أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-08-2015
1066
التاريخ: 7-11-2017
733
التاريخ: 24-12-2017
630
التاريخ: 10-12-2018
795
|
ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻘﺎ، ﻭﺑﺮﻫﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﺣﻘﺎ، ﻓﻤﺤﻤﺪ ﻧﺒﻲ ﺣﻖ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﺎﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻮﻩ:
(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﺃﻧﻪ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﺠﺰ.
ﺃﻣﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺒﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﺠﺰ ﻓﻸﻧﻪ ﺗﺤﺪﻯ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻌﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍ.
ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﺗﺤﺪﺍﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻸﻧﻪ ﺑﻠﻎ ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} [هود: 13] ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ {قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: 38] ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﻗﺎﻝ { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } [الإسراء: 88]ﺍﻵﻳﺔ. ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃﻳﻀﺎ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻧﻬﻢ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻓﻸﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺇﺗﻼﻑ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻪ ﻭﺇﻃﻔﺎﺀ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻛﺬﻟﻚ.
ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻥ ﻏﺮﺿﻬﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺭﺑﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺩﻓﻊ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻮ ﺃﻣﻜﻦ ﻣﻊ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻮ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﻓﻌﻪ ﻭﺇﺳﻜﺎﺗﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻣﻊ ﺳﻬﻮﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺷﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﻓﻈﺎﻫﺮ. ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍ ﻓﻠﺼﺪﻕ ﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃﻳﻀﺎ.
(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻧﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺷﺮﻳﻔﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻻﺷﺘﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. ﺛﻢ ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ، ﻭﻫﻲ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺇﻻ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻭﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻩ ﻭﺣﻀﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ، ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﻇﺎﻫﺮﺓ، ﺇﺫ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺑﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻟﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ.
(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﻘﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ: ﻛﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ، ﻭﺗﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﺤﺼﻰ ﻓﻲ ﻛﻔﻪ، ﻭﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ، ﻭﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺠﺮ، ﻭﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺷﺒﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺩﻭﻧﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺭﻭﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﺃﻟﻒ ﻣﻌﺠﺰﺓ. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﻭﻳﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻵﺣﺎﺩ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻛﺬﺑﺎ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﻭﺃﻳﻬﺎ ﺻﺪﻕ ﺛﺒﺖ ﺑﻪ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻛﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺳﺨﺎﻭﺓ ﺣﺎﺗﻢ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻛﺒﺮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻮﻩ:
(ﺍﻷﻭﻝ) ﺇﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﻪ ﻧﺒﻴﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ.
(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.
ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﻀﻄﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ، ﻟﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺇﻏﺮﺍﺋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ.
(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻭﻧﺒﺆﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﺫﺍ ﺣﻀﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻔﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻘﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻲ ﻓﺨﺎﻟﻒ ﻋﺎﺩﺗﻚ ﻭﻗﻢ ﻋﻦ ﺳﺮﻳﺮﻙ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺍﻩ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺣﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻘﻴﺐ ﺩﻋﻮﺍﻩ.
ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﺗﻤﻮﻩ ﻣﻌﺠﺰ، ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﻔﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﺒﺪﻧﻪ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻋﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺑﺪﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻉ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﺃﻭ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺃﻭ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ. ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ، ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺗﻜﺮﻳﺮ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻌﻠﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﻨﺒﻲ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻭ ﻟﻤﻠﻚ ﺃﻭ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺟﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺮ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻌﻠﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﺘﺪ ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ، ﻓﻴﺴﺘﺤﻖ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ.
ﻷﻧﺎ ﻧﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺩﻋﻰ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﻟﺪﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺊ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻻ ﻟﻐﺮﺽ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﻣﻜﻨﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﻭﺝ ﺑﻪ ﻛﺬﺑﻪ ﻭﻣﻜﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻠﻜﺎﺫﺏ ﻟﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻷﺿﻼﻝ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺇﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﻗﺒﻴﺢ ﻋﻘﻼ، ﻓﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻋﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻘﻴﺐ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺑﻬﺎ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻧﺒﻲ ﺣﻖ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺻﻮﻓﺎ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻟﻮﺍﺯﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺓ ﻋﻨﻪ.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|