أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2014
![]()
التاريخ: 12-12-2014
![]()
التاريخ: 16-12-2014
![]()
التاريخ: 18-10-2015
![]() |
لقد أحسّت سيّدة النساء بالغبطة والسعادة وقد رأت القسم الأكبر من الجزيرة يخضع لسلطان الإسلام ويدين برسالة أبيها ، وها هي قريش مع عتوّها وكبريائها ترسل أحد زعمائها إلى يثرب عاصمة الإسلام لتفاوض النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) على تمديد أمد الهدنة التي تمّ الاتفاق عليها في الحديبية ، حينما ذهب النبيّ معتمرا في العام السادس للهجرة .
لقد أرسلت قريش زعيمها أبا سفيان بعد أن أخلّت بالشروط التي تمّ الاتفاق عليها ليعرض على النبيّ طلب قريش فلم يجد تجاوبا من النبيّ ، فاستجار بجماعة من المسلمين فلم يجره أحد حتى ابنته رملة زوجة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فدخل على عليّ والزهراء ( عليهما السّلام ) يطلب منهما الشفاعة له عند رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فأبى كلّ من عليّ والزهراء والحسنين ( عليهم السّلام ) أن يجيروه ، ولمّا يئس من أن يجيره مسلم من المسلمين رجع آيسا خائفا منكسرا يتعثّر بالفشل والخذلان .
وأيقنت الزهراء من موقف أبيها من أبي سفيان أنّه سيفتتح مكة ، ودنت الأيام فخرج الرسول في عشرة آلاف من المسلمين ولواؤه مع ابن عمّه ووصيّه عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) وخرجت معه الزهراء فيمن خرج معه من النساء ، لقد ظلّت الزهراء إلى جانب أبيها مزهوّة بنصر اللّه وقد رأت الأصنام تحت أقدام أبيها ، ورأت قريشا تلوذ به وتقول : أخ كريم وابن أخ كريم ، وأبوها يقول لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
لقد كانت الأيام التي قضتها الزهراء مع أبيها في مكة حافلة بالذكريات ، حيث تذكّرت فيها أيام أبيها يوم كان المشركون يطاردونه وأصحابه ويحاصرونه في الشعب ، كما وتذكّرت أيام أمها خديجة وعمّ أبيها أبي طالب .
لقد رأت في تلك الرحلة المظفرة هوازن وثقيفا وأحلافهما من العرب الذين ظلّوا حتى ذلك التاريخ على موقفهم المتصلّب من الإسلام ، رأتهم ينهارون وتندك حصونهم ومعاقلهم وتقع أموالهم وصبيانهم ونساؤهم في معركة حنين غنيمة للمسلمين .
وعادت مع أبيها وزوجها إلى مدينة الأنصار تاركة مكة مرتع الصبا وموطن الأهل والأحباب ، وامتدّت حياتها عامين بعد هذه الرحلة وكانا من أسعد أيّام حياتها حيث الإسلام قد انتشر في جميع أنحاء الجزيرة ، وأصبح الأول من بين الأديان[1].
[1] راجع سيرة الأئمة الاثني عشر : 1 / 100 - 105 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|