المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



ابني يخاف  
  
2622   08:26 صباحاً   التاريخ: 7-5-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص119 ـ 126
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-2-2022 1867
التاريخ: 5-6-2020 2622
التاريخ: 2024-04-01 825
التاريخ: 1-10-2021 2472

1- الخوف الطبيعي والخوف المرضي:

الخوف حالة انفعالية طبيعية تشعر بها كل الكائنات الحية في بعض المواقف، والخوف بدرجة معقولة استعداد فطري زوّد الله به الإنسان ليحمي نفسه، ويأخذ حذره في هذه الحياة.

ولا شكّ أن الأصوات العالية الفجائية هي أهمُّ المثيرات الأولى للخوف في الطفولة المبكرة (أي في السنة الأولى من العمر).

وفيما بين السنة الثانية والخامسة من العمر تزداد مثيرات الخوف، فيفزع الطفل من الأماكن الغريبة، ومن الغرباء، ومن الوقوع من مكان مرتفع، ويخاف الحيوانات التي لم يألفها، ويخاف تكرار الخبرات المؤلمة التي مر بها كالعلاج الطبي وما شابهه، ويمكن الحكم على مدى خوف الطفل بمقارنة مخاوفه بمخاوف أغلب الأطفال ممن هم في سنه، فمن المعقول جداً أن يخاف طفل في الثالثة من عمره من الظلام ويطلب أن تضيء له المكان، أما إذا أبدى فزعاً شديداً من الظلام، وفقد اتزانه، فهذا هو الخوف غير الطبيعي.

أما انعدام الخوف عند الطفل فمعناه قلة الإدراك، كما هو الحال في ضعاف العقول الذين لا يدركون مواطن الخطر.

 (فالخوف العادي) إذن شعور طبيعي عند كالإنسان، أما (الخوف المرضي) فهو خوف شاذٌ مبالغ فيه مما لا يخيف أغلب من في سن الطفل عادة.

وقد يلجأ بعض الآباء كوسيلة لعلاج خوف الطفل إلى السخرية منه، أو يثير البعض ضحك أفراد العائلة على الطفل بسبب مخاوفه، وقد يتخذ الإخوة هذه المخاوف وسيلة للتسلية والضحك على حساب الطفل المسكين، مما يعقد شخصية الطفل ويسيء إلى علاقاته بأهله.

كما قد يلجأ بعض الآباء أو المدرّسين إلى تخويف الأطفال ليسلكوا سلوكاً طيباً، كأن يقال للطفل في الحضانة: (إنه سيوضع في غرفة الفئران)، أو (إن الغولة ستخطفه إن لم يفعل كذا)، أو (إن القطط ستأكله) وهكذا.

وقد يخيف بعض الآباء والأمهات أطفالهم (بالطبيب)، أو (الحقنة)، أو (بالشرطي) وغير ذلك.

ولهذا فإن تربية الآباء خطوة ينبغي أن تسبق تربية الأبناء.

2- ما هي أنواع مخاوف الأطفال؟:

مخاوف الأطفال عادة إما مخاوف محسوسة ذات مصادر حقيقية، أو مخاوف عامة غير محددة.

وأكثر المخاوف شيوعاً عند الأطفال هي المخاوف المحسوسة، ومن هذه المخاوف: الخوف من الطبيب ومن الشرطي ومن المدرسة، او من الحيوانات والظلام والبرق والأماكن العالية.

ومنهم من يخاف من السفر في القطار، أو الزحام، أو طلقات المدافع، وقد يخاف البعض من السكين أو الذبح، ويحدث ذلك عادة حين تقول الأم لطفلها: (لا تمسك السكين حتى لا تقطع يدك أو تصيب عينيك فتعيش دون يد أو عين)، وللأسف فإن بعض الآباء والأمهات يهددون أطفالهم بالقول: (سنذبحك بالسكين)، (سنميتك بالسكين) أو غير ذلك، وقد يلجأ البعض إلى إجبار طفله على رؤية الذبح (كالأضحية أو ذبح الدجاج مثلاً) حتى يتغلب على خوفه من منظر الدم، وفعل الذبح.

ولكن لهذا الإجبار أضراراً نفسية على الطفل، ويستحسن أن نُفهم الطفل الذي يخاف الذبح أنها مسألة بسيطة، وأن الله خلق هذه الحيوانات لنذبحها ونأكلها، ونتركه إلى حين يأتي الوقت الذي لا يرفض فيه حضور ذبح دجاجة أو أرنب، وينصح بأن يقف معه الأب أو الأم ليشجعه، ويشعره بالأمن والطمأنينة.

ومن الأفضل أن نجعل الأخ الأكبر يمسك مع الأب بالدجاجة ليساعده على ذبحها، على مشهد من الطفل.

أما إذا أصر الطفل على رفض رؤية ذلك المنظر، فلا داعي لإجباره، وينبغي أن نتجنب تأنيبه أو مقارنته بإخوته وإشعاره بالنقص، كما يجب ألا نتهكم عليه أمامهم أو أمام أقاربه، وسيأتي الوقت الذي يُقبل الطفل بنفسه على رؤية الذبح، بل ويعاون في إتمامه.

وأغلب مخاوف الطفل يتعلمها بالتقليد دون أن يكون له خبرة مباشرة في ذلك، ومثال ذلك: الخوف من الكلب، أو من اللصوص أو غير ذلك، وقد يخاف الطفل من اشياء لم تكن تخيفه من قبل، ولكنها ارتبطت فيما بعد بمواقف مخيفة كرؤية الطبيب يعطي حقنة أو يفتح خراجاً لأحد أفراد العائلة مثلاً، وخاصة حين يظهر المريض تألُّماً شديداً من ذلك العلاج، فيرتبط ذلك المشهد في ذهن الطفل بالألم، ولهذا قد يخاف فيما بعد من رؤية الطبيب يدخل المنزل مرة ثانية.

3- المخاوف غير المحسوسة:

ومثالها ما يربي البعض أبناءه على الخرافات والغولة والسحر، وللأسف نجد العديد من الكتب والمجلات التي تثير في الأطفال المخاوف والأوهام.

ومن ذلك ما ورد في أحد الكتب المقررة على تلاميذ المدارس الابتدائية في إحدى الدول العربية، ويسمى الكتاب (شجرة الحياة)، وفيه نجد فقرة تقول: (وتملّكت الحيرة الطفل، ولم يجد له مخرجاً من ضيقه، فهتف باسم الجنية وداد صارخاً مستنجداً بها لتكون له عوناً في هذا المأزق الحرج).

وفي قصة (شجرة الحياة) نجد الفقرة التالية: (وفجأة وجد أمامه قطاً هائل المنظر، وقد فزع منه الطفل حين سمعه يموء بصوت مخيف مرهوب، وقال له القط: كيف تجرؤ على بلوغ هذا المكان.. ألا تعرف أني قادر على تمزيق جسمك إرباً إرباً بضربة مخلب واحدة).

ومثل ذلك قصة (علاء الدين والمصباح العجيب) وغيرها كثير.

وللأسف فإن مثل تلك الصور المفزعة التي نعلمها لأطفالنا في بعض الكتب ومجلات الأطفال لها أكبر الأثر الضار على نفسية الطفل، وتثير في الطفل المخاوف الشديدة الخرافية عن العفاريت والسحر والغول وغير ذلك.

حتى إن إحدى محطات التلفاز العربية تقدم برنامجا للأطفال تسميه (الساحر الصغير)!.. فلماذا تُقدم مثل تلك البرامج التي تسيء إلى نفسية أطفالنا(1).

فلنحرص على اختيار القصص الهادفة والشيقة لأطفالنا، والبعيدة عن الخرافات والأوهام والسحر والجن والعفاريت.

كما ينبغي أن نحرص على اختيار البرامج المناسبة لنفسية الطفل في التلفاز أو الفيديو أو الكومبيوتر.

ومن أهم مخاوف الأطفال غير المحسوسة: الخوف من الموت، والخوف من الظلام.

ويخاف أغلب الأطفال من الموت، وخاصة عندما يفاجأ بموت عزيز عليه، فإن ذلك يثير فيه الرعب لخوفه من حدوث ذلك له.

كما أن من الأسباب الهامة غير المباشرة في خوف الأطفال من الموت تهديد الطفل بأنه إن لم يأكل كثيراً سيموت، كما أن كثرة البكاء وإظهار الآلام والعزاء لعدة أيام عند وفاة قريب تجعل الطفل يتوقع حدوث الموت له، وقد يحلم أحلاماً مزعجة تنصبُّ على الموت.

ولهذا يستحسن إبعاد الأطفال عن جو الوفاة، ولكن لا ينبغي التمويه على الأطفال وإنكار وفاة شخص ما، مهما كان عزيزاً عليهم، لأن ذلك يزيد من حيرتهم.

وعلينا أن ننتهز فرصة الوفاة لنُفهم الطفل بأسلوب مبسط أن كل مخلوق سيموت ويذهب إلى الله.

4- الخوف من الظلام:

الخوف من الظلام بدرجة معقولة أمر طبيعي، إلا أن الخوف المبالغ فيه من الظلام لارتباطه بذكريات مخيفة كالعفاريت والجن واللصوص خوف مَرَضي.

فإذا كان طفلك يخاف من الظلام، فعلمه على النوم في الظلام تدريجياً، لا ترغمه على فعل ذلك، بل حاول أن تطمئنه بأنه لن يصيبه مكروه إن هو استيقظ ليلاً، وذهب إلى دورة المياه.. أرشده إلى كيفية إضاءة غرفة النوم، وإضاءة الحمّام، وإطفائهما، وحاول أن تترك ضوءاً خافتاً في الغرفة أو في الممر.

5- كيف تعالج مخاوف الأطفال؟:

- استمع إلى مخاوف ابنك، وأخبره أنك كنت تشعر بما يشعر به عندما كنت في سنه.

ـ علمه أن من طبيعة البشر أن يشعر الإنسان بالخوف، وأن في الإنسان عوامل قوة متعددة تعينه على مواجهة ذلك الخوف.

- فرّق بين (الخوف الطبيعي) وبين ما يسمى (الرهاب: Phobia)، فمن الخوف الطبيعي أن يتردد الإنسان عند صعود سلم طويل موضوع أمام الحائط، أما التردُّد من مجرد صعود درج عادي في المنزل فهذا هو (الرهاب المَرَضي).

- على الأم أن تتجنب تهديد ابنها بسحب حبها له من حين لآخر كلما اقترف عملاً، فإن هذا يفقده إحساسه بالأمن رغم وجود أمه.

- على الآباء ألا يخيفوا أطفالهم إلا في الأمور المستحبة، كأن نخيفهم من الأمور الخطيرة حماية لحياتهم، كالحذر من حوادث السيارات، والاحتراق بالنار، وما شابه.

ـ جنب ابنك كل أمر يُفزعه، كالأصوات الشديدة الشنيعة، أو المناظر الفظيعة، أو الأفلام المخيفة في التلفاز أو الفيديو.

- لا يجوز أبداً تخويف الأطفال بالأطباء أو رجال البوليس أو العفاريت، وكأن يخيف المرء طفله كلما خرج في الظلام بقوله: (جاء الضبع.. جاء الضبع).

ـ ينبغي على الأمهات الابتعاد عن التهديد والوعيد: (والله لأذبحنك، أو لأكسرن يديك، أو لأضربنك إبرة).

ـ لا تتحدث عن الأشياء المخيفة أمام طفلك، وابتعد عما يثير مخاوفه.

- حاول أن تضع طفلك مع مجموعة من الأطفال ليس لديهم ما يثير خوفه، فإن حب التقليد يمكن أن يقضي على ظاهرة الخوف عنده(2).

ـ قلل من الزواجر والنواهي، والأوامر التي تكبل الطفل.

- يجب على الآباء والأمهات تجنُب القصص والحكايات التي تتحدث عن الأساطير والحيوانات الخرافية الخارقة، والعفاريت، والجنيات، فأدوم أنواع المخاوف لدى الأطفال هي المخاوف الخيالية.. ولتكن القصص، وخاصة قبل النوم بسيطة سهلة، تتحدث عن طاعة الأولاد للآباء، أوعن الأرانب، أو الدجاج... وغيرها من الحيوانات الأليفة.

- الاعتدال في التعامل مع الطفل: فلا تسرف في حماية طفلك، ولا في تدليله فينشأ اعتمادياً اتكالياً ضعيف الثقة بنفسه.

- إذا كان الأب أو الأم يخاف من موضوع معين، كالخوف من القطط مثلاً، فلا ينبغي إظهار مثل هذا الخوف في حضور الطفل.

- لا تفترض على الطفل الصغير دور الرجولة، رغبة منك في أن يصبح رجلاً، فالبعض يقول للولد: (أنت رجل الآن، والرجال لا يخافون من النوم في الظلام، فلماذا تخاف أنت؟! إذا أنت لست برجل)(3).

وليذكر كل إنسان أن الجبان الرعديد من الجنود لا ينشأ في ميدان القتال، بل في أحضان امه !.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مشاكل الأطفال النفسية، للدكتور ملاك جرجس (بتصرف).

2ـ المرشد التربوي لمعلمات رياض الأطفال، د. خضير السعود الخضير.

3ـ طفلي يخاف.. ماذا أفعل؟، للدكتور محمد عبد الظاهر الطيب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.