المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24



عليّ (عليه السّلام) في غزوة خيبر  
  
2091   04:25 مساءً   التاريخ: 19-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص89-92
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015 3730
التاريخ: 2-5-2016 3159
التاريخ: 29-01-2015 3351
التاريخ: 2-5-2016 3840

عليّ في غزوة خيبر[1]:

لمّا تم عقد صلح الحديبية إطمأنّ النبيّ على مصير الرسالة الإسلاميّة من ناحية قريش وباقي أطراف عرب الجزيرة الذين كانوا على شركهم ، لأنّ بنود الصلح كانت تميل إلى ترجيح كفّة المسلمين ، يضاف إلى ذلك تنامي قوّة المسلمين عدّة وعدّة ، فقد أقبل على الإسلام خلق كثير ، والعرب أدركوا أنّ قريشا على عتوّها وطغيانها وقوّتها قد انكسرت شوكتها وفشلت خططها في القضاء على الإسلام عن طريق القوّة ، ولذا بدا التوقيع على عقد الصلح استسلاما من جانب قريش .

وبقيت قوّة أخرى تثير الشغب وتمثّل النفاق والغدر ، تلك هي جموع اليهود الذين كانوا خارج المدينة ، فكان النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) يراقبهم خشية أن يقوموا بعمل معادي بدعم خارجي ، وخصوصا أنّ تأريخ اليهود مليء بالغدر ونقض العهود ، لذا قرّر النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) غزو « خيبر » معقل اليهود وحصنهم . فأمر ( صلّى اللّه عليه وآله ) أصحابه أن يتجهّزوا للغزو بأسرع وقت ، فتمّ ذلك فخرج من المدينة وأعطى الراية لعليّ ( عليه السّلام ) ومضى يجدّ السير باتّجاه خيبر ، فوصل إليهم ليلا ولم يعلم به أهلها ، فخرجوا عند الصباح ، فلمّا رأوه عادوا وامتنعوا في حصونهم ، فحاصرهم النبيّ وضيّق عليهم ونشبت معارك ضارية بين الطرفين حول الحصون ، وتمكّن النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) من فتح بعض حصونهم ، واستمرّ الحال هذا من الحصار والقتال بضعا وعشرين يوما ، وبقيت بعض الحصون المنيعة ، فبعث النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) برايته أبا بكر فرجع ولم يصنع شيئا ، وفي اليوم الثاني بعث بها عمر بن الخطاب فرجع خائبا كصاحبه يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه ، وهنا عزّ على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) أن يعقد بيده لواء فيرجع خائبا ، أو يوجّه أحدا نحو هدف فيرتدّ منهزما ، فأعلن ( صلّى اللّه عليه وآله ) كلمة خالدة تتضمّن معان عميقة ومغاز جليلة ، فقال بصوت رفيع يسمعه أكثر المسلمين : « لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله ، كرّارا غير فرّار يفتح اللّه عليه ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله »[2].

فاشرأبّت الأعناق وامتدّت وتمنّى كلّ واحد أن يكون مصداق ذلك ، حتى أنّ عمر بن الخطاب قال : ما أحببت الإمارة إلّا يومئذ ، وتمنّيت أن اعطى الراية[3].

فلمّا طلع الفجر ، قام النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) فدعا باللواء والناس على مصافّهم ، ثمّ دعا عليّا ( عليه السّلام ) ، فقيل : يا رسول اللّه ! هو أرمد ، قال : فأرسلوا له ، فذهب اليه سلمة ابن الأكوع وأخذ بيده يقوده حتى أتى به النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وقد عصّب عينيه ، فوضع النبيّ رأس عليّ في حجره ، ثمّ بلّ يده من ريقه ومسح بها عيني عليّ فبرأتا حتى كأن لم يكن بهما وجع ، ثمّ دعا النبيّ لعليّ بقوله : اللّهمّ إكفه الحرّ والبرد [4].

ثمّ ألبسه درعه الحديد وشدّ ذا الفقار الّذي هو سيفه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في وسطه وأعطاه الراية ووجّهه نحو الحصن ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه تعالى فيه ، فو الّذي نفسي بيده ، لأن يهدي بهداك - أو لأن يهدي اللّه بهداك - رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم » .

قال سلمة : فخرج واللّه يهرول هرولة وإنّا لخلفه نتّبع أثره حتّى ركز رايته في رخم من حجارة تحت الحصن ، فأطلع إليه يهوديّ من رأس الحصن ، فقال : من أنت ؟ قال : « أنا عليّ بن أبي طالب » .

قال : قال اليهودي لأصحابه : غلبتم ، وما انزل على موسى[5].

ثمّ خرج إليه أهل الحصن ، وكان أوّل من خرج إليه الحارث أخو « مرحب » وكان معروفا بالشجاعة ، فانكشف المسلمون ووثب عليّ ( عليه السّلام ) ، فتضاربا وتقاتلا فقتله عليّ ( عليه السّلام ) وانهزم اليهود إلى الحصن ، ثمّ خرج مرحب وقد لبس درعين وتقلّد بسيفين واعتمّ بعمامتين ومعه رمح لسانه ثلاثة أسنان .

فاختلف هو وعليّ بضربتين ، فضربه عليّ بسيفه فقدّ الحجر الذي كان قد ثقبه ووضعه على رأسه ، وقدّ المغفر ، وشقّ رأسه نصفين حتى وصل السيف إلى أضراسه ، ولمّا أبصر اليهود ما حلّ بفارسهم « مرحب » ؛ ولّوا منهزمين إلى داخل الحصن وأغلقوا بابه .

فصار عليّ ( عليه السّلام ) إليه فعالجه حتى فتحه ، وأكثر الناس من جانب الخندق - الّذي حول الحصن - لم يعبروا معه ( عليه السّلام ) فأخذ باب الحصن فقلعه وجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم[6]. وروي : أنّه اجتمع عدّة رجال على أن يحرّكوا الباب فما استطاعوا .

قال ابن عمرو : ما عجبنا من فتح اللّه خيبر على يدي عليّ ( عليه السّلام ) ولكنّا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعا ، ولقد تكلّف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه ، فأخبر النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بذلك فقال : « والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا » .

وروي أنّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) قال في رسالته إلى سهل بن حنيف : « واللّه ما قلعت باب خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعا بقوّة جسدية ولا حركة غذائية ، لكّني ايّدت بقوّة ملكوتية ونفس بنور ربّها مضيئة ، وأنا من أحمد كالضوء من الضوء[7]  .

 

[1] خيبر : مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثير ، تقع خارج المدينة على بعد حوالي ( 90 ) ميلا ، وقعت الغزوة في بداية محرّم من العام السابع للهجرة .

[2] تاريخ الطبري : 2 / 300 ط مؤسسة الأعلمي ، وتأريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 166 ترجمة الإمام علي ( عليه السّلام ) ، تذكرة الخواص لابن الجوزي الحنفي : 32 ، والسيرة الحلبية بهامش السيرة النبوية : 3 / 37 .

[3] تذكرة الخواص : 32 .

[4] تأريخ الطبري : 2 / 301 ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل لابن الأثير : 2 / 220 ، وفرائد السمطين : 1 / 264 ، حديث 203 .

[5] أعيان الشيعة : 1 / 401 .

[6] تأريخ الطبري : 2 / 301 ط مؤسسة الأعلمي ، والإرشاد للمفيد : 114 ، الفصل 31 من باب 2 ، وبحار الأنوار : 21 / 16 .

[7] الأمالي للصدوق : المجلس السابع والسبعون ، الحديث 10 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.