أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
4396
التاريخ: 2024-07-14
529
التاريخ: 16-12-2014
2948
التاريخ: 21-5-2022
1508
|
[ جاء] في كتاب (بشارة المصطفى) بأسناد معتبر عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جابر، قال : صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه واله) صلاة العصر، فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله، فبينا هو كذلك، اذا اقبل اليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل قد تهلل ، وأخلق، وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا، فاقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) يستحثه الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله، انا جائع الكبد فاطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فأنعشني؟.
فقال : ما أجد لك شيئا، لكن الدال على الخير كفاعله، انطلق الى منزل من يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويؤثر رضاء الله على نفسه، انطلق الى حجرة فاطمة (عليها السلام) ، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه، وقال : يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة (عليها السلام) ، فانطلق الاعرابي مع بلال، فلما وقف على باب فاطمة (عليها السلام) نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومختلف الملائكة، ومهبط جبرئيل الروح الامين بالتنزيل من عند رب العالمين.
فقالت فاطمة : وعليك السلام، فمن انت يا هذا؟ قال : شيخ من العرب اقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة ، وانا – يا بنت محمد – عاري الجسد، جائع الكبد، فواسيني يرحمك الله، وكان لفاطمة وعلي في تلك الحال ورسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاثا ما طعموا فيها طعاما، وقد علم رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك من شانهما، فعمدت فاطمة الى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين (عليهما السلام) فقالت : خذ هذا ايها الطارق، فعسى الله ان يرتاح لك ما هو خير منه.
فقال الأعرابي : يا بنت محمد، شكوت اليك الجوع فناولتيني جلد كبش! ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب! قال : فعمدت – لما سمعت هذا من قوله – الى عقد كان في عنقها اهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبدالمطلب فقطعته من عنقها، ونبذته الى الاعرابي، فقالت : خذه وبعه، فعسى الله ان يعوضك به ما هو خير منه.
فاخذ الاعرابي العقد وانطلق الى مسجد رسول الله والنبي (صلى الله عليه واله) جالس في اصحابه، فقال : يا رسول الله، اعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد، فقالت : بعه، فعسى الله ان يصنع لك، قال : فبكى النبي (صلى الله عليه واله) وقال : وكيف لا يصنع الله لك وقد اعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم (عليه السلام)، فقام عمار بن ياسر رحمة الله عليه فقال : يا رسول الله، أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ قال : اشتره – يا عمار – فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار، فقال عمار : بكم العقد يا أعرابي؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم وبردة يمانية استر بها عورتي، واصلي فيها لربي، ودينار يبلغني أهلي، وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله (صلى الله عليه واله) من خيبر ولم يبق منه شيئا، فقال لك : عشرون دينارا او مئتا درهم هجرية، وبردة يمانية، وراحلتي تبلغك أهلك، وشبعك من خبز البر واللحم، فقال الاعرابي : ما أسخاك بالمال أيها الرجل.
وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له، وعاد الاعرابي الى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال رسول الله : اشبعت واكتسيت؟ قال الاعرابي : نعم، واستغنيت بابي انت وامي، قال (صلى الله عليه واله) : فاجز فاطمة بصنيعها، فقال الاعرابي : اللهم انك اله ما استحدثناك، ولا اله لنا نعبده سواك، وانت رازقنا على كل الجهات.؟ اللهم اعط فاطمة ما لا عين رأيت، ولا اذن سمعت، فامن النبي (صلى الله عليه واله) على دعائه، واقبل على اصحابه فقال : ان الله قد اعطى فاطمة في الدنيا ذلك، انا أبوها وما أحد من العالمين مثلي، وعلي بعلها، ولولا علي ما كان لفاطمة كفؤ أبدا، وأعطاها الحسن والحسين (عليهما السلام) وما للعالمين مثلهما، سيدا شباب أسباط الأنبياء، وسيدا شباب أهل الجنة، وكان بإزائه مقداد وعمار، وسلمان (رضي الله عنهم)، فقال : وازيدكم؟ قالوا : نعم يا رسول الله، قال : اتاني الروح – يعني جبرئيل (عليه السلام) - انها اذا هي قبضت ودفنت يسالها الملكان في قبرها : من ربك؟ فتقول : الله ربي، فيقولان : فمن نبيك؟ فتقول : أبي، فيقولان : فمن وليك؟ فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي أبي طالب (عليه السلام) ، الا وازيدكم من فضلها : ان الله قد وكل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها، وهم معها في حياتها، وعند قبرها عند موتها، يكثرون الصلاة عليها، وعلى ابيها وبعلها وبنيها، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي، ومن زار فاطمة فكأنما زارني، ومن زار علي بن ابي طالب فكأنما زار فاطمة، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار عليا، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما.
فعمد عمار الى العقد فطيبه بالمسك، ولفه في بردة يمانية، وكان له عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد الى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فادفعه الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنت له، فاخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخبره بقول عمار، فقال النبي (صلى الله عليه واله) : انطلق الى فاطمة فادفع اليها العقد وأنت لها، فجاء المملوك بالعقد وخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه واله)، فأخذت فاطمة (عليها السلام) العقد واعتقت المملوك، فضحك الغلام، فقالت (عليها السلام) : ما يضحكك يا غلام؟ فقال : اضحكني عظم بركة هذا العقد، أشبع جائعا وكسى عريانا، واغنى فقيرا، واعتق عبدا، ورجع الى ربه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|