المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الجناجي (ت/1181هـ)
19-6-2016
سوق ذو المجاز
2-2-2017
آداب الركوب في سيارة الأجرة
19-1-2016
الإصرار – درس لا ينسى
13-1-2021
مـثال تـطبيـقـي على إعـداد خـطـة تـنفيـذ مـهـمة التـدقيـق
2023-03-28
المفعول فيه
2023-04-22


تعيين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  
  
815   09:27 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 128
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / النبي محمد (صلى الله عليه وآله) /

ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻘﺎ، ﻭﺑﺮﻫﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﺣﻘﺎ، ﻓﻤﺤﻤﺪ ﻧﺒﻲ ﺣﻖ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﺎﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻮﻩ:

(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﺃﻧﻪ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﺠﺰ.

ﺃﻣﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺒﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﺠﺰ ﻓﻸﻧﻪ ﺗﺤﺪﻯ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻌﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍ.

ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﺗﺤﺪﺍﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻸﻧﻪ ﺑﻠﻎ ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} [هود: 13] ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ {قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: 38] ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﻗﺎﻝ { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } [الإسراء: 88]ﺍﻵﻳﺔ. ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃﻳﻀﺎ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻧﻬﻢ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻓﻸﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺇﺗﻼﻑ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻪ ﻭﺇﻃﻔﺎﺀ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻛﺬﻟﻚ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻥ ﻏﺮﺿﻬﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺩﻓﻊ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻮ ﺃﻣﻜﻦ ﻣﻊ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻮ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﻓﻌﻪ ﻭﺇﺳﻜﺎﺗﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻣﻊ ﺳﻬﻮﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺷﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﻓﻈﺎﻫﺮ. ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍ ﻓﻠﺼﺪﻕ ﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃﻳﻀﺎ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻧﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺷﺮﻳﻔﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻻﺷﺘﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. ﺛﻢ ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ، ﻭﻫﻲ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺇﻻ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻭﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻩ ﻭﺣﻀﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ، ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﻇﺎﻫﺮﺓ، ﺇﺫ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺑﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻟﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﻘﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ: ﻛﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ، ﻭﺗﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﺤﺼﻰ ﻓﻲ ﻛﻔﻪ، ﻭﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ، ﻭﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺠﺮ، ﻭﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺷﺒﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺭﻭﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﺃﻟﻒ ﻣﻌﺠﺰﺓ. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﻭﻳﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻵﺣﺎﺩ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻛﺬﺑﺎ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﻭﺃﻳﻬﺎ ﺻﺪﻕ ﺛﺒﺖ ﺑﻪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻛﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺳﺨﺎﻭﺓ ﺣﺎﺗﻢ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻛﺒﺮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻮﻩ:

(ﺍﻷﻭﻝ) ﺇﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﻪ ﻧﺒﻴﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﻀﻄﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ، ﻟﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺇﻏﺮﺍﺋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻭﻧﺒﺆﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﺫﺍ ﺣﻀﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻔﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻘﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻲ ﻓﺨﺎﻟﻒ ﻋﺎﺩﺗﻚ ﻭﻗﻢ ﻋﻦ ﺳﺮﻳﺮﻙ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺍﻩ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺣﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻘﻴﺐ ﺩﻋﻮﺍﻩ.

ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﺗﻤﻮﻩ ﻣﻌﺠﺰ، ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﻔﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﺒﺪﻧﻪ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻋﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺑﺪﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻉ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﺃﻭ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺃﻭ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ. ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ، ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺗﻜﺮﻳﺮ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻌﻠﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﻨﺒﻲ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻭ ﻟﻤﻠﻚ ﺃﻭ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺟﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺮ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻌﻠﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﺘﺪ ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ، ﻓﻴﺴﺘﺤﻖ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ.

ﻷﻧﺎ ﻧﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺩﻋﻰ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺊ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻻ ﻟﻐﺮﺽ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﻣﻜﻨﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﻭﺝ ﺑﻪ ﻛﺬﺑﻪ ﻭﻣﻜﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻠﻜﺎﺫﺏ ﻟﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻷﺿﻼﻝ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺇﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﻗﺒﻴﺢ ﻋﻘﻼ، ﻓﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻘﻴﺐ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺑﻬﺎ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ.

 ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻧﺒﻲ ﺣﻖ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺻﻮﻓﺎ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻟﻮﺍﺯﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺓ ﻋﻨﻪ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.