- الحدود التذكارية (التاريخية)

أحيانا تختفى الحدود السياسية من الخريطة لبعض المناطق كدول تبعا للتغيرات التى تحدث نتيجة تحول بعض المستعمرات إلى دول مستقلة، مثل الصومال الذى تكون من مستعمرتين (الصومال البريطاني والصومال الإيطالي)، ومثل الحدود البولندية والألمانية السابقة قبل أن تتغير هذه الحدود إلى بولندا الحالية التي تطل على بحر البلطيق، ومثل حدود الإمبراطورية العثمانية فى شرق أوربا من قبل. فلا شك أن هذه الحدود القديمة تترك ملامحها على هذه المناطق، وقد تتحول إلى حدود إدارية فى بعض الدول.

كما يعد من هذا النوع من الحدود ذلك الحد الذى اقترحه البابا عندما قسم الأجزاء غير المسيحية من العالم بين إسبانيا والبرتغال بموجب اتفاقية عرفت باتفاقية تورديزيلاس في عام ١٤٩٤  وبموجب هذه الاتفاقية تم الفصل بين  تورديزيلاس قرية تقع شمال غربي إسبانيا على نهر دورو. ممتلكات الإسبان والبرتغال على أساس الحد الذى يتفق مع خط يقع إلى الغرب من جزر الرأس الأخضر بمقدار ٣٧٠ فرسخا (الفرسخ = ٣ أميال)، وبهذا الخط قسمت أمريكا الجنوبية بين إسبانيا والبرتغال، غير أن البرازيل امتدت اليوم كثيرا نحو الغرب أبعد من هذا الخط الذى اتفق عليه بين إسبانيا والبرتغال.

أما هوسهوفر فيؤكد على أهمية الحدود السياسية الحصينة، ولذلك كان يدعو إلى إنشاء حدود عسكرية قوية على شكل إطار خارجي يحيط بحدود الحضارة الألمانية لتجنب الغزو، ولذلك صنف هوسهوفر الحدود السياسية على هذا الأساس بما يسمى: حدود الهجوم، وحدود الدفاع، وحدود النمو، وحدود التدهور. ورغم تعدد وجهات النظر فى تصنيف الحدود السياسية فإنها بشكل عام إما أن ترتبط بالظاهرات الطبيعية كالجبال والأنهار والبحار والبحيرات والصحارى، أو بالظاهرات الفلكية كخطوط الطول ودوائر العرض، أو أن تكون هندسية، أو مرتبطة بالظاهرات البشرية كاللغة والدين والأصول العرقية.