وسائل الإعلام ركيزة مهمة في اقتصاد السينما

لم تعد العروض السينمائية حكرا على صالات السينما، بل أصبح في غاية اليسر والسهولة لأي شخص أن يمتلك مكتبته السينمائية الخاصة في المنزل بعدما تمكن من اقتناء الأجهزة الخاصة بـ Cinema home أو السينما المنزلية، فمن الممكن للأشخاص اقتناء الأفلام المسجلة على أشرطة الفيديو أو على الأقراص المدمجة CD و DVD أو على أي نوع من التقنيات مثل الفلاش ميموري، وقد ساعد وجود هذا النوع من المكتبات السينمائية انتشار وسهولة الحصول على تقنيات الرسائل والأخيرة السمعية والبصرية المختلفة التي لا يتطلب تركيبها وتشغيلها أي خبرة أو جهد.

من جانب آخر، ازدادت وتنوعت كثيرا القنوات التلفزيونية الفضائية التي ثبيت الأفلام السينمائية أولا بأول لحظة إنتاجها أو بعد إنتاجها بوقت قصير وعلى مدار الأيام والسنين، وحصت كثير من هذه القنوات نسبا مرتفعة من متابعة المشاهدين، ولابد لكل ذلك أن يؤثر على اقتصاد السينما من حيث المردودات والعائدات المادية، فدورة حياة الفيلم السينمائي البدأ من خلال العرض الصالات السينما، وتنتهي بالعرض على شاشات التلفزيون مرورا ببيع نسخ على الأقراص المدمجة CD و DVD وبالتبادل الثقافي بين الدول وغيرها من وسائل البيع والترويج.

تنشر وسائل الإعلام الفرنسية، على سبيل المثال، كل أسبوع تصنيف الأفلام التي يتردد عليها المواطنون، وعدد الأفلام التي تم إنتاجها، والنجاحات التي يحظى بعضها بالقياس إلى بعضها الآخر، ووقائع النقد السينمائي حولها، ووضعية السوق السينمائية، ولقد وصل الأمر جدا بحيث أن لغة الإحصاءات حول السينما تبدو كأنها خطاب سينمائي بحد ذاته. إن الأرقام الاقتصادية تتغلب على النزعة الجمالية للسينما في حين أن الأفلام الجديدة كل سنة تطرد من الذاكرة ما سبقها من افلام.