن لأبنائك حياة كريمة. بلى، أنت كذلك ولكن هذا لا يكفي وحده بالنسبة لأطفالك، فهم بحاجة لوجودك قربهم، ولو سألت أحدهم الآن ماذا تريد أن أبقى بجانبك أم أذهب لأعمل وأجلب لك المال؟ حتما سيكون جوابه أنه يريدك بجانبه.. ستقول أنه طفل ولا يعي أنه إذا لم أعمل وأجلب المال ستكون حياته مختلفة. معك حق، هو لا يعي، ولكن أنت عليك أن تع بأن لمال ليس كل شيء في حياة طفلك فهو يريد حنانك وعطفك أيضا، وبعدك عنه سيؤثر نفسيا عليه وبالتالي سينعكس على سلوكياته.

* أعمل ولكن نظم وقتك، وضع وجودك بقربهم ضمن جدولك اليومي .. طفلك لا يحتاج إليك كل الوقت، نحن نعلم أن هذا مستحيل وأن هذا دور الأم، ولكن تخصيص وقت ليس بالكبير بجانبهم ومعرفة استغلال هذا الوقت له أثر مهم على صحة النفسية.. عشر دقائق تقضيها مع طفلك في لعبة مفيدة أو حديث مفيد، تظهر له حنانك وخوفك عليه، خير من أن تجلس كل النهار ولكن دون أن تتعاطى معه.

* لا تظن أيها الأب أن تقربك من طفلك يعني انتقاص من رجوليتك. أبدا فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يداعب الأطفال، فليكن قدوة لك.

* بعدك أيها الأب عن البيت لفترات طويلة يؤثر سلبا على أطفالك.. فلا تغفل عن ذلك أبدا وتذكر دائما بأن العائلة تتكون من أب وأم وأطفال، هي كالمثلث يمثل الأب والأم زوايا القاعدة وينتج عنهم الأطفال في الزاوية الثالثة، وفي حال حدوث خلل في إحدى هذه الزوايا سيفقد المثلث خاصيته ويصبح هناك فراغ لا يمكن ملأه... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.