المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



منزلها يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله  
  
3637   04:02 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص116-118.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

[ جاء] في كتاب (بشارة المصطفى) بأسناد معتبر عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جابر، قال : صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه واله) صلاة العصر، فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله، فبينا هو كذلك، اذا اقبل اليه شيخ من مهاجرة العرب  عليه سمل قد تهلل ، وأخلق، وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا، فاقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) يستحثه الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله، انا جائع الكبد فاطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فأنعشني؟.

فقال : ما أجد لك شيئا، لكن الدال على الخير كفاعله، انطلق الى منزل من يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويؤثر رضاء الله على نفسه، انطلق الى حجرة فاطمة (عليها السلام) ،  وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه، وقال : يا بلال  قم فقف به على منزل فاطمة (عليها السلام) ، فانطلق الاعرابي مع بلال، فلما وقف على باب فاطمة (عليها السلام) نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومختلف الملائكة، ومهبط جبرئيل  الروح الامين بالتنزيل من عند رب العالمين.

فقالت فاطمة : وعليك السلام، فمن انت يا هذا؟ قال : شيخ من العرب اقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة ، وانا – يا بنت محمد – عاري الجسد، جائع الكبد، فواسيني يرحمك الله، وكان لفاطمة وعلي في تلك الحال ورسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاثا ما طعموا فيها طعاما، وقد علم رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك من شانهما، فعمدت فاطمة الى جلد كبش مدبوغ بالقرظ  كان ينام عليه الحسن والحسين (عليهما السلام) فقالت : خذ هذا ايها الطارق، فعسى الله ان يرتاح  لك ما هو خير منه.

فقال الأعرابي : يا بنت محمد، شكوت اليك الجوع فناولتيني جلد كبش! ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب! قال : فعمدت – لما سمعت هذا من قوله – الى عقد كان في عنقها اهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبدالمطلب فقطعته من عنقها، ونبذته الى الاعرابي، فقالت : خذه وبعه، فعسى الله ان يعوضك به ما هو خير منه.

فاخذ الاعرابي العقد وانطلق الى مسجد رسول الله والنبي (صلى الله عليه واله) جالس في اصحابه، فقال : يا رسول الله، اعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد، فقالت : بعه، فعسى الله ان يصنع لك، قال : فبكى النبي (صلى الله عليه واله) وقال : وكيف لا يصنع الله لك وقد اعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم (عليه السلام)، فقام عمار بن ياسر رحمة الله عليه فقال : يا رسول الله، أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ قال : اشتره – يا عمار – فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار، فقال عمار : بكم العقد يا أعرابي؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم وبردة يمانية استر بها عورتي، واصلي فيها لربي، ودينار يبلغني أهلي، وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله (صلى الله عليه واله) من خيبر ولم يبق منه شيئا، فقال لك : عشرون دينارا او مئتا درهم هجرية، وبردة يمانية، وراحلتي تبلغك أهلك، وشبعك من خبز البر واللحم، فقال الاعرابي : ما أسخاك بالمال أيها الرجل.

وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له، وعاد الاعرابي الى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال رسول الله : اشبعت واكتسيت؟ قال الاعرابي : نعم، واستغنيت بابي انت وامي، قال (صلى الله عليه واله) : فاجز فاطمة بصنيعها، فقال الاعرابي : اللهم انك اله ما استحدثناك، ولا اله لنا نعبده سواك، وانت رازقنا على كل الجهات.؟ اللهم اعط فاطمة ما لا عين رأيت، ولا اذن سمعت، فامن النبي (صلى الله عليه واله) على دعائه، واقبل على اصحابه فقال : ان الله قد اعطى فاطمة في الدنيا ذلك، انا أبوها وما أحد من العالمين مثلي، وعلي بعلها، ولولا علي ما كان لفاطمة كفؤ أبدا، وأعطاها الحسن والحسين (عليهما السلام) وما للعالمين مثلهما، سيدا شباب أسباط الأنبياء، وسيدا شباب أهل الجنة، وكان بإزائه مقداد وعمار، وسلمان (رضي الله عنهم)، فقال : وازيدكم؟ قالوا : نعم يا رسول الله، قال : اتاني الروح – يعني جبرئيل (عليه السلام) - انها اذا هي قبضت ودفنت يسالها الملكان في قبرها : من ربك؟ فتقول : الله ربي، فيقولان : فمن نبيك؟ فتقول : أبي، فيقولان : فمن وليك؟ فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي أبي طالب (عليه السلام) ، الا وازيدكم من فضلها : ان الله قد وكل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها، وهم معها في حياتها، وعند قبرها عند موتها، يكثرون الصلاة عليها، وعلى ابيها وبعلها وبنيها، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي، ومن زار فاطمة فكأنما زارني، ومن زار علي بن ابي طالب فكأنما زار فاطمة، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار عليا، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما.

فعمد عمار الى العقد فطيبه بالمسك، ولفه في بردة يمانية، وكان له عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد الى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فادفعه الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنت له، فاخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخبره بقول عمار، فقال النبي (صلى الله عليه واله) : انطلق الى فاطمة فادفع اليها العقد وأنت لها، فجاء المملوك بالعقد وخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه واله)، فأخذت فاطمة (عليها السلام) العقد واعتقت المملوك، فضحك الغلام، فقالت (عليها السلام) : ما يضحكك يا غلام؟ فقال : اضحكني عظم بركة هذا العقد، أشبع جائعا وكسى عريانا، واغنى فقيرا، واعتق عبدا، ورجع الى ربه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.