المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

schema (n.), plural schemata
2023-11-13
وضـع النمو الاقـتصـادي لـدول إفـريـقـيا جـنوب الصـحراء
17-1-2023
اللفت – السلجم – الشلغم
12-4-2017
الوصية لأمير المؤمنين (عليه السلام)
خروج العراق من يد الفرس.
2024-10-29
عقائد الدّروز
27-05-2015


الكذب مَصدر لأنواع الذنوب  
  
1967   02:32 صباحاً   التاريخ: 15-5-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص49ــ52
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-08 1084
التاريخ: 11-4-2017 2474
التاريخ: 18-9-2019 2295
التاريخ: 21/12/2022 1541

ورد في أحاديث كثيرة: أن الصدق يولد طهارة العمل، والكذب مفتاح لكثير من الذنوب.

وقد يصعب على البعض فهم هذه الحقيقة التي تُفصح عن أثر الصدق والكذب في سائر أعمال الإنسان. لذا ينبغي توضيحها بصورة أكثر تفصيلاً. فنبدأ بذكر قسم من أحاديث أهل البيت عليهم السلام الواردة في هذا المجال أولاً ثم نقوم بشرحها:

قال علي عليه السلام: «الصدق يهدي إلى البر، والبر يدعو إلى الجنة،(1).

وقال الصادق عليه السلام: «إذا صدق العبد قال الله صدق وبر، وإذا كذب قال الله كذب وفجر»(2).

وقال الإمام الحسن العسكري عليه السلام: «جُعِلَت الخبائث كلها في بيت وجُعِلَ مفتاحها الكذب»(3).

ولنبحث الآن أثر الصدق والكذب في أعمال الإنسان:

1- الكذب منبع النفاق؛ لأن الصدق معناه تطابق القلب مع اللسان والكذب عدمه، ومن هنا يبدأ الاختلاف بين ظاهر الإنسان وباطنه، وينجر الكاذب إلى النفاق الكامل تدريجياً {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة: 77].

2- الكذب أداة لكثير من الذنوب: فالمتلونون والمزيفون واللصوص والخونة والمطففون والمحتكرون والمحتالون وناقضو العهود، تضيق بهم السُبل عند ترك الكذب ويواجهون طريقاً مسدوداً.

3- من الطبيعي أن يلجأ إلى الكذب كل من الحسود لحسده، والمتكبر لتفاخره والمتملق للوصل إلى هدفه والطامعين وأصحاب الدنيا لنيل مقصودهم.

فالحاسد يكذب ليصغر المحسود في أعين الآخرين، والمتكبر يكذب ليعظم نفسه في أعين الناس، وبالكذب يتوسل المتملقون بألفِ نوع من المتلق، وأصحاب الدنيا يكذبون لإرضاء روح الطمع الموجودة فيهم، ويسلكون من أجل. ذلك كل سبيل.

4ـ الصادق يحترز عن كثير من الذنوب؛ لأنه يعتقد بلزوم الصدق في الأمور التي قد يُسأل عنها، ولو صدق لافتضح، فالأفضل اجتناب مثل هذه الأعمال تماماً، والالتزام بهذه الفضيلة يقيه الكثير من الذنوب.

5- كثير من الكذب يصير بنفسه سبباً لكذب أو ذنوب أخرى، فكثيراً ما يستعين الكاذبون بعشرات العبارات الكاذبة لتبرير معاصيهم أو للحد من افتضاح أكاذيبهم.

ويتضح مما ذكرناه أن الإنسان إذا ما التزم بالصدق فسيكون ملزماً بترك الكثير من الذنوب لأن كل واحد منها يتغذى على الكذب بشكل من الأشكال، ولا حياة له بدونه. فالكذب مفتاح الرذائل وسبيل الوصول إليها.

* الكذب ضد الايمان:

يستفاد من أحاديث كثيرة أن الكذب يتعارض مع الإيمان وهو علامة لانعدامه.

وكل هذا مستلهم من القرآن الكريم، إذ قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل: 105].

وإليك قسماً من الأخبار:

1- سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم، قيل: ويكون بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: ويكون كذاباً؟ قال: لا(4).

2- قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «لا يجدُ العبد طعم الإيمان حتى يترك الكذبَ هزلَه وجده»(5).

3- وعنه عليه السلام: «جانبوا الكذب فإنه مجانب للإيمان(6).

ولا يستبعد أن يُراد من هذا، إضافة إلى اسوداد القلب الذي يسببه الكذب. إن الكاذبين، بدافع القياس على أنفسهم لا يصدقون الأنبياء بسهولة، ولأنهم يكذبون في أصغر المسائل، لا يستطيعون التصديق بدعوة الأنبياء في مثل هذه المسائل المهمة، ويمكن أن يكونوا في صف أهل الإيمان، لكننا لو اطلعنا على أعماق قلوبهم لوجدناها غير خالية من الشك والترديد وهذا هو شأن الكذابين دائماً .

والعكس صحيح أيضاً فالصادقون يصدقون بسرعة، لأنهم أهل صدق.

وللكذابين سوءُ ظن خاص بالجميع وبكل شيء، ويحسبون أن كل شيء مزيف أو مشكوك في الأقل، فكيف يستطيع أمثال هؤلاء أن يكون لهم إيمان راسخ ومنزه عن الشك بكل ما جاء به الأنبياء عليهم السلام؟ لذا نقرأ في التاريخ أن المنافقين والمنحرفين والكذابين كانوا غالباً ما يتهمون الأنبياء بالكذب.

وموضوع القياس على النفس هو إحدى الحالات النفسية للإنسان التي تستطيع أن تكون مفتاح حل لكثير من المشاكل، وقد لاحظ بكثرة أن الجناة واللصوص والخونة يوقظون الآخرين بحركاتهم اللاطبيعية؛ لأنهم يعرفون أنفسهم ويعتقدون بأن الآخرين يعرفونهم أيضاً، فيحاولون الاستتار فيلفتون أنظار الآخرين بحركاتهم المشكوكة هذه.

_______________________________

(1) مشكاة الأنوار- ص ١٥٧.

(2) مشكاة الأنوار- ص ١٥٦ .

(3) جامع السعادات ج٢، ص ٣٢٣.

(4) جامع السعادات، ج2 ، ص322.

(5) المصدر السابق.

(6) مشكاة الأنوار ص156. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.