المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



المناظرة وشفاء الشيخ العاملي  
  
3816   03:01 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص622-625
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

قال العالم الفاضل الخبير الميرزا عبد اللّه الاصفهاني تلميذ العلامة المجلسي (رحمه اللّه) في الفصل الثاني من خاتمة القسم الأوّل من كتاب رياض العلماء: الشيخ أبو القاسم بن محمد بن أبي‏ القاسم الحاسمي الفاضل العالم الكامل المعروف بالحاسمي وكان من أكابر مشايخ أصحابنا والظاهر انّه من قدماء الأصحاب , قال الأمير السيد حسين العاملي المعروف بالمجتهد المعاصر للسلطان شاه عباس الماضي الصفوي في أواخر رسالته المعمولة في أحوال أهل الخلاف في النشأتين عند ذكر بعض المناظرات الواقعة بين الشيعة وأهل السنة هكذا: وثانيهما حكاية غريبة وقعت في بلدة طيبة همذان بين شيعي اثني عشري وبين سني رأيت في كتاب قديم يحتمل أن يمضي من تاريخ كتابته ثلاثمائة سنة نظرا إلى العادة وكان المسطور في الكتاب المذكور انّه وقع بين بعض من علماء الشيعة الاثني عشرية اسمه أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي وبين بعض من علماء أهل السنة رفيع الدين حسين مصادقة ومصاحبة قديمة ومشاركة في الأموال ويتخالطان في اكثر الأحوال والأسفار وكلّ واحد منهما لا يخفي مذهبه وعقيدته عن الآخر وعلى سبيل الهزل ينسب أبو القاسم رفيع الدين إلى الناصبي وينسب رفيع الدين أبا القاسم إلى الرافضي ؛ وبينهما في هذه المصاحبة لا يقع مباحثة في المذهب إلى أن وقع الاتّفاق في مسجد بلدة طيبة همذان يسمى ذلك المسجد بالمسجد العتيق وفي أثناء المكالمة فضّل رفيع الدين حسين أبا بكر وعمر على أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وردّ أبو القاسم على رفيع الدين وفضّل عليّا (عليه السلام) على أبي بكر وعمر وأبو القاسم استدلّ على مدعاه بآيات عظيمة وأحاديث منزلة وذكر كرامات ومقامات ومعجزات وقعت منه (عليه السّلام) ورفيع الدين يعكس القضية واستدلّ على تفضيل أبي بكر على عليّ (عليه السلام) بمخالطته ومصاحبته في الغار ومخاطبته بخطاب الصديق الأكبر من بين المهاجرين والانصار ؛ وأيضا قال: انّ أبا بكر مخصوص من بين المهاجرين والانصار بالمصاهرة والخلافة والامامة وأيضا قال رفيع الدين: الحديثان عن النبي واقعان في شأن أبي بكر احدهما أنت بمنزلة القميص الحديث وثانيهما: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر وأبو القاسم‏ الشيعي بعد استماع هذه المقال من رفيع الدين قال لرفيع الدين: لأي وجه وسبب تفضّل أبا بكر على سيد الأوصياء وسند الأولياء وحامل اللواء وعلى امام الانس والجان وقسيم الجنة والنار والحال انّك تعلم انّه (عليه السلام) الصديق الأكبر والفاروق الأزهر أخ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وزوج البتول وتعلم أيضا انه (عليه السلام)وقت فرار الرسول إلى الغار من الظلمة وفجرة الكفار ضاجع على فراشه وشاركه علي فى حال العسر والفقر وسد رسول اللّه أبواب الصحابة من المسجد الّا بابه وحمل عليّا على كتفه لأجل كسر الأصنام في أول الاسلام وزوّج الحق جل وعلا فاطمة بعليّ في الملأ الأعلى وقاتل (عليه السلام) مع عمرو بن عبد ود وفتح خيبر ولا أشرك باللّه تعالى طرفة عين بخلاف الثلاثة وشبه (صلى الله عليه واله) عليا بالأنبياء الأربعة حيث قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في بطشه وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب , ومع وجود هذه الفضائل والكمالات الظاهرة الباهرة ومع قرابته (عليه السلام) للرسول وردّ الشمس له كيف يعقل ويجوز تفضيل أبي بكر على عليّ ؛ ولما سمع رفيع الدين هذه المقالة من أبي القاسم من تفضيله عليّا (عليه السلام) على أبي بكر انهدم بناء خصوصيته لأبي القاسم وبعد اللتيا والتي قال رفيع الدين لأبي القاسم: كل رجل يجي‏ء إلى المسجد فأي شي‏ء يحكم من مذهبي أو مذهبك نطيع ولما كان عقيدة أهل همذان على أبي القاسم ظاهرا كان خائفا من هذا الشرط الذي وقع بينه وبين رفيع الدين لكن لكثرة المجادلة والمباحثة قبل أبو القاسم الشرط المذكور ورضي به كرها.

وبعد قرار الشرط المذكور بلا فصل جاء إلى المسجد فتى ظهر من بشرته آثار الجلالة والنجابة ومن أحواله لاح المجي‏ء من السفر ودخل في المسجد وطاف ولمّا جاء بعد الطواف عندهما قام رفيع الدين على كمال الاضطراب والسرعة وبعد السلام للفتى المذكور سأله وعرض الأمر المقرر بينه وبين أبي القاسم وبالغ مبالغة كثيرة في اظهار عقيدة الفتى وأكّد بالقسم وأقسمه بأن يظهر عقديته على ما هو الواقع والفتى المذكور بلا توقّف أنشأ هذين‏ البيتين:

متى أقل مولاي أفضل منهما             أكن للذي فضّلته متنقّصا

           أ لم تر أن السيف يزري بحده‏ مقالك هذا السيف احدى من العصا

ولمّا فرغ الفتى من إنشاء هذين البيتين كان أبو القاسم مع رفيع الدين قد تحيّرا من فصاحته وبلاغته ولمّا أرادا تفتيش حال الفتى غاب عن نظرهما ولم يظهر أثره ورفيع الدين لمّا شاهد هذا الأمر الغريب العجيب ترك مذهبه الباطل واعتقد المذهب الحق الاثني عشري انتهى هذه الحكاية كما في تلك الرسالة وبتلك الحكاية ختم الرسالة أيضا .

واستظهر صاحب الرياض بعد نقل هذه الحكاية انّ ذلك الفتى هو الامام القائم (عليه السّلام) ؛ وامّا البيتان المذكوران فيهما وردا في كتب العلماء مع التغيير والزيادة هكذا:

       يقولون لي فضّل عليّا عليهم‏                  فلست أقول التبر أعلى من الحصا

إذا أنا فضّلت الامام عليهم‏               اكن بالذي فضّلته متنقّصا

       أ لم تر انّ السيف يزري بحده‏                 مقالة هذا السيف أمضى من العصا

اما في شفاء الشيخ الحرّ العاملي ببركة الامام (عليه السّلام) قال المحدّث الجليل الشيخ الحرّ العاملي في اثبات الهداة: انّي كنت في عصر الصبى وسنّي عشر سنين أو نحوها أصابني مرض شديد جدا حتى اجتمع أهلي وأقاربي وبكوا وتهيّأوا للتعزية وأيقنوا انّي أموت تلك الليلة , فرأيت النبي (صلى الله عليه واله) والائمة الاثنى عشر (صلوات اللّه عليهم) وأنا فيما بين النائم واليقظان فسلّمت عليهم (صلوات اللّه عليهم) وصافحتهم واحدا واحدا وجرى بيني وبين الصادق (عليه السلام) كلام ولم يبق في خاطري الّا انّه دعا لي ؛ فلمّا سلّمت على صاحب الزمان (عليه السلام) وصافحته بكيت وقلت: يا مولاي أخاف أن أموت في هذا المرض ولم أقض وطري من العلم والعمل فقال لي: لا تخف فانّك لا تموت في هذا المرض بل يشفيك اللّه تعالى وتعمّر عمرا طويلا ثم ناولني قدحا كان في يده فشربت منه وأفقت في الحال وزال عنّي المرض بالكليّة وجلست فتعجّب أهلي وأقاربي ولم أحدّثهم بما رأيت الّا بعد ايّام‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.