المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

لماذا يعد النمل والزنابير ضارة بالأزهار؟
11-3-2021
معنى كلمة نصو‌
10-1-2016
أنظمة التركيز على المنتوج Product Focused Systems
22-1-2021
Welsh English: phonology
2024-02-21
ذنب الخيل أو ذنب الفرس Horse tails (Equisetum telmateia)
2023-03-29
كاشم الرومي أو كاشن Levisticum officinalis Lovage
31-7-2022


نظرة سريعة عن حياة الكاظم "عليه السّلام"  
  
1908   02:34 صباحاً   التاريخ: 29-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص336-339
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

الاسم: موسى عليه السلام

اللّقب: الكاظم

الكنية: أبو الحسن

اسم الأب: جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام

اسم الأمّ: حميدة المغربية

الولادة: 7 صفر 127 هـ

الشهادة: 25 رجب 183 هـ

مدّة الإمامة: 35 سنة

مكان الدفن: العراق/ الكاظمية

 

الرعاية الأبويّة

ترعرع الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام في حضن أبيه الصادق عليه السلام وعاش معه 20 سنةً فنهل من مدرسته العلميّة والفقهيَّة، حتّى ظهر في صغره على سائر إخوته. وقد ذكرت لنا كتب السيرة أنّ مناظرةً حصلت بينه وبين أبي حنيفة، حول الجبر والاختيار، بيّن له فيها الإمام عليه السلام ، على صغر سنّه، بطلان القول بالجبر بالدليل العقليّ، ما دعا أبا حنيفة إلى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الإمام الصادق عليه السلام وخرج معتقداً بفضله مذعناً بعلمه.

 

الظروف السياسيّة عند تولّيه الإمامة

عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام مدّة إمامته بعد أبيه، في فترة صعود الدولة العبّاسيّة وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. وتسلّم شؤون الإمامة في ظروفٍ صعبةٍ وقاسيةٍ، نتيجة الممارسات الجائرة لسلطة المنصور العبّاسيّ. وما زاد من صعوبة موقف الإمام عليه السلام ادّعاء الإمامة زوراً، من قبل أحد أبناء الإمام الصادق عليه السلام ‏، وهو عبد الله الأفطح، الّذي صار له أتباع عُرفوا بالفطحيّة، وكذلك الإسماعيليّة، الّذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام الابن الأكبر للإمام الصادق عليه السلام ، مع أنّه توفّيَ في حياة أبيه، وهذا ما جعل أنظار العباسيين تتوجّه إلى غير الإمام الفعليّ وهو الإمام موسى الكاظم عليه السلام ‏، حيث اشتبه الأمر عليهم، فلم يتمكّنوا من تحديد الإمام الفعليّ ليضيّقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطاه عليه السلام فرصةً أكبر للقيام بدوره الإلهيّ.

 

الدور الرساليّ

لقد سعى الإمام عليه السلام بالأساليب المُتاحة له، ومع مراعاة الظروف المُحيطة به، إلى إكمال مسيرة الأئمّة من آبائه، معتمداً الخطوات التالية:

1- ترسيخ مبدأ إمامة الأئمة الاثنيْ عشر: وذلك من خلال تعليم الناس الرجوع إلى تلك العلامات. وبهذا، فرض الإمام الكاظم عليه السلام نفسه على الواقع الشيعيّ، وترسّخت إمامته في نفوس الشيعة.

2- التوجـّه العباديّ والأخلاقيّ: جسّد الإمام الكاظم عليه السلام دور الإمامة، بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه، وأزهدهم في الدنيا، وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه، حتّى في أشدّ الأوقات حراجةً الّتي قضاها في سجون العبّاسيّين، حيث كان دعاؤه: "اللّهُمَّ إِنَّكَ تعلم أَنّي كُنْتُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّغَني لِعبادَتِكَ، اللّهمّ وَقَدْ فَعَلْتَ فَلَكَ الحَمْدُ"[1].

كما حارب الإمام عليه السلام بعض حالات الانحراف الأخلاقيّ، المتفشّي في المجتمع، والذي يتنافى مع تعاليم الإسلام. ونموذج ذلك قصّة بِشْر الحافي، حيث كان يمرّ الإمام عليه السلام أمام منزله، فسمع صوت الغناء يخرج من الدار، فصادف أن التقى الإمام عليه السلام بجاريةٍ لدى بشر الحافي فسألها الإمام عليه السلام: "يا جَاريَة، صاحِبُ هذهِ الدّارِ حُرٌّ أَمْ عَبْدٌ؟"، فقالت: "حرّ"، فأجابها الإمام عليه السلام: "صَدَقْتِ لَوْ كان عَبْدَاً لَخافَ مِنْ مَوْلاه"[2]. ولمّا سمع بِشْر كلمات الإمام هذه اهتزّ كيانه من الأعماق، فتاب على يده وأصبح من أصحابه.

3- التعليم العقائديّ والفقهيّ: احتلّ الإمام‏ عليه السلام مكانةً مرموقةً، على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة، في عصره، فحارب الاتّجاهات العقائديّة المنحرفة والمذاهب الدينيّة المتطرّفة والأحاديث النبويّة المدسوسة، من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكريّة، ما جعل المدينة، محطّةً علميّةً، وفكريّةً لفقهاء ورواة عصره، يقصدها طلاّب العلوم من بقاع الأرض البعيدة، فكانوا يحضرون مجالسه، وفي أكمامهم ألواح من الخشب يثبتون فيها ما سمعوه منه، كما ذكرت المصادر التاريخيّة.

تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم‏ عليه السلام في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر عليه السلام ، واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق عليه السلام ،‏ الكثير من العلماء والفقهاء، في مختلف العلوم الإسلاميّة آنذاك.

 

الدور السياسيّ

عاصر الإمام الكاظم عليه السلام من خلفاء العبّاسيّين المنصور، والمهديّ، والهادي، وهارون الرشيد.

اتّسم حكم المنصور العبّاسيّ بالشدّة، والقتل، والتشريد، فامتلأت سجونه بالعلوّيين، وصادر أموالهم، وبالغ في تعذيبهم، وتشريدهم، وقضى بقسوةٍ بالغةٍ على معظم الحركات المعارضة، حتّى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهديّ العبّاسيّ، الّذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على آل البيت عليهم السلام ما سمح للإمام الكاظم‏ عليه السلام ، بأن يقوم بنشاطٍ علميٍّ واسعٍ في المدينة، حتّى شاع ذكره في أوساط الأمّة.

وفي خلافة الهادي العبّاسيّ، الّذي اشتُهِر بشراسته ومضايقته لأهل البيت عليهم السلام ، قام الحسين بن عليّ أحد أحفاد الإمام الحسن‏ عليه السلام بالثورة على العبّاسيّين، الّتي عرفت فيما بعد بثورة "فخّ"، حيث تمكّن الحسين بن عليّ من السيطرة على المدينة، واشتبك مع الجيش العبّاسيّ في قرية "فخّ" قرب مكّة، ولكنّ المعركة انتهت بفاجعةٍ مروّعةٍ، وحُمِلَتِ الرؤوس والأسرى إلى الهادي العبّاسيّ، الّذي راح يتوعّدُ ويُهدّد الإمام الكاظم عليه السلام ، فقال بصدَدِه: "وَاللهِ ما خَرَجَ حُسَيْنٌ إِلَّا عَنْ أَمْرِهِ ولا اتَّبَعَ إِلَّا مَحَبَّتَهُ لأِنَّهُ صَاحِبُ الْوَصِيَّةِ في أَهْلِ الْبَيْتِ، قَتَلَنِيَ اللهُ إِنْ أَبْقَيْتُ عَلَيهِ"[3]. ولكنّه لم يستطع أن ينفّذ وعيده حيث أدركته المنيّة بعد وقتٍ قصيرٍ، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد، الّذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويّين.

إزاء هذا الأمر، دعا الإمام عليه السلام أصحابه وأتباعه إلى اجتناب أشكال التعامل كافّة مع السلطة العبّاسيّة الظالمة، الّتي مارست بحقّ العلويّين ظلماً لم تمارسه الدولة الأمويّة، ودعاهم إلى اعتماد السريّة التامّة في تحرّكهم، واستخدام التقيّة للتخلّص من شرورهم.

ومع كلّ هذا الحذر، فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الإمام‏ عليه السلام ، فأودعه السجن، وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنّهم فشلوا في ذلك، فلم يقدروا على إدانته في شي‏ءٍ، بل أثّر فيهم الإمام‏ عليه السلام بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليها. ما حدا بهارون الرشيد إلى نقله من ذلك السجن، إلى سجن "السنديّ بن شاهك" بغية التشديد عليه، والقسوة في معاملته.

ورغم شدّة المعاناة الّتي قاساها الإمام‏ عليه السلام في ذلك السجن، فقد بقي ثابتاً، صلباً، ممتنعاً، عن المداهنة، رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم.

 

شهادة الإمام الكاظم عليه السلام

أمضى الإمام الكاظم عليه السلام في سجون هارون الرشيد مدّةً طويلةً، حتّى أعيت هارون فيه الحيلة، ويئس منه فقرّر قتله، وذلك بأن أمر بأن يدسّ السمّ له في الرطب، فاستشهد عليه السلام في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183هـ، ودفن في الكاظميّة.

 

[1]  المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان - بيروت، 1414هـ - 1993م، ط2، ج2، ص240.

[2]  الشيخ عباس القمي، الكنى والألقاب، طهران، مكتبة الصدر، لا.ت، لا.ط، ج2، ص168.

[3]  العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج48، ص151.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.