المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مميزات لحم السمان
2024-04-28
مميزات بيض السمان
2024-04-28
انواع السمان
2024-04-28
تمييز الجنس في السمان
2024-04-28
الاستخدامات التحليلية للبوليمرات شبكية التداخل
2024-04-28
البوليمرات شبكية التداخل الآنية Simultaneous IPNs (SIN)
2024-04-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


دراسة حول المقاتل والمصنّفات العاشورائيّة منذ بدايتها وإلى عصرنا الحاضر (ح2)  
  
5237   06:16 مساءً   التاريخ: 19-8-2022
المؤلف : معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : نهضة عاشوراء
الجزء والصفحة : ج2، ص26-73
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

كتب المراثي والعزاء:

مع مراجعة الآثار المصنّفة حول واقعة كربلاء في هذه المرحلة الزمنيّة، نصادف بعض الأحيان مؤلّفات لا تتحدّث عن تاريخ عاشوراء، ولكن باعتبار أنّها تتضمّن أشعاراً في رثاء وعزاء الإمام الحسين عليه السلام وتمتاز بالقدم الزمنيّ الخاصّ، بل إنّ أهل البيت عليهم السلام قد مدحوا بعض هؤلاء الشعراء، فقد أوردنا ذكرها هنا على النحو الآتي:

1- المراثي- أبو رميح عمير بن مالك الخزاعيّ (المتوفّى قريباً من سنة 100 هـ)[1].

2- كتاب المراثي - جعفر بن عفّان الطائيّ (م 150 هـ) وهو من أعظم شعراء الشيعة في الرثاء على عهد الإمام الصادق عليه السلام وقد أثنى عليه الإمام عليه السلام بسبب الأشعار التي أنشدها في رثاء الإمام الحسين عليه

الصادق عليه السلام [2]- حسب رأي ابن النديم فإنّ كتاب الطائيّ في المراثي يصل إلى مائتين من الصفحات[3].

3- مراثي الحسين عليه السلام - أبو عبد الله محمّد بن زياد الأعرابيّ (م 230 هـ). هذا الأثر حسب تصريح الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ، يوجد منه نسخة في المكتبة الخديويّة لدار الكتب المصريّة. وقد طبع مع مقدّمة وتعليقات عليه لأحد المحقّقين والباحثين الإنكليز[4].

4- مراثي الحسين عليه السلام - إبن حمّاد بن عمر بن كليب مولى بني عامر بن صعصة الذي عاصر عهد بني أميّة وبني العبّاس معاً[5].

5- كتاب المراثي - محمّد بن عمران المزربانيّ الخراسانيّ (م 384 هـ). يحتوي هذا الكتاب على ما يقرب من (500) صفحة[6].

القسم الثاني: التعريف والتقييم للمقاتل والمصنّفات العاشورائيّة، من بداية القرن الثاني إلى القرن السابع.

كما سبق معنا في بداية هذه المقالة، فإنّ بعض الآثار المتضمّنة للتاريخ العاشورائيّ بقيت مَصونة من حوادث الزمان الغادرة، ونحن هنا نحاول ذكرها، والتعريف بها وبيان خصائصها، على الشكل الآتي:

1- تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام من ولده وإخوته وأهل بيته وشيعته، الفضيل ابن الزبير الأسديّ الرسّان الكوفيّ[7].

أحصى الفضيل في هذا الكتاب أسماء الأشخاص الذين قتلوا مع الإمام عليه السلام وفي بعض الأحيان كان يذكر أيضاً أسماء القتلة. في البداية ذكر أسماء عشرين من شهداء أهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم الإمام الحسين عليه السلام ثمّ أورد أسماء (86) من الأصحاب ليصبح المجموع (106) من الشهداء[8]، وقد أشار في الختام إلى حال الأسر الذي حصل لأهل البيت عليهم السلام وبعض الخطابات التي وردت عنهم عليهم السلام .

والملاحظ في روايات الفضيل بن الزبير وجود أخبار نادرة وغريبة، على سبيل المثال نجده مع اعترافه بمرض الإمام السجّاد عليه السلام إلّا أنّه ينقل مشاركته في بعض ميادين معركة كربلاء[9].

وعلى الرغم من كون المصنّف محدّثاً من أصحاب الإمام الخامس والسادس إلّا أنّه - حسب رأي بعض علماء الرجال- زيديّ المذهب ومن الأصحاب البارزين المبلّغين بالمذهب الزيديّ[10] ولكن مع ذلك فقد عدّوه ممدوحاً أو موثّقاً. سنة وفاته غير معلومة، وإن كان لا بدّ أن تكون في النصف الثاني من القرن الثاني. ثمّ إنّ الوصول إلى هذا الأثر غير ممكن في زماننا الحاضر إلّا عن طريق كتاب الأمالي الخميسيّة، لمؤلّفه يحيى بن حسين (م 479 هـ)[11]. وكتاب الحدائق الورديّة[12]، لمصنّفه حميد بن أحمد بن محمّد المحلّى (م 652 هـ).

2- مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزديّ الغامديّ (م 157 هـ)[13].

وهو أيضاً من مؤلّفي المقاتل في القرن الثاني، وقد عُدّ أبو مخنف عبر التاريخ أشهرهم وأقدمهم بعد تصنيفه كتاب (مقتل الحسين عليه السلام). وهو بالرغم من نشوئه في عائلة وبيئة شيعيّة (بالمعنى السياسيّ للتشيّع ومحبّة أهل البيت عليهم السلام) إلّا أنّ تشيّعه ليس ثابتاً، فقد قال النجاشيّ (عالم الرجال الشيعيّ المعروف) في كتابه الرجاليّ: شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم. ولم يقل (شيخ أصحابنا) ولذا فإنّ كلامه لا يدلّ على تشيّعه[14].

وذكر بعض المحقّقين قرينة أخرى على عدم تشيّعه (بالمعنى العقائديّ) هي عدم اتّهام علماء الرجال من أهل السنّة له بالرفض، كما كان متعارفاً عندهم تجاه الشيعة[15]. وصرّح أيضاً ابن أبي الحديد بعدم تشيّعه[16], وقال طائفة من علماء الرجال بتشيّعه، ودليلهم على ذلك هو اتهام علماء الرجال من غير الشيعة له بالتشيّع[17].

في كلّ الأحوال، وبغضّ النظر عن الرجل فإنّ مدح النجاشيّ له بقوله: (وكان يسكن إلى ما يرويه) يدلّ على وثاقته[18].

ولأبي مخنف آثار عديدة، يعتبر أكثرها فريداً من نوعه حيث يتناول الأحداث المهمّة من القرن الأوّل والثاني، ومن بين هذه المصنّفات كتاب (مقتل الحسين عليه السلام) الذي يمتاز ببعض الخصائص من بقيّة الآثار، ونحن نذكرها على الشكل الآتي:

أوّلاً: أهمّيّة الموضوع، فإنّ حادثة كربلاء لها موقع خاصّ- لا سيّما عند الشيعة- من بين جميع الوقائع.

ثانياً: القرب الزمانيّ للمؤلّف والكتاب أيضاً من واقعة كربلاء، فقد كان أبو مخنف ينقل روايات هذا الكتاب مباشرة عن شهود عيان أو بوساطةٍ واحدة أو اثنتين، وهذه ميزة غير متوفّرة في المقاتل المدوّنة في الأزمنة المتأخّرة عن تلك المرحلة.

ثالثاً: اهتمام من تأخّر عنه من المؤرخّين بهذا الأثر- سواءً من الشيعة أو السنّة- حيث قاموا بنقل جميع رواياته أو معظمها، ومنهم تلميذ أبي مخنف هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ (م 204 أو 206 هـ). ومن بعده محمّد بن جرير الطبريّ (م 310 هـ) وأبو الفرج الأصفهانيّ (م 356 هـ) والشيخ المفيد (413 هـ) وسبط بن الجوزيّ (م 654 هـ).

رابعاً: رتبة المصنّف، وهي حسب قول النجاشيّ- (شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة) - وله روايات تاريخيّة كثيرة فريدة من نوعها.

وأمّا الحديث عن الزمان الذي كتب فيه أبو مخنف هذا المقتل، فيمكن القول طبقاً لبعض القرائن، إنّ تدوينه كان في العقد الثالث من القرن الثاني، فهو عند نقله خبراً عن دخول مسلم بن عقيل إلى دار المختار بن أبي عبيدة الثقفيّ في الكوفة يقول: إنّ هذه الدار تعرف اليوم بدار مسلم بن المسيّب[19]الذي كان عاملاً ليوسف بن عمر على شيراز سنة 128 هـ[20].

وكتب اليعقوبيّ في خصوص هذه المرحلة الزمنيّة قائلاً: بعد شهادة زيد بن عليّ سنة (121 هـ) بدأ الشيعة في خراسان من العبّاسيّين والعلويّين بالتحرّك والثورة في وجه السياسة الأمويّة، وقد جمعوا أتباعاً كُثُراً، ومن الأمور التي قاموا بها فضح جرائم بني أميّة التي ارتكبوها مع أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا أيضاً يتذّكرون كتب الملاحم بين الناس [21]طبعاً المقصود من هذا النوع من الكتب هو كتب معارك وحروب المسلمين التي كان من أبرزها المقاتل ولا سيّما مقتل الإمام الحسين عليه السلام . ويظهر أنّ أبا مخنف قد وجد تلك المرحلة الزمنيّة مناسبة جدّاً من جهة الظروف والشرائط لتصنيف المقتل. وهذا ما ذكره بعض المحقّقين حيث قال: إنّ بعض مدّعي الخلافة من بني العبّاس قد شجّع وحثّ أبا مخنف على التشهير ببني أميّة ونشر جناياتهم ومفاسدهم، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى كان الضعف والأفول لدولة بني أميّة قد بدأ، ممّا هيّأ أجواء مناسبة لأمثال أبي مخنف من أجل بثّ جرائم ومثالب بني أميّة في حقّ أهل البيت عليهم السلام من خلال جمع أخبار واقعة عاشوراء في مقتله[22].

بناءً على ذلك يمكن القول بأنّ مقتل أبي مخنف قد صنّف مقارناً تقريباً مع تصنيف جابر ابن يزيد الجعفيّ لمقتله.

ولكن للأسف فإنّ هذا المقتل فُقِد مع مرور الزمن، ولولا بعض المصادر التي نقلت عنه الأخبار مثل: تاريخ الطبريّ، ومقاتل الطالبيّين لأبي فرج الأصفهانيّ، والإرشاد للشيخ المفيد, وتذكرة الخواصّ لسبط بن الجوزيّ، لما بقي في زماننا المعاصر من هذا المقتل إلّا اسمه، كما وقع للكثير من المقاتل الأخرى.

وليس بعيداً أن يكون السبب الأساس لاندثار مثل هذا المقتل هو إقدام تلميذ أبي مخنف هشام بن محمّد على نقل كلّ روايات مقتل أستاذه، أو على الأقلّ معظمها في مقتله هو وبنفس الاسم أيضاً (مقتل الحسين عليه السلام) لأنّ هذا الأمر سيتسبّب بنسيان تدريجيّ لمقتل أبي مخنف لدى المؤرّخين ومصنّفي المقاتل خلال القرون اللاحقة.

الأمر الآخر الذي يقال ها هنا، أنّ كلّ عمل وإنجاز مهمّ ومميّز على مدى الزمان كان يصاب بأضرار مع مرور الأيّام، وهذا ما حصل لمقتل أبي مخنف، إذ لم يسلم من تلك الأضرار أيضاً، فنحن نجد بعض المصنّفين منذ القرن السادس وما بعده، ومن أجل أن يقنعوا قرّاء كتبهم وبأيّة وسيلة بما يروونه من الأخبار والأحاديث الضعيفة، كانوا ينسبون تلك المنقولات إلى أبي مخنف[23].

وقد وصل الحال إلى حدّ تصنيف كتاب منسوب إلى أبي مخنف باسم (مقتل الحسين عليه السلام) بسبب فقدان الكتاب الأصليّ للمقتل، وثَمَّ فرق فاحش بين ما يتضمّنه هذا الكتاب وبين ما ورد من الأخبار المنقولة عن أبي مخنف في المصادر التي سبق ذكرها.

هذا، مضافاً إلى الأخطاء الواضحة الموجودة في هذا الكتاب المنسوب إلى أبي مخنف[24] والذي لا يُعلم زمان كتابته بشكل دقيق، وإن كان بعض المحقّقين يعتقد أنّ تاريخ تأليفه هو في العهد الصفويّ[25]. ومن المظنون أنّ هذا الكتاب كانت طباعته الحجريّة الأولى في سنة (1275 هـ) بخطّ محمّد رضا الخوانساريّ في طهران، مع كتاب الملهوف ومهيّج الأحزان في مجلّد واحد[26].

وقد ترجم هذا الكتاب أيضاً- حسب معلوماتنا- إلى لغة الأردو مرّة، واللغة الفارسيّة مرّتين، الأولى سنة 1332هـ- على يد محمّد طاهر بن محمّد باقر الموسويّ الدزفوليّ في مجلّد واحد، مع كتاب أخذ الثار في أحوال المختار، الذي يُنسب أيضاً إلى أبي مخنف في (240) صفحة.

والثانية سنة (1405 هـ) بعنوان (مقتل الحسين عليه السلام ) في مجلّد واحد مع كتاب أخذ الثار في (317) صفحة[27].

وقد بذلت جهود، في السنوات الأخيرة، من أجل جمع وتجديد آثار ومصنّفات أبي مخنف، ومن جملة ذلك ما قام به بعض المحقّقين من إحياء مقتله، تحت عنوان (وقعة الطفّ) من خلال الروايات والأخبار المنقولة عن المقتل والواردة في المصادر التي سبق تعدادها[28].

وهنا أمر آخر يجدر ذكره، وهو أنّ بعض المحقّقين قد صرّح بوجود أربع نسخ خطّيّة من (مقتل الحسين عليه السلام ) في مكتبة (كوته) الرقم (1836) وفي برلين (الرقم 159- 160) وليدن (الرقم 792) وسنت بطرزبورك (الرقم 78)- وعلى الرغم من تشكيك بعض المستشرقين بانتساب هذه المخطوطات إلى أبي مخنف إلّا أنّ أحداً لا يستطيع التشكيك في القدم الزمانيّ الخاصّ الذي تتمتّع به هذه المخطوطات[29].

وينقل محقّق آخر أيضاً وجود نسخة من الكتاب مصوّرة أخرى باسم مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف موجودة في مكتبة أمبروز ياناي في مدينة ميلان الإيطاليّة تحت رقم (233)[30] إلّا أنّ إحراز القدم الزمانيّ لهذه المخطوطة يحتاج إلى بحث وتحقيق.

3- مقتل الحسين عليه السلام - هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ (م 204 108 أو 206 هـ)[31].

كما أشرنا سابقاً، فإنّ هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ هو أحد تلامذة أبي مخنف، وهو مؤرّخ معروف ومقبول لدى الشيعة والسنّة، وكان من تلامذة الإمام الصادق عليه السلام . من جملة مصنّفاته كتاب (مقتل الحسين عليه السلام ) الذي يحتوي على أخبار هي في معظمها تمثّل روايات أستاذه أبي مخنف[32]. ولكن باعتبار فقدان كلّ أثر لهذا المقتل حاليّاً فلا يمكن الحكم بشكل صحيح على طريقة استفادته من أخبار أستاذه.

من الواضح أنّ الأخبار التي نقلها عن أستاذه أو عن غيره قد وردت فيما بعد في كتب أمثال تاريخ الطبريّ، ومقاتل الطالبيّين، وإرشاد الشيخ المفيد، ويمكن اعتبار هذا المقتل من مصنّفات القرن الثاني باعتبار أنّ وفاة هشام كانت في أوائل القرن الثالث ممّا يعني أنّ أغلب سنوات عمره قد قضاها في القرن الثاني.

4- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله (من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى) محمّد بن سعد (م 230 هـ).

لقد قدّم محمّد بن سعد بياناً مهمّاً في هامش الحديث عن شخصيّة الإمام الحسين عليه السلام في كتابه الطبقات، إلّا أنّ الطبقة الأولى التي نشرت على أساس النسخة الناقصة ما بين سنوات 1904- 1917م، قد فقد منها قسم كبير من تراجم الرجال ومنها ترجمة الإمام الحسين عليه السلام, ولكن في الطبعة اللاحقة أُعيد ذكر تلك الموارد الناقصة، ومنها ترجمة حال الإمامين الحسنين (عليهما السلام) في ضمن ثلاثة أجزاء مستقلّة.

في العقدين الأخيرين قام السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ بتحقيق حول شخصيّة الإمام الحسن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام على أساس نسخة محفوظة منذ القرن السابع في تركيا، ثمّ قام بطبعها. فيما بعد نشر هذا القسم الذي لم يكن مطبوعاً في البداية (ومن ضمنه ترجمة الإمامين الحسنين عليهما السلام) تحت عنوان الطبقات الكبرى- الطبقة الخامسة من الصحابة, في جزءين اثنين مع تصحيحات محمّد بن صامل السلميّ[33]. يتناول الجزء الأوّل الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام من صفحة 369- 519, طبعاً أكثر من نصف هذه الصفحات هي حواشٍ وهوامش لمصحّح الكتاب.

يتضمّن كتاب (ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله) قسمين، أحدهما يتحدّث عن نسب الإمام عليه السلام وولادته وخصائصه وفضائله ومناقبه، والثاني يروي واقعة عاشوراء من بدايتها إلى نهايتها، ومن ضمنها شهادة الإمام عليه السلام . إنّ طريقة ابن سعد في كتابة التاريخ روائيّة، ولذا نراه قد نقل الأخبار بصورة مسندة، ففي القسم الأوّل نقل تسعين خبراً، وأمّا في قسم المقتل فقد نقل ما يقرب من خمسين خبراً، ولكنّه اكتفى ببعض الأسانيد العامّة في بداية المقتل، ولم يذكر سنداً مستقلّاً لكلّ واحد من تلك الأخبار.

وقد روى أيضاً ابن سعد بعض الأخبار حول الوقائع والأحداث الغريبة والخارقة للعادة، سواءٌ منها السماويّة أو الأرضيّة، وكذلك العقوبات والبلاءات التي أصابت بعض القتلة من جيش عمر بن سعد، بعد واقعة عاشوراء.

وعلى الرغم ممّا كان عليه أسلوب ابن سعد في كتابه (الطبقات) حيث لم يذكر الحوادث والتحوّلات التاريخيّة المهمّة التي تقع متزامنة مع حياة الأشخاص الذين هم في متناول بحثه، إلّا أنّ عظمة واقعة عاشوراء اضطرّته للحديث كثيراً حول هذه الحادثة وقائدها، ولكنّه مع ذلك لم يُبدِ رأياً في العديد من الموارد التي تناولها بالبحث من جهة صحّتها أو عدم صحّتها. ومن أمثلة ذلك تأكيده على الأخبار التي تبرّئ ساحة يزيد من دماء شهداء كربلاء، وتلقي بالمسؤوليّة على عاتق ابن زياد.

5- أنساب الأشراف - أحمد بن يحيى جابر البلاذريّ (م 279 هـ).

كان البلاذريّ مؤرّخاً وأديباً وعالماً بالأنساب من عهد المأمون إلى المستعين العبّاسيّ، وقد تناول الحديث في كتابه الضخم حول أنساب وتراجم العائلات الكبيرة والبارزة من عرب قريش. كتب في قسم من كتابه عن نسب أبي طالب وعائلته وأولاده، وعن أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده، ومنهم الإمام الحسين عليه السلام ومقتله، وأمّا القسم الذي يتحدّث عن الطالبيّين فقد طُبع في بيروت سنة 1397 هـ.

مع تحقيقات للمحقّق الشهير محمّد باقر المحموديّ، وفي السنوات الأخيرة طُبع ضمن مجموعة ثلاثة عشر جزءاً باسم (جمل من أنساب الأشراف) بتحقيق سهيل الزكار ورياض الزركليّ. وقد احتوت الصفحات من (142) إلى (228) الحديث عن حياة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة كربلاء في الجزء الثاني من طبعة المجلّدين من (أنساب الأشراف) بتحقيق المحموديّ[34]. وفي طبعة الثلاثة عشر جزءاً هي موجودة في المجلّد الثالث من الصفحة (358) إلى (425).

بعد أن ذكر البلاذريّ عدداً من الأخبار حول ولادة الإمام الحسين عليه السلام وأولاده شرع ببيان واقعة كربلاء، وقد كانت الروايات الأولى التي أوردها تتحدّث عن علاقة الشيعة بالإمام الحسين عليه السلام منذ توقيع الإمام الحسن عليه السلام الصلح مع معاوية. وكانت طريقة البلاذريّ في كتابه هي التركيب مثلما فعل اليعقوبيّ والدينوريّ، ولذا نراه بدلاً من ذكر سند مستقلّ لكلّ خبر كان في أغلب الحالات يكتفي بنقله مكتفياً بعبارة (قالوا).

في بعض الأحيان يشير أيضاً إلى السند، فينقل مثلاً عن أبي مخنف[35]، أو هشام الكلبيّ[36]، أو عوانة بن الحكم[37]أو هيثم بن عديّ[38] أو عتبى[39] أو عمر بن شبّه[40]، وفي بعض الأوقات كان يستخدم تعبير (حدّثني بعض الطالبيّين)[41] و (حدّثني بعض قريش)[42].

يُعدُّ كتاب (أنساب الأشراف) أحد المصادر التاريخيّة لواقعة عاشوراء، وهو متوافق مع أخبار أبي مخنف وابن سعد، وعلى الرغم من بعض الاختلافات بينها، فإنّ بعضها يؤيّد بعضها الآخر.

6- الأخبار الطوال - أبو حنيفة أحمد بن داوود الدينوريّ (م 282 هـ).

يُعتبر أبو حنيفة الدينوريّ من علماء القرن الثالث وهو مؤرّخ ومنجّم وعالم رياضيّات ونحويّ ولغويّ وخبير في الأعشاب[43]. له آثار كثيرة في مختلف العلوم إلّا أنّ ما وصل إلينا من كلّ ذلك كتابان، أحدهما الأنواء، والآخر الأخبار الطوال.

وقد أولى الدينوريّ عناية خاصّة بتاريخ إيران- باعتبار أنّه إيرانيّ وولادته كانت في منطقة كرمانشاه - فكتب عن تاريخها قبل الإسلام وبعده في مصنّفه (الأخبار الطوال). لم يتعرّض الدينوريّ لشيء من السيرة النبويّة أو خلافة الشيخين بينما خصّص لنقل أحداث عاشوراء أكثر من ثلاثين صفحة[44] من مجموع صفحات الكتاب التي تبلغ (400) صفحة (أي ما يقرب من عُشر الكتاب).

كان أسلوب الدينوريّ في كتابة التاريخ على طريقة اليعقوبيّ والمسعوديّ، أي بشكل تركيبيّ ومع حذف الأسناد، وعندما يأخذ بذكر الأخبار يبدأ بعبارة (قالوا)[45] ، ما عدا ما نقله عن عمر بن سعد من طريق حميد بن مسلم الذي كان صديقاً لابن سعد[46]. وعلى الرغم من ورود مضامين أخبار الدينوريّ في المصادر الأخرى القديمة، إلّا أنّ كلماته المستعملة في ذلك لها وقعها الخاصّ ولم ترد في غيره من المصادر. على سبيل المثال، من الأخبار المثيرة التي نقلها - وهي تدلّ على السيرة الدّينيّة والأخلاقيّة الخاصّة عند الشيعة - خبر الطريقة التي استخدمها جاسوس ابن زياد واسمه معقلاً للتعرّف على المكان الذي لجأ إليه مسلم بن عقيل، فقد ذكر أنّ معقل عندما ورد مسجد الكوفة لم يدر إلى من يتحدّث فوجد رجلاً يتعبّد في إحدى زوايا المسجد، فحدّث نفسه: إنّ الشيعة كثيراً ما يقيمون الصلاة، ولذا توجّه إلى ذاك المصلّي الذي تبيّن أنّه مسلم بن عوسجة، فعرض عليه مسألته[47].

وكتب أيضاً عن الفاصلة الزمنيّة بين قتل الإمام الحسين عليه السلام وبين وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي خمسون عاماً، ثمّ أبدى تعجّبه الشديد من وقوع هذه الحادثة خلال هذه المدّة الزمنيّة القصيرة!![48]

7- تاريخ اليعقوبيّ، ابن واضح اليعقوبيّ (م 292 هـ).

إنّ ما يثير العجب من اليعقوبيّ الذي يعتبر مؤرّخاً شيعيّاً شهيراً وعالماً في الجغرافيا وصاحب تاريخ اليعقوبيّ أنّه- وخلاف المتوقّع منه- لم يتحدّث في تاريخه عن واقعة كربلاء بأكثر من أربع صفحات[49], ولعلّ رعاية الاختصار والايجاز في كتابه قد أثّرا في هذا الأمر أيضاً.

وقد عدّ بعض المعاصرين لليعقوبيّ مصنّفاً مستقلّاً بعنوان (مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام )[50] أو (مقتل الحسين عليه السلام )[51] ولكن مع مراجعة المصادر القديمة حول آثار اليعقوبيّ لا نجد له مثل هذا المصنّف أبداً.

8- تاريخ الأمم والملوك، أبو جعفر بن محمّد بن جرير الطبريّ (م 310 هـ).

بيّن الطبريّ في هامش حوادث أعوام- 60 و61 هـ - بعض الوقائع المرتبطة بثورة عاشوراء, ويعتمد قسم كبير من رواية عاشوراء في هذا الكتاب على أخبار (مقتل الحسين) لأبي مخنف وقد نقلها الطبريّ عنه من خلال تلميذ أبي مخنف وهو هشام بن محمّد بن سائب الكلبيّ، فكان يروي على هذا النحو: (قال هشام بن محمّد عن أبي مخنف) أو (قال هشام: قال أبو مخنف) أو (حدّثت عن هشام عن أبي مخنف)...[52].

مضافاً إلى ذلك فإنّ الطبريّ نقل كثيراً عن مقتل هشام نفسه أيضاً وأخذ بعض الأخبار التي نقلها هشام عن غير أبي مخنف[53].

وفي الحقيقة فإنّ هشام قد صنّف كتاباً يتضمّن كتاب أبي مخنف كلّه أو جلّه مع بعض الزيادات من طرق أخرى، فجاء الطبريّ بعد قرن من الزمن واستفاد من ذلك فائدة كاملة.

لم يهمل الطبريّ الروايات الواردة عن الواقديّ أيضاً[54] ونقل كذلك من خلال رواية عمّار الدهنيّ بعض المطالب عن الإمام الباقر عليه السلام فيما يتعلّق بموت معاوية وطلب الوليد بن عتبة البيعة ليزيد من الإمام الحسين عليه السلام إلى رجوع أهل البيت عليهم السلام للمدينة وإقامة بني هاشم مجالس العزاء فيها، كلّ ذلك نقله في قسمين[55] اثنين من دون معرفة المصدر.

وقد نقل الطبريّ في القسم الأوّل المشار إليه أوّلًا رواية الواقعة من بدايتها إلى شهادة مسلم بن عقيل بشكل مختصر عن عمّار الدهنيّ ثمّ فصّلها نقلاً عن أبي مخنف[56].

وقد طبعت جميع روايات واقعة كربلاء الواردة في تاريخ الطبريّ مضافاً إلى رسالة رأس الحسين عليه السلام مع تحقيقات للسيّد جميلي[57].

وجمعت أيضاً روايات الطبريّ حول ثورة الحسين عليه السلام تحت عنوان (الثورة الخالدة- قيام جاويد) مع ترجمة وتصحيح لحجّة الله الجودكي[58].

9- تاريخنامه طبري (تاريخ الطبريّ) أبو عليّ البلعميّ (القرن الرابع):

شرع البلعميّ حديثه عن واقعة كربلاء تحت عنوان (خبر خلافة يزيد بن معاوية) إلى حين إرسال يزيد أسرى أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة المنوّرة[59]. على الرغم من اشتهار القول بأنّ تاريخ البلعميّ هو ترجمة فارسيّة لتاريخ الطبريّ، إلّا أنّ الرجوع إلى هذا الكتاب مع قليل من التأمّل، شاهد بنفسه على أنّ الأمر ليس كذلك، أي ليس ترجمة تامّة ودقيقة لأخبار وروايات الطبريّ بل هو ترجمة مختصرة لتاريخ الطبريّ مترافقاً مع بعض الزيادات والإضافات من قبل المترجم. ولذا فإنّنا نجد هذا الجزء من البحث، أي رواية ثورة الإمام الحسين عليه السلام يشتمل على بعض الأخبار التي لا يمكن العثور عليها في كتاب تاريخ الطبريّ بأيّ وجه من الوجوه.

على سبيل المثال هو يدّعي أنّ الإمام الحسين عليه السلام أرسل مسلم بن عقيل باقتراحٍ من ابن عبّاس[60]، وأنّ الطفل الرضيع للإمام عليه السلام كان يبلغ من العمر سنة كاملة[61] وأنّ الجسد الطاهر للإمام الحسين عليه السلام بقي في العراء مع بقيّة الشهداء مقطوع الرأس والأقدام ثلاثة أيّام على أرض كربلاء[62]، وأيضاً تعيينه محلّ دفن الإمام عليه السلام وعليّ الأكبر وأبي الفضل العبّاس[63].

إنّ مثل هذه الأخبار لم ترد أبداً في تاريخ الطبريّ, نعم الخبر الأخير فقط موجود بنقل الشيخ المفيد في الإرشاد[64].

بقي أمر آخر وهو أنّ القسم المتعلّق بالإمام الحسين عليه السلام من (تاريخنامه طبري) قد طبع مع رواية ثورة المختار وطلبه للثأر استناداً إلى نسخة محفوظة من القرن السادس تحت عنوان (ثورة سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عليه السلام وثأر المختار) قيام سيّد الشهداء حسين بن عليّ عليه السلام وخونخواهي مختار[65].
 

10- كتاب الفتوح، أبو محمّد أحمد بن الأعثم الكوفيّ (م 314 هـ)[66]:

صنّف ابن أعثم الكوفيّ كتابه بعنوان (الفتوح) لبيان وقائع التاريخ الإسلاميّ منذ وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولا سيّما حروب وفتوحات الخلفاء والحكّام المسلمين طبقاً للتسلسل الزمنيّ للحوادث، وعندما وصل إلى أحداث سنة (60- 61 هـ). شرع بتناول وقائع ثورة عاشوراء التي خصّص من صفحات كتابه ما يقرب من 157 صفحة (أي ما يقرب من عشر كتابه) وقد بدأ ابن أعثم روايته لثورة كربلاء تحت عنوان (ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن عليّ وولده وشيعته)[67]. ثمّ أنهى روايته تلك برجوع أسرى أهل البيت عليهم السلام مكرّمين إلى المدينة المنوّرة بأمرٍ من يزيد[68].

إنّ أسلوب إبن الأعثم في كتابة التاريخ شبيه لما هو موجود عند اليعقوبيّ والدينوريّ، أي من دون ذكر الأسانيد, وبنحوٍ تركيبيّ وفي بعض الموارد على طريقة القصص والحكايات[69]، ولذلك يجب التحرّي في رواياته عن واقعة عاشوراء والاحتياط فيها ومقابلتها مع أخبار أبي مخنف في تاريخ الطبريّ والإرشاد للشيخ المفيد وروايات المؤرّخين من أمثال: البلاذريّ والدينوريّ، فإذا لم تكن متعارضة معها ومنافية لها فيمكن الأخذ بها والاعتماد عليها.

ومع كلّ ذلك، فإنّ هذا الأثر يعتبر من المصادر التاريخيّة القديمة الهامّة التي اعتمد عليها الشيعة والسنّة عبر التاريخ، فنرى على سبيل المثال بعض أخبار المناقب لابن شهرآشوب وبحار الأنوار والكثير من مطالب (مقتل الحسين عليه السلام) للخوارزميّ قد نقلت عن ذلك الكتاب.

ثمّ إنّ بعض روايات ابن الأعثم تتمتّع بمميّزات خاصّة، لأنّ له الأسبقيّة في نقلها قبل غيره من المؤرّخين، مثل خبر وصيّة الإمام الحسين عليه السلام لأخيه محمّد بن الحنفيّة وكلمته المشهورة حول فلسفة نهضته عليه السلام, حيث يقول: "وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً و..."[70].

ومن الأخبار المهمّة التي نقلها: الخطبة القاصعة التي ألقتها السيّدة زينب عليها السلام عند تقريعها لأهل الكوفة، فإنّ ابن الأعثم يعدّ الناقل الثاني لهذه الخطبة بعد ابن أبي طيفور[71] (م 280 هـ). وكان أيضاً هو السبّاق على جميع المؤرّخين وأصحاب المقاتل فيما نقله من الحوار الذي جرى بين الإمام السجّاد عليه السلام وبين الشيخ الشاميّ عند دخول الأسرى إلى الشام واقتناع الشيخ بكلام الإمام عليه السلام وتوبته[72], ويظهر أنّ الشيخ الصدوق أيضاً (م 381 هـ) الذي نقل هذا الخبر فيما بعد[73] كان قد أخذه عن ابن الأعثم.

وكذلك فإنّ كتاب ابن الأعثم يُعتبر أقدم المصادر التي نقلت خطبة الإمام السجّاد عليه السلام في مجلس يزيد.[74] وهكذا بعض الأخبار التي نقلها حول علم الإمام الحسين عليه السلام بشهادته مسبَّقاً، ومن جملتها عندما رأى الإمام عليه السلام جدّه في منامه عند قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة حيث أخبره بذلك قائلاً له: "إنّي يا بنيّ عن قريبٍ أراك مقتولاً في أرض كربلاء بيد قومٍ من أمّتي عطشانَ ظمآنَ"[75].

هذا، مضافاً إلى ما نقله من تنبّؤ الملائكة والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاده بل هو يذكر أيضاً خبراً عن اليهوديّ كعب الأحبار في ذلك[76]، والحال أنّ المصادر القديمة والمعاصرة لابن الأعثم لا تذكر مثل هذه الأخبار إلّا قليلاً وبالإشارة فقط.

ترجمة كتاب الفتوح:

ترجم محمّد بن أحمد المستوفي الهرويّ[77] في القرن السادس (596 هـ). كتاب الفتوح الذي يذكر الوقائع التاريخيّة، منذ خلافة أبي بكر إلى نهاية واقعة عاشوراء. وقد صُحّح وطُبع منذ عدّة سنوات[78].

إنّ المترجم، وبسبب ميوله الشيعيّة، زاد بعض العبارات والآراء الشيعيّة في ترجمته[79].

يتحدّث في القسم الأخير من الترجمة عن واقعة عاشوراء من بدايتها إلى نهايتها، ويوجد فيه بعض الاختلافات مع المتن الأصليّ للكتاب، ويظهر ذلك جليّاً عند المقارنة بينهما.

مثلاً في حادثة حفر الإمام الحسين عليه السلام بئراً في كربلاء، ينقلها المترجم كما هي موجودة في كتاب الخورازميّ، لا كما هي واردة في كتاب ابن الأعثم[80]. ومن المحتمل وجود هذا الخبر في نسخةٍ من كتاب الفتوح عند المترجم أو أنّه نقل ذلك من مقتل الخوارزميّ وأضاف ذلك إلى نقل ابن الأعثم خلال الترجمة.

وقد اعتبر المترجم أيضاً بعض الأشخاص مثل مالك ابن أوس المالكيّ[81] وعمرو بن خباوه[82] من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام مع أنّه ليس فقط لم يذكرهما ابن الأعثم، بل لم يرد ذكر مثل هؤلاء في أصحاب الإمام عليه السلام في أيّ مصدر من المصادر المعتبرة أبداً.

الأمر الأخير الذي يُذكر هنا هو أنّ هذا القسم الذي يختصّ بسيرة الإمام الحسين عليه السلام في هذه الترجمة قد طُبع بصورةٍ مستقلّةٍ تحت عنوان (قيام إمام حسين)- نهضة الإمام الحسين عليه السلام المنتخبة من كتاب الفتوح[83].

11- العقد الفريد - أحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسيّ (م 328 هـ):

كتب ابن عبد ربّه الأندلسيّ عدّة صفحات حول نهضة عاشوراء، عند ذكره لحوادث سنة (61 هـ)[84]. وبيّن بشكلٍ مختصر ثورة الإمام الحسين عليه السلام من بدايتها إلى نهايتها. إنّ ممّا يلفت النظر في هذه الصفحات هو المصادر التي اعتمدها هذا المصنّف في كتابه ذلك. هو في البداية ينقل عن مقتلٍ مفقودٍ لمؤلّفه قاسم بن سلام الهرويّ بوساطة شخص يُدعى عليّ ابن عبد العزيز، ثمّ ينقل أخباراً عن بعض المحدّثين والمؤرّخين وعلماء الأنساب والرجال مثل الزبير بن بكّار (بوساطة عليّ ابن عبد العزيز) والضحّاك بن عثمان الخزاعيّ، والشعبيّ (نقلاً عن يحيى بن إسماعيل) والحسن البصريّ (نقلاً عن أبي الحسن المدائنيّ).

ينقل ابن عبّد ربّه عن قاسم بن سلام بعض الروايات المخالفة للمشهور، مثل حادثة لقاء الإمام الحسين عليه السلام في طريقه إلى مكّة، بعبد الله بن مطيع حيث أجابه الإمام عليه السلام بعدما سأله عبد الله عن وجهة سيره، فقال عليه السلام: "إلى العراق, فإنّ أهله قد دعوني إليهم في رسائل تقدر بأكثر من حمل بعير"[85].

هذا مع أنّ دعوة أهل العراق للإمام عليه السلام - كما سيأتي- إنّما كانت بعد إقامته في مكّة أيّاماً عديدة.

12- كتاب المحن, أبو العرب محمّد بن أحمد بن تميم التميميّ (م 333 هـ):

أورد مصنف هذا الكتاب بعض الأخبار حول شهادة الإمام الحسين عليه السلام لا سيّما ما وقع بعدها من الحوادث الخارقة للعادة مثل ظهور الحمرة في السماء، وخروج الدم من تحت الأحجار[86].

إنّ الصفحات الستّ الأولى ممّا ذكره أبو العرب منقولة عن قاسم بن سلام التي رواها أيضاً عنه ابن عبد ربّه.

13- مروج الذهب ومعادن الجوهر, أبو الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعوديّ (م 346 هـ):

يُعتبر المسعوديّ من مؤلّفي وعلماء الجغرافيا المشهورين في القرن الرابع، وهو من أحفاد عبد الله بن مسعود[87]، أحد أصحاب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وقد تناول بالحديث في عدّة صفحاتٍ حول واقعة كربلاء عند بيانه لوقائع عام (61 هـ)[88].

إنّ ما أورده المسعوديّ حول عاشوراء، وإن كان مذكوراً في المصادر القديمة المشهورة، إلّا أنّ بعض رواياته قد اختصّ بها وحده. مثلاً هو يعتقد أنّ دخول مسلم بن عقيل إلى الكوفة كان في اليوم الخامس من شهر شوّال[89]، ويذكر أيضاً أنّ عدد أصحاب الإمام عليه السلام عند مسيره إلى كربلاء مع عسكر الحرّ هو (500) راكب وما يقرب من ( 100) راجل)[90]. واعتبر أيضاً أنّ شهداء كربلاء قد بلغوا (87) شهيداً[91].

14- البدء والتاريخ, المطهّر بن الطاهر المقدسيّ (المتوفّى ما بعد 355 هـ):

تعرّض مصنّف هذا الكتاب، في عدّة صفحات، إلى أبحاثٍ مثل طلب البيعة ليزيد، وسفر مسلم إلى الكوفة، وواقعة كربلاء وأشعار يزيد عند نكته شفتي الإمام الحسين عليه السلام بقضيب الخيزران الذي كان في يده[92].

15- مقاتل الطالبيّين, أبو الفرج الأصفهانيّ (م 356 هـ):

كان الأصفهانيّ من الشيعة غير الإماميّة، فهو أمويّ النسب وشيعيّ الميول[93]. كتب في مصنّفه (مقاتل الطالبيّين) خلال ذكره للروايات المسندة حول ثورات آل أبي طالب وقتلاهم، ما يقرب من (38) صفحة عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، وما حصل من السبي لحرمه أيضاً[94].

في البداية تحدّث أبو الفرج عن أسماء شهداء بني هاشم وكيفيّة شهادتهم، وقد بلغوا (23) شهيداً (مع الإمام الحسين عليه السلام) ثمّ ذكر كيفيّة شهادة مسلم بن عقيل في الكوفة بشكل مفصّل. وفي الختام روى حادثة شهادة الإمام الحسين عليه السلام والأخبار الواردة حول سبي النساء وأهل بيت الإمام عليه السلام, وقد كان بيانه لكلّ هذه الوقائع مقتضباً ومبنيّاً على الاختصار والإيجاز.

نقل أبو الفرج أخباراً حول واقعة كربلاء عن عدّة رواة، إلّا أنّ القسم الأهمّ من تلك الحادثة نقله عن أبي مخنف، وأمّا الوسائط بينه وبين أبي مخنف فتارة كان يذكر اسم نصر ابن مزاحم المنقريّ[95], وتارة أخرى كان يورد اسم أبي الحسن المدائنيّ[96].                               

وقد نقل أيضاً في ذلك أخباراً عن الإمام السجّاد عليه السلام والإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام[97]. وفي بعض الموارد- مثل أخبار كيفيّة شهادة الإمام عليه السلام - فقد نقلها الأصفهانيّ بأسلوب تركيـبـيّ، فبعد ذكر الأسانيد دفعة واحدة يشرع بذكر النصوص والأخبار. إنّ طريقته الروائيّة، والتزامه بذكر الأسانيد فتح الباب أمام نقد رواياته من جهة السند، وإن كان ما قام به الأصفهانيّ يعطي الأمل بإحياء المقتل المفقود لأبي مخنف (ولو بالمقدار الذي نقله عنه).

وأورد أيضاً في بعض الأحيان قصائد عن شعراء الرثاء مثل الكميت بن زيد الأسديّ[98] وسليمان بن قتّة[99].

16- شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار عليهم السلام , القاضي النعمان التميميّ المغربيّ (م 363 هـ).

يُعدّ القاضي المغربيّ من العلماء الشيعة الذين كتبوا مقتلاً عن الإمام الحسين عليه السلام في هذا القرن، وقد روى في كتابه (شرح الأخبار) أكثر من خمسين رواية حول شهادة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة كربلاء والأحداث التي حصلت من بعدها[100].

لم يكن القاضي النعمان شيعيّاً في الأصل بل كان من أتباع المذهب المالكيّ[101]  (وعلى قولٍ إنّه كان حنفيّاً)[102] ، وأمّا أنّه صار إماميّاً أو إسماعيليّاً فهناك خلاف في ذلك بين من ترجم له، فالكثير من علماء الشيعة وبعض من ترجم له من غير الشيعة عدّوه شيعيّاً إماميّاً، إلّا أنّه لم يظهر ذلك في كتاباته تقيّةً بسبب سلطة الدولة الفاطميّة، ولذا نراه يطلق الكنى على الأئمّة عليهم السلام من بعد الإمام الصادق عليه السلام بطريقةٍ مشتركةٍ بينهم[103].

أورد النعمان، في البداية، الروايات التي تتحدّث عن شهادة الإمام الحسين عليه السلام والأخبار التي رويت عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام في ذلك، ثمّ ذكر مسير الإمام عليه السلام من المدينة إلى كربلاء، ثمّ شهادة مسلم في الكوفة، والمعركة التي حصلت في كربلاء وشهادة الإمام عليه السلام والأحداث التي وقعت بعد ذلك، مثل أسر أهل البيت عليهم السلام ومجلس ابن زياد ويزيد.

وقد نقل قولين فيما يتعلّق باسم عليّ الأكبر، هل هو الإمام السجّاد أم لا؟ وذكر احتمالين بالنسبة إلى عدد أصحاب الإمام عليه السلام هل كانوا (72) شخصاً أو أقلّ من ذلك؟ وحسب ما رواه أيضاً فإنّ قاتل الإمام عليه السلام هو سنان بن أنس النخعيّ، وقاطع رأسه الشريف هو خولّي.

وفي جزءٍ من مقتله يبيّن أسماء الشهداء من أهل بيت الحسين عليه السلام, وكانت طريقة القاضي في نقل الأخبارعادةً مع ذكر الأسانيد، إلّا أنّه كان يتّبع أسلوب نقل جزء من السند وترك الجزء الآخر منه، اعتماداً على إسناد الراوي.

17- الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد, محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بـ (الشيخ المفيد) المتوفّى عام (413 هـ): تناول الشيخ المفيد بعد حديثه عن أمير المؤمنين عليه السلام حياة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة عاشوراء في فصلٍ مستقلّ بأكبر حجمٍ ورد في كتابه (ما يقرب من (109)[104] من الصفحات أي سُبع حجم الكتاب تقريباً) وهذا يدلّ على مدى اهتمامه وتعلّقه العظيم بهذه الواقعة ووقعها الخاصّ لديه.

وصرّح الشيخ المفيد بأنّ أخبار واقعة كربلاء قد نقلها عن هشام الكلبيّ (الذي كان هو بدوره ينقل أيضاً عن مقتل أستاذه أبي مخنف) وعن المدائنيّ وغيرهما.

إنّ مراجعة الأخبار التي أوردها الشيخ المفيد ولو بشكل إجماليّ تظهر لنا بسهولةٍ أنّ معظم الموارد التي ينقل فيها روايات (تاريخ الطبريّ) كانت مع حذف السند وبنحوٍ مختصر، فالمقارنة بين ما هو موجود في تاريخ الطبريّ مع الأسانيد وبين ما نقله الشيخ المفيد يثبت هذا الأمر بوضوح، وفي المقابل يوجد أمر يستحقّ الالتفات في منقولات الشيخ المفيد وهو الاضافات الموجودة عنده, ولا يمكن الحصول عليها في أخبار الطبريّ، على سبيل المثال فقد نقل المفيد كيفيّة قتال أبي الفضل العبّاس وشهادته[105] وبيّن مكان دفن عليّ الأكبر والعبّاس وغيرهما من الشهداء[106] ممّا لم يذكره الطبريّ أصلاً.

18- مقتل الإمام الحسين عليه السلام من كتاب تاريخ الخلفاء (المصنّف الذي عاش ما بين القرن الثالث إلى القرن الخامس مجهول) تحقيق رسول جعفريان:

طبع في موسكو عام 1968 م. كتاب تحت عنوان (تاريخ الخلفاء) لمصنّف مجهول، يحتوي جزء منه على رواية واقعة كربلاء عند كلامه حول خلافة يزيد. يعتقد محقّق ذلك الكتاب أنّ أسلوب كتابة هذا الأثر يتناسب مع كتابات القرن الثالث والرابع، وتتلاءم رواياته مع المتون القديمة والموثّقة.

إنّ مؤلّف هذا الكتاب قد استفاد من المصادر القديمة المعتبرة ونقل أخبار واقعة عاشوراء مع حذف الأسانيد وبشكل مختصر وبأسلوبٍ تركيـبـيّ مع تغيير طفيف في العبارات، من دون إضافة شيء جديد إلى المتون.

هو لم ينقل خبر الاحتجاج والحوار بين الإمام السجّاد عليه السلام وبين ابن زياد إلّا عن حميد بن مسلم[107] (الذي كان من عسكر الأعداء وحضر مجلس ابن زياد ونقل أبو مخنف عنه الكثير من الأخبار بوساطة سليمان بن أبي راشد).

يقول المصنّف في آخر حديثه عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام: إنّ ما فصّلناه من القول في سيرة الحسين عليه السلام ومقتله يعدّ قليلاً جدّاً مع ما هو منقول عن الرواة والمحدّثين، وإنّ علّة هذا الشرح والتفصيل هي عدم وقوع مثل هذه الحادثة من قَبل الإسلام ولا من بعده، ولا يوجد لها مثيل حتّى في الديانات الأخرى، بل لم يقع ما هو قريب منها أيضاً!!![108]

19- تجارب الأمم وتعاقب الهمم, أبو عليّ مسكويه الرازيّ (م 421 هـ):

كتب أبو عليّ مسكويه ما يقرب من (40) صفحة من كتابه هذا حول واقعة كربلاء عند تناوله لوقائع عصر خلافة يزيد، وقد اكتفى في هذا القسم من كتابه بتلك الأخبار الواردة عن الطبريّ في تاريخه من طريق أبي مخنف وغيره من الرواة، وكان نقله لأخبار هذه الحادثة بشكل مختصر وبأسلوب تركيببيّ مع حذف الأسانيد من بداية طلب البيعة ليزيد حتّى عودة أسرى أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة المنوّرة[109].

20- الإستيعاب في معرفة الأصحاب, أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البرّ القرطبيّ (م 463 هـ):

كتب القرطبيّ تقريباً خمس صفحات حول شخصيّة الإمام الحسين عليه السلام في هذا الكتاب[110]. ومن الأمور التي ذكرها خبر يحيى بن معين الذي نقل عن أهل الكوفة أنّ قاتل الإمام عليه السلام هو عمر بن سعد، وقد حاول توجيه كلام الكوفيّين بالقول: إنّ عمر بن سعد هو القاتل باعتبار أنّ شرط حكومة الريّ الذي وعده بها ابن زياد هو قتال الحسين عليه السلام وكان هو قائد جيش إبن زياد في تلك المعركة[111].

إنّ الأخبار التي ذكرها ابن عبد البرّ- باستثناء بعض الروايات الفقهيّة - لا تحمل شيئاً جديداً، بل هي أخبار مشهورة وردت في مصادر أخرى.

21- روضة الواعظين, محمّد بن فتّال النيشابوريّ (م 508 هـ):

لقد رتّب ابن فتّال كتابه هذا بطريقة المجالس، فكتب حول حياة الأئمّة عليهم السلام وحوادث عصرهم تحت عنوان (مجلس)[112] ونقل الأخبار الرئيسيّة والأساسيّة عن كتاب الإرشاد للشيخ المفيد، وكتاب الأمالي للشيخ الصدوق، حيث نقل باختصار أخبار شهادة الإمام الحسن عليه السلام وحركة الشيعة في العراق، إلى حين التحاق الحرّ بن يزيد الرياحيّ بالإمام الحسين عليه السلام عن إرشاد الشيخ المفيد[113]. وأمّا الحوار الذي حصل بين الإمام عليه السلام وبين عبد الله بن حوزة واحتجاجه على الناس، إلى شهادة القاسم فقد نقلها عن الشيخ الصدوق[114]. ثمّ رجع مرّة أخرى، في نقل شهادة الطفل الرضيع وشهادة الإمام عليه السلام (بشكل مختصر) إلى حين داست الخيل على جسده الشريف، إلى الشيخ المفيد[115]. ثمّ أورد بعد ذلك عن كتاب الأمالي للشيخ الصدوق أخبار تلطّخ وجه الجواد ورأسه بدماء الإمام عليه السلام وأخبار حضور الأسرى من أهل البيت عليهم السلام في الكوفة واحتجاجاتهم على ابن زياد ويزيد، مع تقديم وتأخير بعض الأخبار، وحذف بعضها الآخر[116].

وفي الختام، ينقل باختصار خبر عودة أهل البيت عليهم السلام إلى المدينة المنوّرة، بأمرٍ من يزيد مع مجالس عزاء بني هاشم فيها، عن الشيخ المفيد[117]

في الصفحات الثلاث الأخيرة [118] من هذا المجلس، وكذا في الصفحتين الأوليين منه[119] نجد ابن فتّال قد ذكر عدّة روايات وردت أيضاً، إمّا في كتاب الإرشاد، وإمّا في كتاب الأمالي.

22- إعلام الورى بأعلام الهدى, الفضل بن الحسن الطبرسيّ (م 548 هـ):

تحدّث الشيخ الطبرسيّ في هذا الكتاب عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ضمن (59) صفحةٍ في خمسة فصول[120]:

الفصل الأوّل: ولادة الإمام عليه السلام وعمره الشريف.

الفصل الثاني: ذكر أدلّة إمامته والروايات التي صرّحت بإمامته على لسان والده عليه السلام وأخيه عليه السلام .

الفصل الثالث: بعض خصائصه وفضائله ومناقبه.

الفصل الرابع: ذكر أخبار ثورته على يزيد وشهادته بنحوٍ مختصر.

الفصل الخامس: عدد أولاده وأسماؤهم.

لقد نقل الشيخ الطبرسيّ أخبار واقعة عاشوراء عن الشيخ المفيد وإن لم يصرّح بذلك، وهذا يظهر بسهولةٍ من خلال المقارنة بين ما ذكره الطبرسيّ وبين ما رواه المفيد في هذا الخصوص مع اختصارٍ قليل واختلافٍ يسير في بعض العبارات، نعم هو في آخر ما أورده يذكر القول المختار عند الشيخ المفيد حول دفن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام[121].

23- مقتل الحسين عليه السلام الموفّق بن أحمد الخوارزميّ (م 568 هـ).

المصنّف هو أبو المؤيّد الموفّق[122] بن أحمد بن محمّد[123] البكريّ المكّي الحنفيّ المعروف بـ (أخطب خوارزم)- فقيه وخطيب وقاضٍ وأديب وشاعر، لقّب بـ (صدر الأئمّة) و (أخطب خوارزم)[124] و(خليفة الزمخشريّ) ولد تقريباً عام (484 هـ)[125]. وتوفّى في سنة (568 هـ)[126].

يمكن القول بالنسبة إلى مذهب الخوارزميّ, وباعتبار أنّ المذهب الحنفيّ هو المتعارف في عصره بين الناس في بلاد خراسان الكبرى وما وراء النهر والتي منها منطقة خوارزم, فإنّ الخوارزميّ كان على المذهب الحنفيّ في الفروع، ومن الشواهد القويّة على ذلك كتابه (مناقب أبي حنيفة) الذي يتضمّن فضائل أبي حنيفة، وقد أورد في الكتاب مدحاً كبيراً له في قصيدة طويلة.

نعم، في الأصول العقائديّة هو أشعريّ، ولكن وبالرغم من كلّ ذلك فقد كان يحمل ميولاً شيعيّة وعلاقة قويّة بأهل البيت عليهم السلام وهذا ما تدلّ عليه مصنّفاته التي كتبها عنهم عليهم السلام فمضافاً إلى كتاب (مقتل الحسين عليه السلام) فقد صنّف في فضائل أمير المؤمنين كتاباً تحت عنوان: (المناقب) وكتاب (ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام) وكتاب (قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) و(الأربعين في مناقب النبيّ الأمين) و(وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام).

يُعتبر هذا المصنّف (مقتل الحسين عليه السلام) كتاباً تاريخيّاً روائيّاً، حيث ذكر في معظم أخباره السلسلة السنديّة. وقد أخذت أكثر مطالبه- كما صرّح بذلك الخوارزميّ في عدّة مواضع من كتابه - من كتاب الفتوح لابن الأعثم في فصله التاسع إلى نهاية فصله الحادي عشر، وهي الفصول التي تتحدّث عن معاوية حيث شرع بطلب البيعة لولده يزيد وتنتهي بشهادة الإمام الحسين عليه السلام مع أنصاره.

كان الخوارزميّ يضيف في بعض الموارد أخباراً على الروايات التي ينقلها عن ابن الأعثم ثمّ يرجع ويقول استمراراً في نقل الأخبار: (قال أحمد بن أعثم الكوفيّ)[127] وقد كان ينقل معظم هذه الأخبار المضافة مسندة عن مشايخه، وعلى رأسهم عند الخوارزميّ: جار الله بن عمر الزمخشريّ (م 538 هـ). وأبو منصور الشهردار بن شيرويه الديلميّ (م 558 هـ). والحسن بن أحمد العطّار الهمدانيّ (م 544 هـ). وأبو الحسن عليّ بن أحمد العاصميّ.

فصول مقتل الخوارزميّ:

يحتوي كتاب الخوارزميّ على مقدّمةٍ وخمسة عشر فصلًا ضمن جزءين في مجلّدٍ واحد. يشتمل الجزء الأوّل على عشرة فصول، والقسم الأوّل من الفصل الحادي عشر، ويتضمّن الجزء الثاني القسم الثاني من الفصل الحادي عشر، والفصول الأربعة المتبقّية. أمّا عناوين هذه الفصول فهي على النحو الآتي:

الجزء الأوّل:

1- بعض فضائل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

2- فضائل خديجة بنت خويلد.

3- فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أمّ أمير المؤمنين عليه السلام.

4- بعض فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

5- فضائل فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

6- فضائل الحسن والحسين عليهما السلام.

7- الفضائل الخاصّة بالحسين عليه السلام .

8- تنبّؤ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حول الحسين عليه السلام وما يجري عليه.

9- ما جرى بين الحسين عليه السلام وبين الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم في المدينة، على عهد معاوية وبعد مماته.

10- ما حصل مع الحسين عليه السلام حين إقامته في مكّة، والرسائل التي وصلت إليه من أهل الكوفة، وإرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة وشهادته هناك.

11- خروج الحسين بن عليّ عليه السلام من مكّة إلى العراق، والحوادث والوقائع التي حصلت أثناء المسير، ونزوله في أرض الطفّ (القسم الأوّل).

الجزء الثاني: شهادة الإمام الحسين عليه السلام (القسم الثاني).

12- العقوبات التي نزلت بقتلة الحسين عليه السلام .

13- بعض قصائد الرثاء التي قيلت في الحسين عليه السلام .

14- زيارة الحسين وفضيلتها.

15- الانتقام الذي نفّذه المختار بن أبي عبيدة الثقفيّ ثأراً للحسين عليه السلام .

وقد تعرّض الخوارزميّ، في نهاية هذا الفصل، لحادثة قتل مصعب بن الزبير وأخيه عبد الله.

الخوارزميّ وابن الأعثم:

إنّ الخوارزميّ، وكما سبق معنا، قد استفاد كثيراً في روايته لواقعة كربلاء، من

بدايتها إلى ما قبل يوم عاشوراء، من كتاب الفتوح لابن الأعثم, ولكن عند المقارنة بين أخبار ابن الأعثم وبين الروايات التي أوردها الخوارزميّ نجد بعض الإضافات والاختلافات والاختصارات, والظاهر أنّ سبب ذلك يعود إلى عوامل ثلاثة، الأوّل: أنّ كتاب الفتوح له نسخ متعدّدة، وهي مختلفة من جهة الزيادات والاختصارات، وممّا يشهد لهذا المدّعى، اختلاف النسخ الموجودة فعلاً عن النقل الذي ذكره الخوارزميّ، ومن الأمثلة البارزة على ذلك اختلاف الأشعار التي ذكرها ابن الأعثم، في الفتوح، من جهة الكمّ ومن جهة المضمون، عن الأشعار التي أوردها الخوارزميّ في مقتله.

الثاني: أنّ الخوارزميّ كان من أصحاب المنبر والخطابة، وقد كان لهذا العمل تأثير كبير في تغيير بعض روايات ابن الأعثم من ناحية الكمّ، أو من ناحية الكيف، أو النقل بالمعنى لتصبح تلك الأخبار أكثر قبولًا عند القرّاء، وأقوى منطقاً لدى المستمعين. طبعاً هذا التغيير في الكثير من الموارد كان إلى حدّ عدم تحريف أصل الوقائع والأحداث.

الثالث: أنّ الحوادث والقضايا التاريخيّة يقع فيها- في الأعمّ الأغلب- بعض التغييرات والإضافات والاختصارات، لا سيّما مع طول المدّة الزمنيّة الفاصلة بين المؤلّفين الذين يشرعون بالكتابة في القرون المتأخّرة، وبين وقائع القرون الغابرة، فيقع حينئذٍ تلك التبدّلات عند الحديث عن التفاصيل والتفريعات التي لا يوجد منها أيّ أثرٍ في مصادرها الأوّليّة.

24- مقتل الحسين عليه السلام: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمّد البكريّ (القرن الخامس والسادس).

كتب البكريّ رسالة مختصرة حول الإمام الحسين عليه السلام, يوجد نسخة منها محفوظة باسم (حديث وفاة سيّدنا الحسين عليه السلام) في مكتبة جامعة القرويّين في مدينة فاس في مراكش تحت الرقم (575/3، ص 77- 86)[128]. انتقد علماء الرجال من أهل السنّة البكريَّ انتقاداً لاذعاً ونعتوه بـ(الكذّاب الدجّال[129] و(القصّاص) وأشدّ كذباً من مسيلمة الكذّاب[130]. وأضاف ابن حجر قائلاً: إنّ البكريّ أورد في كتابه المشهور (الذروة في السيرة النبويّة) أخباراً في حروب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إمّا أنّها غير موجودة أصلاً، وإمّا أنّه نقلها بطريقةٍ خاطئة ومغلوطة[131].

إنّ رسالة البكريّ هذه، وإن كانت مختصرة، إلّا أنّ أسلوب كتابتها كان مميّزاً وعلى طريقة القصّاصين والأدباء، وكانت هذه طريقة جديدة ومبتكرة من أمثال البكريّ الذي عاش في القرن الخامس والسادس، وقد كان هذا فتحاً جديداً في عرض تاريخ عاشوراء بهذه الطريقة التي سلكها البكريّ في كتابه "الذروة في السيرة النبويّة".

25- ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام (من تاريخ مدينة دمشق): أبو القاسم عليّ بن الحسن هبة الله الشافعيّ المعروف بـ (ابن عساكر الدمشقيّ) - (م 571 هـ).

عندما شرع ابن عساكر بالحديث عن العظماء والأشخاص البارزين الذين سكنوا دمشق أو جاؤوا إليها وإلى أطرافها وضواحيها، تعرّض للكلام حول الإمام الحسين عليه السلام[132]. وقد تضمّن كلامه عن الإمام عليه السلام وواقعة كربلاء من الروايات (402) رواية استغرقت من الصفحات (150) صفحة ولو أنّ الكثير منها مكرّر.

إنّ هذا الكتاب لا يتمتّع بنظمٍ وترتيبٍ مناسبَيْن، بل في بعض القضايا والعناوين نجد الأخبار موجودة بشكلٍ متفرّقٍ ومشتّت[133]. إلّا أنّ الأمر الذي يلفت الانتباه في مصنّف ابن عساكر هو نقله قسماً من مقدّمة مقتل ابن سعد[134] بأسانيدها المذكورة عنده أيضاً[135]. هذا بالاضافة إلى الأخبار الأخرى التي أوردها أيضاً عن ابن سعد بصورةٍ متفرّقة في تاريخ دمش[136]:

أولاً: إنّ المصنّف اختار من الأخبار ما كان غير مشهور ومعروف منها، بل ذكر بعض المسائل والقضايا التفصيليّة القليلة الأهمّيّة من تلك الروايات.

ثانياً: ما أشرنا إليه سابقاً، وهو التكرار الزائد لمضامين الروايات التي نقلها ابن عساكر؛ يوجد مثلاً ما يقرب من مائة رواية تتحدّث عن يوم وسنة ولادة الحسين عليه السلام وشهادته ومدّة عمره الشريف، واسمه وكنيته[137]، وأكثر من (120) رواية (أي أكثر من ربع سيرة الإمام عليه السلام) حول مناقبه وفضائله[138]. هنا نجد أنّ هذين القسمين من الأخبار يحتويان على الكثير من الروايات المتكرّرة، وهناك أكثر من ثلاثين روايةٍ تتحدّث عن تنبّؤ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام بمقتل الإمام الحسين عليه السلام [139] ويوجد أكثر من عشر روايات تذكر منع بعض الأشخاص الإمام عليه السلام من الذهاب إلى الكوفة[140]، وأكثر من عشرين رواية حول ثورة الإمام عليه السلام مع الخطب التي ألقاها في يوم عاشوراء[141]، وأكثر من عشرين خبراً يتحدّث عن الوقائع الغريبة والخارقة للعادة التي حصلت بعد شهادته عليه السلام [142]، وهناك عشرون رواية تتضمّن العقوبات التي نزلت بقتلة الإمام عليه السلام [143] ، وأمّا ما تبقى من الأخبار فهي متفرّقة ومختلفة في مضامينها وموضوعاتها.

كما يلاحظ، فإنّ ابن عساكر - وبالمقارنة بحجم الترجمة التي عرضها حول الإمام الحسين عليه السلام - نجد فقط ما يقرب من العشرين رواية تتحدّث عن ثورة الإمام عليه السلام وشهادته مع أنصاره، مضافاً إلى بيان ما هو الأهمّ أيضاً من كلّ ذلك، وهو الهدف من نهضته عليه السلام. إنّ السبب في هذا الإجمال يكمن في كونه من أهالي بلاد الشام ومن سكّان دمشق الذين كانوا يوالون بني أميّة ويؤيّدونهم، كما هو حال الكثير من مؤرّخيهم، ولا نجد لديهم في المقابل اهتماماً ملحوظاً بأهل البيت عليهم السلام ولا المحبّة لهم، ولذا نرى هؤلاء لا يذكرون، كما ينبغي، جنايات بني أميّة التي ارتكبوها في حقّ الإمام الحسين عليه السلام وعياله وأنصاره في واقعة عاشوراء.

الأمر الأخير الذي يجدر ذكره هنا، هو أنّ المزّيّ[144] (م 742 هـ) والذهبيّ[145] (م 748 هـ) نقلا الكثير من روايات ابن عساكر فيما يرتبط بسيرة الإمام الحسين عليه السلام وثورته.

26- مناقب آل أبي طالب أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن شهرآشوب (م 588 هـ):

تناول ابن شهرآشوب الحديث عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام في فصل مستقلٍّ عندما تعرّض لسيرة الإمام عليه السلام وفضائله ومناقبه، فهو بعد أن بيّن في عدّة فصول شيئاً من معجزات الإمام عليه السلام ومكارم أخلاقه والحوادث الخارقة للعادة التي حصلت بعد شهادته، وبعد أن أورد بعض الأخبار التي تبيّن المحبّة الشديدة والعلاقة القويّة بين النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وبين الإمام الحسين عليه السلام والتي تتحدّث أيضاً عن تاريخ ولادته وألقابه، وعندها شرع بالبحث حول واقعة عاشوراء.

كما هو واضح من عنوان الكتاب فإنّه ليس مصنّفاً تاريخيّاً، بل إنّ المؤلّف حاول جمع الأخبار والروايات حول مناقب الأئمّة عليهم السلام وفضائلهم، مع الإشارة إلى شيء من وقائع عصرهم، من دون مراعاةٍ للترتيب الزمنيّ فيها.

إنّ ابن شهرآشوب، وبسبب مراعاة الاختصار في كتابه واجتناب التفصيل والتطويل فيه، لم يتعرّض إلى جزئيّات واقعة عاشوراء وتفصيلاتها، لكنّه تناولها بالإجمال مضافاً إلى أنّه لم يراع كثيراً الترتيب الزمنيّ بين الأحداث، بل لم يتعرّض أصلاً لكثير من الوقائع بسبب اختياره بعضها دون البعض الآخر.

وقد نقل المصنّف حول سيرة الإمام الحسين عليه السلام ومناقبه وواقعة عاشوراء وشهادته عليه السلام روايات عديدة عن الإمام السجّاد عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام, مضافاً إلى الأخبار التي أوردها عن مصادر متعدّدة مثل: أنساب الأشراف للبلاذريّ، وتاريخ الطبريّ، ومقتل ابن بابويه، وفضائل العشرة لأبي السعادات، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهانيّ، وعن أشخاصٍ مثل أبي مخنف، وشعيب بن عبد الرحمان الخزاعيّ، والسيّد الجرجانيّ، وابن مهديّ المامطيريّ وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وشاكر بن غنمة وأبي الفضل الهاشميّ.

هنا يجدر ذكر بعض الأمور حول الأخبار والروايات التي نقلها ابن شهرآشوب:

الأوّل: يعتبر ابن شهرآشوب الشخص الوحيد، بعد ابن الأعثم، الذي ينقل كلام الإمام الحسين عليه السلام المشهور "إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً...", إلّا أنّه مع وجود فارقٍ بينهما وهو أنّ ابن شهرآشوب يعتبر هذا الكلام جواباً من الإمام عليه السلام (وليس وصيّة خطيّة منه إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة) لأشخاص من أمثال محمّد بن الحنفيّة، وعبد الله بن مطيع وابن عبّاس الذين حاولوا منع الإمام عليه السلام من الذهاب إلى العراق[146].

الثاني: أنّ ابن شهرآشوب، وإن كان قد نقل بعض الأخبار عن أبي مخنف، ولكنّه في بعض الموارد، روى عنه روايات[147]، مضافاً إلى أنّها غير معقولة ولا يمكن القبول بها، فإنّنا لا نجد لها أثراً في المصادر القديمة المعتبرة. وهنا يظهر أنّ الأخبار المجعولة التي نسبت إلى أبي مخنف كانت رائجة في عصر ابن شهرآشوب الذي نقل بعضاً منها.

الثالث: إنّ ابن شهرآشوب وإن لم يصرّح بأنّ أخبار مبارزات أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وارتجازاتهم منقولة عن فتوح ابن الأعثم، إلّا أنّه، ومع قليل من التأمّل والبحث والمقارنة بين هذين الكتابين، يتبيّن بسهولةٍ التشابه الكبير بينهما، وأنّ ابن شهرآشوب قد نقل الكثير عن كتاب ابن الأعثم[148].

الرابع: إنّ ابن شهرآشوب هو المؤرّخ الوحيد من المتقدّمين الذي نقل أخباراً حول واقعة كربلاء لا يمكن تعقّلها ولا القبول بها، مثلاً هو يروي أنّ قتلى الأعداء بيد الإمام الحسين عليه السلام - ما عدا الجرحى - قد بلغ (1950) رجلاً[149]. وكذا ما ذكره حول شهادة أبي الفضل العبّاس، فإنّه يختلف عمّا رواه الشيخ المفيد.

الخامس: إنّ هذا الكتاب يعدّ أقدم مصدر للأراجيز التي أطلقها العبّاس، وما قاله أيضاً الإمام الحسين عليه السلام منها[150]، في يوم عاشوراء والتي لم يرد ذكرها في أيّ مصدر آخر..

27- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك: أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن الجوزيّ (م 597 هـ).

تحدّث ابن الجوزيّ في جزء من كتابه عن واقعة عاشوراء عند عرضه لوقائع سنة  (60 و61 هـ)[151]. وكانت طريقة كتابته تركيبيّة مع حذف الأسانيد، ورواياته في هذا المجال شبيهة جدّاً بروايات الطبريّ، ولو أنّه كان يذكر في بعض الموارد أخباراً مسندة[152].

28- الكامل في التاريخ: عزّ الدّين أبو الحسن عليّ بن أبي الكرم المعروف بـ (ابن الأثير) (م 630 هـ).

كتب ابن الأثير كتابه (الكامل في التاريخ) بعد الطبريّ بثلاثة قرون وقد صرّح بنفسه في مقدّمة كتابه[153], أنّ معظم روايات هذا الكتاب مقتبسة من تاريخ الطبريّ، ولذا نراه قد نقل أيضاً أخبار حوادث سنة (60 و61 هـ). حول مقتل الإمام الحسين عليه السلام عن روايات الطبريّ مع الاختصار وحذف الأسانيد[154]. طبعاً هو صرّح أيضاً في مقدّمة الكتاب[155] أنّه قام بزيادة بعض الاضافات ضمن روايات الطبريّ[156] أو في أواخرها[157]. وفي مصنّف آخر لابن الأثير وهو (أُسْد الغابة في معرفة الصحابة) تعرّض فيه للحديث عن ولادة الإمام الحسين عليه السلام وشهادته وبعض مناقبه وثورته ضمن خمس صفحات[158]. وقد صرّح في قضيّة قاتل الإمام عليه السلام بعد نقله أقوالاً عديدة: إنّ الصحيح أنّ قاتل الحسين بن عليّ هو سنان بن أنس[159].

29- مثير الأحزان: نجم الدّين جعفر بن محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله ابن نما المشهور بـ (ابن نما الحلّي) (م 645 هـ)[160].  رتّب ابن نما هذا الكتاب حول واقعة كربلاء في ثلاثة مقاصد، الأوّل: يتحدّث عن الأمور التي حصلت قبل معركة كربلاء، مثل ولادة الإمام الحسين عليه السلام وتنبّؤ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشهادة الإمام عليه السلام ووقائع ثورة عاشوراء من حين موت معاوية وطلب البيعة ليزيد وخروج الإمام عليه السلام من المدينة إلى حين الوصول إلى كربلاء، وأيضاً عرض النشاطات والتحرّكات الشعبيّة، وثورة مسلم بن عقيل.

المقصد الثاني: تحدّث فيه المصنّف بشكل مختصر، عن أيّام الإقامة في كربلاء، وليلة عاشوراء ويومها، ووقائع المعركة وشهادة بني هاشم، إلى حين شهادة الإمام عليه السلام وبعض الحوادث التي وقعت بعد الشهادة.

المقصد الثالث: يتناول فيه بعض القضايا التي حصلت بعد الشهادة وبيان حادثة أسر أهل البيت عليهم السلام وحملهم إلى الكوفة ثمّ إلى الشام ثمّ إرجاعهم إلى المدينة المنوّرة.

نقل الخوانساريّ عن الشهيد الثاني احتمال أن يكون كتاب (مثير الأحزان) وكتاب آخر له باسم (ذوب النضار) ليسا لابن نما بل لحفيده الذي يحمل اسم جدّه[161]. إلّا أنّ العلّامة السيّد محسن الأمين ردّ هذا الكلام بقوله: ليس معلوماً أن يكون لابن نما حفيد يحمل اسمه[162].

30- الحدائق الورديّة في مناقب الأئمّة الزيديّة: حميد بن أحمد بن محمّد المحلَّى (م 652 هـ).

تحدّث المحلَّى الذي يعدّ من علماء الزيديّة ومحقّقيهم، في كتابه هذا، بما يقرب من خمسين صفحة[163] حول ثورة الإمام الحسين عليه السلام عند بحثه في سيرة الأئمّة الذين خاضوا ثورات ضدّ حكّام وسلاطين زمانهم.

فبعد عرضه لأخبار ولادة الإمام عليه السلام وخصائصه وصفاته ومناقبه، تحدّث، باختصارٍ، عن ثورة عاشوراء، معتمداً على الروايات المشهورة. إنّ من مميّزات هذا الكتاب اللافتة للنظر هو تعداده لأسماء شهداء كربلاء التي نقلها عن الفضيل بن الزبير وإن لم يصرّح المحلَّى بذلك إلّا أنّه عند المقارنة بين الكتابين يظهر جليّاً أنّ الجزء الأكبر من هذا الموضوع قد نقله عن الفضيل.

ومن الروايات التي ذكرها أيضاً بيان حوادث ما بعد شهادة الإمام عليه السلام وحمل الأسرى إلى الكوفة ثمّ الشام، واحتجاجاتهم هناك، إلى حين العودة إلى المدينة.

ونقل أيضاً زيارة جابر وعطيّة العوفيّ لقبر الإمام الحسين عليه السلام ومحاولة المتوكّل لمحو أثر القبر الشريف.

في الصفحات الأخيرة يذكر المحلَّى قصائد بعض الشعراء في رثاء الإمام عليه السلام. ومن رواياته المثيرة للاهتمام تعيين سنة ولادة عليّ الأكبر، ويعتبرها قبل نهاية خلافة عثمان بسنتين أي في عام (33 هـ)[164]. هذا، مع أنّ بعض المصادر المتقدّمة، مثل مقاتل الطالبيّين، ذكرت أنّ عليّ الأكبر قد ولد في عهد خلافة عثمان، من دون تعيين أيّ زمانٍ في ذلك. يمكن القول- بشكلٍ عامّ- إنّ المصنّف قد استفاد كثيراً، في روايته وقائع ما بعد الشهادة، من كتاب (مقتل الحسين عليه السلام ) للخوارزميّ.

31- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام يوسف بن قزغليّ البغداديّ المعروف بـ (سبط بن الجوزيّ) (م 654 هـ):

تحدّث سبط بن الجوزيّ بما يقرب من ثلث المجلّد الثاني من هذا الكتاب، في الباب التاسع حول سيرة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته[165] في البداية، وبعد الإشارة إلى تاريخ ولادة الإمام عليه السلام وكنيته وألقابه، نقل أخباراً تدلّ على المنزلة والمكانة الخاصّة للحسين عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعض الروايات حول موقف الإمام الحسين عليه السلام من الخليفة الثاني ومروان بن الحكم. ثمّ أورد تحت عنوان (ذكر سيرته مختصراً) روايات ثورة كربلاء التي بدأت مع موت معاوية وطلب البيعة ليزيد. إنّ إحدى الروايات التي تفرّد ابن الجوزيّ في نقلها بالتفصيل هي رواية الرسالة التي بعث بها يزيد إلى ابن عبّاس ليمنع الإمام الحسين عليه السلام من القيام بثورته، مع ذكر جواب ابن عبّاس عليها[166].

ومن ثمّ يتناول بالحديث ثورة مسلم في الكوفة، وشهادته وذهاب الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق، واستشهاده مع أنصاره، وذكر أسماء شهداء بني هاشم. ونقل حول قاتل الإمام عليه السلام عدّة أقوالٍ، ثمّ صرّح بأنّ أصحّها هو سنان بن أنس النخعيّ بمشاركة الشمر.

البحث الآخر الذي تعرّض له سبط بن الجوزيّ ما يرتبط بحمل الأسرى مع الرؤوس إلى الكوفة والشام.

وذكر بالنسبة إلى مكان دفن رأس الإمام عليه السلام خمسة أقوالٍ ثمّ قال: ففي أيّ مكان رأسه أو جسده فهو ساكن في القلوب والضمائر، قاطن في الأسرار والخواطر, أنشدنا بعض مشايخنا في هذا المعنى:[167]

لَاْ تَطْلُبُوْا المَوْلَىْ حُسَيْنَ    بِأَرْضِ شَرْقٍ أَوْ بِغَرْبِ

وَدَعُوْا الجَمِيْعَ وَعَرِّجَوْا      نَحْوِي فَمَشْهَدُهُ بِقَلْبِي

وأمّا المطالب المتبقيّة من هذا الفصل فهي: بعض المرثيّات الواردة في الإمام عليه السلام ثمّ ذكر الحمرة التي ظهرت في السماء بعد شهادته عليه السلام وما لحق ذلك، ورسالة يزيد إلى ابن عبّاس (بعد شهادة الإمام عليه السلام) وجوابه عليها, وأولاد الحسين عليه السلام, وجزاء قتلة الإمام عليه السلام والانتقام من الذين اعتدوا عليه عليه السلام, (وثورة التوّابين والمختار وقتل ابن زياد). وفصل حول جواز لعن يزيد بن معاوية.

من الروايات المثيرة للانتباه، في هذا الكتاب، ذكر خبر شهادة الطفل الرضيع، حسب رواية هشام الكلبيّ (تلميذ أبي مخنف) التي تختلف عن الروايات الواردة في المصادر المتقدّمة ويقول: عندما أخذ الطفل بالبكاء من شدّة العطش تناوله الإمام عليه السلام بين يديه ونادى بالناس: "أيّها القوم، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل", فرمى أحد الأعداء الطفل بسهم فقتله[168].

المسألة الأخرى التي تستحقّ الالتفات، في هذا الكتاب، هي أنّ ابن الجوزيّ كان في حوزته بعض المقاتل المفقودة في زماننا الحاضر، والتي نقل عنها بعض المؤرّخين المتقدّمين في مصنّفاتهم، وقد نقل ابن الجوزيّ بعض الأخبار عن تلك المقاتل، كما نقل في عدّة مواضع عن مقتل الحسين لمحمّد بن هشام الكلبيّ[169] والواقديّ[170] والمدائنيّ[171] وابن أبي الدنيا[172]، وهذا ممّا يدلّ على أنّ هذه المقاتل كانت لا تزال موجودة إلى القرن السابع، وما قبل غزو المغول لبلاد المسلمين.

32- درر السِّمْط في خبر السِّبْط: محمّد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعيّ المعروف بـ (ابن أبار البلنسيّ) (م 658 هـ):

هذا الكتاب هو عبارة عن رثاء نثريّ في الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته، كما أنّ مصنَّفه الآخر (معادن اللجين في مراثي الحسين عليه السلام) هو رثاء شعريّ في ذلك.

إنّ نثر هذا الكتاب (درر السمط) عميق ومعقّد ومسجّع، يحتوي على نكاتٍ أدبيّة وقد أنشئ على طريقة المقامات، ومتن ألفاظه مختصر، طبع هذا الكتاب في (126) صفحة مع حواشٍ لمصحّحه ومحقّقه، الذي تناول حياة المصنّف ومكانته العلميّة وقيمة كتابه إلى الصفحة (60) بما يقرب من خمسين صفحة، وأمّا الصفحات المتبقيّة (66 صفحة) فما يقرب من نصفها يُعتبر حواشيَ وهوامشَ، وعليه فإنّ أصل الكتاب لا يتعدّى (30) صفحة يتضمّن نصفها الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام[173].

لا يوجد لمطالب هذا الكتاب عناوين، بل كلّ قسمٍ منه يبدأ بعنوان (فصل). وقد أشار المصنّف، في حديثه عن نهضة عاشوراء، إلى الرسائل التي بعث بها أهل الكوفة للحسين عليه السلام وإرسال مسلم إليهم، وخروج الإمام عليه السلام من مكّة وذهابه إلى العراق، وملاقاته مع الحرّ وشهادته في آخر المطاف. وقد عدّ البعض البلنسيّ شيعيّاً بسبب المدائح التي أبداها للحسين عليه السلام وأنواع الذمّ والتقريع الذي كاله ليزيد[174]. كتب أبو سعيد بن مسعود الماغوسيّ (م 1016 هـ) في أوائل القرن الحادي عشر، شرحاً على كتاب البلنسيّ باسم (نظم الفرائد الغرر في سلك فصول الدرر)[175].

33- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام - (من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب) كمال الدّين عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبيّ المشهور بـ (ابن العديم) (م 660 هـ).

يحتوي هذا الكتاب على (248) رواية حول الإمام الحسين عليه السلام وعاشوراء وهو مأخوذ من كتاب (ابن العديم) المفصّل, من استخراج وتحقيق وتصحيح بعض المحقّقين المعاصرين.

إنّ أسلوب السرد الروائيّ، في هذا الأثر من ناحية المطالب والمباحث والموضوعات، شبيه بما هو موجود في كتاب ابن عساكر، ما عدا الجزء المتعلّق بالمقتل فإنّه مقتبس من كتاب الدينوريّ (الأخبار الطوال)[176] كما صرّح بذلك الكاتب نفسه.

34- الملهوف على قتلى الطفوف عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس (م 664 هـ):

رتّب السيّد ابن طاووس هذا الكتاب على ثلاثة عناوين وأقسام، كما فعل ابن نما في كتابه مثير الأحزان. في القسم الأوّل تحدّث عن الأمور التي حصلت قبل معركة كربلاء، والقسم الثاني فيه بيان لمعركة يوم عاشوراء، والقسم الثالث يعرض وقائع ما بعد الشهادة.

وقد ذكر المصنّف أنّ الهدف من تصنيف هذا الكتاب هو اصطحاب زائري الإمام الحسين عليه السلام كتاباً في المقتل، مضافاً إلى كتاب (مصباح الزائر وجناح المسافر) ليكتفوا به عن أيّ مقتل آخر، وقد جعل ابن طاووس هذا المقتل مختصراً ليتناسب مع وقت الزائرين الضيّق[177]. وفي رأيه أنّ كلّ من يطّلع على هذا الكتاب وعلى ترتيبه سيكتشف علّة اختصاره، وما يمتاز به من بقيّة المقاتل[178].

إنّ الأخبار والروايات التي رواها ابن طاووس وطريقة كتابتها واختياره للمطالب تشبه كثيراً ما هو موجود في كتاب (مثير الأحزان) وإن ذكر هو- حسب رأيه - أنّ أحداً لم يسبقه في كتابة هذا المقتل بخصائصه وامتيازاته من قبل أبداً[179].

وهناك بعض الروايات التي تفرّد بنقلها السيّد ابن طاووس، مثل حديث (المشيّة) المشهور، وكذا الحوار الذي حصل بين محمّد بن الحنفيّة وبين الإمام الحسين عليه السلام أثناء خروجه من مكّة، ومثل القولين المشهورين عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الأوّل: "إنّ الله شاء أن يراك قتيلاً", جواباً لمن سأل: لماذا يريد الإمام عليه السلام الخروج من مكّة؟. والثاني: "إنّ الله شاء أن يراهنّ سبايا", جواباً لمن سأل عن علّة إخراج الإمام عليه السلام للنساء معه[180]. إنّ هذا الخبر وإن لم يكن موجوداً في أيّ مصدرٍ سابقٍ على كتاب (الملهوف) إلّا أنّه وحسب بعض نسخه فإنّ ابن طاووس قد نقل هذا الخبر من مصدرٍ قديم تحت عنوان (أصل أحمد ابن الحسين بن عمر بن بريدة) الذي ينقل هو بدوره عن شخصٍ آخر باسم محمّد بن داود القمّي[181].

مضافاً إلى ما ذكر فإنّ بعض روايات هذا الكتاب مأخوذة من مقتل الخوارزميّ الذي ينقل هو بدوره- وكما سبق القول منّا- عن كتاب الفتوح لابن الأعثم، وهذا ما نجده في الكلمة المشهورة: "ما رأيت إلّا جميلاً" المنسوبة إلى السيّدة زينب عليها السلام.

35- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة عليهم السلام : عليّ بن عيسى الأربليّ (م 692 هـ)[182].

كتب الأربليّ هذا الكتاب في القرن السابع، حول سيرة الأئمّة عليهم السلام, وخصّص للحديث عن سيرة الإمام الحسين عليه السلام وثورة عاشوراء، اثني عشر فصلاً مضافاً إلى بحثٍ حول الوقائع التي حصلت بعد شهادة الإمام عليه السلام بما يقرب من ربع المجلّد الثاني[183]، وهذه هي عناوين تلك الفصول:

1- ولادة الإمام الحسين عليه السلام 2- نسبه الشريف 3- تسميته 4- كنيته ولقبه 5- ما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في حقّه وإمامته 6- شجاعته ومروءته 7- جوده وكرمه 8- أقواله 9- أولاده 10- عمره الشريف 11- خروجه إلى العراق 12- شهادته ومقتله.

حسب كلام الأربليّ فقد كتب المجلّد الأوّل من هذا الكتاب (الذي يتحدّث عن حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام في عام 178 هـ[184]، وأنهى المجلّد الثاني منه (الذي يتناول حياة السيّدة الزهراء عليها السلام وباقي الأئمّة عليهم السلام) في سنة 687 هـ[185].

إنّ المصنّف قد نقل عن مصادر متعدّدة، منها: مقتل الحسين للواقديّ- وترجمة الحسين ومقتله، لابن سعد- كتاب الفتوح لابن الأعثم- الإرشاد للشيخ المفيد- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهانيّ- تاريخ مواليد الأئمّة عليهم السلام ووفياتهم لابن خشّاب- مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعيّ- معالم العترة الطاهرة لعبد العزيز بن أخضر الجنابذيّ (كتابادي) وغيرها، وواضح أنّه قد نقل الكثير من مطالب هذا القسم من المصدرين الأخيرين.

وباعتبار أنّ الأربليّ يجمع الأخبار من مصادر مختلفة، فإنّ ترتيب هذه الأخبار كان يختلف عن المصدر الذي يأخذ منه، على سبيل المثال: فقد كان أحياناً يذكر سلسلة الرواة وفي أحيانٍ أخرى كان يعرضها بأسلوب تركيبيّ. إنّ نثر الكتاب مسجّع وفصيح بليغ، وقد نقل أيضاً قسماً من كتابه عن ابن طلحة الشافعيّ في كتابه مطالب السؤول الذي يعدّ كتاباً مسجّعاً بليغاً، فكان الأربليّ يذكر مطالبه، قبل كلام الشافعيّ أو بعده، بنفس الطريقة والأسلوب[186].

بالنسبة إلى الشعر، فقد أورد، في عدّة مواضع من كتابه، أشعاراً عن أبي مخنف[187]، ومن ذلك يعلم وجود ديوان ينسب إلى أبي مخنف في ذاك الزمان، إلّا أنّ أبا مخنف - وكما ذكرنا سابقاً - لم يأت على ذكر القصيدة المعروفة (غدر (كفر) القوم وقدماً رغبوا) في ديوانه[188].

36- الكامل في السقيفة: (كامل البهائيّ) حسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن حسن الطبريّ، المعروف بـ (عماد الدّين الطبريّ)- كان حيّاً إلى عام 701 هـ.

استغرق كتابة هذا الأثر من الوقت- كما صرّح بذلك الطبريّ نفسه - ما يقرب من اثنتي عشرة سنةً، وفرغ منه في عام 675 هـ[189]. يحتوي الكتاب على (28) باباً يتضمّن كلّ باب عدّة فصول، وقد تحدّث الطبريّ عن واقعة كربلاء من أوّلها إلى آخرها في الفصول الأخيرة من كتابه، أي في الفصل السابع عشر والثامن عشر من الباب السابع والعشرين، والفصول الستّة الأولى من الباب الثامن والعشرين.

اعتمد الطبريّ في عرضه لواقعة كربلاء - من دون ذكر أسماء المصادر التي استند إليها- في الأعمّ الأغلب، على المصادر القديمة المشهورة إلّا أنّه في بعض الأحيان كان يذكر روايات لا وجود لها في تلك المصادر. مثلاً هو وحده الذي نقل في قضيّة خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة قائلاً: إنّ الحسين عليه السلام خرج من المدينة مع جميع بني هاشم ما عدا محمّد ابن الحنفيّة ركباناً على (250) جملاً بعدما طلب من قيس بن سعد بن عبادة أن يلحق به مع مائتي رجلٍ حتّى إذا ما أرسل حاكم المدينة جلاوزته للقبض على الحسين عليه السلام وأصحابه، يتآزر رجال قيس مع الحسين عليه السلام وأنصاره للقضاء على هؤلاء الجلاوزة[190]. وأيضاً حادثة قطع رأس الإمام عليه السلام من القفا[191]، ودفن جسد الحرّ بن يزيد الرياحيّ على يد أقاربه في المكان الذي قتل فيه[192]، ورواية القول الآخر حول دفن أجساد الشهداء، وأنّه كان على يد بعض اليهود من سكان ضواحي كربلاء[193]، ودخول أسرى أهل البيت عليهم السلام في السادس عشر من ربيع الأوّل[194]، ووفاة السيّدة أمّ كلثوم في دمشق[195]، إنّ كلّ هذه الروايات واردة عن الطبريّ فقط ولا غير.

النتيجة:

نستنتج، من خلال البحث في الآثار التي صنّفت في هذا المقطع الزمانيّ، أنّ المقاتل التي كتبت من القرن الثاني إلى القرن السابع يمكن الاستفادة منها والاعتماد عليها والوثوق بها باعتبار قدمها وعدم دخول التحريف عليها، وذلك بسبب عرضها واقعة عاشوراء مستندة إلى مصادر تاريخيّة أصيلة وأساسيّة، مثل مقتل أبي مخنف وهشام الكلبيّ وغيرهما، بصورة روائيّة مع ذكر الأسانيد.

نعم، يوجد بعض المؤرّخين من أمثال البلاذريّ والدينوريّ واليعقوبيّ والشيخ المفيد الذين كتبوا، في تاريخ كربلاء، رواياتٍ محذوفة السند ومختصرة مع ترك التفاصيل وعلى طريقة التلفيق والتركيب، من أجل رعاية الاختصار، أو لرفع التناقض والتنافي الموجود في بعض الروايات والأخبار.

من الواضح أنّه، عند المقارنة بين كتابات هؤلاء المؤرّخين وبين أخبار المؤرّخين وكتّاب المقاتل القدماء، سنجد الانسجام والتناسب والتوافق الكامل بينهما، وإن وجد من أولئك المؤرّخين مثل ابن الأعثم الكوفيّ الذي كان - وبسبب استعداده الخاصّ، وذوقه المميّز في كتابة السيرة وعرض المجريات- يعرض تلك الأخبار والروايات الأصيلة مع بعض الإضافات والزيادات التي لا يمكن العثور عليها في تلك المصادر.

هنا ينبغي للباحث والمحقّق أن يحتاط ويأخذ حذره عند الاستفادة من أمثال تلك المنقولات، إلّا أنّه- وبشكلٍ عامّ- يمكن الاعتماد على مصادر تاريخ عاشوراء المصنّفة خلال فترة ما قبل القرن السابع، وأمّا ما كان منها في القرن الثامن وما بعده، فإنّه لا يمكن الوثوق بها.. بسبب النهب والخراب الذي أصاب بلاد المسلمين على يد المغول وفقدان ميراثٍ علميِّ إسلاميّ كبير- لا سيّما عند الشيعة- ومنها بعض المصادر العاشورائيّة المعتبرة.

وما استند إليه أولئك المصنّفون، في تلك الحقبة الزمانيّة منها ما مصادره ضعيفة وغير معتبرة وقد نقل منها الحكايات والأساطير والقصص المجعولة والملفّقة، ما يضطر معه الباحث إلى الاجتناب عن نقلها. نعم، ما نقلته تلك الآثار من الأخبار والروايات عن مصادر أصيلة وموثّقة يمكن الأخذ به والاستناد إليه وحده لا غير.

 

[1] جواد شبّر- أدب الطفّ أو شعراء الحسين عليه السلام - ج 1- ص 59.

[2] الشيخ الطوسيّ- اختيار معرفة الرجال- ج 2- ص 574- ح 508.

[3] ابن النديم- الفهرست- ص 275.

[4] آغا بزرك الطهرانيّ- مصدر سابق- ج 20- ص 293- والطباطبائيّ- مصدر سابق- ص 463.

[5] آغا بزرك الطهرانيّ- مصدر سابق- ج 20- ص 293.

[6] ابن النديم- مصدر سابق- ص 146- 148 ومحمّد بن عمران المزربانيّ الخراسانيّ- الموشّح- ص 5.

[7] طبع هذا الأثر في مجلّة تراثنا الفصليّة العدد الثاني من سنة (1406 هـ) على يد المحقّق العزيز السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ..

[8] ما ذكر في تلك الرسالة هو (107) شهداء، وهذا خطأ في الطباعة حيث لم يُذكر زهير بن القين في الشهداء, بينما ذُكر قاتلاه منهم!!

[9] المصدر المذكور, مجلّة تراثنا الفصليّة العدد الثاني من سنة (1406 هـ) ص 150.

[10] سعد بن عبد الله الأشعريّ القمّي- المقالات والفرق- ص 71- والخوئيّ- معجم رجال الحديث- ج 9- ص 262.

[11] بيروت- عالم الكتب- ج 1- ص 171- 173.

[12] حميد بن أحمد بن محمّد المحلّى- الحدائق الورديّة في مناقب الأئمّة الزيديّة- ج 1- ص 207- 212- إلّا أنّ المحلّى لم يذكر بعض المطالب التي تتحدّث عن بعض الشهداء، ولا ما ورد في آخر صفحة من الرسالة المذكورة.

[13] قوت بن عبد الله الحمويّ- معجم الأدباء- ج 17- ص 41- محمّد بن شاكر بن أحمد الكتبيّ (764 ق) فوات الوفيات- ج 2- ص 175- والذهبيّ- سير أعلام النبلاء- ج 7- ص 302.

[14] رجال النجاشيّ- ص 320.

[15] راجع وقعة الطفّ (مقتل أبي مخنف) مع مقدّمة وتحقيق محمّد هادي اليوسفيّ الغرويّ- ص 19.

[16] ابن أبي الحديد, شرح نهج البلاغة ج 1 ص 147.

[17] عبد الله المامقانيّ, تنقيح المقال, ج 2 الرقم 9992.

[18] النجاشيّ- مصدر سابق- ص 320.

[19] الطبريّ - تاريخ الأمم والملوك - ج 4- ص 264.

[20] المصدر نفسه- ج 6- ص 39.

[21] تاريخ اليعقوبيّ- ج 2- ص 326.

[22] وقعة الطفّ- تحقيق محمّد هادي اليوسفيّ الغرويّ- ص 16.

[23] على سبيل المثال يمكن ذكر خبرين نقلهما ابن شهرآشوب حول بعض وقائع يوم عاشوراء نقلاً عن أبي مخنف برواية رجل مجهول باسم الجلوديّ (مناقب آل أبي طالب- ج 4- ص 65- 66) إلّا أنّ هذين الخبرين لا أثر لهما في كتاب تاريخ الطبريّ ومقاتل الطالبيّين والإرشاد للشيخ المفيد.

[24] وقعة الطفّ- المقدّمة- ص 22- 29.

[25] السيّد عليّ مير الشريفيّ (أبو مخنف وسركذشت مقتل وي) مجلّة (آينيه بزوهش) العدد 2- 1369- ص 34- السيّد حسن الأمين- مستدركات أعيان الشيعة- ج 6- ص 255.

[26] مير شريفيّ- مصدر سابق- ص 38- والسيّد حسن الأمين- مصدر سابق- ج 6- ص 275.

[27] مير شريفيّ- مصدر سابق- ص 36- والسيّد حسن الأمين- مصدر سابق- ج 6- ص 256.

[28] جمع هذا المقتل من المصادر الأصليّة وحقّق على يد المحقّق الجليل الأستاذ محمّد هادي اليوسفيّ الغرويّ, وطبعه مركز المنشورات الإسلاميّة التابع لجامعة المدرّسين, وطبعه ونشره أيضاً المجمع العالميّ لأهل البيت عليهم السلام مع بعض الإضافات والتصحيحات في سنة 1385 هـ.

[29] محمّد مهدي الجعفريّ- (تشييع درمسير تاريخ)- التشيّع عبر التاريخ- ص 254- 255.

[30] المسعوديّ, مروج الذهب ومعادن الجوهر ج 4 ص 27, والذهبيّ, ميزان الاعتدال ج 4 ص 305, وابن العماد الحلبيّ, شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج 3 ص 27.

[31] ابن النديم- مصدر سابق- ص 108- والذهبيّ- تذكرة الحفاظ- ج 8- ص 343.

[32] النجاشيّ- مصدر سابق- ص 435.

[33] الطبعة الأولى- الطائف- مكتبة الصديق- 1414 هـ.

[34] طبعاً- حسب بعض الطبعات- يعدّ المجلّد الثاني هو الثالث، وقد نشر أيضاً في جزء واحد بتحقيق المحموديّ ضمن السيرة النبويّة.

[35] المصدر- تحقيق سهيل الزكار،ورياض الزركليّ- ج 3- ص 368- 412.

[36] المصدر- ص 409.

[37] المصدر- ص 417.

[38] المصدر- ص 415.

[39] المصدر- ص 368.

[40] المصدر- ص 413- 414- 416- 424.

[41] المصدر- ص 411.

[42] المصدر- ص 371.

[43] ابن النديم- الفهرست- ص 86.

[44] أبو حنيفة الدّينوريّ- الأخبار الطوال- ص 227- 262.

[45] المصدر- ص 229- 243- 245- 247- 254- 257- 259- 260- 262.

[46] المصدر- ص 260.

[47] أبو حنيفة الدّينوريّ- الأخبار الطوال- ص 235.

[48] المصدر ص 259.

[49] تاريخ اليعقوبيّ, ج 2 ص 243- 246.

[50] الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ, الذريعة ج 22 ص 23.

[51] الطباطبائيّ, أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة, ص 537.

[52] الطبريّ- تاريخ الرسل والملوك- ج 4- ص 250- 267- 286- 302- 311- 331- 355- 357- 358.

[53] المصدر- ص 260- 265- 290- 300- 310- 343- 348- 351- 354- 356- 358.

[54] المصدر- ص 255- 296.

[55] ج 4- ص 257- 260- 292- 294.

[56] المصدر- ص 257- 260.

[57] بيروت- دار الكتاب العربيّ- 1417 هـ.

[58] الطبعة الأولى- طهران- المؤسّسة الثقافيّة للمنشورات- تبيان- 1377.

[59] البلعميّ (تاريخنامه طبري) ج 4- ص 698- 715.

[60] المصدر- ج 4- ص 699.

[61] المصدر- ص 710.

[62] المصدر- ص 712.

[63] المصدر نفسه.

[64] المفيد- الإرشاد- ج 2- ص 114.

[65] المصنّف محمّد سرور مولاي- (انتشارات بنياد فرهنك إيران- 1359هـ) وأيضاً (طهران- بزوهشكاه علوم إنساني ومطالعات فرهنكي 1377).

[66] قال الحمويّ إنّ لابن الأعثم كتاباً تاريخيّاً بقي إلى آخر عهد المقتدر (معجم الأدباء- ج 2- ص 231) يعلم من هذه العبارة أنّ ابن الأعثم كان لا يزال على قيد الحياة إلى نهاية خلافة المقتدر، أي إلى سنة (320 هـ).

[67] ابن الأعثم- كتاب الفتوح- ج 4- ص 322.

[68] المصدر- ج 5- ص 134.

[69] على سبيل المثال هو ينقل بالتفصيل كيفيّة خروج الإمام عليه السلام من المدينة خلافاً لكلّ الأخبار المعتبرة، فهو يقول إنّ الإمام طولب بالبيعة فرفض ذلك، وبعد خروجه من بيته ومحاججته مع مروان بن الحكم أرسل الوليد بن عتبة حاكم المدينة خبراً إلى الشام برفض الإمام عليه السلام البيعة. طبعاً كان الجواب من يزيد يحتاج إلى أيّام عدّة ليصل إلى المدينة، وعندما وصلت الرسالة التي تأمر بقتل الحسين عليه السلام كان لا يزال متواجداً هناك لعدّة أيّام يذهب خلالها إلى قبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وفي إحدى الليالي (يظهر أنّها الليلة الثالثة) يخرج الإمام عليه السلام من المدينة ( المصدر- ج 5- ص 10- 22) ولكن حسب ما نقل عن المصادر المعتبرة فإنّ الإمام عليه السلام قد خرج من المدينة في الليلة الأولى، وهذا ما تؤيّده الشواهد والقرائن والظروف الحاكمة في ذلك الوقت).

[70] ابن الأعثم- كتاب الفتوح- ج 5- ص 25 طبعاً- وحسب ما سيأتي- فإنّ ابن شهرآشوب (م 588 هـ) أورد هذه الجملة المشهورة بعنوان جواب شفهي (وليس وصيّة مكتوبة) من قبل الإمام الحسين عليه السلام على اقتراح عبد الله بن مطيع، ومحمّد بن الحنفيّة وابن عبّاس لمنع الإمام عليه السلام من التوجّه إلى العراق. الأمر الآخر في هذا المجال، هو أنّ بعض المصادر الشيعيّة المتأخّرة مثل (بحار الأنوار) نقلت هذه العبارة الشهيرة بعنوان وصيّة مكتوبة ضمن رسالة (راجع البحار- ج 45- 329- 330) إنّ العلّامة المجلسيّ وإن كان قد نقل ذلك من كتاب (تسلية المجالس) للسيّد محمّد بن أبي طالب الموسويّ، إلّا أنّه ومع قليل من البحث والمراجعة يعلم أنّ كتاب تسلية المجالس قد نقل ذلك أيضاً عن (مقتل الحسين) للخوارزميّ الذي نقل ذلك بدوره عن ابن الأعثم.

[71] ابن أبي طيفور- بلاغات النساء- ص 23- 24.

[72] ابن الأعثم- كتاب الفتوح- ج 5- ص 130.

[73] الشيخ الصدوق- الأمالي- المجلس 31- ص 230- الرقم 3.

[74] ابن الأعثم- المصدر- ج 5- ص 132- 133.

[75] المصدر- ص 19- وأيضاً: ص 87- 99- 100.

[76] المصدر- ج 4- ص 323- 327.

[77] راجع فيما يتعلّق بمترجم كتاب الفتوح (ترجمة الفتوح- مقدّمة المصحّح- ص 18 وما بعدها).

[78] تصحيح غلام رضا المجدّ الطباطبائيّ- طهران- (إنتشارات وآموزش انقلاب إسلامي) 1372- ص 819 و924.

[79] على سبيل المثال يقارن بين الصفحات 499- 567- 644- 811- من ترجمة الفتوح مع متن كتاب الفتوح- ج 2- ص 496- ج 3- ص 77 و159 وج 4- ص 346.

[80] ابن الأعثم - ترجمة كتاب الفتوح- ص 893- يقارن مع كتاب الفتوح- ج 5- ص 91.

[81] ابن الأعثم - ترجمة كتاب الفتوح- ص 905.

[82] المصدر نفسه.

[83] طهران- شركة انتشارات علمي وفرهنكي- ص 109.

[84] ابن عبد ربّه- العقد الفريد- ج 4- ص 352- 362.

[85] ابن عبد ربّه- العقد الفريد- ج 4- ص 352.

[86] التميميّ- كتاب المحن- ص 142- 155.

[87] ابن النديم- الفهرست- ص 171.

[88] المسعوديّ- مروج الذهب- ج 3- ص 65- 73.

[89] المسعوديّ- مروج الذهب- ج 3- ص 65.

[90] المصدر السابق- ص 71.

[91] المصدر نفسه- ص 72- طبعاً المقدسيّ أورد مثل هذا الإحصاء من بعد الأصفهانيّ (البدء والتاريخ- ج 6- ص 11).

[92] البدء والتاريخ- ج 6- ص 138.

[93] يمكن استفادة ذلك من مقاتل الطالبيّين، وأمّا تشيّعه الإماميّ فلا يمكن إثباته.

[94] أبو الفرج- مقاتل الطالبيّين- ص 84- 121- إنّ طريقة الأصفهانيّ هي روائيّة، فعادة ما ينقل الأخبار مرافقةً للأسانيد.

[95] أبو الفرج- مقاتل الطالبيّين- ص 113.

[96] المصدر- ص 85- 92- 94- 102- 109 و114.

[97] بالترتيب: الأولى- التاسعة وأربع روايات في ص 85- 88- 90- 91- 92- 93- 97- 99- 113.

[98] المصدر السابق- ص 90.

[99] المصدر نفسه- ص 121.

[100] القاضي النعمان- شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار عليهم السلام - ج 3- ص 134- 199- الرقم- 1074- 1128.

[101] ابن خلكان- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان- ج 5- ص 415.

[102] ابن تغري البرديّ- النجوم الزاهرة في أحوال ملوك مصر والقاهرة- ج 4- ص 106.

[103] يمكن الرجوع للتعرّف على حياته ومعتقداته ومذهبه وكتبه إلى: مقدّمة شرح الأخبار، بقلم المحقّق السيّد محمّد الحسينيّ الجلاليّ- قم مركز المنشورات الإسلاميّة التابع لجماعة المدرّسين- 1409 هـ. ج 1- ص 825- وقد بحث محقّق آخر حول مذهبه بالتفصيل، وأثبت انتماءه للمذهب الإسماعيليّ بالأدلّة والشواهد, راجع ( أمير جوان راسته = قاضي نعمان ومذهب) أو القاضي النعمان ومذهبه- فصلنامه هفت آسمان- السنة الثالثة العدد (9) و (10) 1388- ص (58) وما بعدها.

[104] الشيخ المفيد- الإرشاد- ج 2- ص 27- 135.

[105] المصدر السابق- ص 108- 109.

[106] المصدر نفسه- ص 114.

[107] مقتل الحسين عليه السلام - تحقيق رسول جعفريان- مجلة تراثنا الفصليّة (فارسي) العدد 48- ص 244.

[108] المصدر السابق- ص 247.

[109] ابن مسكويه الرازي- تجارب الأمم وتعاقب الهمم- ج 2- ص 38- 83.

[110] ابن عبد البرّ- الإستيعاب في معرفة الأصحاب- ج 1- ص 442- 447- الرقم 574.

[111] المصدر نفسه- ج 1- ص 443.

[112] محمّد بن فتّال النيشابوريّ- روضة الواعظين- ص 169- 195.

[113] المصدر- ص 171- 185- يقارن مع (الإرشاد- الشيخ المفيد)- ج 2- ص 32- 100.

[114] المصدر نفسه- ص 185- 188- يقارن بالأمالي- الشيخ الصدوق- المجلس 30- ص 221- 226.

[115] المصدر نفسه- ص 188- 189- يقارن بالإرشاد- الشيخ المفيد- ج 2- ص 108- 113.

[116] المصدر نفسه- 189- 192- يقارن بالأمالي- الشيخ الصدوق- المجلس 30- ص 226- 227- والمجلس 31- ص 228- 232.

[117] محمّد بن فتّال النيشابوريّ- روضة الواعظين- يقارن بالإرشاد- الشيخ المفيد- المجلس 30- ص 122- 125.

[118] المصدر نفسه- ص 193- 195.

[119] المصدر نفسه- ص 169- 171.

[120] الطبرسيّ- إعلام الورى بأعلام الهدى- ج 1- ص 420- 478.

[121] المصدر نفسه- ص 477.

[122] اعتقد البعض خطأ أنّ اسمه هو (موفّق الدّين) (محمّد بن عبد الحيّ الكنويّ الهنديّ- الفوائد البهيّة في تراجم الحنفيّة- ص 39).

[123] اعتبر البعض أنّ جدّ الخوارزميّ يدعى (إسحاق) وكنيته (أبو سعيد) (ياقوت بن الحمويّ- معجم الأدباء- ج 19- ص 212- وجلال الدّين عبد الرحمن السيوطيّ- بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنحاة- ج 2- ص 401- ومحمّد باقر الموسويّ الخوانساريّ الأصفهانيّ- روضات الجنّات- ج 8- ص 124- وعبد الحسين أحمد الأمينيّ- الغدير- ج 4- ص 398). إلّا أنّ تصريح أكثر علماء الرجال بأنّ جدّه يدعى (محمّد) يدلّ على أنّ هذا القول هو الأقرب إلى الحقيقة.

[124] ذكر البعض من أمثال القرشيّ (عبد القادر بن أبي الوفاء القرشيّ، الجواهر المضيئة- ج 2- ص 188) والفاسيّ (تقيّ الدّين محمّد ابن أحمد الحسنيّ الفاسيّ المكّي، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين- ج 7- 310) أنّ الخوارزميّ يلقّب بـ (خطيب خوارزم) وهذا لا يدلّ على اختلافٍ زائدٍ. طبعاً عندما نعته البعض بصيغة أفعل التفضيل (أخطب) إنّما أراد بذلك إظهار التعظيم والتقدير والإحترام له وبيان تبحّره في إنشاء الخطابة. (راجع الخوارزميّ- المناقب- مقدّمة جعفر السبحانيّ- ص 17).

[125] القرشيّ- المصدر نفسه- ج 2- ص 188- السيوطيّ- المصدر- ج 2- ص 401- محمود بن سليمان الكفويّ- أعلام الأخبار من فقهاء مذهب النعمان نقلاً عن: مير حامد حسين النيشابوريّ الهنديّ- عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار عليهم السلام - ج 6- ص 296.

[126] جمال الدّين أبو الحسن عليّ بن يوسف القفطيّ- إنباه الرواة على أنباه النحاة- ج 3- ص 232- القرشيّ- المصدر نفسه- ج 2- ص 188- والفاسيّ- المصدر- ج 7- ص 310.

[127] الخوارزميّ - مقتل الحسين عليه السلام - ج 1- ص 254- 263- 308- 323.

[128] السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ - أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 548- الرقم 706.

[129] الذهبيّ - ميزان الاعتدال - ج 1- ص 112- وابن حجر- لسان الميزان- ج 1- ص 202.

[130] الذهبيّ - سير أعلام النبلاء- ج 19- ص 36.

[131] ابن حجر- المصدر نفسه.

[132] تاريخ مدينة دمشق- ج 14- ص 111- 260- الرقم 1566- وقد قام أيضاً المحقّق الجليل محمّد باقر المحموديّ بتحقيق هذا القسم وطبعه مستقلّاً تحت عنوان (ريحانة رسول الله الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق). مضافاً إلى ما اختاره المحقق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ من أخبار هذا الكتاب، وطبعه ضمن عدّة أبوابٍ تحت عنوان (الحسين عليه السلام سماته وسيرته.

[133] كما ورد في الأخبار المتعلّقة بولادة الإمام وشهادته وعمره الشريف، والروايات التي تتحدّث عن العقوبات التي نزلت بقتلة الإمام عليه السلام .

[134] ابن سعد- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله- ص 53- 63- الرقم 282- 285.

[135] ابن عساكر- ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام - ص 287- 301- الحديث 255- 258- وله أيضاً: تاريخ مدينة دمشق- ج 14- ص 204- 213.

[136] راجع مثلاً: ابن عساكر- المصدر- ص 37- والحديث 31- ص 275- 276- والحديث 241- 242- ص 308- 309- والحديث 266- 268 وص 386 الحديث 310- 311- يقارن بالترتيب بروايات إبن سعد في كتابه ص 17- 49- 50- والحديث 278- 280- ص 64 والحديث 290 وص 90- الحديث 320.

[137] ابن عساكر- ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام - ص 20- 40- الحديث 10- 38- وص 412- 443- الحديث 349- 396.

[138] المصدر نفسه- ص 51- 199- رقم الخبر 55- 177.

[139] المصدر السابق- ص 236- 275- الحديث- 213- 240- وص 341- 344- الخبر 278- 280.

[140] المصدر نفسه- ص 278- 285- الحديث 244- 254 وأيضاً ص 288- 293- 298.

[141] المصدر السابق- ص 287- 325 و340- الخبر 255- 277.

[142] المصدر نفسه- ص 353- 367- الحديث 287- 309.

[143] ابن عساكر- ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام - ص 368- 376- الحديث 310- 317- وص 446- 448- الحديث 398- 399.

[144] جمال الدّين أبو الحجّاج يوسف المزّي- تهذيب الكمال في أسماء الرجال- ج 6- ص 396- 449- الرقم 1323.

[145] - شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ- سير أعلام النبلاء- ج 3- ص 280- 321- الرقم 48.

[146] ابن شهرآشوب- مناقب آل أبي طالب- ج 4- ص 96- 97.

[147] ابن شهرآشوب- مناقب آل أبي طالب- ج 4- ص 65- 66.

[148] المصدر السابق- ص 109- 118- يقارن بابن الأعثم- كتاب الفتوح- ج 5- ص 101- 115- كان ابن شهرآشوب بعد نقله مبارزة كلّ واحد من أصحاب الإمام عليه السلام وما يرتجزه من الأشعار، يذكر عدد قتلى عسكر عمر بن سعد بأعداد كبيرة لا يعلم المصدر الذي اعتمد عليه.

[149] المصدر نفسه- ج 4- ص 120.

[150] مثل أبيات: "أنا الحسين بن عليّ أحمي عيالات أبي...".

[151] ابن الجوزيّ- المنتظم- ج 5- ص 322- 329- 335- 347.

[152] المصدر السابق- ج 5- ص 342- 346.

[153] ابن الأثير- الكامل في التاريخ- ج 1- ص 5.

[154] المصدر نفسه- ج 3- ص 263- 303.

[155] المصدر السابق.

[156] كما في نقل بيتين عن عمر بن سعد: (أأترك ملك الريّ والريّ منيتي...)- (المصدر- ج 3- ص 283).

[157] كما في نقل خبرين حول شهادة الإمام الحسين عليه السلام أحدهما عن ابن عبّاس والآخر عن أمّ سلمة (المصدر- ج 3- ص 303).

[158] ابن الأثير- أسد الغابة في معرفة الصحابة- ج 2- ص 18- 22.

[159] المصدر السابق- ص 21.

[160] اختلف العلماء حول سنة وفاته، قال الشيخ آقا بزرك إنّها عام 645- (الذريعة إلى تصانيف الشيعة)- ج 13- ص 170- وج 19- ص 349 وأمّا المحدّث القمّي فقد اعتبر أنّ تلك السنة هي عام وفاة أبيه نجيب الدّين، ولم يذكر سنة وفاة نجم الدّين (الكنى والألقاب- ج 1- ص 442).

[161] محمّد باقر الخوانساريّ- روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات- ج 2- ص 179.

[162] السيّد محسن الأمين العامليّ- أعيان الشيعة- ج 4- ص 159.

[163] المحلّى- الحدائق الورديّة في مناقب الأئمّة الزيديّة- ج 1- ص 188- 234.

[164] المصدر السابق- ص 201.

[165] سبط بن الجوزيّ- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام - ج 2- ص 115- 282.

[166] - سبط بن الجوزيّ- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام - ج 2-ص 133- 136- ذكر ابن سعد باختصار خبر الرسالة وجوابها- (ترجمة الحسين عليه السلام ومقتله- ص 59- 60)

[167] المصدر نفسه- ج 2- ص 206- 209.

[168] سبط بن الجوزيّ- تذكرة الخواصّ من الأمّة بذكر خصائص الأئمّة عليهم السلام - ج 2- ص 164.

[169] المصدر- ج 2- ص 135- 145- 148- 156- 163- 167- 172- 182- 185- 187- 203- 206- 207.

[170] المصدر نفسه- ص 133- 134- 138- 151- 154- 157- 163- 171- 182- 187- 193- 198- 199- 209.

[171] المصدر- ص 179- 187- 225.

[172] المصدر- ص 184- 188- 197- 199- 200.

[173] الفصول التي تتحدّث عن الإمام الحسين عليه السلام من الصفحة 93 وما بعدها.

[174] الشيخ آقا بزرك- المصدر- ج 4- ص 409- وج 8- ص 124- 125.

[175] للإطّلاع أكثر حول هذا الكتاب يراجع- السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ- أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة- ص 165- 167- 647- 648.

[176] ابن العديم- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام - ص 141- 156- يقارن قسم المقتل من هذا الكتاب برواية الدّينوريّ حول هذا الموضوع في كتابه: الأخبار الطوال- ص 247- 261.

[177] السيّد ابن طاووس- الملهوف على قتلى الطفوف- ص 87.

[178] المصدر السابق- ص 234.

[179] محمّد الإسفندياريّ- مصنّفات سيرة الإمام الحسين عليه السلام - ص 80 نقلاً عن السيّد ابن طاووس- الإجازات لكشف طرق المغازات فيما يخصّني من الإجازات- ص 65.

[180] السيّد ابن طاووس- الملهوف على قتلى الطفوف- ص 127.

[181] المصدر السابق.

[182] المصدر نفسه- ص 201- للاطلاع على شخصيّة الأربليّ وسيرة حياته وكتاب كشف الغمّة وغيره من مصنّفاته، يراجع: رسول جعفريان عليّ بن عيسى الأربليّ وكشف الغمّة- وأيضاً (الأربليّ- كشف الغمّة- مقدّمة محقّق الكتاب- ج 1- ص 7- 45).

[183] الأربليّ- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة- ج 2- ص 429- 554.

[184] الأربليّ- كشف الغمّة في معرفة الأئمّة- ج 2- ص 136.

[185] المصدر السابق- ج 1- مقدّمة المحقّق- ص 64- أمّا الشيخ آقا بزرك فقد اعتبر أنّ تاريخ كتابه هو عام 682 ق. (المصدر السابق- ج 18- ص 47).

[186] على سبيل المثال: راجع الأربليّ- المصدر- ج 2- ص 449- 468 الفصول المتعلّقة بعلم الإمام عليه السلام وشجاعته وجوده.

[187] المصدر السابق- ص 482- 489.

[188] المصدر نفسه- ص 489.

[189] عماد الدّين الطبريّ- الكامل في السقيفة- ج 2- ص 306.

[190] المصدر السابق- ص 271.

[191] المصدر نفسه - ص 287.

[192] المصدر نفسه.

[193] المصدر السابق- ص 288.

[194] المصدر نفسه- ص 293.

[195] المصدر نفسه- ص 302.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا
ضمن برنامج عُرفاء المنصّة قسم التطوير يقيم ورشة في (فنّ الٕالقاء) لمنتسبي العتبة العباسية
وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم
الشركة العامة للبريد: للعتبة العباسية حضور فاعل في معرض المؤتمر التشاركي