أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2022
1949
التاريخ: 24-3-2021
2347
التاريخ: 11-1-2016
2290
التاريخ: 8-4-2021
1979
|
روسو: «أب واحد خير من عشرة مربين»
هل تربية الأبناء تقتصر على الأم؟ طبعا لا. صحيح أن دور الأم هو الدور الأساسي، ولكن هذا لا يعني تنحيك جانبا أيها الأب وتملصك من مهامك التربوية.. فأنت لك دور كبير ومهم أيضا لا يمكن الاستغناء عنه...
دورك أيها الأب يبدأ قبل أن يكون الطفل نطفة.. يبدأ عند اختيارك لأمه. لأنه كما قلنا سابقا أن للجينات الوراثية تأثير فعال في تحديد سلوك الطفل.. فعليك أن تحسن اختيار زوجة المستقبل وأم أطفالك يقول سيجور: «تربية الطفل تبدأ قبل ولادته بعشرين عاما.. بتربية أمه).
يا لجمال هذا القول وصحته.. لذلك عليك أن تحسن اختيار الأم لأنها ستنقل تربيتها وسلوكها إلى أطفالها.. وبما أنها ستتواجد معهم أكثر منك، فمن الطبيعي أن يتطبعوا بطباعها ويتأثروا بتصرفاتها أكثر أول حق من حقوق أولادك عليك هو اختيار أمهم. ولكن لمرتنته مسؤوليتك هنا، فلا يمكن لك أن تتهرب من واجبك أثناء المرحلة الجنينية للطفل، فعليك تهيئة الأجواء المناسبة في تلك المرحلة وعدم تعريض الأم لانفعالات سلبية، لأنه حتما سينعكس ذلك على الجنين ويؤدي إلى ضرر بصحته النفسية.
لا تكن طماعا وتطلب من زوجتك العمل خارج المنزل وتسعد بجلبها المال لك دون التفكير بأولادك وحاجتهم إلى وجود أمهم بجانبهم.
دورك أيها الأب أكبر بكثير مما تظن.. وإذا كنت تظن أنك تريد أن تنجب أطفالا وتؤمن لهم حاجاتهم المادية فقط فأنت في قمة الخطأ، لأنك بذلك تكون سبب في بناء جيل ضعيف، غير واع ومليء بالسلوكيات السلبية.. فمسؤوليتك لا تقتصر على تأمين حاجات أبنائك من مال وطعام وشراب... بل تمتد الى توجيههم وإرشادهم وتربيتهم لتؤمن لهم بناء جسديا ونفسيا سليما.. عليك إتقان دورك لتتنعم بأطفال أصحاء نفسيا وسلوكيا ولكن كيف يتم تحقيق ذلك؟
* اجتهد بأن تكون قدوة حسنة لهم في القول والعمل.. فالطفل خصوصا الذكر يحب أن يقلد والده، فلا تدعه يرى إلا كل شيء حسن منك.
* تواجدك بقربه ضروري لكي يتعلم صفات الرجولة منك.. فبعدك عنه كل الوقت وتركه فقط مع أمه لن يسمح له باكتساب هذه الصفات.. فلا تلومه بعد ذلك لأنه ليس برجل كما تريد.. وماذا تنتظر منه؟ من مَن سيتعلم صفات الرجولة من أمه؟ ستقول أن هذه الصفات تأتي بالفطرة.. حسنا، ماذا لو ذكرتك بالقصة التي تحكي عن الولد الذي ترك في الغابة وبعد فترة أصبحت تصرفاته مثل كائناتها، ماذا ستقول عندها؟ أنا معك هناك صفات بالفطرة، ولكن هناك أخرى مكتسبة.. وهذه الصفات تطغى على تلك مع الزمن.
لا نريد أن نضيع حقك أيها الأب ونظلمك ونقول أنك لا تتعب وتشقى خارج البيت لتؤمن لأبنائك حياة كريمة. بلى، أنت كذلك ولكن هذا لا يكفي وحده بالنسبة لأطفالك، فهم بحاجة لوجودك قربهم، ولو سألت أحدهم الآن ماذا تريد أن أبقى بجانبك أم أذهب لأعمل وأجلب لك المال؟ حتما سيكون جوابه أنه يريدك بجانبه.. ستقول أنه طفل ولا يعي أنه إذا لم أعمل وأجلب المال ستكون حياته مختلفة. معك حق، هو لا يعي، ولكن أنت عليك أن تع بأن لمال ليس كل شيء في حياة طفلك فهو يريد حنانك وعطفك أيضا، وبعدك عنه سيؤثر نفسيا عليه وبالتالي سينعكس على سلوكياته.
* أعمل ولكن نظم وقتك، وضع وجودك بقربهم ضمن جدولك اليومي .. طفلك لا يحتاج إليك كل الوقت، نحن نعلم أن هذا مستحيل وأن هذا دور الأم، ولكن تخصيص وقت ليس بالكبير بجانبهم ومعرفة استغلال هذا الوقت له أثر مهم على صحة النفسية.. عشر دقائق تقضيها مع طفلك في لعبة مفيدة أو حديث مفيد، تظهر له حنانك وخوفك عليه، خير من أن تجلس كل النهار ولكن دون أن تتعاطى معه.
* لا تظن أيها الأب أن تقربك من طفلك يعني انتقاص من رجوليتك. أبدا فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يداعب الأطفال، فليكن قدوة لك.
* بعدك أيها الأب عن البيت لفترات طويلة يؤثر سلبا على أطفالك.. فلا تغفل عن ذلك أبدا وتذكر دائما بأن العائلة تتكون من أب وأم وأطفال، هي كالمثلث يمثل الأب والأم زوايا القاعدة وينتج عنهم الأطفال في الزاوية الثالثة، وفي حال حدوث خلل في إحدى هذه الزوايا سيفقد المثلث خاصيته ويصبح هناك فراغ لا يمكن ملأه...
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|