النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
وزراء هارون العباسي الصالحين
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الكاظم "ع" سيد بغداد
الجزء والصفحة:
ص174-184
2025-08-05
32
علي بن يقطين ( رحمه الله ) رئيس وزراء هارون
كان أبوه يقطين « يبيع الأبزار وهي التوابل » ( رجال الطوسي : 2 / 729 ) . وكان من دعاة العباسيين فطلبه الخليفة الأموي مروان ( الحمار ) فهرب مع عائلته إلى المدينة المنورة ، وكانت له صلة بالإمام الصادق ( عليه السلام ) .
كان من ثقات المنصور فوضع ولده المهدي في حجره : « فنشأ المهدي وعلي بن يقطين كأنهما أخوان ، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي استوزر علي بن يقطين وقدمه وجعله على ديوان الزمام وديوان البسر والخاتم ، فلم يزل في يده حتى توفى المهدي وأفضى الأمر إلى الهادي فأقره على وزارته ولم يشرك معه أحداً في أمره ، إلى أن توفي الهادي وصار الأمر إلى الرشيد ، فأقره شهراً ، ثم صرفه بيحيى بن خالد البرمكي » . ( ذيل تاريخ بغداد : 4 / 202 ) .
ومع أن هارون عزله من الوزارة ، لكن بقيت له مكانة محترمة عنده ، فعندما غضب على البرامكة ونكبهم ، أعاده إلى الوزارة !
قال المسعودي في التنبيه والإشراف / 299 : « ودفع خاتم الخلافة بعد إيقاعه بهم إلى علي بن يقطين ، وغلب عليه الفضل بن الربيع وإسماعيل بن صبيح إلى أن مات » .
ومعنى هذا أن هارون بكل دهائه ورقابته ، لم يجد أي مستمسك على علي بن يقطين ، فبقي على ثقته به إلى أن توفي ( رحمه الله ) قبل شهادة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
وفي معجم السيد الخوئي ( قدس سره ) : 13 / 242 : « علي بن يقطين بن موسى البغدادي كوفي الأصل ، مولى بني أسد . . . قال الشيخ الطوسي : علي بن يقطين ثقة جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، عظيم المكان في الطائفة .
كان يحمل الأموال إلى جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، ونمَّ خبره إلى المنصور والمهدي فصرف الله عنه كيدهما ، وتوفي ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومائة ، وسنُّهُ يومئذ سبع وخمسون سنة ، وصلى عليه ولي العهد محمد بن الرشيد ، وتوفي أبوه بعده سنة خمس وثمانين ومائة . ولعلي بن يقطين رضي الله عنه كتب ، منها : كتاب ما سئل عنه الصادق ( عليه السلام ) من الملاحم ، وكتاب مناظرة الشاك بحضرته ( عليه السلام ) » .
أقول : روى علي بن يقطين عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كثيراً ، وذكروا أنه روى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) رواية واحدة ، ولا يصح ذلك كما بينه السيد الخوئي ( رحمه الله ) . بل روى عنه عدة روايات ، وله كتاب أحاديثه ( عليه السلام ) في الملاحم وكتاب مناظرته لملحد بحضوره ( عليه السلام ) ، فقد كان عمره نحو 25 سنة عندما توفي الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وكان يراه في موسم الحج ، وفي استدعاء المنصور له إلى الكوفة والحيرة وبغداد .
هذا ، وقد ذكر ابن النديم في الفهرست / 279 ، والنجار في ذيل تاريخ بغداد : 4 / 202 ، أن يقطيناً كان شيعياً وأنه كان يحمل المال إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وهو بعيد ، والمؤكد أن ابنه علياً كان شيعياً ، وكان أبوه يعرف ذلك ، ويستر عليه .
من أخبار علي بن يقطين مع الإمام الكاظم ( عليه السلام )
1 - غيَّر عثمان بن عفان وضوء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأدخل فيه غسل القدمين ، وتطويق الأذنين ، كما يفعل اليهود والصابئة . وفرض هذا الوضوء على المسلمين ، وعممته الدولة الأموية ، ثم تبناه العباسيون . وقد استوفى دراسته العالم الباحث السيد علي الشهرستاني في كتابه : وضوء النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وقد بقي أهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم على وضوء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فصاروا يعرفون به !
وكان علي بن يقطين ( رحمه الله ) في بلاط هارون محاطاً بحساده البرامكة وبعض أقاربه فكتب إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) يسأله كيف يتوضأ : « فكتب إليه : فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء ، والذي آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثاً وتستنشق ثلاثاً ، وتخلل لحيتك ، وتمسح رأسك كله ، وبه تمسح ظاهر أذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً ، ولا تخالف ذلك إلى غيره .
فلما وصل الكتاب إلى علي تعجب مما رسم له فيه ، ثم قال : مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره ، فكان يعمل في وضوئه على هذه ، وسُعِيَ بعلي إلى الرشيد بالرفض فقال : قد كثر القول عندي في رفضه ، فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه ، فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو ، فدعا بالماء وتوضأ على ما أمره الإمام فلم يملك الرشيد نفسه حتى أشرف عليه بحيث يراه ، ثم ناداه : كذاب يا علي من زعم أنك من الرافضة ! وصلحت حاله عنده ، وورد كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) ابتداء : من الآن يا علي بن يقطين توضأ كما أمرك الله ، وذكر وصفه ، فقد زال ما يخاف عليك . . إغسل وجهك مرة فريضة والأخرى إسباغاً ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح مقدم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك » ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 407 ، وإعلام الورى : 2 / 22 ) .
2 - قال علي بن يقطين : « كنت عند هارون الرشيد يوماً إذ جاءت هدايا ملك الروم ، وكانت فيها درَّاعة ( جبة ) ديباج سوداء لم أر أحسن منها ، فرآني أنظر إليها فوهبها لي ، وبعثتها إلى أبي إبراهيم ( عليه السلام ) ، ومضت عليها تسعة أشهر ، فانصرفت يوماً من عند هارون بعد أن تغديت بين يديه ، فلما دخلت داري قام إليَّ خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل على يده وكتاب لطيف خاتمه رطب ، فقال : أتاني رجل بهذا الساعة فقال : أوصله إلى مولاك ساعة يدخل ! ففضضت الكتاب فإذا فيه : يا علي هذا وقت حاجتك إلى الدراعة ! فكشفت طرف المنديل عنها ورأيتها وعرفتها ، ودخل عليَّ خادم لهارون بغير إذن فقال : أجب أمير المؤمنين ! قلت : أي شئ حدث ؟ قال : لا أدري ، فركبت ودخلت عليه وعنده عمر بن بزيع واقفاً بين يديه ، فقال : ما فعلت بالدراعة التي وهبتها لك ؟ قلت : خِلَعُ أمير المؤمنين عليَّ كثيرة ، من دراريع وغيرها ، فعن أيها تسألني ؟ قال : دراعة الديباج السوداء الرومية المذهبة ؟ قلت : ما عسى أن أصنع بها ، ألبسها في أوقات وأصلي فيها ركعات وقد كنت دعوت بها عند منصرفي من دار أمير المؤمنين الساعة لألبسها ! فنظر إلى عمر بن بزيغ فقال : قل له ليرسل حتى يحضرنيها . قال : فأرسلت خادمي حتى جاء بها ، فلما رآها قال : يا عمر ما ينبغي أن نقبل على عليٍّ بعدها شيئاً ! قال : فأمر لي بخمسين ألف درهم ، حملت مع الدراعة إلى داري ! قال علي بن يقطين : وكان الساعي بي ابن عم لي فسوَّد الله وجهه وكذَّبه والحمد لله » « الخرائج : 2 / 656 ، والمناقب : 3 / 408 ، ودلائل الإمامة / 322 ، والإرشاد : 2 / 225 ، والخرائج : 1 / 334 ، وإعلام الورى : 2 / 19 ، والثاقب في المناقب / 449 ) . وفي روايتهم : « فسكن الرشيد من غضبه وقال : انصرف راشداً فلن أصدق بعدها ساعياً ، وأمر أن يتبع بجائزة سنية وتقدم بضرب الساعي ألف سوط ، فضرب نحو خمس مائة سوط ، فمات » .
3 - استأذن إبراهيم الجمال رضي الله عنه على أبي الحسن علي بن يقطين الوزير فحجبه ، فحج علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر ( عليه السلام ) فحجبه ، فرآه ثاني يومه فقال علي بن يقطين : يا سيدي ما ذنبي ؟ فقال : حجبتك لأنك حجبت أخاك إبراهيم الجمال ، وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك إبراهيم الجمال ! فقلت : سيدي ومولاي من لي بإبراهيم الجمال في هذا الوقت ، وأنا بالمدينة وهو بالكوفة ؟ فقال : إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك واركب نجيباً هناك مسرجاً !
قال : فوافي البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمال بالكوفة ، فقرع الباب وقال : أنا علي بن يقطين ، فقال إبراهيم الجمال من داخل الدار : وما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي ! فقال علي بن يقطين : يا هذا إن أمري عظيم ! وآلى عليه أن يأذن له ، فلما دخل قال : يا إبراهيم إن المولى ( عليه السلام ) أبى أن يقبلني أو تغفر لي ! فقال : يغفر الله لك ، فآلى علي بن يقطين على إبراهيم الجمال أن يطأ خده فامتنع إبراهيم من ذلك ، فآلى عليه ثانياً ففعل ، فلم يزل إبراهيم يطأ خده وعلي بن يقطين يقول : اللهم اشهد ! ثم انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر ( عليه السلام ) بالمدينة ، فأذن له ودخل عليه فقبله » ! ( عيون المعجزات / 90 ، والثاقب في المناقب / 458 ، والبحار : 48 / 85 ) .
أقول : أراد الإمام ( عليه السلام ) بذلك تربية علي بن يقطين على أن لا يرد مؤمناً جاءه في حاجة ، أما إرساله إلى الكوفة بالمعجزة ، فقد رأى علي بن يقطين شبيهه مراراً !
4 - قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) لعلي بن يقطين : « إضمن لي خصلة ، أضمن لك ثلاثاً ! فقال علي : جعلت فداك ، وما الخصلة التي أضمنها لك وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي ؟ قال فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : الثلاث اللواتي أضمنهن لك : أن لا يصيبك حر الحديد أبداً بقتل ، ولا فاقة ، ولا سجن . قال فقال علي : وما الخصلة التي أضمنها لك ؟ قال فقال : تضمن أن لا يأتيك ولي أبداً إلا أكرمته ! قال فضمن عليٌّ الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث » . ( رجال الطوسي : 2 / 731 ) .
5 - « روى بكر بن محمد الأشعري أن أبا الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : إني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز وجل البارحة فوهبه لي ، إن علي بن يقطين بذل ماله ومودته فكان لذلك منا مستوجباً .
ويقال إن علي بن يقطين ربما حمل مائة ألف إلى ثلاث مائة ألف درهم ، وإن أبا الحسن ( عليه السلام ) زوج ثلاثة بنين أو أربعة ، منهم أبو الحسن الثاني ، فكتب إلى علي بن يقطين : إني قد صيرت مهورهن إليك » . ( رجال الطوسي : 2 / 732 ) .
وقال سليمان بن الحسين كاتب علي بن يقطين : « أحصيت لعلي بن يقطين من وافى عنه في عام واحد مائة وخمسين رجلاً ، أقل من أعطاه منهم سبع مائة درهم ، وأكثر من أعطاه عشرة آلاف درهم » . ( رجال الطوسي : 2 / 737 ) .
6 - في معجم السيد الخوئي : 13 / 247 : « عن إسماعيل بن سلام ، وإسماعيل بن جميل ، قالا : بعث إلينا علي بن يقطين فقال : اشتريا راحلتين وتجنبا الطريق ، ودفع إلينا أموالاً وكتباً ، حتى توصلا ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ولا يعلم بكما أحد . قالا : فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زادا وخرجنا نتجنب الطريق ، حتى إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لها العلف وقعدنا نأكل ، فبينا نحن كذلك إذ راكب قد أقبل ومعه شاكري ، فلما قرب منا فإذا هو أبو الحسن ( عليه السلام ) فقمنا إليه وسلمنا عليه ، ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا ، فأخرج من كمه كتباً فناولنا إياها فقال : هذه جوابات كتبكم ، فقلنا : إن زادنا قد فنيَ فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتزودنا بزاد ، فقال : هاتا ما معكما من الزاد ، فأخرجنا الزاد فقلبه بيده ، فقال : هذا يبلغكما إلى الكوفة ، وأما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد رأيتماه ، وإني صليت معهم الفجر ، وإني أريد أن أصلي معهم الظهر ، انصرفا في حفظ الله » !
7 - « لما قدم أبو إبراهيم موسى بن جعفر ( عليه السلام ) العراق ، قال له علي بن يقطين : أما ترى حالي وما أنا فيه ( من صعوبة العمل لكثرة المكائد في بلاط هارون ) ؟ ! فقال : يا علي إن لله تعالى أولياء مع الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه ، وأنت منهم يا علي » . ( رجال الطوسي : 2 / 731 ) . وفي رواية : « إن لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم » . ( معجم السيد الخوئي : 13 / 247 )
وفي قرب الإسناد / 306 : « كتب إلى أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان ، وكان وزيراً لهارون ، فإن أذنت لي جعلني الله فداك هربت منه ! فرجع الجواب : لا آذن لك بالخروج من عملهم واتق الله » !
8 - « عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال : كنت عند أبي إبراهيم ( عليه السلام ) إذ أقبل علي بن يقطين فالتفت إلى أصحابه فقال : من سره أن يرى رجلاً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلينظر إلى هذا المقبل ! فقال له رجل من القوم : هو إذن من أهل الجنة ؟ فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة » . ( رجال الطوسي : 2 / 730 ) .
جعفر بن محمد بن الأشعث رئيس وزراء هارون
1 - محمد بن الأشعث الخزاعي غير محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ، وقد خلط البعض بينهما ، وجعفر هنا هو الخزاعي وليس الكندي . وأبوه من قادة الثورة العباسية ، ففي تاريخ اليعقوبي : 2 / 386 : « فولى أبو جعفر محمد بن الأشعث الخزاعي ، فقدم طرابلس » .
وفي فتوح البلاذري : 1 / 275 : « ثم دخل محمد بن الأشعث الخزاعي إفريقية والياً عليها في آخر خلافة أبى العباس ، في سبعين ألفاً ويقال في أربعين ألفاً ، فوليها أربع سنين ، فرمَّ مدينة القيروان » . أي رممها وبنى فيها .
وفي أنساب السمعاني : 4 / 573 : « وقيل : بنى القيروان محمد بن الأشعث الخزاعي ، وتحت لوائه عشرون ومائة قائد » .
وفي تاريخ الذهبي : 9 / 262 : « محمد بن الأشعث بن يحيى الخزاعي الخراساني ، الأمير ، أحد قواد بني عباس . ولي دمشق للمنصور بعد صالح بن علي العباسي ثم ولاه إمرة الديار المصرية ، ودخل القيروان لحرب الإباضية ، وكان شجاعاً حازماً مهيباً ، هزم أبا الخطاب عبد الأعلى رأس الخوارج ، ثم ظفر به وقتله ، ومات ابن الأشعث هذا سنة تسع وأربعين ومائة » .
وكان جعفر بن محمد بن الأشعث قائداً كأبيه ، وذكره الطبري وذكر ابنه العباس فقال : ( 6 / 529 ، و 447 ) : « سنة 187 وفيها أقدم الرشيد جعفر بن محمد بن الأشعث من خراسان ، وولاها ابنه العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث » .
وكان هارون يستقدمه ليعطيه مسؤولية كبيرة كخاتم الخلافة أو الحرس الشخصي له . ( تاريخ خليفة / 382 ) . وقد بلغت ثقة هارون بجعفر بن محمد بن الأشعث أنه جعل ابنه المأمون في حجره ليربيه ، فحسده البرامكة كما تقدم !
وورد ذكر ابنه العباس في غزو الروم أيضاً ، قال الطبري ( 6 / 500 ) : « دخل القاسم بن هارون أرض الروم في شعبان فأناخ على قرة وحاصرها ، ووجه العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث فأناخ على حصن سنان حتى جهدوا ، فبعثت إليه الروم تبذل له ثلاث مائة وعشرين رجلاً من أسارى المسلمين على أن يرحل عنهم ، فأجابهم إلى ذلك » .
« فوجه ابنه المأمون قبل وفاته بثلاث وعشرين ليلة إلى مرو ، ومعه عبد الله بن مالك ، ويحيى بن معاذ ، وأسد بن يزيد بن مزيد ، والعباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث . . ثم اشتد بهارون الوجع حتى ضعف عن السير » . ( الطبري : 6 / 525 ) .
2 - روى محمد بن الأشعث قصة تشيعهم ، فقال لمحمد بن أبي عمير : « أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ومعرفتنا به ، وما كان عندنا فيه ذكر ولا معرفة شئ مما عند الناس ؟ قال قلت : ما ذاك ؟ قال : إن أبا جعفر يعني أبا الدوانيق قال لأبي محمد الأشعث : يا محمد إبغ لي رجلاً له عقل يؤدي عني . فقال له : إني قد أصبته لك ، هذا فلان بن مهاجر خالي . قال : فأتني به . قال : فأتيته بخالي فقال له أبو جعفر : يا ابن مهاجر خذ هذا المال ، فأعطاه ألوف دنانير أو ما شاء الله من ذلك ، وائت المدينة والق عبد الله بن الحسن وعدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد ، فقل لهم : إني رجل غريب من أهل خراسان ، وبها شيعة من شيعتكم وجهوا إليكم بهذا المال ، فادفع إلى كل واحد منهم على هذا الشرط كذا وكذا ، فإذا قبضوا المال فقل إني رسول ، وأحب أن يكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم مني !
قال فأخذ المال وأتى المدينة ثم رجع إلى أبي جعفر ، وكان محمد بن الأشعث عنده فقال أبو جعفر : ما وراءك ؟ قال : أتيت القوم وفعلت ما أمرتني به ، وهذه خطوطهم بقبضهم ، خلا جعفر بن محمد فإني أتيته وهو يصلي في مسجد الرسول ( ص ) فجلست خلفه وقلت ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه ، فعجل وانصرف ثم التفت إليَّ فقال : يا هذا إتق الله ولا تَغُرَّنَّ أهل بيت محمد ( صلى الله عليه وآله ) وقل لصاحبك إتق الله ولا تغرن أهل بيت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنهم قريبوا العهد بدولة بني مروان وكلهم محتاج !
قال فقلت : وماذا أصلحك الله ؟ ! فقال : أدن مني ، فأخبرني بجميع ما جرى بيني وبينك حتى كأنه كان ثالثنا !
قال فقال أبو جعفر : يا ابن مهاجر ، إعلم إنه ليس من أهل بيت نبوة إلا وفيهم محدث ، وإن جعفر بن محمد محدثنا اليوم ! فكان هذه دلالة أنا قلنا بهذا المقالة » ( بصائر الدرجات / 265 ، والكافي : 1 / 475 ) .
أقول : أراد المنصور أن يُزّوِّر ممسكاً على العلويين بأنهم يجمعون المال والأنصار للثورة عليه ، فيحبسهم لذلك أو يقتلهم ! وانطلت الحيلة على الحسنيين ، بينما كشفها الله تعالى للإمام الصادق ( عليه السلام ) فأخبر رسول المنصور ، فاندهش !
وتتعجب من قدرة المنصور على التزوير ، وأنه لم ينبهت عندما أخبره رسوله بما رأى بل غيَّر الموضوع وجعله فخراً له بالإمام الصادق ( عليه السلام ) لأنه من بني هاشم !
وتتعجب أكثر من أن المنصور مع شهادته بأن الإمام الصادق ( عليه السلام ) إمام تحدثه الملائكة فهو لا يهتم بمقامه ولا بعلمه ، ولا بالملائكة ولا بالرسل ولا بربهم عز وجل ! بل يريد مستمسكاً على الإمام ( عليه السلام ) ليقتله ويبعد ضرره عن ملكه ! تماماً كما قال الله تعالى عنهم : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ، فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ !
وكانت هذه الحادثة سبب تشيع رسول المنصور ومحمد بن الأشعث ، ولا بد أنهم رأوا غيرها من الآيات فاعتقدوا بأن الإمام الصادق ( عليه السلام ) حجة الله تعالى على خلقه ، والإمام المفترض الطاعة ! لكنهم حافظوا على ثقة المنصور بهم واحتفظوا بمناصبهم ! ولا بد أن الإمام ( عليه السلام ) علمهم وعلم ابن يقطين كيف يتصرفون !
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
