أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015
3463
التاريخ: 15-05-2015
3345
التاريخ: 15-05-2015
4998
التاريخ: 29-5-2022
1496
|
الاسم: موسى عليه السلام
اللّقب: الكاظم
الكنية: أبو الحسن
اسم الأب: جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام
اسم الأمّ: حميدة المغربية
الولادة: 7 صفر 127 هـ
الشهادة: 25 رجب 183 هـ
مدّة الإمامة: 35 سنة
مكان الدفن: العراق/ الكاظمية
الرعاية الأبويّة
ترعرع الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام في حضن أبيه الصادق عليه السلام وعاش معه 20 سنةً فنهل من مدرسته العلميّة والفقهيَّة، حتّى ظهر في صغره على سائر إخوته. وقد ذكرت لنا كتب السيرة أنّ مناظرةً حصلت بينه وبين أبي حنيفة، حول الجبر والاختيار، بيّن له فيها الإمام عليه السلام ، على صغر سنّه، بطلان القول بالجبر بالدليل العقليّ، ما دعا أبا حنيفة إلى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الإمام الصادق عليه السلام وخرج معتقداً بفضله مذعناً بعلمه.
الظروف السياسيّة عند تولّيه الإمامة
عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام مدّة إمامته بعد أبيه، في فترة صعود الدولة العبّاسيّة وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. وتسلّم شؤون الإمامة في ظروفٍ صعبةٍ وقاسيةٍ، نتيجة الممارسات الجائرة لسلطة المنصور العبّاسيّ. وما زاد من صعوبة موقف الإمام عليه السلام ادّعاء الإمامة زوراً، من قبل أحد أبناء الإمام الصادق عليه السلام ، وهو عبد الله الأفطح، الّذي صار له أتباع عُرفوا بالفطحيّة، وكذلك الإسماعيليّة، الّذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام الابن الأكبر للإمام الصادق عليه السلام ، مع أنّه توفّيَ في حياة أبيه، وهذا ما جعل أنظار العباسيين تتوجّه إلى غير الإمام الفعليّ وهو الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، حيث اشتبه الأمر عليهم، فلم يتمكّنوا من تحديد الإمام الفعليّ ليضيّقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطاه عليه السلام فرصةً أكبر للقيام بدوره الإلهيّ.
الدور الرساليّ
لقد سعى الإمام عليه السلام بالأساليب المُتاحة له، ومع مراعاة الظروف المُحيطة به، إلى إكمال مسيرة الأئمّة من آبائه، معتمداً الخطوات التالية:
1- ترسيخ مبدأ إمامة الأئمة الاثنيْ عشر: وذلك من خلال تعليم الناس الرجوع إلى تلك العلامات. وبهذا، فرض الإمام الكاظم عليه السلام نفسه على الواقع الشيعيّ، وترسّخت إمامته في نفوس الشيعة.
2- التوجـّه العباديّ والأخلاقيّ: جسّد الإمام الكاظم عليه السلام دور الإمامة، بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه، وأزهدهم في الدنيا، وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه، حتّى في أشدّ الأوقات حراجةً الّتي قضاها في سجون العبّاسيّين، حيث كان دعاؤه: "اللّهُمَّ إِنَّكَ تعلم أَنّي كُنْتُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّغَني لِعبادَتِكَ، اللّهمّ وَقَدْ فَعَلْتَ فَلَكَ الحَمْدُ"[1].
كما حارب الإمام عليه السلام بعض حالات الانحراف الأخلاقيّ، المتفشّي في المجتمع، والذي يتنافى مع تعاليم الإسلام. ونموذج ذلك قصّة بِشْر الحافي، حيث كان يمرّ الإمام عليه السلام أمام منزله، فسمع صوت الغناء يخرج من الدار، فصادف أن التقى الإمام عليه السلام بجاريةٍ لدى بشر الحافي فسألها الإمام عليه السلام: "يا جَاريَة، صاحِبُ هذهِ الدّارِ حُرٌّ أَمْ عَبْدٌ؟"، فقالت: "حرّ"، فأجابها الإمام عليه السلام: "صَدَقْتِ لَوْ كان عَبْدَاً لَخافَ مِنْ مَوْلاه"[2]. ولمّا سمع بِشْر كلمات الإمام هذه اهتزّ كيانه من الأعماق، فتاب على يده وأصبح من أصحابه.
3- التعليم العقائديّ والفقهيّ: احتلّ الإمام عليه السلام مكانةً مرموقةً، على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة، في عصره، فحارب الاتّجاهات العقائديّة المنحرفة والمذاهب الدينيّة المتطرّفة والأحاديث النبويّة المدسوسة، من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكريّة، ما جعل المدينة، محطّةً علميّةً، وفكريّةً لفقهاء ورواة عصره، يقصدها طلاّب العلوم من بقاع الأرض البعيدة، فكانوا يحضرون مجالسه، وفي أكمامهم ألواح من الخشب يثبتون فيها ما سمعوه منه، كما ذكرت المصادر التاريخيّة.
تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم عليه السلام في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر عليه السلام ، واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق عليه السلام ، الكثير من العلماء والفقهاء، في مختلف العلوم الإسلاميّة آنذاك.
الدور السياسيّ
عاصر الإمام الكاظم عليه السلام من خلفاء العبّاسيّين المنصور، والمهديّ، والهادي، وهارون الرشيد.
اتّسم حكم المنصور العبّاسيّ بالشدّة، والقتل، والتشريد، فامتلأت سجونه بالعلوّيين، وصادر أموالهم، وبالغ في تعذيبهم، وتشريدهم، وقضى بقسوةٍ بالغةٍ على معظم الحركات المعارضة، حتّى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهديّ العبّاسيّ، الّذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على آل البيت عليهم السلام ما سمح للإمام الكاظم عليه السلام ، بأن يقوم بنشاطٍ علميٍّ واسعٍ في المدينة، حتّى شاع ذكره في أوساط الأمّة.
وفي خلافة الهادي العبّاسيّ، الّذي اشتُهِر بشراسته ومضايقته لأهل البيت عليهم السلام ، قام الحسين بن عليّ أحد أحفاد الإمام الحسن عليه السلام بالثورة على العبّاسيّين، الّتي عرفت فيما بعد بثورة "فخّ"، حيث تمكّن الحسين بن عليّ من السيطرة على المدينة، واشتبك مع الجيش العبّاسيّ في قرية "فخّ" قرب مكّة، ولكنّ المعركة انتهت بفاجعةٍ مروّعةٍ، وحُمِلَتِ الرؤوس والأسرى إلى الهادي العبّاسيّ، الّذي راح يتوعّدُ ويُهدّد الإمام الكاظم عليه السلام ، فقال بصدَدِه: "وَاللهِ ما خَرَجَ حُسَيْنٌ إِلَّا عَنْ أَمْرِهِ ولا اتَّبَعَ إِلَّا مَحَبَّتَهُ لأِنَّهُ صَاحِبُ الْوَصِيَّةِ في أَهْلِ الْبَيْتِ، قَتَلَنِيَ اللهُ إِنْ أَبْقَيْتُ عَلَيهِ"[3]. ولكنّه لم يستطع أن ينفّذ وعيده حيث أدركته المنيّة بعد وقتٍ قصيرٍ، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد، الّذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويّين.
إزاء هذا الأمر، دعا الإمام عليه السلام أصحابه وأتباعه إلى اجتناب أشكال التعامل كافّة مع السلطة العبّاسيّة الظالمة، الّتي مارست بحقّ العلويّين ظلماً لم تمارسه الدولة الأمويّة، ودعاهم إلى اعتماد السريّة التامّة في تحرّكهم، واستخدام التقيّة للتخلّص من شرورهم.
ومع كلّ هذا الحذر، فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الإمام عليه السلام ، فأودعه السجن، وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنّهم فشلوا في ذلك، فلم يقدروا على إدانته في شيءٍ، بل أثّر فيهم الإمام عليه السلام بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليها. ما حدا بهارون الرشيد إلى نقله من ذلك السجن، إلى سجن "السنديّ بن شاهك" بغية التشديد عليه، والقسوة في معاملته.
ورغم شدّة المعاناة الّتي قاساها الإمام عليه السلام في ذلك السجن، فقد بقي ثابتاً، صلباً، ممتنعاً، عن المداهنة، رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم.
شهادة الإمام الكاظم عليه السلام
أمضى الإمام الكاظم عليه السلام في سجون هارون الرشيد مدّةً طويلةً، حتّى أعيت هارون فيه الحيلة، ويئس منه فقرّر قتله، وذلك بأن أمر بأن يدسّ السمّ له في الرطب، فاستشهد عليه السلام في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183هـ، ودفن في الكاظميّة.
[1] المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان - بيروت، 1414هـ - 1993م، ط2، ج2، ص240.
[2] الشيخ عباس القمي، الكنى والألقاب، طهران، مكتبة الصدر، لا.ت، لا.ط، ج2، ص168.
[3] العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج48، ص151.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|