الفصل العاشر 

ستراتيجيات الاعمال

Business Strategy

اهداف الفصل

بعد الاطلاع على محتويات هذا الفصل سيتمكن القارئ من بلوغ الاهداف الاتية :

1- تشخيص نوع البدائل الستراتيجية المتاحة امام وحدات الاعمال الستراتيجية في المنظمات التي تمتلك وحدات اعمال ستراتيجية متعددة وتمييزها عن البدائل الستراتيجية التي تنتهجها المنظمة الأم.

2- التمييز بين القصد النهائي من ستراتيجية المنظمة (مزية المنظمة) والقصد النهائي من ستراتيجية الاعمال (المزية التنافسية).

3- توجيه الاهتمام نحو الستراتيجيات التعاونية بدلاً عن التركيز المنفرد على الستراتيجيات التنافسية لـ Porter.

4- تحديد طبيعة العلاقة بين ستراتيجية الاعمال والستراتيجيات الوظيفية.

5- تحديد الجهة المسؤولة عن صياغة ستراتيجية الاعمال وطبيعة المسؤوليات التي تتحملها.

مفهوم ستراتيجية الاعمال   

يُنظَر (Porter,1980 ) الى ستراتيجية الاعمال business strategy على انها الخطة المصممة لتكامل المقدرات الجوهرية التي ساهمت بها الوظائف المختلفة بقصد اختيار الموقف الذي من شأنه ان يكسب المنظمة مزية تنافسية في الميدان الذي تمارس فيه اعمالها. ويرى كل من (Hill& Jones , 2001;2012) ان ستراتيجية الاعمال تمثل خطة المدراء لاستعمال موارد المنظمة ومقدراتها المميزة لبلوغ المزية التنافسية. وستراتيجية الاعمال بهذا الوصف تتضمن وصفاً للافعال والمداخل المناسبة لبلوغ النجاح المنشود من جانب اي من وحدات الاعمال الستراتيجية التي تتكون منها المنظمة وذلك في جزء معين من السوق (Strickland, 2003 & Thompson) . وضمن نفس الموضوع ركز (Hitt et al., 2004.2011) على ان ستراتيجية الاعمال لا تتعدى كونها مجموعة متناسقة ومتكاملة من الافعال Actions والالتزامات (التعهدات) Commitments التي تعتمد عليها المنظمات للحصول على المزية التنافسية عبر استثمار مقدراتها الجوهرية في سوق منتج معين. وربط Thompson and Martin,2005 بين ستراتيجية الاعمال والمزية التنافسية بقوله ان ستراتيجية الاعمال هي ستراتيجية مصممة لخلق مزية تنافسية في جميع ميادين الاعمال ومن ثم السعي الى المحافظة عليها. ويرى (Wheelen and Hunger,2012) ان ستراتيجية الاعمال هي استراتيجية تُصاغ على مستوى وحدة الاعمال او مستوى المنتج Product وتركز على تحسين الموقف التنافسي لمنتجات المنظمة وخدماتها في صناعة معينة او في السوق الذي تخدمه وحدة الاعمال الاستراتيجية.

وفي سعيه لتحديد فئة المديرين المسؤولين عن صياغة ستراتيجية الاعمال، يرى (Jones , 1995) ان فريق الادارة العليا، ممثلاً بالمدير التنفيذي الرئيس CEO ونواب الرئيس للوظائف الرئيسة والمساعدة، هم الجهة المسؤولة عن صياغة ستراتيجية الاعمال وذلك بتحملهم المسؤولية الخاصة بتحديد موقف المنظمة التنافسي في البيئة التي تعمل ضمن نطاق متغيراتها، الجدول ( 10-1).

وعليه يمكن القول ان ستراتيجية الاعمال في حقيقتها تمثل محاولة جادة من جانب وحدات الاعمال الستراتيجية للاجابة عن تساؤلات عديدة ابرزها Macmillan and Tampoe , 2000 :

1- ما هو المدى او النطاق الذي تمارس فيه الاعمال المنفردة من جانب وحدة الاعمال الستراتيجية؟

2- ما هي الحاجات الحالية والمستقبلية للزبائن الحاليين والمحتملين لهذه الوحدة.

3- ما هي القابليات المميزة Distinctive capabilities او المقدرات الفريدة Unique competences التي تُكسب وحدة الاعمال مزية تنافسية في سعيها لتلبية الحاجات الحالية والمستقبلية الخاصة بزبائنها؟

4- ما هي الافعال التي يجب القيام بها لضمان مستقبل واعد لوحدة الاعمال الستراتيجية؟

وبشكل عام يمكن القول بوجود عدد من المسلمات الاساسية في التعاطي مع ستراتيجية الاعمال منها على سبيل المثال:-

1- تُصاغ ستراتيجية الاعمال في ضوء التوجهات العامة لستراتيجية المنظمة في حالة المنظمة المؤلفة من وحدات اعمال ستراتيجية متعددة.

2- في ما يتعلق بالمنظمة ذات العمل المنفرد Single – business فإن ستراتيجية الاعمال هي بمثابة ستراتيجية المنظمة.

3- يمكن ان تكون ستراتيجية الاعمال تنافسية Competitive، خوض المنظمة لمعركة ضد منافسيها، او تعاونية Cooperative، العمل بصحبة منافس واحد او اكثر.

4- تركز ستراتيجية الاعمال على اختيار الميدان التنظيمي Organizational Domain الذي تستطيع فيه المنظمة استغلال المقدرات الجوهرية الكامنة في وظائفها. والميدان التنظيمي يعبر في حقيقته عن السلع والخدمات التي اختارت المنظمة التعامل بها لجذب الزبائن واستقطاب المساهمين.

5- ان المحصلة النهائية لستراتيجية الاعمال تتمثل في تحقيق المزية التنافسية.