المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

النظرة الاستثمارية
25-5-2018
Perfect Power
16-8-2019
زايدة بن قدامة الثقفي
19-8-2017
المعالجة بنحل
2-6-2016
بكاء اليزيديين على الحسين
23-11-2021
خبره (عليه السلام) مع المبايعين للضبّ
5-5-2016


الإمام الحسين ( عليه السّلام ) في عهد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله )  
  
2429   04:36 مساءً   التاريخ: 5-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص59-63
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019 3239
التاريخ: 13-4-2019 2339
التاريخ: 16-3-2016 3574
التاريخ: 13-4-2019 2088

في حياة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) والرسالة الإسلامية مساحة واسعة لبيت عليّ وفاطمة وأبنائهما ( عليهم السّلام ) ومعاني ودلالات عميقة حيث إنّه البيت الذي سيحتضن الرسالة ويتحمّل عبء الخلافة ومسؤولية صيانة الدين والامّة .

وكان لا بدّ لهذا البيت أن ينال القسط الأوفى والحظّ الأوفر من فيض حبّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ورعايته وابوّته ، فلم يدّخر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وسعا أن يروّي شجرته المباركة في بيت عليّ ( عليه السّلام ) ويتعهّدها صباح مساء مبيّنا أنّ مصير الامّة مرهون بسلامة هذا البيت وطاعة أهله كما يتجلّى ذلك في قوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إنّ عليا راية الهدى بعدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني »[1].

وحين أشرقت الدنيا بولادة الحسين ( عليه السّلام ) ؛ أخذ مكانته السامية في قلب النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وموضعه الرفيع في حياة الرسالة .

وبعين الخبير البصير والمعصوم المسدّد من السماء وجد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في الوليد الجديد وريثا للرسالة بعد حين ، ثائرا في الامّة بعد زيغ وسكون ، مصلحا في الدين بعد انحراف واندثار ، محييا للسنّة بعد تضييع وإنكار ، فراح النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) يهيّئه ويعدّه لحمل الرسالة الكبرى مستعينا في ذلك بعواطفه وساعات يومه ، وبهديه وعلمه ؛ إذ عمّا قليل سيضطلع بمهام الإمامة في الرسالة الخاتمة بأمر اللّه تعالى .

فها هو ( صلّى اللّه عليه واله ) يقول : « الحسن والحسين ابناي من أحبّهما أحبّني ، ومن أحبّني أحبّه اللّه ، ومن أحبّه اللّه أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه اللّه ، ومن أبغضه اللّه أدخله النار »[2].

وهل الحب إلّا مقدمة الطاعة وقبول الولاية ؟ بل هما بعينهما في المآل .

لقد كان النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يتألّم لبكائه ويتفقّده في يقظته ونومه ، يوصي امّه الطاهرة فاطمة صلوات اللّه عليها أن تغمر ولده المبارك بكلّ مشاعر الحنان والرفق[3].

حتّى إذا درج الحسين ( عليه السّلام ) صبيّا يتحرّك شرع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) يلفت نظر الناس إليه ويهيّئ الأجواء لأن تقبل الامّة وصاية ابن النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) عليها ، فكم تأنّى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في سجوده والحسين يعلو ظهره ( صلّى اللّه عليه واله ) ليظهر للامّة حبّه له وكذا مكانته ، وكم سارع النبيّ يقطع خطبته ليلقف ابنه القادم نحوه متعثّرا فيرفعه معه على منبره[4] ؟ كلّ ذلك ليدلّ على منزلته ودوره الخطير في مستقبل الامّة .

وحين قدم وفد نصارى نجران يحاجج النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في دعوته إلى الإسلام وعقيدة التوحيد الخالص وامتنع عن قبولها رغم وضوح الحق أمر اللّه تعالى بالمباهلة ، فخرج النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) إليهم ومعه خير أهل الأرض تقوى وصلاحا وأعزّهم على اللّه مكانة ومنزلة : عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السّلام ) ، ليباهل بهم أهل الكفر والشرك وانحراف المعتقد ، ومدلّلا بذلك - في نفس الوقت - على أنّهم أهل بيت النبوة وبهم تقوم الرسالة الإسلامية ، فعطاؤهم من أجل العقيدة لا ينضب[5].

وما كان من النصارى إذ رأوا وجوها مشرقة وطافحة بنور التوحيد والعصمة ؛ إلّا أن تراجعوا عن المباهلة وقبلوا بأن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .

لقد كانت هذه الفترة القصيرة التي عاشها الحسين ( عليه السّلام ) مع جدّه ( صلّى اللّه عليه واله ) من أهمّ الفترات وأروعها في تأريخ الإسلام كلّه ، فقد وطّد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) فيها أركان دولته المباركة ، وأقامها على أساس العلم والإيمان ، وهزم جيوش الشرك ، وهدم قواعد الإلحاد ، وأخذت الانتصارات الرائعة تترى على الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وأصحابه الأوفياء حيث أخذ الناس يدخلون في دين اللّه أفواجا .

وفي غمرة هذه الانتصارات فوجئت الامّة بالمصاب الجلل حين توفّي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فخيّم الأسى العميق على المسلمين وبخاصة على أهل بيته ( عليهم السّلام ) الذين أضنتهم المأساة ، ولسعتهم حرارة المصيبة بغياب شخص النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) .

ميراث النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) لسبطيه ( عليهما السّلام ) :

ولمّا علمت سيّدة نساء العالمين أنّ لقاء أبيها بربّه عزّ وجلّ قريب أتت بابنيها الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) فقالت : يا رسول اللّه ، هذان إبناك فورّثهما شيئا ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي ، وأمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي[6].

وصيّة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بالسبطين ( عليهما السّلام ) :

ووصّى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) الإمام عليّا برعاية سبطيه ، وكان ذلك قبل موته بثلاثة أيام ، فقد قال له : سلام اللّه عليك أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتيّ من الدنيا ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، واللّه خليفتي عليك ، فلمّا قبض رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال عليّ :

هذا أحد ركني الذي قال لي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فلمّا ماتت فاطمة ( عليها السّلام ) قال عليّ :

هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول اللّه[7].

لوعة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) على الحسين ( عليه السّلام ) :

حضر الإمام الحسين ( عليه السّلام ) عند جدّه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) حينما كان يعاني آلام المرض ويقترب من لحظات الاحتضار ، فلمّا رآه ضمّه إلى صدره وجعل يقول : « ما لي وليزيد ؟ ! لا بارك اللّه فيه . » ثمّ غشي عليه طويلا ، فلمّا أفاق أخذ يوسع الحسين تقبيلا وعيناه تفيضان بالدموع ، وهو يقول : « أما إنّ لي ولقاتلك موقفا بين يدي اللّه عزّ وجلّ »[8].

وفي اللحظات الأخيرة من عمره الشريف ( صلّى اللّه عليه واله ) ألقى السبطان ( عليهما السّلام ) بأنفسهما عليه وهما يذرفان الدموع والنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) يوسعهما تقبيلا ، فأراد أبوهما أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) أن ينحّيهما عنه فأبى ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال له : « دعهما يتزوّدا منّي وأتزوّد منهما فستصيبهما بعدي إثرة »[9].

ثمّ التفت ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى عوّاده فقال لهم : قد خلّفت فيكم كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض[10].

 

[1] حلية الأولياء : 1 / 67 ، ونظم درر السمطين : 114 ، وتاريخ ابن عساكر : 2 / 189 ح 680 ، ومقتل الخوارزمي : 1 / 43 ، وجامع الجوامع ( للسيوطي ) : 6 / 396 ، ومنتخب الكنز : 6 / 953 ح 2539 ، والفصول المهمة لابن الصباغ : 107 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي : 173 ، ومجمع الزوائد : 9 / 135 ، وكنز العمّال : 5 / 153 ، وصحيح الترمذي : 5 / 328 ح 3874 ، وأسد الغابة : 2 / 12 .

[2] مستدرك الحاكم : 3 / 166 ، وتأريخ ابن عساكر : ترجمة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) ، وإعلام الورى : 1 / 432 .

[3] مجمع الزوائد : 9 / 201 ، وسير أعلام النبلاء : 3 / 191 ، وذخائر العقبى : 143 .

[4] مسند أحمد : 5 / 354 ، وإعلام الورى : 1 / 433 ، وكنز العمال : 7 / 168 ، وصحيح الترمذي : 5 / 616 / ح 3774 .

[5] مسند أحمد : 1 / 185 ، وصحيح مسلم : كتاب الفضائل باب فضائل علي : 2 / 360 ، وصحيح الترمذي : 4 / 293 ح 2085 ، والمستدرك على الصحيحين : 3 / 150 .

[6] بحار الأنوار : 43 / 263 ، ومناقب آل أبي طالب : 2 / 465 ونظم درر السمطين : 212 .

[7] بحار الأنوار : 43 / 262 .

[8] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) ، باقر شريف القرشي : 1 / 218 ، نقلا عن مثير الأحزان .

[9] مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 114 .

[10] المصدر السابق .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.