المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

وراثة الصفات المظهرية في الدجاج
21-9-2018
بلمرة المونومر الخالص Bulk polymerization
22-11-2017
أفضيلة علي على سائر الانبياء
13-12-2014
مفهوم فقه اللغة باعتبارات معجمية
11-7-2016
المناذرة
12-11-2016
Presuppositions
30-4-2022


خذ بيد طفلك الى الله  
  
2174   01:02 صباحاً   التاريخ: 23-4-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص144 ـ 153
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

1ـ تأسيس العقيدة السليمة عند الطفل:

لا شك أن تأسيس العقيدة السليمة عند الطفل منذ الصغر أمر بالغ الأهمية، وبالغ السهولة في الوقت نفسه، ولكن حاول أن تتذكر الأمور التالية:

1ـ أجب على تساؤلات طفلك الدينية بما يتناسب مع سنه ومستوى إدراكه وفهمه.

2- لا تعطِ طفلك تفسيرات دينية غير ملائمة.

3ـ اعتدل في أوامرك، ولا تحمل طفلك ما لا طاقة له به.

4ـ لا تلقن طفلك اسم الله من خلال الأحداث الأليمة، لأن للخبرات الأليمة أثراً في تشكيك المؤمن في عقائده وانحيازه إلى النزعة اللادينية.

5ـ حاول أن تذكر اسم الله تعالى أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة، فالطفل مثلاً قد يستوعب حركة السبابة عند ذكر كلمة الشهادتين يتلفظ بها الكبير أمامه منذ الشهر الرابع من عمره.

وإن لبسَ الجديد حَمد الله، وإن أكل أو شرب قال: (الحمد له الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين).

6ـ ينبغي ألا يُرعبَ الطفل بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه، والنار وبشاعتها، بل ابدأ بالترغيب بدلاً من الترهيب، وبذلك ينمو الشعور الديني عند الأطفال على معاني الحب والرجاء.

وينبغي ألا نُكثر من إرهاب الطفل بعقاب الله دائماً كقولنا له: (إن الله منتقم جبار، وسيعاقبك ويهلكك، ويعذبك في نار جهنم)، لئلاّ يتصور الإله ذاتاً مزعجة مخيفة، إن حبّ الله يوصل الجميع إلى طاعة أوامره أكثر من الرهبة والعقاب، فلنعوّد طفلنا إذن أن يناجي ربه ويشكره على نعمه، ويطلب عفوه إذا أذنب حتى يكون على اتصال دائم به (عز وجل)، كل ذلك بعبارات قصيرة سهلة تتناسب مع سنه، كقوله: (رب إني أحبك، ارزق أبي، اشفِ والدتي، رب اجعلني مهذباً، إني تبت إليك فاعفُ عني، إلهي لك الحمد والشكر).

فعلى المربي أن يمر على قضية جهنم مراً خفيفاً أمام الأطفال دون التركيز المستمر على التخويف بالنار.

7ـ على الوالدين أن يغرسوا حب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في نفوس أبنائهم الصغار، فنُفهم الطفل بعض شمائل النبي (صلى الله عليه وآله)، وذلك من خلال قصص السيرة النبوية كالرحمة بالصغار، وبالحيوان والخدم، ونحكي له بعض القصص المحببة من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله).

8- ونعلمه عقيدة الإيمان بالقدر، فإن العمر محدود، والرزق مقدر، فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا به(1).

9ـ ونعلمه أن يحمد الله على ما أعطى من الرزق، ونعلمه أن المال مال الله، وإن قال: لا، إن المال من مكان (كذا) كمكان عمل والده، نشرح له كيف ينبغي على الإنسان أن يعمل ليحصل على ما يُطعم به أولاده ويكسوهم.

10ـ بين لابنك الفرق بين (الحلال والحرام)، وبين (ما نريد وما لا نريد)، فإذا أردنا الطفل أن ينام في الساعة التاسعة مساءً، فلا نشعره أنه (حرام) أن لا يفعل هذا.

لا تعطِ لرغباتك الكثير من البعد الديني لتفرض تلك الرغبات على الأولاد، فسينشأ الطفل في تلك الحالة يحمل الكثير من مشاعر الذنب والشعور بأنه ارتكب (حراماً) لأنه لم يرتب سريره مثلاً.

اشرح له الفروق بين الأمور السيئة لأنها تزعجك، وبين الأعمال السيئة أخلاقياً وشرعياً، فإحداث الضوضاء، أو عدم خلع الحذاء الملوث بالطين ليس حراماً، في حين أن الاعتداء على طفل آخر، أو أخذ ما ليس له يعتبر أخلاقاً وشرعاً خطأ وحراماً في كل الأحوال.

11ـ ازرع في طفلك حُسن الخلق حيث لا قيمة لإيمان بلا خلق حميد، وبدون الخلق الكريم تصبح العبادات مجرد حركات لا قيمة لها.

وحذر أبناءك من الكذب والسب واللعن والكلام البذيء، وحذرهم من الميسر بأنواعه، كاليانصيب، والطاولة، وغيرها، ولو كانت للتسلية، لأنها تجرُ إلى القمار، وتورث العداوة، وأنها خسارة لهم ولمالهم ولوقتهم.

12ـ حذرهم من المجلات الخليعة والصور المكشوفة، والقصص البوليسية والجنسية وغيرها.

13- علمهم أن الدين ليس مجرد شهادة ينطق بها الإنسان، وليس مجرد مناسك وشعائر، إنما الدين عاطفة تنبع في أعماق النفس البشرية تدفع الإنسان إلى حُسن معاملة الآخر، وأن: (الدين المعاملة).

14ـ عليك أن تغذي النزعة الجمالية في أطفالك عن طريق مصاحبتهم إلى الريف والبحر والجبل والمتنزهات، دع جمال الطبيعة يتسرب إلى نفوسهم، وروعة الخالق وعظمته تطرق قلوبهم، فسرعان ما تملأ هذه القلوب الطيبة بحب الله.

 15-علمهم أن يسألوا الله ويستعينوا به وحده.

16ـ تذكر أنك قدوة لأبنائك، فلا تفعل إلا ما يرضي الله ورسوله.

17ـ لا تطعم أولادك إلا حلالاً، فحذار حذار من الرشوة والربا والسرقة والغش، فذلك سبب لشقائهم وتمردهم وعصيانهم.

18ـ لا تدعُ على أولادك بالهلاك والغضب، لأن الدعاء قد يستجاب بالخير والشر، وربما يزيدهم ضلالاً، والأفضل أن تقول للولد: أصلحك الله (2).

19ـ تذكر الدعاء المستجاب، وادعُ لأولادك بالسعادة في الدارين.

2ـ تهيئة الطفل لعبادة الله:

يمكن تعويد الطفل منذ سن الرابعة أو الخامسة على الوضوء والصلاة، ونحببه فيها.. {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].

ونفهم الأطفال بأننا نصلي ليحبنا الله، وأن المصلين لهم الجنة، ونعلمهم آداب المساجد وصيانتها من الصخب وإلقاء الأوساخ.

ويصطحب الوالد طفله إلى المسجد عندما يكون قد تعلم آداب المسجد، وواجب الكبار نصح الصغار باللطف والموعظة الحسنة، فكم رأينا كباراً في السن تصرفوا مع الأطفال تصرفات منفرة، صرخوا عليهم أو طردوهم من المسجد، فكان ذلك سبباً لُبعدهم عن المسجد في الكبر وكراهيتهم له.

3-تعليم الأطفال قراءة القرآن وحفظه:

حاول أن تشجع طفلك على تعلّم القرآن وحفظه، فتعليم الصغر أشدُّ رسوخاً، وهو أصل لما بعده، ويستحسن تفهيم الطفل ما يقرأ، فقد حفظ كثير من سلف هذه الأمة القرآن منذ الصغر بفهم جيد.

وينبغي أن يقال للطفل: إن الماهر في تعلم القرآن وحفظه سيكون مع الكرام البررة في الجنة، وإن من يقرا القرآن ويتلعثم فيه وهو عليه شاقٌ فله أجران، وأنه سينال حسنة عن كل حرف يتلوه من القرآن.

ولا شك في أن للقدوة الطيبة أثراً كبيراً في استجابة الطفل، فالطفل الذي يرى أباه يقرأ القرآن ويتدبره ينشأ على تعظيم القرآن وتوقيره (3).

ومن الخير أن نعلم الطفل القرآن الكريم، ونفسره له على قدر فهمه، ولكن لننتبه لئلا يسأم منه بسبب كثرة إلحاحنا المتمادي كما يفعل بعض الآباء الذين لا يدعون الطفل يترك القرآن من يده، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

وأكد ابن خلدون في مقدمته على مفهوم تعليم القرآن للأطفال في الصغر فقال: (تعليم الولدان للقرآن شعار من شعائر الدين أخذ به أهل الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده، من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث، وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعده من الملكات)(4).

4ـ ماذا يحفظ الطفل؟:

1ـ شجع طفلك على حفظ ما تيسر من القرآن، والأحاديث النبوية، والأدعية والأذكار الصحيحة.

2ـ علم طفلك هذا الدعاء يدعو به بعد حفظه:(اللهم إني أستودِعُكَ ما حفظتُ، فرده إليَّ عند حاجتي إليه).

3ـ علم طفلك شيئاً مما تعلم.

4ـ كافئ ابنك على ما يحفظ، لتشجعه على الاستزادة من العلم.

ويمكننا الآن أن نكافئ الطفل بعد الحفظ بعشر ريالات مثلاً عن حفظ ربع جزء من القرآن أو ما تيسر.. وهكذا.

5ـ لا تكره طفلك على المداومة على الحفظ دون إعطائه وقتاً للراحة أو اللعب.

6ـ كافئ الأستاذ الذي يحفّظ ابنك القرآن: هكذا يُحترم المعلم وتُقدر جهوده.

5ـ لا تهدم البناء الديني عند أولادك:

هناك عوامل هدم لهذا البناء الديني الذي تريد أن يعمر في قلوب أبنائك، ومن أهم تلك العوامل التي تضرُّ بأبنائك:

1ـ تحويل العبادات إلى مجرد طقوس لا معنى لها ولا روح.

2ـ النفاق العملي: وهو أن يتلقى الولد من أبويه تعليمات وأوامر يرى أبويه يعملان عكسها.

3ـ الإكراه على تطبيق الشعائر الدينية: فمن الناس من يهمل تربية أبنائه حتى إذا وصل إلى سن المراهقة ولم يصل الولد في ذلك الحين لجأ أبوه إلى الضرب ليجبره على الصلاة، فأين كان ذلك الأب في السنوات السابقة ؟! ولماذا لم يغرس فيه حب المسجد والصلاة من قبل؟!.

6ـ التربية الخلقية والدينية:

ويضع (بستالو تزي) التربية الخلقية والدينية في مقدمة أهداف المربين ويقول: (إن هذا التعليم في كل مظاهره يسيطر الجسم فيه على الروح، أما العنصر المقدس فقد أهمل شأنه، نعم إن الطفل يجب أن يصلي أولاً ثم يفكر بعد ذلك).

وهناك عدد من الطرق المتبعة في تربية الأطفال الخلق والسلوك الحسن، ومن هذه الطرق:

أ- الطريقة المباشرة: وهي طريقة النصح والإرشاد، وذكر الفوائد والمضار.

ب- الطريقة غير المباشرة: وهي طريقة الإيحاء، كأن يلقّن الطفل أحسن الشعر في الحِكَم، وسرد القصص والحكايات الهادفة.

ج- القدوة الحسنة: فالطفل يميل لمحاكاة من يتصل به في أقواله وأفعاله، والأم الصالحة هي التي تساعد أطفالها في احترام والدهم والبر به، فيقبلون على قبول النصح والطاعة، أما الأم الجاهلة فهي التي تساعدهم على التمرد عليه.

ـ عندما يسأل الطفل: لماذا نعطي الفقراء نقودنا؟.

نقول له: إن هذا الفقير إنسان، ويحتاج إلى المال ليأكل ويعيش، والله هو الذي أعطانا كل ما لدينا، والمال مال الله، فلا بد أن نعطي منه نصيباً للمحتاجين، وهل ترضى أن تكون أنت جائعاً، ولا تجد من يعطيك طعاماً لتأكل؟.. ثم لا بدّ بعد ذلك من أن تعطي الطفل نقوداً ليقدمها للفقراء، ومع التكرار سوف يتعود أن يعطي.

ـ إذا سألك طفلك: من الله (عز وجل)؟:

فأفهميه ببساطة أن الله تعالى ليس كمثله شيء، لأن الله هو الذي خلق كل ما في الكون، فلا بد أن يكون مختلفاً عن كل ما في الكون، فالنجار يصنع الأثاث وهو لا يماثل كل ما يصنعه، وكذلك الله (عز وجل)، هو الذي خلق البشر والجماد والملائكة وكل شيء، فلا بد أن يكون مختلفاً عن كل خلقه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر: تربية الأطفال في رحاب الإسلام، وتربية الأبناء علم له أصول.

2ـ فن تربية الأبناء في الإسلام، للأستاذ محمد سعيد مرسي، وخذي بيد طفلك إلى الله، للأستاذ حامد عبد الخالق (بتصرف).

3ـ تربية الأولاد في الإسلام، للأستاذ عبد الله ناصح علوان.

4ـ مقدمة ابن خلدون، ص 1038. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.