أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
4107
التاريخ: 2-03-2015
2646
التاريخ: 12-08-2015
5338
التاريخ: 2-03-2015
6420
|
قال الفراء: "قدم سيبويه على البرامكة فعزم يحيى بن خالد أن يجمع بينه وبين الكسائي وجعل لذلك يوما، فلما حضر تقدمت وابن الأحمر(1) فدخل فإذا بمثال في صدر المجلس فقعد عليه يحيى، وقعد إلى جانب المثال جعفر والفضل ومن حضر بحضورهم، وحضر سيبويه فأقبل عليه الأحمر فسأله عن مسألة فأجابه فيها سيبويه فقال له: "أخطأت"، ثم سأله عن ثانية وثالثة كل ذلك يقول له: "أخطأت" فقال سيبويه:" هذا سوء أدب".
فأقبلت عليه فقلت: إن في هذا الرجل حدة وعجلة، ولكن ما تقول فيمن قال: "هؤلاء أبون، ومررت بأبين" كيف تقول على مثال ذلك من "وأيت" أو "أويت"؟ فأجاب فأخطأ فقلت له: "أعد النظر ثلاث مرات تجيب ولا تصيب(2), فلما كثر عليه ذلك قال: لست أكلمكما أو يحضر صاحبكما حتى أناظره".
فحضر الكسائي فأقبل على سيبويه فقال: "أتسألني أم أسألك؟ " فقال: "بل سلني أنت". فقال له الكسائي: "كيف تقول: قد
ص49
كنت أظن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي، أو "فإذا هو إياها"؟ " فقال سيبويه: "فإذا هو هي, ولا يجوز النصب" فقال له الكسائي: "لحنت" .
ثم سأله عن مسائل من هذا النوع: "خرجت فإذا عبد الله القائمُ" أو "القائمَ"؟ فقال سيبويه في ذلك كله بالرفع دون النصب، فقال الكسائي: "ليس هذا من كلام العرب، العرب ترفع في ذلك كله وتنصب" فدفع سيبويه قوله، فقال يحيى بن خالد: "قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن ذا يحكم بينكما؟ " فقال له الكسائي: "هذه العرب في بابك قد جمعتهم من كل أوب، ووفدت عليك من كل صقع، وهم فصحاء الناس، وقد قنع بهم أهل المصرين، وسمع أهل الكوفة وأهل البصرة منهم، فيحضرون ويسألون" فقال يحيى وجعفر: "قد أنصفت" فأمر بإحضارهم فدخلوا, فهم: أبو فقعس وأبو دثار وأبو الجراح وأبو ثروان, فسئلوا عن المسائل التي جرت بين الكسائي وسيبويه فتابعوا الكسائي وقالوا بقوله، فأقبل يحيى على سيبويه فقال: "قد تسمع أيها الرجل" فاستكان سيبويه(3).
ص50
ولم يختلف البصريون حتى اليوم في أن القول ما قال سيبويه, وأن الموضع ليس بموضع نصب، وأن هؤلاء الأعراب أعراب الحطمية الذين كان الكسائي يقوم بهم ويأخذ عنهم. ثم جاء ثعلب فاحتال وجها للنصب فقال: "وإنما أدخل الفاء في قوله: "فإذا هو إياها" لأن "فإذا" مفاجأة أي: فوجدته ورأيته، فـ "وجدت ورأيت" ينصب شيئين ويكون معه خبر؛ فلذلك نصبت العرب".
قلت: وهو وجه غير صحيح, ولو صح أن "فإذا=وجدت" لوجب أن يقال: "فإذا إياه إياها"، ولم يدَّعِ ذلك حتى الكوفيون.
ص51
_______________
(1) هو علي بن الحسن الأحمر تلميذ الكسائي وخليفته على تعليم أولاد الرشيد كما سيأتي. وفي المغني وحاشية الدسوقي عليه "1/ 129" أنه خلف الأحمر وهذا سهو منهما رحمهما الله، إذ إن خلفا بصري ولا تعرف له تلمذة على الكسائي، بل أين هذا من هذا؟
(2) قال ابن هشام الأنصاري بعد شرحه هذه المسألة: وليس هذا مما يخفى على سيبويه ولا على أصاغر الطلبة, ولكنه كما قال أبو عثمان المازني: "دخلت بغداد فألقيت علي مسائل, فكنت أجيب فيها على مذهبي ويخطئونني على مذاهبهم" وهكذا اتفق لسيبويه رحمه الله. مغني اللبيب "مادة إذا" .
(3) إرشاد الأريب 13/ 185-188, ومغني اللبيب في بحث إذا. وأقبل الكسائي على يحيى فقال: "أصلح الله الوزير، إنه قد وفد عليك من بلده مؤملا, فإن رأيت ألا ترده خائبا" فأمر له بعشرة آلاف درهم، فخرج وصير وجهه نحو فارس, فأقام هناك حتى مات ولم يعد إلى البصرة.
فيقال: إن هؤلاء الأعراب رشوا فوافقوا الكسائي، وقيل: تملقوه إرضاء للوزير، ولم ينطقوا بالنصب وإنما قالوا: القول قول الكسائي.
وقد ختم ابن الشجري هذا المجلس بأن الكسائي "إنما قصد سؤاله عما علم أنه لا وجه له في العربية، واتفق هو والفراء على ذلك؛ ليخالفه سيبويه فيكون الرجوع إلى السماع، فيقطع المجلس عن النظر والقياس" أمالي ابن الشجري 1/ 206.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|